تعليقات الموقع (91)
|
التسلسل: 1
|
العدد: 169070 - اين المرأة
|
2010 / 10 / 3 - 10:42 التحكم: الكاتب-ة
|
منى علي حميد
|
المرأة هي نصف المجتمع ,الا ترى مفكرنا الكبير برهان غليون انه لايمكن تحقيق الحداثة والعلمنة دون المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل؟
96
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 2
|
العدد: 169292 - رد الى: منى علي حميد
|
2010 / 10 / 3 - 23:26 التحكم: الكاتب-ة
|
برهان غليون
|
نعم، يمكن تحقيق الحداثة والعلمنة من دون تحقيق المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل. فلا نستطيع أن نقول إن المساواة الكاملة هي سمة المجتمعات الصناعية المتقدمة اليوم، وهذه المجتمعات لا تدعي ذلك. وهذا ما يبرر كفاح الحركات النسوية، ومشاريع التمييز الايجابي لصالح المرأة، ومطالبة الأحزاب السياسية بتشجيع المرشحات في الانتخابات النيابية لرفع مستوى تمثيل النساء في البرلمانات التي لا تزال تسيطر عليها أغلبية ساحقة رجالية حتى في أعرق الجمهوريات الغربية. والسبب في ذلك أن المساواة مبدأ أخلاقي بينما الحداثة ليست مثالا أخلاقيا ولكنها مسارات تاريخية هي بالضرورة متطورة ومتعددة. فمنها حداثة استعمارية ومنها حداثة مبتورة وحداثة ناقصة أو منتقصة. وليست جميع مسارات الحداثة متكاملة أخلاقيا وتقنيا وفكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ثم إنه حتى في مسارات الحداثة المتكاملة، لا تتطابق المباديء الأخلاقية دائما، بل ولا القانونية التي ينص عليها الدستور، مع الوقائع العملية. المساواة الفعلية هي هدف تصبو إليه المجتمعات الديمقراطية ولا يتحقق دفعة واحدة وإنما لا بد من جهد مستمر وكفاح متواصل من قبل أصحاب العلاقة للوصول إلى المثال. المهم أن تتحول المساواة إلى مثال أعلى يوجه مسار الحداثة ويشكل معيار العدالة في العلاقات الاجتماعية. فبذلك نكون قد ضمنا أن لا تكون الحداثة عنصرية أو تمييزية أو لا إنسانية كما كانت في الدول العنصرية أو في النظم الفاشية على سبيل المثال.
130
أعجبنى
|
التسلسل: 3
|
العدد: 169119 - تساؤلات ليست متأخرة
|
2010 / 10 / 3 - 13:42 التحكم: الكاتب-ة
|
حميد كشكولي
|
الأستاذ العزيز برهان غليون ! أولا أشكركم جزيلا على منحكم إيانا من وقتكم الثمين في سبيل اجراء هذه المحاورة القيمة و المتميزة. فبعد اطلاعي على اجاباتكم برزت عندي تساؤلات ارتباطا بتلك الأجوبة ، وآثرت أن اساهم كأي قارئ لأن الوقت المخصص للرد على أسئلة المحاورة الأساسية قد نفد و ولم ارد أن آخذ من وقتكم الثمين المزيد.
في السؤال 6 حول العلمانية الانسانية سمعنا أيضا عن الاشتراكية الانسانية ، وأظن أن أول من أطلق هذا المصطلح هو هافل الرئيس الجيكوسلافاكي ( قبل التقسيم) و استخدم المصطلح على مستويين ، الدفاع عن الاشتراكية على أساس أن ما كان قائما لميكن اشتراكية حقيقية ، و المستوى الآخر كان على أساس معاداة كل ما يتعلق بالاشتراكية و الشيوعية واليسارية باعتبارها لا إنسانية.. كما أسمع أحيانا مصطلح الرأسمالية الانسانية وهو تعبير عن ادانة مظالم الرأسماليين واستغلالهم الجشع للكادحين و الجماهير العمالية ودفاعا عن الرأسمالية في مستوى آخر. كان سؤالي أن رافقت تجارب العلمانية في بعض البلدان الشرق أوسطية أو العالم ثالثية مظالم وقسوة و صعوبات ما حدى بكم أو بمن استدانوا المصطلح منكم أن يعلنوا لأبناء شعوبنا بأن علمانيتنا تختلف ونحن في هذا العصر نريد أن نسلك سبلا مختلفة لا يتضرر منها الناس ....؟؟؟؟؟
و أما تساؤلي الآخر هو الأهم جاء اثر الاجابة على السؤال التاسع حيث اتهمتني بالحنين الى الاستعمار القديم.. فانني معروف عني أنني اعادي الاستعمار القديم و الجديد و الاستعمار الوطني أيضا وبشكل أشد... لكنني تساءلت عن أسباب انعدام أي مشروع للبناء والحداثة في ظل الأنظمة الوطنية المعادية للامبريالية في حين قام الاستعمار القديم واتباعه من القوى المحلية بوضع أسس بناء الدولة الحديثة و اقامة مشاريع تنمية كبرى. خذ العراق مثلا فمنذ انقلاب 14 تموز 1958 لم تقم الانظمة الوطنية بناء سد او مصنع كبير اللهم الا المشاريع الدعائية الفارغة و العسكرية التي اصبحت هباء .. قال لي أحد اصدقائي السوريين أنه قريتهم كانت تبقى بدون كهرباء و طريق مركبات لولا الاخوان المسلمين أذ ان النظام لأجل ملاحقتهم اختاج لشق الطرق لنقل قوةات الامن الى القرى الجبلية الوعرة و ايصال التيار الكهربائي لرؤية التحركات المريبة وهذا كان يجري في العراق ايضا واشكرك أيها الاستاذ على رحابة صدركم
75
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 4
|
العدد: 169302 - رد الى: حميد كشكولي
|
2010 / 10 / 4 - 00:37 التحكم: الكاتب-ة
|
برهان غليون
|
لا، لا أعتقد أن العلمانية، حتى في تطبيقاتها العربية الناقصة أو المشوهة قد شكلت ضررا للمجتمعات. ولم تكن فكرة العلمانية الانسانية موجهة للحكومات التي لا تستطيع، وهي غير ديمقراطية، وفاشلة على مستوى برامجها العلمية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية، أن تستقل عن الدين كمصدر لشرعية إضافية أو جانبية. العلمانية الانسانية كانت شعارا موجها بالأساس ضد أولئك الذين يجعلون من العلمانية حصان طروادة ضد الديمقراطية والمشاركة الشعبية والمساواة الأخلاقية والقانونية بين الأفراد، أي يجعلون من تدين البعض مبررا لشرعنة نظام الإقصاء والتمييز والقهر. فيوجهون العلمانية ضد القيم الإنسانية العميقة التي كانت وراء نشوئها، وفي مقدمها احترام الانسان ووحدة الانسانية، بصرف النظر عن اختلاف الاعتقادات وتضارب المذاهب الدينية والفلسفية.
بالنسبة لقضية الاستعمار ومشاريع البناء والتحديث، هناك اليوم بالفعل حنين للاستعمار، لست أنت بالتأكيد من ممثليه. وهو حنين يفسره ما تشهده الشعوب من ظلم وقهر ومصادرة الحريات ونهب الموارد، وما تقود إليه خيانة النخب من فوضى واضطراب واقتتال. وليس من المبالغة ما يسود عند أغلبية الناس من اعتقاد بأن الدولة كانت أكثر تعبيرا عن الصالح العام وأكثر التزاما بتطبيق القانون، وبالمساواة بين المواطنين، بصرف النظر عن عشيرتهم وطائفتهم، وبالتالي مقدرة على بسط الأمن والاستقرار، وخلق فرص التنمية والبناء، في عهد الاستعمار مما هي عليه الآن. فما نعيشه اليوم هو حقبة تفكك الدول واستعمارها من الداخل من قبل نخب أكثر ما يميزها هو ضحالة الثقافة وانعدام الوطنية وسوء الإدارة وغياب الشعور بالمسؤولية. وهذا ما يتفق مع نظام الهيمنة الراهن وما يستجيب لحاجات الرأسمالية الكمبرادورية التي تسيطر سيطرة لا شريك لها على مصائر المجتمعات العربية. بيد أن هذا لا يعني أن الحقبة الراهنة خالية من أعمال الإشادة والبناء. إنما ليس في الحقول التي كانت أساسية في وقت الاستعمار الاول حيث كان بناء الإدارة الحديثة شرطا للتمكين للسيطرة الأجنبية ولإضفاء الشرعية عليها في الوقت نفسه. البناء يتركز هنا في حقل الاقتصاد، والأسواق الحرة وغير الحرة، ومراكمة الثروات، كما يتركز في بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تشكل جزءا لايتجزأ من عدة السيطرة الداخلية لحماية الاقتصاد الريعي ورأسمالية المضاربة، ونسف القانون، وتعزيز التفاهم والتحالف مع قوى الهيمة الدولية. فكما كانت النخب المحلية تستمد قوتها ونفوذها في العهد الاستعماري الاول من المشاركة في بناء الدولة الوطنية والصراع من أجل تحويلها إلى دولة مستقلة وسيدة، تستمد التخب الراهنة قوتها ونفوذها وبأسها، بالعكس، من تفجير الدولة من الداخل للاستفراد بمواردها وموارد المجتمعات، أي كشرط لبناء اقتصاد المضاربة والنهب والسلب الذي يشكل رصيدها وأساس اندماجها في نظام الهيمنة الدولي القائم واشتراكها فيه. لكن ليست المقارنة بين الحقبتين هي التي تزعج هنا، وإنما ما تغيبه هذه المقارنة، أي طمسها تماما الحقبة الرئيسية التي تستحق التفكير والتأمل والمراجعة والنقد والتصويب، بوصفها حقبة المبادرة المحلية من أجل التحرر من الاستعمار والسعي إلى بناء الأوطان معا، أقصد حقبة التحرر الوطني التي شهدتها معظم مجتمعات العالم الثالث في الخمسينات والستينات. فمن دون فهم هذه الحقبة وأسباب إجهاضها أو إخفاقها، ليس لتاريخ الشعوب النامية أي معنى سوى التأكيد على عجزها عن مواجهة تحديات العصر والارتقاء إلى مستوى الفاعل التاريخي. وهذا فعلا ما تريده وتعمل عليه الدعاية الامبريالية الراهنة. فتيئيسس الشعوب من نفسها وضرب ثقتها بقدراتها وترسيخ الاعتقاد لديها انها كانت ولا تزال وستبقى شعوبا غير قادرة على ولوج الحداثة أو التحرر أو التطور أو البناء، هي الايديولوجية الحقيقية للهيمنة الامبريالية الجديدة. وفي نظري أن هذه الحقبة كانت، بعكس من الحقبتين الاستعماريتين القديمة والراهنة، حقبة بناء وتأسيس قانوني وسياسي وفكري واخلاقي معا. وإخفاق هذا البناء وفشل تجارب التحرر الوطني والانعتاق السياسي والاجتماعي والاقتصادي لا ينبغي أن يقلل من مغزى هذه الحقبة ولا أن يدفعنا إلى نسيانها أو تناسيها. بل إن البناء لن يكون ممكنا في المستقبل إلا بدراسة نقائص هذه التجربة التحررية وأخذ العبر منها حتى يمكن تجاوزها في التجربة القادمة، تجربة التحرر والانعتاق والبناء الاجتماعي، التي لا مهرب لأي مجتمع من خوضها إذا لم يرد أن يحكم على نفسه بالتأخر والتحلل والتبعية الدائمة.
171
أعجبنى
|
التسلسل: 5
|
العدد: 169126 - قوى التغيير في المجتمعات العربية
|
2010 / 10 / 3 - 14:03 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد الرحمن دارا سليمان
|
الأستاذ الفاضل برهان غليون ....تحية إحترام وتقدير
لا يخفى على سيادتكم ،ما تعرضت له المجتمعات العربية من تغيرات وتحولات بنيوية عميقة خلال العقود الأربعة الأخيرة ، تجّلت في الهجرات الواسعة للفئات الإجتماعية الوسطى لأسباب سياسية وإقتصادية عديدة ، ومن زحف متواصل للأرياف والمناطق النائية على المدن نتيجة الحاجة وسوء التخطيط والتوزيع، ومن تبدلات داخلية طرأت على البنى الإجتماعية التقليدية بما فيها الطوائف والعشائر والقبائل ورجال الدين التقليديين الذين باتوا اليوم أقرب الى رجال المال والأعمال وزعماء الأحزاب السياسية في الوقت الذي ينحسر ويتراجع فيه خطاب العقل ولا تجد القوى الديمقراطية أمامها خيارات عملية كثيرة في واقع يشتّد التباسه يوما بعد يوم والعراق الحالي هو خير مثال عملي على ماورد . سؤالي هو: على أي قوى تغيير داخلية يمكن التعويل هذا اليوم من أجل إنجاز المهام الإجتماعية والسياسية الكبرى .؟ تقبلوا الشكر والتقدير
115
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 6
|
العدد: 169346 - رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان
|
2010 / 10 / 4 - 08:24 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
التحولات التي ذكرت هي التي تكمن وراء الاضطراب الكبير، الاجتماعي والسياسي والايديولوجي، الذي تعيشه المجتمعات العربية، والذي يتجسد في اانحسار مشاريع التغيير، وغياب الرؤية التاريخية، وتفكك القوى الاجتماعية. بيد أن هذا الاضطراب ليس نهاية مطاف، ولا تكريسا لخيار اجتماعي ضد خيار آخر، ولا تعبيرا عن إخفاق تاريخي أو عيب بنيوي، كما يبدو لأغلبية الرأي العام، ولكنه تجسيد للحظة انتقال في تاريخ المجتمعات تحملها من حالة سابقة كنا نسميها مرحلة وطنية، مع تبعاتها وطموحاتها ومشاريعها الصغيرة والكبيرة وحواملها من القوى الاجتماعية والسياسية، إلى حالة جديدة تنسجم مع حاجات تطور السوق العالمية، أو العولمة الليبرالية، والليبرالية الجديدة. وهي حالة تسود فيها عملية تفكيك النظم الوطنية أو شبه الوطنية لما بعد الاستقلال وعادة تركيبها على أسس جديدة، تجعلها أقرب إلى المزارع الخاصة بنخبة او طائفة أو جماعة متميزة منها إلى دول أو نظم وطنية ومواطنية. ومن الطبيعي أن يشمل هذا التحول تكسير القوى التي تبلورت في العهد السابق، السياسية والفكرية والاجتماعية. وهذا هو مصدر الشعور السليم بالفراغ، فراغ القوى وفراغ مشاريع التغيير الديمقراطي الحديث، الذي يعبر عنه سؤالك أحسن تعبير. بيد أن النظم المجتمعية الجديدة ليست نهائية، وليس لها أمل هي أيضا بالاستقرار. وهي تفرز من قوى الاحتجاج والاعتراض والرفض أكثر بكثير مما كانت تفرزه النظم السابقة عليها. وعلى هذه القوى ينبغي المراهنة من أجل التغيير الديمقراطي للدولة والمجتمع معا لا على طبقات بعينها. وما ينقص مشاريع التغيير في هذا الاتجاه هنو افتقارنا حتى اليوم إلى رؤية موضوعية لاتجاهات التغير الراهنة وللامكانيات التي تحملها قوى الاحتجاج المتنوعة والمتنافرة، وللبرامج التي يمكنها أن تدمج في ما بينها وتحولها إلى قوة تغيير واحدة. وربما كانت نماذج تفكيرنا التقليدية، بما فيها تصور التحول انطلاقا من صراع طبقات واضحة المعالم وكاملة أو شبه كاملة التكوين، كما عبرت عنه النظرية الماركسية الكلاسيكية، من العوامل التي تعيق تقدمنا بالفعل نحو رؤية أنجع لآليات التحول والسيطرة على المسار في الحقبة الراهنة. نحن أمام واقع جديد، طبقي واجتماعي وثقافي وايديولوجي. والتغيير يحتاج إلى فهم هذا الواقع وبناء القوة السياسية القادرة على التغيير من داخل هذا الواقع، وهي لن تكون بالضرورة في حجر الطبقات الوسطى أو البرجوازية الصناعية الغائبة أو الارستقراطية المتحدثنة، وإنما في بحر الكتل الجماهيرية المشتتة والمشردة والمهمشة. فنحن نسير أكثر فأكثر نحو بنية اجتماعية تفصل بين النخبة القليلة المسيطرة من جهة والعامة من جهة أخرى، وليس نحو مجتمعات مركبة تشكل الطبقة الوسطى محور توازنها وقلبها ومصدر إلهامها وإدارتها، مما يشكل سمة من سمات المجتمعات المركزية. ومن الواضح أن الوصول إلى مشروع التغيير يشكل في هذه الحالة تحديا كبيرا للمفكرين والسياسيين والاقتصاديين معا، بمقدار ما يحتاج إلى تجديد عميق في النظر وفي القيادة السياسية وفي التنظيم الاجتماعي الاقتصادي. فالسؤال : كيف يمكن تكوين قوة تغيير ديمقراطية في حجر طبقات مهمشة، مستبعدة من السلطة والقرار، ومفقرة فكريا وثقافيا، تغريها مشاريع الارتداد والانتقام والهدم أكثر مما تحركها مشاريع البناء والانخراط في العصر والتنافس مع المجتمعات المركزية المهيمنة عليها، هو التحدي الحقيقي. لكن هذا يعني أيضا أن التغيير ليس مستحيلا، وأن قواه ليست غائبة، ما هو غائب هو المشروع الفكري والسياسي القادر على تفعيل هذه القوى والتأليف بينها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، مما فشل فيه الاسلاميون بسبب تمحورهم على الذات واختيارهم الخصوصية الدينية بدل التوجه لعموم الناس، وتمسكهم بنماذج قرسطوية للتنظيم الاجتماعي لا تتسق مع حاجات تطور البلاد وتطلع المجتمعات.
87
أعجبنى
|
التسلسل: 7
|
العدد: 169130 - تحياتي دكتور برهان
|
2010 / 10 / 3 - 14:15 التحكم: الكاتب-ة
|
غسان المفلح
|
كنتم ولازلتم تشكلون بالنسبة لنا ولغيرنا من العرب والسوريين، مرجعا فكريا ودوما نلمحكم في حواراتنا وكتاباتنا عن شؤوننا العربية عموما والسورية بشكل خاص، هذه حقيقة، نحن لا نطالبكم مطلقا بتغيير مساحة نقدك للأوضاع العربية عموما، لكنني سوف اتحدث سوريا، أعتقد لدينا هنا مشكلتان: الأولى- تتمثل في إمكانية الإيصال لهذا الفكر إلى الحقل التعليمي في سورية، خاصة فيما يتعلق بالإشكاليات التي تتناولونها أو تناولتموها سابقا تمس من قريب أو من بعيد الوضعية السورية، والفكر خارج حقل التعليم في هذا الزمن، يبقى محدود التأثير بشكل كبير...وهنا لدينا نموذجان: الفكر الإسلامي عموما يدرس في المدارس والجامعات، بغض النظر عن أي فكر إسلامي نتحدث، لهذا يبقى الطالب وبالتالي المواطن على حالة تواصلية مع هذا الفكر، ويؤسس هذا الفكر فيه وينعكس في ممارساته وسلوكه.. النموذج الثاني هو الفكر القومي بنسخته السورية البعثية- بغض النظر عن أن البعث حاكم أم لا- وهذا أيضا يجده التلميذ منذ دخوله المدرسة وحتى تخرجه من الجامعة، هذا التلميذ لا يحتك بمدرسته أو بجامعته بفكر آخر كفكر، ونبقى وكأننا ندور في حلقة مفرغة. الدكتور برهان.. كيف يمكننا حل مشكلة الإيصال والتواصل هذه؟ وهذه يتبعها الحديث عن المشكلة الأخرى، وهي تبيئة مفاهيمكم سوريا، الغرب وسورية، الكومبرادور الجديد وسورية، طبيعة نظم الحكم العربية وسورية، وكمثال حوارك مع الصديق لؤي حسين حول العلمانية كان له أثرا بين المثقفين الشباب لكنهم أقلية ضيقة جدا ...والمواطن السوري، ليست مهمته في الواقع هذه التبيئة.. فعلى عاتق أية مؤسسات يقع هذا الأمر؟ وأطرح هذه القضية لأنني أرى أن كثيرا من المفاهيم لم يعد يجدي تعميمها عربيا، العلمانية مثلا في دول المغرب وأشكال التعاطي معها من قبل النخب الحاكمة وغير الحاكمة مختلف عن أشكال تعاطي النخب السورية...والاختلاف ليس هامشيا بل يعتبر عميقا، لأن لكل دولة عربية تجربتها الخاصة...كيف رؤيتكم وما يقع على عاتق المثفف السوري في هذا الأمر؟ شكرا لأطلالتك..
86
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 8
|
العدد: 169365 - رد الى: غسان المفلح
|
2010 / 10 / 4 - 09:32 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ايصال الأفكار وتعميم انتشارها، مثلهما مثل تبيئتهما أو تطبيقهما على بلد بعينه، عمل من أعمالالسياسة ومهامها. والحجر على الفكر والرقابة على النشر جزء لا يتجزأ من عمليات تهميش الكتل الجماهيرية وحرمانها من الرؤية الموضوعية والناجعة لشرط تحررها، ومن ثم تكريس السيطرة عليها واستغلالها. وبالمثل ليس من صالح القوى السياسية السائدة اليوم، أعني بها قوى التيارات الاسلامية القيام بهذه المهمة والمساعدة على وجود مشروع منافس لها. ولا يمكن مواجهة السياسة بالفكر او النشر ولكن بسياسة عملية أخرى. وللسياسة العملية زمانية وأجندة مختلفتين عن زمانية الفكر، ولها متطلباتها أيضا. قد يعمل المفكر أو الباحث في السياسة، لكن السياسة ليست فكرا فحسب. ولا تبنى على الفكر. بل هي بعكس الفكر عمل يسترشد بالفكر لكنه يخضع لمنطق مختلف عنه تماما، ولا يهم فيه الاقتاع بمقدار ما يهم التغيير المادي، من خلال بناء القوى ومراكمتها وتبديل التوازنات. ولا يستطيع الكاتب أن يكون هو نفسه حزبا سياسيا ولا أن يجعل من الفكر بديلا للسياسة أو للمشاريع السياسية. الرد على تحدي ايصال أفكارنا إلى المجتمعات يكمن في بناء السياسة أو بناء قطب سياسي قادر على تغيير الوقائع وفرض وقائع جديدة. وهذا ما يبرر أصلا العمل السياسي، ويعطي قيمة لما أطلقت عليه اسم بناء القطب الديمقراطي الذي تنحل فيه جميع الاختلافات التي تمزق قوى الاحتجاج والتغيير، من دون أن تلغي شرعية وجود التعدد والتنافس والاختلاف. وفي اعتقادي هذا ما ينطبق أيضا على مسألة أقلمة الأفكار النظرية مع البيئات الوطنية الخاصة، السورية أو المصرية أو اللبنانية. فهذه الأقلمة هي أيضا جزء من العمل السياسي الذي يستثمر الأفكار من أجل بناء قوى وتحالفات وأشكال تعبير وتنظيم تسمح له بتجاوز الاختلافات الداخلية ومواجهة الصعاب الخارجية، والتقدم إلى الأمام. وبناء السياسة، أو جعل السياسة ممارسة عمومية، هو محور صراعنا الرئيسي اليوم، ولا نستطيع أن نحسم فيه سلفا قبل أن نخوض فيه. وخلافنا مع النظم القائمة يدور قبل أي شيء آخر حول تأكيد حق الجميع في المشاركة في القرار العمومي وفي تحديد الخيارات الاجتماعية والتوجهات الايديولوجية، في مواجهة مشروع السيطرة الأحادية من قبل فريق واحد على الدولة والمجتمع. ومحورية السياسة في الصراع الراهن ليست صدفة. فحرمان الناس من التواصل والتفاهم والتعاون والتنظيم والحركة هو شرط بقاء نظم قائمة على القوة واستبعاد الجمهور من أي قرار. وتأكيد عمومية الحق في المشاركة، وبالتالي في ايصال الأفكار وتبيئتها، هو جزء من هذا الصراع على تأكيد الحق في السياسة وبنائها. والسؤال الأهم الذي ينبغي أن نتشارك في حله هو كيف يمكن فتح ثغرة في جدار نظام القوة هذا، حتى يمكن ايصال الأفكار وتبيئئتها. مع العلم أن المفتاح ليس بيدنا نحن المثقفين وحدنا، ولا نحن السوريين او المصريين أو العراقيين وحدنا كذلك، ولكن تشاركنا في الامساك به قوى خارجية أخرى، غير مرئية دائما، لا تقل عنا عنادا، تجعل من الصراع مسألة أكثر تعقيدا وديمومة.
85
أعجبنى
|
التسلسل: 9
|
العدد: 169210 - دعونا نأكل ونشرب كوب ماء أولً ثم نجادل أخلاقياً
|
2010 / 10 / 3 - 18:12 التحكم: الكاتب-ة
|
Pythagoras plato
|
يوجد مثل ألماني يقول: نجتر الطعام أولاً ثم نقود جدلية أخلاقية.من ذلك أود القول بأنه لا توجد مجتمعات عربية (محاطة بها ظواهر سلبية من الجواب على السؤال الأول) ولكن هناك قبائل وطوائف متعددة سلبية ناكرة وتلعن إنتمائها العربي الجبري ومعادية له أبتداء من الأمازيغ والأقباط الفراعنة المصريين الأسوريين آرام والبابلية الأشوريية والكنعانيون اللبنانيون ووو فهؤلاء الجوعى والعطشى من على جوانب أو من داخل صحاريهم الأمازيغية والسورية البابلية والقبطية المصرية السينائية والصحراء العربية كيف نستطيع أن نطلب منهم جدلية أخلاق الحداثة والديمقراطية وهم جوعى وعطشى و فاقدون للمادة الوجودية أي الماء المعدني والمراعي البروتونية والغابات الخضراء الحديدية الأسبوع الفائت كنت بمؤتمر بإحدى العواصم الأوربية عنوان المؤتمر لثلاثة أيام Poverty and Social Exclusion or Has Solidarity a Stake in the EUs Future?
30 September – 2 October 2010
إحدى أقوى مداخلاتي كانت كيف أن عيسى عمران الكنعاني ولِدَ وترعرع حول خمس صحاري ذات فقر سافل لذلك كانت تعاليم عيسى منافية للمادة لكي يضغط على الأغنياء لكي يساعدوا الجوعى والعطشئ الفقراء الموجودون على جوانب أو داخل تلك الصحاري السافلة لذلك تعاليم السيد عيسى لا تناسب الشمال الغني مادياً و وجودياً أي الغناء الطبيعي الجغرافي البارد هذا البرد هو عامل أخر أجبر سكانهِ على الديناميكية والنشاط الحركي والذكاء المادي وليس الذكاء الفطري والعمل الدؤوب لكي يحموا أنفسهم من الصقيع الزمهريري وان لا يموتوا جليدياُ عيسى لعن ونجس المادة وأذا الأوروبي إستمر ولعن ونجس المادة هذا يعني أن الأووبي فقد حب العمل والحركة أي إقترب منهُ الفقر الكاثوليكي لأن البروتستنتي يطلب المادة فطلب الطعام الشهي والغنى الفاحش بينما الكاثوليكي نجسَ المادة فطلب النوم الهادئ حسب مكس فيبر فجائهُ الفقر حالهُ حال هؤلاء سكان الصحاري الكسالى عقلياً و يدوياً أكدتُ لهم بأن تعاليم عيسى مكانها الصحاري وليس العالم الشمالي الغني جغرافياً وإنسانياً فرئيس المؤتمر وافق وأكدَ على ذلك
السؤال حضرة الباحث الدكتور برهان غليون من هذه المعطيات الداخلية بالأعلى وأخرى كثيرة وأخطرها هي عبادة الذات الإستبدادية الغرائيزية لتلك العائلات الطائيفية الحاكمة من على جوانب تلك الصحاري كيف يمكن برأيكم بناء ديمقراطية إصلاح و حداثة بوجود الفقر الجغرافي الطبيعي و عاملها الإنسانسي السيئ
سؤال أخير المحمدانية هي حركة وحدوية سياسية إصلاحية أي وحدة عربية قائدها محمد كأعظم عظماء التاريخ حسب الكندي مايكل هارت والقرأن بإبحاثي ليس إلا دستور هذا الوحدة العربية الذي دستورها القرأني إعترف بكل هذه القبائل والطوائف الصحراوية الخمس المذكورة أعلاه لذلك دستور محمد رفض من البداية والأن ُيلعن و يُحرق والصهاينة المدسوسون بالجيش البوشي بالوا على دستور وحدة محمد بالعراق عن طريق هذه الطوائف الجوعانة والعطشانه وكما رفض من البداية دستور هذا الإتحاد الأوروبي العظيم أيضاُ من البداية رفضَ فقط لأنهُ إعترف بجميع الإنسانية الأوروبية ولكن الفاتيكان جن جنونه لأن كُتاب وصُناع هذا الدستور الأوروبي العظيم رفضوا تدوين بند بالدستور الأوروبي بأن القارة الأوروبية مسيحية لأن الفلافسة الذين رفضوا هذا البند العنصري يؤمنون بأن تعاليم عيسى صحراوية وغير نافعة للقارة الأوروبية وكما أنا شخصياً اؤمن بهذا
سؤالي لحضرتكم ألا الأفضل لهذه الصحاري ان ترجع لتعاليم عيسى الصحراوية التي عمقها إنساني ضد الفقر والجوع والعطش حتى فلسفة التجسيد العيسوية هدفها إحترام كرامة الإنسان أي إله أو رب السماء ُجسِدَ على أو بشكل إنسان كنعاني جميل لأنني عندما يومياً أقدس وأركع كإله على شكل إنسان هذه العملية تمنحني إحساس تدجين ثقافي أن إحترم أي إنسان حولي والذي يشبه هذا الرب الإلهي من تلك فلسفة التجسيد الخادمة للكرامة الإنسانية تكون قبائل طوائف هذه الصحاري قابلة للتدجين و الإعتراف المتَبادل ومن ثم التحديث والديمقراطية
79
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 10
|
العدد: 169382 - رد الى: Pythagoras plato
|
2010 / 10 / 4 - 10:22 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
أسمح لي بأن لا أشاركك فهمك للأزمة التي تعيشها المجتمعات العربية، ولا في الأسلوب الذي تستخدمه للتعبير عنها. وسأرد فقط على السؤال الذي يشاركك فيه ربما كثيرون، أعنى كيف يمكن بناء ديمقراطية إصلاح وحداثة في بيئة عربية تتسم بالفقر في الموارد الطبيعية والثقافية. والجواب، اولا، أن وفرة الموارد ليست منفصلة عن نظم الإدارة والتسيير والقيادة السياسية التي تسود في المجتمعات. وليست اليابان أكثر حظا في الموارد من البلدان العربية. كما أن الموارد لا تتلخص اليوم بالموارد الطبيعية. بل إن الثروات المستمدة من الابداعات التقنية وبراءات الاختراع العلمية والمنتجات الصناعية هي اليوم أعظم بكثير مما يمكن أن توفره أي موارد طبيعية. والفقر الذي تعرفه المجتمعات العربية ليس ثمرة مباشرة لنقص هذه الموارد أو نفاذها، بمقدار ما هو نتيجة سياسات أو اختيارات اقتصادية واجتماعية وثيقة الصلة بنظام توزيع السلطة القائم وشروط استمراره. ثانيا، ليست المجتمعات العربية خارج الحداثة أو على هامشها. إنها في قلبها. وما يميز سيرها ليس عدم دخول الحداثة وإنما دخولها من بابها الضيق، كحداثة اقتداء وتقليد واستهلاك. فالحداثة، كما ذكرت في جواب سابق، ليست واحدة، ولكنها حداثات، تأخذ المجتمعات منها بحسب ما تحتله من موقع في منظومتها العالمية، الجيوسياسية والاقتصادية والتقنية والعلمية. ونصيب مجتمعاتنا منها لم يكن حتى الآن سوى ما سميته بنصيب الحداثة الرثة التي تقتصر على تصدير الموارد الطبيعية، من نفط وأيدي عاملة رخيصة، وكوادر لا حاجة لها بها، واستيراد منتجات الاستهلاك الراقي الخاص بنخب محلية ضيقة. فهي حداثة من تحت، أو هي القاع السفلي للحداثة، حيث تتعزز التبعية الاقتصادية والسياسية، وتنعدم نظم الاستثمار المنتج والابداع العلمي والتقني، ويسود قانون القوة والزعرنة والاستلاب من كل نوع. فهي بالضرورة حداثة منتجة للفقر الجماعي والتمييز الاجتماعي شبه العنصري والحكم بالطرق القهرية وغياب القانون والمشاركة العمومية وغياب المواطنة وروح المسؤولية والتضامنات الاجتماعية. فهذا التكوين الذي يميز مجتمعاتنا اليوم، في الاقتصاد والسياسة والثقافة، ليس من إرث الماضي ولا هو تجسيد لقيمه البالية، ولكنه ثمرة الاندراج الاجباري في الحداثة من موقع االتبعية والهامشية وغياب المبادرة الذاتية وضعف المشاركة الايجابية وانعدام السيطرة على المصير. والمطلوب ليس تعميق البنية الاستلابية لهذه الحداثة، ولكن، بالعكس تماما، إصلاح وضعية العالم العربي والعالم النامي عموما في منظومة الحداثة، أي العمل ضد الطابع الهيمني والتمييزي العميق الذي يميز سياسات أقطابها الكبرى، وضد نظم القهر والتهميش السياسية التي تستند إليها هذه السياسات محليا لتبقى، وضد ثقافة الهلع واليأس والاحباط والندب التي أصابت معظم أدبائنا ومثقفينا، وانتقلت إلى عموم الجمهور، نتيجة إخفاق مشاريع التغيير السابقة، والتقهقر الذي تعيشه مجتمعاتنا اليوم، وانعدام الآفاق ومشاريع التغيير التاريخية الناجزة.
124
أعجبنى
|
التسلسل: 11
|
العدد: 169215 - المد الديني الرجعي في العالم العربي
|
2010 / 10 / 3 - 18:28 التحكم: الكاتب-ة
|
محمود يوسف بكير- مستشار إقتصادي
|
شكرا د.برهان على تحليلاتك العميقة. سؤالي هل ترى امكانية حدوث اي إنفراجة حقيقية إزاء تردي الاوضاع الإقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية... .. الخ في العالم العربي في ظل الحصار المضروب علي الشعوب من جانب الحكام ورجال الدين المتحالفين معهم من ناحية و من ناحية أخري الدول الغربية الكبرى التي لا تهتم سوى بمصالحها ولا ترفع شعار حقوق الانسان إلا لإخافة الحكام و تحقيق المزيد من المصالح؟
83
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 12
|
العدد: 169383 - رد الى: محمود يوسف بكير- مستشار إقتصادي
|
2010 / 10 / 4 - 10:39 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
لا نستطيع ان نستبعد تحولا مفاجأ قد يفتح باب التغيير نحو الأفضل، لكن لا شيء يسمح أيضا بالتنبؤ بمثل هذا الانفتاح. فنحن لسنا خارج الأزمة العالمية التي أصابت النظام الدولي المالي والاقتصادي. ولا يبدو أن الخروج من هذه الازمة صار وشيكا أو مضمونا في القريب. وكما أن شروط مواجهة الأزمة تدفع بالدول المركزية، أي الصناعية الكبرى، إلى الضغط على المجتمعات العربية بشكل أكبر لحل بعض مشاكلها المتعلقة بالطاقة والأمن والتنافس الدولي (مما يعني تدهورا مضطردا في شروط حياتنا العربية)، من الممكن أيضا أن يقود تفاقم مفاجيء في هذه الأزمة إلى إضعاف تحكم الدول المركزية بالمنطقة وإرخاء قبضتها عنها، وبالتالي خلق نوافذ فرص جديدة للإصلاح الاقتصادي والسياسي. والأمر يتعلق إذن بتطور تاريخي شامل لا أحد يملك مفتاحه. لكن من المؤكد أن مقدرتنا على استثمار أي تفاقم محتمل في الأزمة الدولية لصالحنا مرهون بتنمية قوانا واستعداداتنا الخاصة وتقدمنا الحثيث في بلورة مشروع التغيير المنشود، فكريا وسياسيا معا.
105
أعجبنى
|
التسلسل: 13
|
العدد: 169251 - الفرد الانسان
|
2010 / 10 / 3 - 20:40 التحكم: الكاتب-ة
|
احمد دحموس مدير تحرير اسبوعية شيحان
|
لا يمكن احداث تغير في المجتمع اذا تم التعامل معه كجسم (جاف ) ا الاصل التركيز تحو الفرد الواحد حتى يتم بناءة بتنشا ة في بيئة فكرية ثقافية ونفسية مضمونها ومحتواها الاساس الانسانية
فما رأي الاستاذ الدكتور غليون وشكرا
112
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 14
|
العدد: 169387 - رد الى: احمد دحموس مدير تحرير اسبوعية شيحان
|
2010 / 10 / 4 - 11:05 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
بالتاكيد. خطاب الاصلاح لا يوجه للمجتمع من حيث هو قواعد مرئية او غير مرئية تحكم سلوك الأفراد وتنظم علاقاتهم في ما بينهم، وإنما يوجه إلى الفرد المريد العاقل، الذي يستطيع أن يغير من فكره وسلوكه ويؤثر في نظام المجتمع. لكن الاصلاح لا يمكن أن يتقدم كمشروع عملي، أي أن يصبح حقيقة واقعة وممارسة تاريخية، إذا لم ينطلق من بداهة أن تفكير الفرد وإرادته محكومان هما انفسهما بالنظام الاجتماعي الذي يوجد فيه، والذي يحدد له دوره ووظيفته وأفق تفكيره ومطالبه وتوقعاته أيضا. فالفرد ليس مفصولا عن المجتمع. والمجتمع مكون من أفراد ليسوا جميعا على درجة واحدة من القوة والنفوذ والمعرفة والمسؤولية والالتزامات الجماعية. وما يسمح للاصلاح أن يقوم هو بالضبط هذا التباين في أوضاع الأفراد الذي يفتح مساحة لحرية المبادرة والتفكير. فالفرد حسب موقعه ودوره في النظام الاجتماعي يمكن أن يختار الخضوع للقواعد المرعية والامتثال لها أو الاعتراض عليها والصراع من أجل تغييرها. بمعى آخر وحدة الثقافة والقيم والقواعد الاجتماعية لا تمنع من اختلاف السلوك وتباينه تجاهها على مستوى الأفراد. وهذا هو المدخل لخطاب الاصلاح. فهو يقدم لأولئك الذين يخضعون لقواعد النظام من دون أن يقبلوا بها خيارات جديدة للعمل على تبديلها من داخل الشرعية. لكن الاصلاح لا يتحقق لمجرد تبني الأفراد غير القابلين لقواعد النظام أفكارا جديدة. حتى يحصل الاصلاح لا بد من الانتقال من الفرد إلى الجمع، أي لا بد من تكوين قوة اجتماعية قادرة على الضغط والعمل والمبادرة وفرض الوقائع. وإلا سيبقى مشروع التغيير في مستوى الطوبى التي لا علاقة لها بالواقع ولا أمل لها بالتحقق التاريخي. باختصار الاصلاح لا يتم من دون فرد يتبنى قضية الاصلاح، لكن الفرد الذي يتبنى قضية الاصلاح ليس فردا مجردا قائما خارج المجتمع، وإنما هو عضو في مجتمع لا يقبل بقواعد عمله حتى لو خضع له.وهو الذي يستطيع وحده أن يحمل، مع مشاطريه الرأي، مشروع تغييره. والتغيير المادي للنظم هو من أعمال السياس،ة والسياسة لا تستقيم من دون قوى قادرة على الحركة والتأثير والحسم. من هنا يحتاج أي تغيير إلى الدمج الديناميكي بين العمل الفردي والعمل الجمعي، ومن ورائه الفكري والسياسي. ولا فائدة في اعتقادي من وضع واحدهما في مواجهة الآخر.
75
أعجبنى
|
التسلسل: 15
|
العدد: 169252 - مرحبا بالأستاذ الكبير برهان غليون
|
2010 / 10 / 3 - 20:41 التحكم: الكاتب-ة
|
أحمد أبو أحمد
|
الأستاذ الكبير برهان غليون شرف لي ولكل حر أن يتحاور مع قامة عالية مثلك . هل تفرز ديمقراطية الصناديق حلولا للمشكلات أم أنها فقط مجال لتنصيب سلطة مستبدة في النهاية ؟ وما رأيك في المقولة الأفلاطونية التى يمكن أن تكون برنامجا للشعوب في معناه : (الديموقراطية هي أن يمنع المواطنون من يرغب الوصول إلى السلطة من تحقيق هدفه ) . خالص تقديري وسعادتي بالتواصل معك أستاذنا .
132
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 16
|
العدد: 169393 - رد الى: أحمد أبو أحمد
|
2010 / 10 / 4 - 11:25 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
أنت على حق تماما. قد تكون الديمقراطية، إذا فهمت على أنها ربط مصير المجتمعات بعملية انتخابية احصائية، منتجة للمشاكل ومسيئة للمجتمعات أكثر من إفادتها لها. فالمؤكد في هذه الحالة أن حيتان المال وأمراء الطوائف وشيوخ العشائر هم الذين سيتحكمون بنتائج صناديق الاقتراع. ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك من واقع مجتمعاتنا العربية وفي مقدمها اليوم الوضع العراقي الذي أصبح أكبر مثال سلبي على ديمقراطية الانتخابات المبتورة عن سياقاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية. فالانتخابات هي وسيلة التعبير الديمقراطي في مجتمعات تحقق فيها الحد الأدنى من تحول الافراد الفعلي إلى مواطنين، أي من تجاوز الرابطة الدينية في الحياة العمومية المشتركة نحو الرابطة السياسية، والنظر إلى الدولة كإطار لتحقيق المصالح والمنافع العامة المشتركة بين البشر، والمطلوبة لهم بصرف النظر عن أي انتماء آخر، والكف عن النظر إليها كوسيلة لتحقيق الهوية الدينية او تأكيد الوحدةالقومية. ومن الواضح أن مثل هذا التحول من الربطة الإتنية او الطائفية او القومية نحو الرابطة الوطنية السياسية لا يتحقق باوامر ولا بقوانين وإنما يعكس تطورا في قيم المجتمعات العميقة، وعلى سبيل المثال تقديمها سعادتها الأرضية على سعادتها الأخروية، وانخراطها في التنافس من أجل تحسين شروط حياتها الاجتماعية بدل تمسكها بالانتصار في معارك الهيمنة الرمزية أو الدينية. وهدفي القول إن الديمقراطية الانتخابية هي جزء من منظومة ديمقراطية تتجاوز الانتخابات نفسها وترتبط بتحول في قيم الشعوب ومطالبها وآمالها. كما ترتبط بتوازنات القوى والتيارات داخلها. مما يعني أن الديمقراطية ليست ولا يمكن أن تكون صيغة جاهزة وإنما هي ذاك العمل والكفاح المستمرين من أجل تحرير الشعوب وانعتاقها.وهو يفترض إذن عملا متساوقا على المستوى الثقافي والسياسي والاجتماعي معا، داخل هذه الشعوب وعليها. ويتقدم بمقدار تقدم ثقافة التعددية والاختلاف والمساواة بين الأفراد، ويحتاج إلى تعزيز مستمر في تنظيمات المجتمع المدنية والسياسية، ولا يمكن أن يعيش من دون توسيع دائرة التضامن والتكافل الاجتماعي ومحاربة الفقر والتهميش والاستبعاد وتركيز الثروة والدخل في يد فئات قليلة وحرمان فئات أخرى منها. الديمقراطية بهذا المعنى مشروع اجتماعي وثقافي وليس مشروعا سياسيا او سياسويا فحسب. إن وجهه السياسي جزء لا يتجزأ من وجهه الثقافي والاجتماعي. وإلا فمن الطبيعي أن تكون الحصيلة أي ديمقراطية مبتورة فشلا وإحباطا وتبرؤا أكبر عن مثال الحرية والمساواة والعدالة الذي تجسده أو تسعى إلى تجسيده الفكرة الديمقراطية.
109
أعجبنى
|
التسلسل: 17
|
العدد: 169253 - تحية وتساؤلات
|
2010 / 10 / 3 - 20:55 التحكم: الكاتب-ة
|
محمد دحنون
|
الدكتور غليون تحية طيبة وشكراً على هذا الحوار الغني
ـ تركزون على الديموقراطيّة باعتبارها الخيار الصحيح (الجواب الأخير وعموم الحوار)، وعلى الرغم من أنكم تعتبرونها عمليّة تاريخيّة معقدة لكن تركيزكم عليها بهذه الشكل يدفع القارئ إلى التصوّر بأنّكم من أنصار شعار (الديموقراطيّة هي الحل) علماً بأنّه حقاً (لاديموقراطيّة دون ثقافة ديموقراطيّة) كما أنّه (لا ديموقراطيّة دون ديموقراطيين) (لا أعرف إن كنت حضرتك صاحب المقولة الأخيرة أو الأستاذ عزمي بشارة أو ربما غيركما؟) لكن في غياب الحامل الاجتماعي للديمقراطية، أعني البرجوازية أو حتى الطبقة الوسطى عموماً، والأهم في غياب الشرط السياسي والاقتصادي والاجتماعي لتشكّله، ألاّ تعتقدون أن صيغة الديمقراطية هي الحل تمثّل حلاً ثقافويّاُ لأزمة المجتمعات العربية؟ من ناحية أخرى، هل ترون أن هناك إمكانية حقيقيّة لحل أزمة متعددة ومتداخلة الأبعاد كأزمة المجتمعات العربيّة من خلال بوّابة واحدة هي الديموقراطيّة؟ أي نقد، والحال هذه ، يمكن أن نتوجه به إلى حاملي شعارات مشابهة من قبيل (الإسلام هو الحل) أو حتى (العلمانيّة هي الحل)؟؟ ـ في جوابكم على السؤال الأول ألا تعتقدون أن هناك شيئاً من المبالغة في وصفكم الإيجابي لحال النهضة العربية، ومن بعدها للمسار التقدمي والتحرري الذي اختطته الدول العربية بعد الاستقلال تقولون (وما إن تحقق الاستقلال حتى انطلقت مسيرة التحديث والتقدم بأقوى صورها)، ثم تعزون سبب فشل المشروع النهضوي والتحرري إلى قوى ثلاث موضوعيّة، فعلت فعلها بحق. لكن، في المقابل، أليس هناك أي (شك) أو نقد يمكن أن يوجه لرواد عنصر النهضة، ثمّ ألاّ تعتقدون أن (العصرنة والحداثة) التي شكّلت الهدف الأسمى لألئك الرواد ولخلفائهم خلال ثلاثة أجيال من القرن العشرين اعترتها الكثير من التشوّهات ذاتية المصدر على مستوى نمط التلقي الحداثي (فكريّاً ومعرفيّاً) ؟ هل من أجهض مشروع النهضة العربية يتمثّل بثلاث قوى موضوعيّة صرفة فحسب؟ ـ في جوابكم على السؤال الخامس تقولون أنّ الإصلاح الديني لا يستند إلى العقل، ولا يرتبط بقوة الدليل العقلي، وترسمون خطاً فاصلاً بين المفكرين والعلماء من جهة والمصلحين الدينيين من جهة ثانيّة، وتعتبرون أنّه من حق المفكر أن ينظر فلسفياً في الدين، وبناء على هذا النظر يمكن أن يتطوّر الفكر النقدي لدى نخب اجتماعية الأمر الذي يولد مصلحين دينيين؛ الدائرة أغلقت، بمعنى أن الإصلاح الديني لن يتم إلاّ من خلال العقل؟ أرى أنه من الممتنع جداً تجاوز هذا الثنائيّة؟ فما رأيكم؟
أعتذر إن كانت مداخلتي ـ تساؤلاتي طويلة مع الشكر والحترام
108
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 18
|
العدد: 169541 - رد الى: محمد دحنون
|
2010 / 10 / 4 - 20:43 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
لو كانت مشكلة المجتمعات العربية هي الديكتاتورية وكل ما عدا ذلك على مايرام لكان الحل هو بالتأكيد في الديمقراطية، أو لكانت الديمقراطية هي الحل، لأنها سترد في تلك الحالة على تأخر المستوى السياسي عن المستويات الأخرى، الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. والحال، كما ذكرت في مقدمة هذا الحوار، تتجاوز المسألة قضية السياسة، وتشمل طبيعة الحداثة الرثة والمشوهة والمعاقة ذاتها. والحل، إذا كان لا بد من الحديث عن حل، هو في العمل على تحرير إرادة التقدم عند المجتمعات وتخليصها من المطبات والتشوشات الفكرية والقيود السياسية والاجتماعية والبنيات الاقتصادية التي تدفع بها نحو التأخر والنزاع والانقسام والخراب. وتشكل الديمقراطية إطارا فكريا وسياسيا ضروريا لتصور هذا التحرير وتوجيهه، ولطرح رؤية جديدة في تنظيم المجتمعات وتربيتها تقطع تماما مع الرؤية السائدة التي تقوم على التمييز ضد الأغلبية الاجتماعية، والتسليم بجتمية وربما فضيلة الممارسة السياسية الاستبدادية، والمراهنة على السياسات الاقتصادية الكمبرادورية والمافيوزية. والاتفاق على هذا الإطار لا يشكل حلا وإنما يقدم مؤشرات ومباديء وقواعد تضبط الممارسة الاجتماعية التي ترنو إلى هذا الحل أو إلى الحلول، التي لا تولد لا من الديمقراطية ولا من الاسلام ولا من أي مبدأ آخر بصورة تلقائية، وإنما تحتاج إلى جهد تنظيري وتنظيمي وتنفيذي مستقل وخاص بكل ميدان من ميادين النشاط الاجتماعي. فالديمقراطية كرؤية اجتماعية عامة، أي كتصور للنظام الاجتماعي، لا كواجهة انتخابية أو تعددية إجرائية، تعني على المستوى الثقافي تنمية ثقافية إنسانية تعمل على رفع مستوى الوعي والعلم والتربية عند المجتمعات، وتشجع على الاستثمار فيها. وتعني على المستوى السياسي رفض التمييز بين أبناء الوطن الواحد من أي نوع كان، والوقوف في مواجهة أي نزعة عنصرية أو حاطة من قيمة هذه الجماعة أو تلك، وتؤكد على المساواة واحترام القيم والحقوق الانسانية الأساسية وفي مقدمها حرية المشاركة في الحياة العمومية والحريات السياسية وحرية التعبير والفكر والضمير، وتراهن على الصراع السلمي لحسم نزاعات المصالح من أي نوع كانت. والديمقراطية بالمفهوم الاقتصادي والاجتماعي تعني تركيز السياسات الاقتصادية على تأهيل الأفراد وخلق فرص عمل جدبدة تخفف من عدد العاطلين، وعلى محاربة الفقر، والحد من الظلم الاجتماعي والاستغلال والتركيز الصارخ للثروة في يد جماعات قليلة من السكان على حساب المجموع. فالديمقراطية كمرجعية سياسية لا تعني الانتخابات والتصويت الدوري والشكلي على من سيحكم من زعماء الطوائف والعشائر وإنما تشير إلى منظور إنساني أو إنسانوي للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وهي لا تقدم حلولا جاهزة ولا تؤمن بها ولكنها توجه الأفراد إلى الطريق الذي من المحتمل أن يتيح لهم بشكل أكبر الخروج من مجتمع العنف والاضطراب والفوضى والجهل وغياب القانون والتمييز شبه العنصري بين الناس ونهب الموارد والاستهتار بمصير الشعوب والأمم بهدف تجيمع الثروات الأسطورية ومراكمة الأموال وتصديرها إلى الخارج. أما في ما يتعلق بتحليل الأزمة التاريخية ودور عيوبنا نحن فيها ومسؤوليتنا عنها، فعدا عن أن االنحن التي كثيرا ما نستخدمها اليوم لا معنى لها من وجهة نظر علمية، فإن هدف التحليل الاجتماعي، قبل تحديد المسؤوليات، تبيان كيف يعمل النظام الذي يؤطر هذا الشعب ويوظف طاقاته وموارده ويوجه خياراته ويتحكم في النهاية بمصيره. أي الكشف عن البنية التي يقوم عليها النظام القائم الذي ينتج المثالب كما ينتج النجاحات، ويعيد تفسير الثقافات وتأويلها، كما يعيد تنظيم الجماعات وتوظيفها وتحديد سلوكاتها واتجاهات عملها الاساسية، ويشرط آلية إنتاج الثروات، وطبيعتها وأشكال توزيعها العادلة أو الظالمة في الوقت نفسه. والنظام الذي نعيش فيه ونحتج عليه جميعا ليس ثمرة ثقافتنا، ولا نتيجة نقص قائم في سلوك أفرادنا، ولا تعبير عن ضعف في إرادة التحرر أو التقدم لديهم، ولكنه حصيلة التوازن الذي أقامته القوى المهيمنة على المصائر العالمية والوطنية في البلاد العربية وقسم كبير من بلدان العالم النامي الأخرى. ولا ينفي هذا التحليل لواقع النظام الاجتماعي وطبيعة القوى والقيم والمصالح التي تحركه عيوبنا الكثيرة، الثقافية والأخلاقية والاجتماعية، ولا يطمسها ولكنه يكشف عن بعض أسباب استمرارها وربما تفاقمها. أما في موضوع الاصلاح الديني والعقلي فلا أعتقد أن هناك مجالا للحديث عن ثنائية أو عن حلقة مفرغة. فما كتبته يهدف تماما إلى التأكيد على أن اإصلاح العقل، ومن ورائه ثقافة الشعوب العربية والاسلامية المدنية، لا يتوقف على لإصلاح الديني، ولا يتطلب هذا الاصلاح مسبقا، كما يفيد الاعتقاد السائد اليوم بين النخب الثقافية، وإنما العكس هو الصحيح. إن أي احتمال لظهور رؤية جديدة لمعنى الدين ومفهومه ومكانه في الحياة الفردية والاجتماعية، على مستوى المجتمع لا على مستوى بعض المثقفين المتنورين فحسب، يتوقف على نشوء ثقافة مدنية جديدة، أي على التجديد الثقافي والعقلي الذي نملك نحن أدواته ونستطيع الدفع به سواء عن طريق التربية المدرسية أو الارتقاء بالتعليم والبحث العلمي أو الاستثمار في الثقافة الفنية والأدبية الراقية. وهذا يعني أننا لا ينبغي أن نرمي مسؤولية الرثاثة الثقافية والفكرية والأخلاقية التي تعرفها مجتعاتنا اليوم على التراث أو المحافظة الدينية أو التدين المفرط، وإنما أن ننظر إلى التأويل المحافظ واللاعقلاني للتراث والتدين المغلق والتطرف الديني باعتباره نتيجة تدهور الثقافة المدنية وتراجع التفكير العقلي وتدهور مستوى البحث والتعليم في مجتمعاتنا المعاصرة أو في نظمنا الاجتماعية. وهذه مسؤولية نخبنا المدنية الثقافية والسياسية قبل الدينية.
115
أعجبنى
|
التسلسل: 19
|
العدد: 169260 - حاله نفسيه
|
2010 / 10 / 3 - 21:31 التحكم: الكاتب-ة
|
ابو اسلام
|
للاسف ان الحكام العرب بدون استثناء لايبحثون عن الحداثه او حتى فهم العلمانيه 0وكل مستحدث له سلبيات وايجابيات فلياخذ كل من يجده ايجابيا ويترك ما يراه سلبيا والذى يكون ايجابيا بالنسبة لغيره00ولكنة الحاله النفسيه التى يعيشونها والتى تجعلهم يخشون فقد عروشهم يغلق عقولهم ويحد من تفكيرهم والشعوب لا تبحث عن الديمقراطيه والتغيير الا السبب عدم الاستقرار اقتصاديا كان او اجتماعيا او ثقافيا او غيره00ولكن هذه الشعوب اذا خيرتها بحاكم ينشد البناء لاوطانهم فسيقولون اهلا به ويصبح قدوه لهم بل انهم يمجدونه00وامثله كثيره مثل ملك اسبانيا وكذلك الشهيد صدام حسين الذى اوشك على دخول العصر النووى بعلماء عراقيين اى عرب كذلك كان سببا فى استقرار الشعب العراقى اقتصاديا وغيره ليتكم ياعرب تتذكروا يوم تموتون ويذكركم التاريخ اما ممجدون او فى صدوق زبالته مع المخربين لاقتصاديات شعوبهم وتجهيلهم بافساد العلم000000000000000000
106
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 20
|
العدد: 169545 - رد الى: ابو اسلام
|
2010 / 10 / 4 - 20:57 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
بالرغم من عدم موافقتي على الاستنتاجات التي وصلت إليها والأسلوب الذي استخدمته فأنا موافق مئة بالمئة على الفكرة الجوهرية التي وردت في تعليقك وهي أنه لو وجدت قيادة وطنية مخلصة أو لو وثق الجمهور العريض بإخلاصها، لأيدها وسار وراءها مهما تطلبت خياراتها من تضحيات، من دون تساؤل كبير عن حداثية هذه الخيارات أو تراثيتها. وهنا تكمن المشكلة.
111
أعجبنى
|
التسلسل: 21
|
العدد: 169313 - التحليل السياسي لايفيد في فهم التخلف العربي
|
2010 / 10 / 4 - 01:59 التحكم: الكاتب-ة
|
ميلود ادجاون
|
استاذ برهان .اعتقد ان قولك بان المجتمعات العربية كانت رائدة وطليعة في دخول مغامرة الحداثة فيه مبالغة .وقد تعني ان لدى بعض النخب خلال القرن 19 رغبة وارادة للحاق بالغرب وخاصة مثقفو الشام كاديب اسحاق وفرح انطوان وشبلي شميل او بعض ابناء الطبقة الارستقراطية الريفية كقاسم امين ومحمد عبده وغيرهم ممن تتعارض مصالحهم مع احتكار الثروة والسلطة من طرف الفئات الاقطاعية والتي كانت من اصول تركية شركسية..فاذا كنت تقصد هذا المعنى حسب فهمي المتواضع ..فماذا تقول عن استهلال ما سميته بالحداثة او النهضة بالدعوة الى العودة الى الماضي ؟الم يكن ذلك ردة ونكوصا بل كانرد فعل غير سوي من منظور علم النفس اتجاه الحداثة الاوربية؟؟ولم تقتصر السلفية على الدين فقط بل تجاوزتها الى الشعر والادب والنثر وبذلك احيتوبعثت من القبو عظام الموتى بعد ان كانت رميما..اقصد ان البارودي ومحمد عبده وغيرهم اعدوا احياء القيم القديمة والثقافة الكلاسبكية اعتقادا منهم ان الحداثة مرادفة للماضي ومهدوا السبيل لظهور رضا والبنا واخوانهم الدراويش؟؟وماذا تقول في محنة طه حسين 1926 ومحنة علي عبد الرازق1925 قبل جماعة البنا 1927واكتشاف النفط في المنطقة؟؟ناهيك عن جلد شاربي القهوة ومستعملي الصابون وماء الصنبور ..فهل هذه حداثة.المشكلة العربية اعمق من ىمجرد تحليل سياسي..وعلينا ان نتعتم من الغرب وهذا قدرنا رغم انه عدونا ويقف ضد مصالحنا ..فالحداثة قطيعة مع كل المفاهيم والتصورات القديمة .ولاتقل لي ان عسكرتارية محمد علي هي التي كانت ستدخل العرب الى الحداثة..فهذا ضحك على الذقون وتبسيط لاشكالية معقدة..فمحمد علي هو الذي ارسل مع البعثة من يتجسس على المرسلين من الطلاب ويذكرهم باصولهم وقيمهم ويقوم اعوجاجهم ويردهم الى الطريق المستقيم اذا انحرفوا واقصد الطهطاوي. وهذا ما لم يفعته امبراطور اليابان الميجي..وللحديث بقية.
108
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 22
|
العدد: 169695 - رد الى: ميلود ادجاون
|
2010 / 10 / 5 - 11:30 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
هناك تفسيرين ممكنين وقائمين بالفعل لأزمة التقدم التي تعاني منها المجتمعات العربية الراهنة على جميع المستويات: الثقافية والسياسية والاقتصادية. التفسير الأول يحاول أن يستمد مفاتيح تحليله من العلوم الاجتماعية الكونية، أي علم السياسة وعلم الاجتماع والانتروبولوجيا الحديثة واجتماع الأديان والتاريخ، في مسعى لفهم الأسباب العميقة والظرفية لهذه الأزمة، معتبرا أن ما ينطبق على مجتمعات العالم الأخرى ينطبق بشكل أو آخر على المجتمعات العربية، ويساعد على فهم مشاكلها. والتفسير الثاني الذي يرى أن مسار المجتمعات العربية يتناقض تماما مع مسار المجتمعات الأخرى، بسبب رفضها للحداثة ومعاداتها لها، وأن الحالة العربية تشكل حالة استثنائية لا يمكن فهمها من خلال المفاهيم والأطر النظرية الكونية التي تعبر عنها علوم الانسان والعلوم الاجتماعية الحديثة، السياسية والاجتماعية والتاريخية، وأنه لا أمل في كشف أسرار تطورها وسلوكها إلا في تجاوز هذه الأطر العلمية الحديثة، والعودة إلى مناهج أخرى شبيهة بتلك التي سبقت ظهور العلوم الاجتماعية الحديثة في القرن التاسع عشر، والتي تبحث في التكوين العرقي أو الثقافي أو النفسي لهذه المجتمعات، فتكشف عن البذور العميقة التي تتحكم في تطورها، أي في الواقع عن عيوبها الولادية أو البنيوية وعاهاتها. وقد بدأت أطروحة الاستثناء العربي التي تعبر عن النظرية البيولوجية أو الانتروبولوجية العرقية تشق طريقها وتترسخ في ذهن الكثير من الباحثين الاجتماعيين الغربيين في سياق الإعداد للحملة الاستعمارية الامريكية الجديدة على المشرق العربي التي بدأت بحرب العراق في بداية هذه الألفية الثالثة (2003). وكان مفادها أن العرب غير قادرين، لأسباب تكوينية ثقافية ودينية، وربما عرقية، على ولوج معارج الحداثة السياسية والفكرية والعلمية بأنفسهم، ولا بد من فرضها عليهم بالقوة، كما كانت قد فرضت على اليابانيين بعد الحرب العالمية الثانية. لكن التعبير الصافي عن هذه النظرية لم يظهر إلا بعد الحرب العراقية، في محاولة لتفسير إخفاق هذه الحملة، وكان المفهوم الجديد الذي كرسها هو الاستثناء او الاستنثائية العربية. ومعتاه أن ما ينطبق من مناهج ومفاهيم وعلوم إنسانية على المجتمعات الأخرى لا ينطبق على العرب. ولا بد في التعامل مع هؤلاء من مناهج وأساليب وطرائق أخرى. وهي النظرية التي تخفي وراءها كما هو واضح انتزاع حق التصرف بحرية تجاه العرب وحقوقهم وسيادتهم والتحكم بمصيرهم، بعد تحويلهم إلى نشاز يهدد بجموده وعدائه وتعصبه ولا إنسانية ثقافته البشرية جمعاء. وقد دفع الاحباط الشديد وانعدام الآفاق وفشل الاصلاح العديد من المثقفين العرب بل من قطاعات الرأي العام البسيط إلى الافتتان بهذه النظرية، باعتبارها تقدم التفسير الأسهل لما تعاني منه المجتمعات العربية من تراجع وتقهقر وعجز عن الاندراج في مسيرة الحداثة العالمية. ومن هنا انتقل الحديث في الاصلاح من إشكالية الديمقراطية، التي سيطرت خلال العقود الثلاثة الأسبق على الرأي العام المثقف والطبقات الوسطى في وجه النظم الفاشية أو شبه الفاشية، إلى إشكالية العلمانية والقطع مع الماضي وتجفيف ينابيع الارهاب والانغلاق والمحافظة التي تبدو أكثر فأكثر وكانها من سمات الشخصية العربية التكوينية. من الواضح أن كل ما قمت به من تحليل كمقدمة لهذا الحوار، وخلال ردودي هنا، هو محاولة لتحطيم هذه النظرية، وإعادة الاعتبار للعلوم الاجتماعية والانسانية في التعامل مع الأزمة العربية، ورفض أي نكوص نحو النظريات العرقية أو شبه العرقية المقنعة بنقد الثقافة والدين. وإذا كنت أنت مقتنعا بالفعل أن المشكلة ليست كما حاولت أنا أن أبين، أي في علاقة العرب الإشكالية اليوم بالحداثة، وفي طبيعة الحداثة المفروضة عليهم وطابعها الرث، التي هي تعبير عن موقعهم في خريطة توزيع القوى الدولية، والذي تتحمل نخبهم قسطا كبيرا من المسؤولية عنه، وأن المشكلة تكمن في نظرك، بعكس ذلك، في بنية العقل أو النفس أو الدين أو الثقافة عند العرب، وأن حلها لا يتم إلا بقطع العرب مع هذه الثقافة وتغيير هويتهم أو الخروج من جلدهم والأخذ بالثقافة الغربية، فمن الطبيعي أن لا تشاركني في فهم الوقائع التاريخية التي أشرت إليها ولا في تأويلها، وأن تجد فيها تحليلا سياسيا قليل العمق والشمولية. لكن ينبغي أن يكون المرء أعمى تماما حتى يستطيع أن يتجاهل أن الحركات الاسلامية وتيارات المحافظة بقيت في العالم العربي، عند اوسع دوائر الرأي العام وليس عند النخب فحسب، أقلية حتى بضعة عقود، وأن فكرة التحرر والانعتاق والثورة بقيت سائدة وملهمة للشعوب منذ اواخر القرن التاسع عشر، وأن الايديولوجيات التي حركت الجمهور العريض خلال أكثر من قرن لم تكن الاسلاموية وإنما القومية والوطنية والاشتراكية والعالم ثالثية والتنموية، وأن الاحزاب الشيوعية كانت تشكل قوى شعبية رئيسية في العديد من البلدان. وأنه حتى في أفضل ساعات انتصارها، لم تستطع القيادات الاسلاموية أن تحظى بجزء قليل من الشعبية التي حظيت بها شخصية قومية تحديثية مثل جمال عبد الناصر، او حتى بورقيبة أو عببد الكريم قاسم أو بو مدين أو أي زعيم من زعماء فترة الثورة القومية التنموية. تستطيع أن تفسر جميع الحركات التحديثية التي ظهرت منذ القرن ما قبل الماضي على أنها محاولات لإحياء القيم القديمة وإرهاصات ضد الحداثة ورفض للتقدم نحو العالم والعصر، كما تفعل هنا. لكن في هذه الحالة لن يكون من الممكن فهم التاريخ، لا تاريخ الصراع العنيف داخل المجتمعات العربية بين ماكنا نسميه تيارات التقدم وتيارات المحافظة، ولا تاريخ صراع المجتمعات العربية من أجل الاستقلال السياسي والفكري والاقتصادي. ولو كان العرب لم يتحركوا بالفعل إلا لصيانة الماضي والتشبث به لما فكروا ولا ناضلوا ولا بقي لهم أثر اليوم. هم موجودون كشعوب ودول لأنهم فهموا أن بقاءهم مرتبط باستيعابهم لمباديء النظر والعمل في العصر الحديث. وهذا ما فعلوه وجهدوا في تمثله، ولو جاء ذلك في صورة ناقصة ومبتورة وغير ناجزة. لكن هذا كان اتجاه عملهم التاريخي. والواقع ليست هذه مزية تحسب لهم ولا يحتاج مثل هذا الإدراك لعبقرية خاصة، فهذا هو ما حصل في كل بقاع الأرض وعند شعوب أفريقية وآسيوية لم تكن تتمتع بالموقع الجيوسياسي والحضاري المركزي التي تتمتع به المجتمعات العربية. لكن الحداثة ليست سلعة تشترى وتستهلك، ولا ثمرة ناضجة معلقة بشجرة لا يحتاج ولوجها إلا إلا وضعها في التم. الحداثة معركة كبرى، بل هي المعركة الرئيسية القائمة بين الشعوب جميعا لأن الولوج إليها يعني انتزاع موارد وتقاسم ثروات مادية ومعنوية يتنافس الجميع على احتكارها أو أخذ نصيب الأسد منها. فهي علم وتقنية وحقوق إنسانية وحريات مدنية وسياسية ودول ذات سيادة ونظم دستوية وقانونية وموارد طبيعية وصناعية. من دون ذلك لا حداثة ولا ما يحزنون. وكل هذا ليس مرميا على قارعة الطريق ينادي على من يغرف منه كما يشاء. والحال أن الشعور المتزايد بالخروج من الحداثة عائد بالدرجة الأولى إلى أن الموارد الوطنية لا تستثمر من أجل إدخال الشعوب في الحداثة وإنما لتلبية حاجات النخب السائدة في الانخراط لوحدها في حداثة بازخة واستهلاكية لا قاع لها، وما يرتبط بالحفاظ عليها من استمثارات مكلفة في الأمن ووسائل القمع والسيطرة، وفي رشوة الدول الكبرى الوصية والقاعدة الزبائنية التابعة. إن تصور البعض بأن الحداثة ثمرة ناضحة، وأن مشكلة العرب هي أنهم يرفضون قطافها بسبب عمى أبصارهم وتعلقهم بأذيال الدين والقيم القرسطوية لا يتطابق تماما مع تصور المرتدين على الحداثة من الاسلامويين المتطرفين لها فحسب، ولكنه يحرم المجتمعات من إدراك حقيقة الأمور وحتمية الكفاح المرير من أجل التحول إلى مجتمعات حديثة بالفعل، ويكرس مفهوم الحداثة بوصفها سعلة استهلالكية أو تنمية لا محدودة للشره الاستهلاكي المادي واللامادي معا. وهو مرض الحداثة أو المرض بالحداثة الذي يحرم المحدثين من إدراك الواجبات والمسؤوليات الكبيرة التي تترتب على خوض معركة الحداثة وتقنع المحافظين بأنها الثمرة المحرمة التي ستخرجهم من الجنة.
80
أعجبنى
|
التسلسل: 23
|
العدد: 169326 - العالم العربي جزء من العالم
|
2010 / 10 / 4 - 05:41 التحكم: الكاتب-ة
|
مديح الصادق
|
الأستاذ الدكتور برهان غليون المحترم, تحية وتقدير لأفكاركم لقد دأب كثير من المحللين السياسيين والاجتماعيين على تحليل الواقع العربي من وجهة نظر أحادية الجانب, أعني بذلك تركيزهم على عاملين يتيمين هما : طبيعة المجتمع العربي وما ورثه من تراكمات اجتماعية ودينية يرون بأنها عائق في طريق التقدم الفكري والحضاري بكل ميادينه, وسياسة الحكام التي تحاول بشتى السبل ترسيخ هذا الواقع الموروث, بل تديمه وترسخه كواقع لا يقبل التغيير, وهم بذلك يبتعدون عن عين الصواب, أي أن العالم العربي جزء من العالم الكبير, وما يجري في هذا العالم الكبير يترك آثاره على أجزائه ومنها عالمنا, ألسنا في زمن هيمنة القطب الواحد على العالم ؟ ألم يختف كل أقطاب الموازنة في تلك القوى العالمية ؟ ألم تختف من قواميسنا مفردة الثورة لتحل محلها المساومة والمهادنة بثوب الديمقراطية ؟ وهذا انعكاس للواقع العالمي الذي يسير باتجاه تقليم الأظافر لتنعم الرأسمالية بالأمان, ما رأيكم الكريم بذلك ؟
75
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 24
|
العدد: 169696 - رد الى: مديح الصادق
|
2010 / 10 / 5 - 11:32 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
نحن متفقون تماما في ذلك. وهذا هو مضمون الجواب السابق. مع التحية.
72
أعجبنى
|
التسلسل: 25
|
العدد: 169413 - نحن المسؤولون عن الأزمة
|
2010 / 10 / 4 - 12:22 التحكم: الكاتب-ة
|
محمد علي مقلد
|
الاستاذ المحترم الدكتور برهان غليون يسرني أن أشارك معك في هذا الحوار ، لا سيما وأنني كنت البارحة في مكانك ضيفا عند أصدقائنا في الحوار المتمدن ، وحول القضايا ذاتها التي تهم عالمنا العربي ، وعلى وجه التحديد ، قضايا النهضة والعلمانية وما يتصل بهما هاجس واحد يحملنا على التفكير في هذه القضايا وهو مستقبل أوطاننا وأمتنا. لكنني لن أتوقف عند الهاجس المشترك ونقاط الاتفاق ، بل سأحاول أن أثير النقاش حول أفكار تبدو متعارضة مع ما ورد في فرضياتي واطروحاتي في تشخيص أزمتنا وفي اقتراحات الحلول يقول الدكتور غليون إن الصراع الدائر في بلادنا ليس صراعا على الحداثة بل صراع داخل الحداثة بين تيارين يمثل أحدهما حداثة - وطنية - بينما يمثل التيار الثاني حداثة من نوع آخر. ويرى د.غليون أن مسؤولية الأزمة تقع على ثالوث هو الاستعمار والاستبداد والعنصرية الاجتماعية ، ويحمل في أكثر من مكان المسؤولية الأكبر لللصهيونية. تلك هي القوى التي تحرم الشعوب من دخول الحداثة لا أظن الدكتور غليون من المؤمنين بنظرية المؤامرة، وأعتقد أنه من منتقدي النظرية ومؤيديها. غير أن تحميل الاستعمار والصهيونية وعملاءهما مسؤولية تخلف العالم العربي هو صيغة أخرى من صيغ نظرية المؤامرة. فضلا عن أن التخلف طال المناطق التي لم يمن عليها التاريخ بمستعمر أكثر من المناطق التي منيت بوجود استعماري مباشر. ألا يرى معي الدكتور غليون أن أول بلد عربي دخل الحداثة هو مصر ، وذلك بفضل احتكاكه بالغرب الاستعماري ، بدءا من مرحلة محمد علي باشا؟ والبلد الثاني الذي لحقه إلى الحداثة هو لبنان وجزء من بلاد الشام ، وذلك أيضا بفضل الاحتكاك المباشر مع الغرب من خلال الارساليات الأجنبية .وبالعودة إلى التجربة المصرية ، ألا يؤيدني الدكتور غليون الرأي بأن عملية التحديث المصرية اجهضت فور موت محمد علي ، ونفي رفاعة الطهطاوي إلى السودان ( عقابا له على ما افتتحه من مدارس في أنحاء مصر)؟ وبالمقارنة بين التجربة اليابانية والتجربة المصرية ، صحيح ما ذكره الدكتور غليون بأننا سبقنا اليابانيين بأكثر من نصف قرن (1798تاريخ دخول نابليون إلى مصر ، 1856تاريخ دخول الغرب إلى اليابان) غير أن اليابان تبنت التجربة الغربية وتمكنت من محو الأمية ، إذ لم يكن يوجد في اليابان إمي واحد مع بداية القرن الماضي، بينما نحن أقفلنا المدارس التي فتحها رفاعة الطهطاوي ، وهناك في مصر اليوم 30% أميون، ناهيك بالنسب الأكبر الموجودة في السودان واليمن والصومال تحميل الاستعمار المسؤولية هو ، بمعنى ما، تكرار للشعارات التي رفعتها الحركة القومية منذ بداياتها ، لكن تلك الشعارات كانت للتمويه على الآسباب الحقيقية ، فتخلفنا سابق على الاستعمار بردح كبير من الزمن. إن تخلفنا بدأ على الأقل منذ بداية الالفية الثانية ( لنقل مع تفكك الدولة العباسية والحروب الصليبية ودخول العرب في عصر الانحطاط الطويل. إذن نحن دخلنا عصر التخلف قبل أن يأتي الاستعمار إلى بلادنا بحوالي 800عام)وليس من قبيل تبرئة الاستعمار مما اقترفه بحق شعوبنا ، ولا سيما بجريمته الكبرى المتمثلة بإقامة الدولة الصهيونية ، لكن للتأكيد على أن الإمبريالية تبحث عن مصالحها من خلال السيطرة على خيرات البشرية ، ومهمتها الآولى هي التآمر على مصالحنا ، لكن ما هي مسؤولية التآمر الصهيوني عن تخلف الصومال أو السودان أ و أفغانستان ؟ المشكلة فينا قبل أن تكون في الاستعمار. إنها بالضبط في الحركة القومية والتقدمية التي اغتصبت السلطة بالانقلابات العسكرية. قبل تلك الانقلابات كانت توجد بذور للديمقراطية قضت عليها القوى - التقدمية والقومية التي زعمت العداء للإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية-، من غير أن تعاديها فعلا، ومن المؤسف أن هذه القوى التي تدعي حمل راية العداء هذه استخدمت تلك الراية لقمع شعوبها وتفتيت بلدانها وممارسة الاستبداد في أبشع صوره ضد شعوبها. إن هذه القوى هي التي منعت بلداننا من الدخول في عصر الحداثة حين قضت على بذور الدولة الديمقراطية . نعم الدولة الديمقراطية التي ينادي بها الدكتور غليون هي الحل ، وكل الأصوليات المعاصرة القومية واليسارية والإسلاموية هي التي تفتك بالديمقراطية والديمقراطيين.نعم الحل بالمطالبة بدول تحكمها دساتير بديلا عن الأحكام العرفية أو الانظمة الوراثية عذري في الإطالة أنني أرغب بتعميق تلاقينا مع الدكتور غليون على تعزيز الديمقراطية ودولة القانون ...لهذا لا يجوز أن تضيع المسؤوليات
108
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 26
|
العدد: 169845 - رد الى: محمد علي مقلد
|
2010 / 10 / 5 - 19:48 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
أنا كما ذكرت من الذين لم يكفوا عن انتقاد نظرية المؤامرة لانها ترضي الضمير المجروح بثمن بخس برمي المسؤولية على الآخرين، فتمنع من مراجعة النفس ومعرفة الأخطاء الذاتية، ولا تساعد على فهم الواقع والمشكلات المطروحة، بل تغطي عليها، وتستكين للواقع باتخاض موقف الضحية البريئة والعاجزة معا. لكن تبني الموقف المقابل، أي القول أن الحق علينا و-بس- أو بشكل أساسي، لا يختلف عن فكر المؤامرة ايضا، لأنه يقود إلى جلد الذات والندب على الأطلال وشتم الماضي والحاضر من دون تمييز، وفي النهاية تضييع المسؤوليات الحقيقية، أي السياسية. وهو بالإضافة إلى ذلك يحول الواقع التاريخي إلى قضية ذاتية، أو يجعل من التأمل في الذات وأخطائها ونقائصها بديلا للتحليل الموضوعي، وينزع إلى التقليل إن لم نقل تجاهل العوامل الموضوعية. والحال، إذا كان لا بد من التفكير بهذه الطريقة التي تركز على المسؤوليات بمعناها الأخلاقي، ونحن هنا لسنا في ميدان المعرفة العلمية، فإن المنطقي أكثر أن نقول إن المسؤولية مشتركة بين الداخل والخارج، بيننا وبين خصومنا، سواء اكانت الرجعية أو الامبريالية أو القوى الاستعمارية. فالذات أو نحن، لم نعمل في الفراغ وإنما في بيئة جيوستراتيجية وسياسية واقتصادية وثقافية محيطة، وبالتفاعل مع قوى أخرى غير الذات. وما لم نتبنى أكثر النظريات العلمية تطرفا في المثالية، التي تعتقد أن الذات هي كل شيء ولا شيء بعدها ولا قبلها، فلا بد لنا أن نقر بأن مصير المجتمعات لا يحدده فقط وعيها أو إرادتها الذاتية وإنما هو ثمرة تلاقي هذه الإرادة مع واقع تاريخي ومادي قائم، له مقاومة وله مطالب ومنطق خاص به. ولا يمكن تفسير اختلاف مصير المجتمعات من دون الإقرار بهذا التفاعل بين رصيد الذات من جهة، وهو رصيد يختلف من شعب لآخر، والبيئة والظروف التاريخية التي أحاطت بالفعل الاجتماعي من جهة ثانية. وليس هناك قانون واحد لهذا الفعل سوى قانون توازن القوى. فالحمامة لا تقوى على الصقر لو حصل ووقعت بين مخالبه، لكن الصقر الكاسر يسقط كالذبابة إذا تعرض لطلقة نارية من طرف صياد ماهر. لكن ليس هدفي من هذا التمييز بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية في تفسير أي حدث تاريخي تأكيد ضرورة تقاسم المسؤولية بين الضحية والجلاد. وليس لهذا في نظري أي مكان هنا. فالبحث عن المسؤوليات وتحديدها مرتبط بالفاعل الاجتماعي، وهو جزء من العمل السياسي، الذي يقوم به بشر، وبالتالي يرتبط بخيارات محددة، وبمسؤولية من يأخذ هذه الخيارات في حال فشل الممارسة البشرية أو نجاحها. وهذا مستوى من العمل والتفكير لا علاقة مباشرة له بالتحليل الاجتماعي الموضوعي الذي لا يبحث عن المسؤوليات ولكنه يحاول أن يرصد الوقائع ويكشف عن الآليات التي يقوم عليها الفعل، أو بالأحرى يسعى إلى تركيب النماذج النظرية التي تسمح بتفسير الواقع القائم أو الحادث وكيف حصل ما حصل. فالمسؤول عن موت الطائرين في المثال السابق هو عدم تكافؤ القوة. لكن كلمة مسؤول تعني هنا السبب. ولا يمنع هذا من تحميل الطائرين المسؤولية عن موتهما بالمعنى الاخلاقي، لو كان من الممكن الحديث عن أخلاقيات عند الحيوان، بما اقترفاه من خطأ الاقتراب من مكمن الخطر. وبالمثل، قبل أن أسأل من المسؤول سياسيا عن فشل تجربة الديمقراطية ينبغي ان أفهم ما العوامل التي يقوم عليها الاستبداد، وما العوامل التي أدت إلى انهيار النظام الديمقراطي. ومن دون فهم هذه الآليات المستقلة عن إرادة أو اختيار أي رجل سياسة لا أستطيع أن أكشف عن أين يكمن الخطأ في اختيار رجل السياسة الفاشل ولا بالتالي أن أحدد مسؤولياته. يفترض التحليل الاجتماعي العلمي أن إرادة الأفراد واختياراتهم ليست مطلقة ولكنها تتم في دائرة من الامكانيات والفرص التي يتيحها الواقع الموضوعي. فهم لا يختارون ما بشاؤون في دائرة أختيارات مطلقة ولا نهائية، ولكنهم يختارون من بين خيارات محدودة ما يعتقدون أنه أفضلها. وكما قال الشاعر عن حق: ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فنحن نتمنى ونختار ولكن ضمن قائمة محددة من الاختيارات. ومهمة التحليل العلمي هو أن يبين لنا هذه القائمة المحددة من الاختيارات، حتى نعرف اولا في ما إذا كان خيار الفاعل ناجم عن إدراك سليم بلائحة الاختيارات أم كان خياره نابعا من تعلق بأوهام لا علاقة لها بالواقع، وثانيا في ما إذاك كان الاختيار الذي وقع عليه هو الأفضل من الناحية العقلانية، أي الأكثر نجاعة ومردودا حسب أهدافه الذاتية. وأنا ذكرت في تحليلي أن لا ئحة الخيارات المقدمة لنا اليوم مرتبطة بطبيعة النظام القائم، والذي هو ثمرة تفاعلات تاريخية طويلة، في مقدمها إخفاق الحركات السياسية المطلوب منها الاختيار في تحرير المجتمعات العربية من شبكة السيطرة الاستعمارية أو ما بعد الاستعمارية، وفي مقدمها الحركة القومية، وإطلاق مسار تحديث جدي وناجع فيها، هذا الفشل الذي يفسر ولادة النظام الجديد كثمرة للتسوية بين قوى ثلاث رئيسية كانت الوريثة لمشروع التحرير والتنمية والتحديث العربي المجهض، وهي القوى الامبريالية الممثلة بالرأسمالية الكبرى في الدول الصناعية والغربية خاصة، والنخب الاجتماعية الملتفة حول الدول والمحتكرة للسلطة والثروة والسيادة فيها، وهي قوى الاستبداد على مختلف أنواعها، والطبقات الكمبرادورية التي تبحث عن الاثراء السريع عبر صفقات التجارة الخارجية والداخلية، وتراكم ثروتها بالكمسيونات المرتبطة بتجارة الحشيس والسلاح وكل أنواع البيزنس بالمعنى السلبي والسوقي للكلمة. وقلت إن ما نعيشه من ظواهر سلبية وفي مقدمها تفاقم الاستبداد وتشوه التنمية وتنامي الفروق بين الطبقات إن لم نقل الافقار المتزايد للشعوب، وصعود الحركات الاحتجاجية والمتمردة ضد الحداثة والمعادية لها باسم العودة إلى الهوية والأصالة والتراث، يفسرها بشكل رئيسي، أي من حيث الإطار الموضوعي الذي يحكم اختيارات الأفراد، طبيعة هذا النظام والفرص التي يقدمها ولا يقدمها، والضغوط التي يمارسها والمخارج المحدودة جدا التي يفتحها للناس. ومع ذلك ليس لهذا التحليل أي وقع على مسألة المسؤولية الأخلاقية والسياسية. فهو لا يعني أننا نحن كمجتمعات لسنا مسؤولين عما حصل لنا، وأن النظام المثلث الأركان فرض علينا بمؤامرة خارجية أو داخلية، فنحن مشاركين بالتأكيد في ولادة هذا النظام ومسؤولين جماعيا عنه وعن إزالته. ولكننا نحلل صيرورة تاريخية، أي كيف حصل ووصلنا إلى هنا. بعد هذا نستطيع أن نتحدث بوضوح أكثر عن المسؤوليات، ليس بالمعنى المجرد والعام، أي بالقول نحن العرب، ولكن بنقد السياسات القومية وغير القومية التي أوصلتنا إلى الفشل الذي ولد منه نظام السوق الكمبرادورية الراهن. كما لا يعني هذا أن الأفراد الذين اختاروا أن يقفوا هذا الموقف أو ذاك، ويقفون مع النظام أو ضده، لا مسؤولية لهم في مواقفهم. فالنظم الاجتماعية كما ذكرت، بعكس نظام الطبيعية، هو ثمرة التفاعل بين الذات والموضوع، بين الداخل والخارج، بين الوعي والواقع، ومن الممكن بالتالي تغييره من خلال تغيير الخيارات الفردية والجماعية. ولا يهدف البحث العلمي والموضوعي في النظم الاجتماعية إلا إلى تنوير الناس بالوقائع التي تسمح لهم بتبني الخيارات الأكثر عقلانية في السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة. من دون ذلك لن يكون للعلوم الاجتماعية أي قيمة، وستظل خياراتنا رهينة مشاعرنا الذاتية وربما أوهامنا عن انفسنا وبيئتنا المحيطة بنا في الوقت نفسه. من جهة أخرى لم أفهم التأكيد على أن الحداثة تعني الأخذ عن الغرب. فمن الواضح أن جميع الشعوب تتعلم من الغرب اليوم بسبب سبقه الحضاري كما كانت تتعلم في مدارس قرطبة في القرون الوسطى، وليس في هذا أي عيب أو انتقاص من الذات. لكن سيكون من الخيارات المضرة بالحداثة العربية أن يفهم من ذلك أيضا أن المطلوب هو محاكاة الغرب، وهذا ما حصل حتى الآن وكان من أسباب فشلنا، بدل التفاعل الايجابي والابداعي مع منجزات الحداثة التي لم تعد غربية تماما او التي تخرج من سيطرة الغرب وتغتني بتجارب ومساهمات ومسارات تحديث شعوب عديدة أخرى. الحداثة ليست صيغ جاهزة وإنما جهد خلاق ومتجدد لتمثل عمليات الانتاج العلمي والتقني والفني والصناعي ومسارات بناء الذات الحرة والمستقلة، ولا تتحقق بالتمسك بالصيغ القديمة البالية، بما فيها الغربية، وإنما تنبع من نقدها وتجاوزها. فرجاءا قللوا من المزاودة بالغرباوية، وشجعوا الناس على التفكير الحر والمستقبل في واقعهم واكتشاف الحلول الابداعية والجديدة. ولا تخشوا أن ينقلب الناس على الحداثة، فليس لأحد ولا لمجتمع حضور ولا وجود خارجها، ولا تغرنكم المظاهر الشكلية المرتبطة بالأزمة الراهنة، فلن تنسحب المجتمعات العربية من مغامرة الحداثة وليس لها بديل عنها سوى الفوضى والاقتتال والرثاثة الفكرية والمادية. إدن المسؤولية، بمعنى تحديد الأسباب الموضوعية وليس تقييم الخيارات الذاتية، تقع على النظام الكمبرادوري القائم الذي يحدد أفق عمل الناس ويضيق اختياراتهم. وهو المطروح على النقد والنقاش والمطلوب تغييره لخلق فرص تفتح أكبر للفكر والسياسة والتنمية معا. أما المسؤوليات بالمعنى السياسي والأخلاقي والقانوني فلا نقاش فيها، لأنه لا خيار من دون مسؤولية في اي عمل يقوم به الفرد، ومن باب أولى النخبة أو الحزب أو الحركة، قومية كانت أم غير قومية. وكما اعتدنا القول ينبغي أن نميز دائما بين التفسير والتبرير. التفسير يخص المسعى العلمي والتبرير بتعلق بالتقييم السياسي والأخلاقي للفعل، أي بتطابق الوسائل مع الهدف. الحركة القومية مسؤولة عن الأخفاق من دون شك، لكن مسؤوليتها هذه لا ينبغي أن تمنعنا من فهم آليات عمل النظام العالمي، وإلا جعلنا من مسؤولية الموتى حجابا يخفي عنا مسؤولية الأحياء، اي مسؤولياتنا نحن الفاعلين في وا
122
أعجبنى
|
التسلسل: 27
|
العدد: 169421 - العلوم
|
2010 / 10 / 4 - 13:23 التحكم: الكاتب-ة
|
khawla alnashie
|
الاستاد برهان ملاحظتي هي كونك لم تعطي اهمية كبيرة للتربية والتعلم في المدارس والجامعات التي هي الاساس في تطوير اي مجتمع ولها الدور الرئيس في قيادة الطبقة المثقفة للبلد ومن الممكن ان تجعل منها طبقة بحد داتها ومحرك للتيارات السياسية.ايجاد مثل هده الطبقة سوف يحرك حتى التيارات الدينية. اعتقد ان تطوير اسلوب التعليم هو الدي سوف يبني امة نحلم بها جميعا خولة الرومي الناشيء
111
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 28
|
العدد: 169888 - رد الى: khawla alnashie
|
2010 / 10 / 5 - 21:28 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
لم يكن قصدي إهمال قضايا التعليم. فهي أساسية في أي عملية نهضة محتملة للمجتمعات. بيد أنني كنت أركز على وصف الواقع وفهم آليات اشتغال نظام العجز العربي. ولا شك أن تدهور مستوى التعليم وطرائقه من أحد أهم عوامل إعادة إنتاج هذا النظام.
66
أعجبنى
|
التسلسل: 29
|
العدد: 169481 - حقوق الاقليات
|
2010 / 10 / 4 - 17:48 التحكم: الكاتب-ة
|
حميد الكردي
|
استاذي الكبير هل تؤيد حقوق القوميات الاخرى في الوطن العربي وحقهم في الانفضال وتشكيل دول مستقلة؟ شكرا
115
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 30
|
العدد: 169895 - رد الى: حميد الكردي
|
2010 / 10 / 5 - 21:42 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
أنا بالتاكيد مع الاحترام الكامل لحقوق الأقليات، التي هي جزء من حقوق الانسان. لكن ليس من الضروري أن تتجسد هذا الاحترام بإقامة دولة مستقلة. وليست كل أقلية مؤهلة لتكوين دولة. وليس من المعقول أيضاأن تطالب كل أقلية، مهما كان سبب أقلويتها، دينيا أم مذهبيا أم اقتصاديا أم جغرافيا، بدولة قائمة بذاتها، وإلا لن يبق شيء من مفهوم الدولة الحديثة وستتحول كل دولة إلى غلاف شكلي لحكم العشيرة والطائفة. وستصبح الدولة دينية او إتنية، وليست دولة سياسية وطنية. وليس للأقليات جميعا مصلحة في الانفصال وتكوين دولة. ولا تستطيع مقارنة وضع الأكراد مثلا، وانا لا أسميهم أقلية وإنما هم جماعة قومية كبيرة، بوضع الشيعة والسنة والمسيحيين، أو التركمان أو الأرمن أو الشراكسة الذين أصبحوا مواطنين في بعض الدول العربية. حتى تولد الدولة يبنغي أن يتكون الشعب، والشعب ليس قبيلة ولا عشيرة ولا طائفة وإنما تشكيلة سياسية لا تعيش إلا بنشوء وعي يتجاوز الشعور باللحمة الدموية أو الغريزية أو العصبية الدينية والمذهبية.
196
أعجبنى
|
التسلسل: 31
|
العدد: 169518 - ظاهرة الصوت العربي
|
2010 / 10 / 4 - 19:51 التحكم: الكاتب-ة
|
علي نور
|
د / برهان عمت مساءا ، النيهوم .. كتب مرة قائلا لا أحد يحمل رأسا فارغة وقال رأس الجاهل يمتليء أيظا حتى حافته بالمعارف لكنه ليس خطرا إلا إذا اعتلى المنابر وتحدث من فوقها ، إذ ذاك - قال النيهوم - يعم الجهل ويتخلف الناس فهل هذا ما لم يحدث في مجتمعاتنا البائسة إلا بعد موت عبدالناصر وإعراب الزعماء الصغار عن طموحاتهم المكبوته كما قلت وأنت العارف المتحدث
66
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 32
|
العدد: 169901 - رد الى: علي نور
|
2010 / 10 / 5 - 21:49 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
هناك بالتاكيد شيء مما تقول. لكن الامور في نظري أعقد من ذلك. ومايحكمنا ويحكم علينا بالعجز والتخبط ليس جهل العقول، حاكمة كانت أو محكومة، وإنما مصالح تكاد لا تتردد أمام الجريمة المنظمة من أجل تأكيد نفسها وتعظيم مقاديرها. وضعف فهمنا لمنطق هذا الصراع، في الداخل والخارج، هو الذي جعلنا نخسر الرهان ونفقد مقدرتنا على السير قدما في طريق التقدم والبناء. الجهل كالعلم لا يبنى في الفراغ وإنما يستند إلى قاعدة وينمو في سياق وظرف ملموسين. نحن -جهلة- اليوم، أي فاقدين للرؤية السليمة بمقدار ما نحن عاجزين، ومفتقرين لموطء القدم المكين.
125
أعجبنى
|
التسلسل: 33
|
العدد: 169691 - أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة وال
|
2010 / 10 / 5 - 11:09 التحكم: الكاتب-ة
|
نوئيل عيسى
|
سيدي العزيز بداية كنت متجني وبكل شدة على واقعنا العربي التحرري بقيادة الاحزاب الشيوعية واتهمتهم بعجزهم بنقل المجتمعات نحو التغير والتحديث كحجة لسقوط اليسار العربي واتخذت من قوى التحرر الوطني ( القوى القومية ) ظاهرة ثورية غير حقيقية وكانك تنحاز الى جانبها ممعنا في اساءتك لليسار الثوري الحقيقي وقد اغفلت نهائيا دور الحركات القومية هذه في عرقلة عملية الثورة والتحولات الاقتصادية والثقافية في كل المجتمعات العربية في فترة النضال السري وفترة تسلم السلطة الفترة التي مارست كل انواع القمع لقوى الثورة والتحرر والامثلة قائمة وهي شاهد لايقبل اي جدل او نقاش لخلق انماط تحول اقتصادي حقيقية هذه الثقافة عملت كل الاحزاب القومية العروبية على مكافحتها وتشويهها واسقاطها من خلال فرض شعارات وثقافة سياسية فارغة من اي محتوى فكري عملي مجرد نظريات همجية و سربت للجماهير نظريات على انها البديل للفكر اليساري الثوري العالمي الذي اتخذته شريحة واسعة من كل شعب من الشعوب العربية نهجا مستقبليا امنت به بكل ثقل الا انها اجهضت والسبب الصراع الوبيل الذي اثارته هذه الاحزاب العروبية ولاتزال الى يومنا هذا على السلطة حتى انها القت بكل ثقلها في احضان المستعمرين لتحقيق اهدافهم واهدافها الحقيرة وبهذه الالات تم تدمير وحسر المد الثوري العربي الذي ارعب المستعمرين ومراجعة بسيطة للتاريخ العربي منذ 1952 ولحد يومنا هذا يؤكد هذه الحقائق ولايقع اي لوم على القيادات الثورية اليسارية التي كانت تقود الجماهير نحو تحقيق التغير الثوري الجذري لمستقبل انساني وازيدك علما ان طوفان المنظات الاسلامية المتطرفة التي عومت على سطح الاحداث هي من صنع هذه الاحزاب القومية العربية او ماسمي ( بحركات التحرر الوطني ) او انا ادعوهم اليوم بحركات الكفر الوطني الى هنا اعتقد استوفيت مجمل الرد على اجوبتك مع كل التقدير
113
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 34
|
العدد: 169932 - رد الى: نوئيل عيسى
|
2010 / 10 / 5 - 23:06 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
الحركات الشيوعية واليسارية عموما شكلت جزءا من قوى حركة التحرر الوطني في العالم العربي والعالم الثالث أجمع. فهي مشمولة في تحليلي لهذه الحقبة. ومهام هذه الحركة التي اعتبرها فصلا مهما من فصول سيرورة الحداثة، التي تعني في نظري التحويل الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمجتمعات، وإدراجها في الزمانية الحضارية الجديدة، هي ثلاث رئيسة: الاستقلال السياسي وتكريس السيادة الناجزة التي لا دولة حرة ولا رجال أحرار من دونها، وبناء الدولة الوطنية التي تعيد تكوين المجتمعات على أساس مفهوم الشعب والمواطنة مقابل العصبيات المذهبية والإتنية، وفي بلادنا القطيعة العميقة بين أبناء الريف وأبناء المدن، وثالثا استدراك التأخر بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بمستوى تأهيل السكان ومعيشتهم. وقد ارتبط انجاز هذه المهام الثلاثة في الخمسينات والستينات بالحركات القومية العربية لأنها هي التي نجحت في أخذ زمام المبادرة وقادت عملية تطبيق هذه المهام وتنفيذها في الواقع. ولعل هذه القيادة التي لم تكن دائما على مستوى عال من الصرامة والعقلانية هي من أهم أسباب فشل حركة التحرر الوطني في البلدان العربية. على أن مصير هذه الحركة لم يكن أفضل كثيرا في معظم بلدان العالم الثالث الأخرى. فباستثناء الصين والهند اللتين يشكلان كل منهما لوحدها قارة كاملة لا يمكن للقوى الاستعمارية المتراجعة التحكم المستمر بها، لم تنجح أي حركة تحرر وطني في تجاوز حدود الاستقلال السياسي نحو ما هو أبعد منه. وبقيت جميعا رهينة شبكة المصالح والقوى والنفوذ الامبريالية المجسدة في هيمنة نواة الدول الكبرى الصناعية أو في تسلط شركاتها الرأسمالية العملاقة العابرة للقارات، بما في ذلك فيتنام التي كانت مثالا للتضحية في الكفاح ضد الامبريالية. وليس صحيحا أن حركة التحرر الوطني ومنها الحركة القومية لم تكن سوى شعارات فارغة وعنتريات لم تفض إلى شيء. لقد كانت وراء تصفية الاستعمار وتحرير البلاد العربية من القواعد الأجنبية التي كانت رمزا للتحكم الخارجي بمصائر الشعوب وقرارها، ووراء بناء الدولة بمفهومها الوطني وتأسيس القاعدة الاقتصادية وإصلاح العلاقات الريفية المدينية لصالح إدماج المجتمع الريفي في الحياة السياسية والعمومية، وتعميم التعليم، وإصلاح الأزهر وتحويله إلى جامعة علمية، وتوسيع دائرة المستفيدين من الخدمات الاجتماعية ودعم الثقافة والفنون كما لم يحصل في أي حقبة من تاريخ المجتمعات العربية السابق. فإذا كان كل هذا لا يساوي شيئا في معيار الحداثة فلا أدري عن أي حداثة نتحدث. لا شك أننا نميل اليوم إلى تجاهل كل هذا لأنه أصبح بديهة وأمرا طبيعيا في واقعنا. لكن الحقيقة أننا لا زلنا نعيش على هذه الإنجازات، أو ما تبقى حيا يرزق منها. فحقبة ما بعد الحركة القومية لم تقم بأي إنجاز ولكنها ستهلكت ما تم من قبل من إنجازات وهدرته وخربته وأفسدت معنى الاستقلال ومعنى الوطنية ومعنى العداء للاستعمار والثورة الصناعية والزراعية. والذي يجعلنا نخطيء التحليل هو خلطنا المستمر بين حقبتين متناقضتين تماما وإن كانتا متعاقبتين ومتداخلتين: الحقبة القومية أو حقبة التحرر الوطني، وحقبة الردة التي بدأت بالانقلاب على الأهداف الوطنية والاجتماعية منذ استلام الرئيس السادات السلطة في مصر. والذي يساعد على هذا الخلط ويشوش الرؤيا، ويثير النقمة على المباديء والقيم الوطنية لحقبة الثورة على السيطرة الاستعمارية، هو أن النخب التي حكمت في الحقبة التالية للحركة التحررية خرجت من أحشاء هذه الحركة، لكنها قامت في الواقع على أنقاضها وفي عداء مكشوف لها. فكانت تستحق بحق اسم حقبة الردة. ولا يغير من هذا الواقع أنها سعت دائما إلى التمسح بها والتعيش على تراثها وهي تشتم فيها وبمبادئها، من أجل الحفاظ على مسحة من الشرعية المستعارة بسبب افتقارها، وهي بنت المؤامرات والانقلابات والدسائس الشخصية، لأي شعبية. ولا أرى أن التوحيد بين مبارك وعبد الناصر أو بين عبد الكريم قاسم وصدام حسين أو بين بومدين وبوتفليقة أو بين بورقيبة وبن علي وغيرهم كثبر، يحمل الكثير من الظلم لجيل من القادة كان رمزا للإرادة الوطنية، بالرغم من جميع أخطائه، وقدم مثالا للإخلاص والتضحية، يتناقض تماما مع جيل الردة المافيوزي، ولكن أخشى أن يكون مثل هذا التوحيد سببا في إساءة فهم التاريخ وزيادة التشويش على الأجيال الجديدة ورمي الوليد مع ماء الولادة الوسخ. ومن المؤلم أن يقع المثقفون انفسهم في الخطأ، فيعتقدون أن من يحكم اليوم هي الحركات الوطنية نفسها التي ناضلت من أجل تحرير بلدانها وتمكينها من حيازة فرص التقدم والحداثة الناجزة، وأن النظم الفاسدة والمتفسخة التي قادت البلاد إلى الهاوية هي الوريثة الشرعية للحركة الوطنية، فقط لأنها لا تزال مستمرة باستخدام الشعارات ذاتها بعد أن أفرغتها من محتواها وحولتها إلى غطاء للقمع لا أكثر. ولن نفهم من تاريخنا الحديث شيئا إذا لم ندرك أن ما نعيشه منذ السبعينات، ليس إنجازات حركة التحرر الوطني العربية وإنما نتائج إخفاقها والارتداد عنها واغتيالها. وأن سياسة الارتداد والانتقام هذه من الحقبة الوطنية، أي من إرادة التحرر العربية، هي المسؤولة عما يجري في مجتمعاتنا اليوم، تماما كما كانت سياسات الحركة الوطنية التحررية القومية هي المسؤولة عن الفشل الذي لحقنا نيتجة في حركتنا التحديثية نتيجة اختلال الرؤيا والروح الشعبوية وانعدام الصرامة السياسية وسيطرة الحزازات والنزاعات الداخلية، والمواجهات الدامية بين القوى القومية واليسارية التي شلت قوى الأمة، في الوقت الذي كان من المفروض فيه تكتيل القوى لربح رهانات الاستقلال الناجز والتنمية المستقلة.
127
أعجبنى
|
التسلسل: 35
|
العدد: 169706 - العلمانية فكرة غريبة عن المجتماعات العربية و
|
2010 / 10 / 5 - 12:09 التحكم: الكاتب-ة
|
مصطفى اسعيدي
|
اود في البدية توجيه نصيحة للاستاذ المحترم و المتمثلة في ضرورة الابتعاد عن الفكر الاشتراكي الذي انهار بانهيار الاتحاد السوفياتي و ان لا يلقن الشباب العربي افكار لم تعد تجدي نفعا و بالتالي اطلب من الاستاذ المحترم اعادة النظر في فكره المستورد من كتب القرن 17و 18 عشر و اقول له العالم تطور و العالم العربي جزء من هذا العالم و بالتالي فهو محكوم بالتغيير و التطور و مواكبة جميع التطورات الدولية الاقتصادية و الاسياسية و الاجتماعية و المعرفية اذا يجب ان يعيد النظر في روافده الفكرية التي اصبحت متجازوة و تقليدية . اما فيما يخص الازمة التي تعيشها المجتمعات العربية اقول و اؤكد ان هذه الازمة ليست سوى من صنع خيال الاستاذ المحترم فالمجتمعات العربية و على عكس ما يدعي الاستاذ عرفت تطورا كبيرا و على جميع المستويات الثقافية و العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية و اعطي مثالا هنا للاستاذ المحترم يتعلق بالتطور الحاصل في مجالات الاقتصاد العربي بصفة عامة و الذي ظل صامدا اما الازمة المالية التي ضربت الولايات المتحة و اوروبا هذا من جهة كما ان التطور العمراني و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفته دول الخليج لدليل واضح على التقدم و التطور التدريجي للدول العربية و بصفة عامة . اما بخصوص الحداثة و العلمانية فانا ضد هذا الفكر الغريب عن المجتمع العربي و الاسلامي والحداثة و العلمانية افكار و مصطاحات غربية لا تتماشى و التقاليد العربية و الاسلامية فاذا كنتم تظنون ان الحجاثة و العلمانية هي حرية الجنس و العهارة و الابتذال فانا ارد عليكم سيدي المحترم بان المجتمعات العربية و الاسلامية مجتمعات حديثة بالمعرفة و التكنولوجيا و اسوق لك مثالا ماليزيا في مجال التكنولوجيا و المغلوميات و هي دولة اسلاميوة-المغرب كجولة عربية لا تتوفر على امكانات طبيعة كالبترول لكنها دولة حديثة سياسيا و اقتصاديا و معرفيا .اذا فالعلمانية ليست سوى فكرة استعمارية جديدة تهدف الى تخريب و التي تشق طريقها نحو التقدم و التطور التديرالمجتمعات العربية و العربية و الاسلامية دينيا واجتماعيا و اخلاقي و التي تق طريقها نحو التقدم التدريجي و في جميع المجالات و هي كذلك محصنة من كل فكر تخريبي علماني غربي و استعماري.
94
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 36
|
العدد: 169941 - رد الى: مصطفى اسعيدي
|
2010 / 10 / 5 - 23:30 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
من الواضح أيها الأخ العزيز أنك لا تتفق معي في الرأي، ولا تشاركني القيم التي تحفزني على العمل. وتعتقد أن المجتمعات العربية تعيش في أحسن حال، وأنه لا يوجد هناك مشكلة تستحق النقاش، وأن ما أكتبه هو من صنع الخيال، وتعبير عن ثقافة الاغتراب والاستلاب. وسيكون من الصعب علينا، وانت تفترض النية السيئة في كل ما أقول، أن نصل إلى أي أرضية للحوار، وان يكون لحجج بعضنا قيمة عند الآخر. ومن الأفضل لي ولك في هذه الحالة أن ندعو الله أن يصلحنا ويؤلف بين قلوبنا لعلنا نستطيع أن نقبل بعضنا البعض على اختلاف أرائنا. ومع ذلك فأنا على يقين بأن هناك كثيرا من الأمور التي تجمع بيننا.
116
أعجبنى
|
التسلسل: 37
|
العدد: 169765 - تعقيب
|
2010 / 10 / 5 - 16:02 التحكم: الكاتب-ة
|
نادر قريط
|
: بداية أثمن هذا الحوار العميق مع البرفسور غليون، الذي إستوقفني في مفاصل عديدة. أهمها حديثه عن ثلاثية (الإستعمار، الإستبداد، الكمبرادور) ودورها المتناغم لدخولنا عصر الفراغ والإستعصاء والإحباط أو ما أسماه الدكتور (الحداثة الرثة)وبالتأكيد لفت نظري ومن سبقني تقليله من أهمية العوامل الداخلية .. (التراث والأديان والعصبيات) حتى خُيّل لي أنه أعفى الخطاب القومي من تحمل أعباء الفشل.. ألا يرى الأستاذ غليون.. أن الخطاب القومي كان ومازال ملتبسا..لأنه بالأساس خطاب شامي أقلوي ( جاء ردا على مشروع الجامعة الإسلامية للسلطان عبدالحميد نهاية القرن 19) و لم يصل العمق لأنه يدور بين رحى واقع تاريخي تحكمه العصبيات ( التشرذم) من جهة ومفهوم الأمة (التوحد) من جهة ثانية مما جعله خطابا (خطابيا) وليس فعلا عميقا .. أوليست جامعة عمرو موسى صورة مثلى تعكس ما بقي من أشلاء هذا الخطاب؟ مع بالغ التقدير
80
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 38
|
العدد: 169947 - رد الى: نادر قريط
|
2010 / 10 / 6 - 00:03 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
عزيزي نادر، ليس الخطاب القومي العربي سوى تنويعة فكرية من تنويعات حركات التحرر الوطنية التي شهدتها جميع شعوب العالم الثالث الخارجة من السيطرة الاستعمارية، بهدف استكمال التحرر السياسي وإرساء أسس بناء دولة وطنية تجاري الدول القومية الغربية، وتسير على هديها وخطاها، املا بتحسين شروط السيطرة على ناصبة العلم والتقنية والصناعة والقوة العسكرية التي تضمن لها ولوج الحداثة والانخراط الايجابي فيها. لم يكن العالم العربي استثناءا ولا كان نشازا في هذا الأمر. لا يمنع هذا من أن هذه الحركة كانت مليئة بالعيوب والنواقص، ولا أن خطابها لم يكن غامضا وملتبسا ككل الخطابات الايديولوجية القومية وغير القومية، ولا أنه لم تخترقها نزاعات وصراعات وتشوبها لوثات تراثية وتقليدية ودينية وجاهلية أيضا. لكنها لم تكن قناعا للعصبيات القبلية والمذهبية والإتنية، لا الأقلوية ولا الأغلباوية. لسبب بسيط هي أن المهمات التي طرحتها على نفسها لا تفيد أقلية بعينها أو مذهبا دينيا او طائفيا، ولكنها تصب في خانة الوطنية بالمعنى الدقيق للكلمة، وأعني بذلك مهام برنامج الاستقلال الناجز والتنمية المستقلة وبناء الدولة الوطنية التي تسمح للأفراد بتجاوز عصبياتهم الجزئية والاندراج في سردية وطنية واحدة. لكن كأي حركة تاريخية، خلف إخفاق الحركة الوطنية وانحسارها تراثا رمزيا وأدبيات وشعارات وأطرا تنظيمية كان من مصلحة ورثتها في السلطة تقمصها واستخدامها كأقنعة -قومية- للتغطية على استراتيجياتهم الجديدة الطائفية والإتنية والمذهبية وعصبياتهم المنبعثة مع انهيار آمال الوطنية وزوال هيمنتها. وهذا ما يحصل أيضا في العديد من بلدان أفريقيا التي سار بعضها نحو حرب التطهير العرقية، وما يحصل في أمريكا اللاتينية مع عودة انتشار الهيمنة الدينية الكنسية، وحتى في أمريكا الشمالية التي عرفت أكثر ظواهر التطرف المسياني عدوانية في أشخاص المحافظين الجدد الذي أعلنو حربا عالمية للسيطرة على العالم وتأكيد أسبقية الولايات المتحدة وقيادتها الدولية. ولا تمثل الطبعة الشامية وجه القومية العربية وخطابها، كما تبلورا في عصر ازدهارها الناصري، ولا تشكل إلا تنويعة باهتة وهشة وعجرة منها. عندما نتحدث عن الحركة القومية بوصفها الحلقة الرئيسية في حركة تحرر وطني جميعت إليها العديد من القوى التقدمية القومية وغير القومية، فنحن نتحدث عن برنامج وطني وقفت معه قوى سياسية منظمة، وجماهير غفيرة، ودعمته طبقات اجتماعية، وتحول إلى حركة تاريخية بالمعنى المادي القوي للكلمة، وصار في وقت من الأوقات عقيدة الشعوب العربية بدون منازع. وإذا أردنا أن نفهم حقيقة ما حصل، ونعرف تاريخنا، فلا ينبغي لنا أن نسقط حاضر ما يسمون أنفسهم ورثة الحركة القومية، وهم بمثابة يهوذا منها، على ماضيها، عندما كانت حركة حقيقية، أي وجها لا قناعا. ولا يهمنا اليوم لا تبجيلها ولا التشفي منها، فقد انتهى وقتها وخرجت من التاريخ مثلها مثل جميع حركات التحرر الوطني الأخرى، ولم يبق منها سوى الذكرى. ما يعنينا اليوم ليس هذه الحركة نفسها، وإنما فهم تاريخنا الماضي والقريب والديناميكيات التي تحركه، حتى نستطيع ان ننطلق من جديد. فما القومية وما الاشتراكية وما الشيوعية إلا أسماء سميتموها. أما ما تنطوي عليه فتابع للقوى التي تقف وراءها وتحركها. ومضمون ما تبقى من الحركات القومية اليوم يعكس تماما القوى والمصالح والعصبيات الطائفية وغير الطائفية التي تتعيش على تراثها وتستخدمها قناعا لوجه ليس له من القومية والوطنية حتى الإسم.
70
أعجبنى
|
التسلسل: 39
|
العدد: 169791 - تناقض
|
2010 / 10 / 5 - 16:59 التحكم: الكاتب-ة
|
ناهد بدوي
|
الاستاذ والصديق برهان غليون اعذرني ان كنت ارى تناقضا بين الفقرة التي وردت في ردك على منى علي حميد: -نعم، يمكن تحقيق الحداثة والعلمنة من دون تحقيق المساواة الكاملة للمرأة مع الرجل- وبين ردك على أحمد أبو أحمد -الديمقراطية بهذا المعنى مشروع اجتماعي وثقافي وليس مشروعا سياسيا او سياسويا فحسب.- نعم الديمقراطية مشروع اجتماعي وثقافي، ولكني أعتقد انه يقع في بؤرته أهمية كسر أقوى هرم سلطة في التاريخ ألا وهو الهرم الجنساني. اعتقد ان التنوير الذي كان أساس الحداثة والديمقراطية التي نعرفها حتى الآن كان ناقصا من هذه الزاوية، وهذا النقص والعيب فيها كان أساس ماأنتجته الحداثة من أنظمة شمولية وعنصرية وفاشية والتي لم تتخلص منها اوروبا نفسها الا بعد الحرب العالمية الثانية وهي الفترة التي بدأت فيها هذه المجتمعات بتحقيق مساواة النساء وحقوقها. وعندها فقط استطاعت المرأة أن تتلقى تعليما مثلها مثل الرجل مما أهلها فيما بعد من انتاج النظرية النقدية النسوية التي عملت على تفكيك الثقافة الذكورية و على تجذير مفاهيم التعدد والاختلاف التي تقع في صلب الديموقراطية. هذا في أوروبا فما بالك في بلادنا؟ التي مازالت فيها مقاومة الحداثة والديمقراطية تبدأ من التشدد على المرأة؟؟؟؟؟؟؟
114
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 40
|
العدد: 169949 - رد الى: ناهد بدوية
|
2010 / 10 / 6 - 00:31 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
لو أردت أن أعيد كتابة الفقرة لقلت: للأسف يمكن للحداثة أن تتحقق من دون تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل. ولكان ذلك جنبني سوء الفهم. والواقع هذا ما حدث بالفعل في التاريخ الذي نعرفه جميعا إلا إذا اعتبرنا الدول الغربية والآسيوية والعالم أجمع خارج الحداثة. والقصد من هذه العبارة أن الحداثة لا تولد متكاملة دفعة واحدة، وانها سيرورة تاريخية زاخرة بالتوتر والتناقض. وقد يحصل فيها تراجع وتقدم، كما أنها قد تقود إلى مآزق ومطبات كتلك التي مثلتها النازية والفاشية، وفي ما بعد إلى وقتنا الحاضر، شرعنة الحروب الاستعمارية وغير الاستعمارية، والسيطرة على موارد الشعوب ونهبها، وحتى استيطان أرض الآخرين كما يجري في فلسطين. فإسرائيل أيضا دولة حديثة. كل هذا كي أصل إلى ما وصلت إليه انت تماما، أي أن نقائص فكر الأنوار تبدو واضحة في الحداثة الوسائلية والأداتية التي ستتطور في ما بعد. وأن من يصنع الحداثة هو الانسان، وأن وعي الانسان وكفاحه ضروريانلتحويل الحداثة من حداثة استعمارية، أداتية تبرر استعباد الانسان، وتغطي عليه، بما في ذلك تهميش النساء وأجنستهم، إلى حداثة إنسانية، لا قومية ولا عنصرية ولا وسائلية، أي تستخدم الانسان وسيلة لغايات الربح أو السيطرة أو الدعاية والاستهلاك التجاري. وهذا ما عنيته عندما كتبت أن الديمقراطية ليست مشروعا سياسيا فحسب وإنما ثقافيا واجتماعيا. فمن الواضح أن المقصود هو، تماما، أن الحداثة من تلقاء نفسها ليست ديمقراطية، وإنما علينا نحن، أي البشر، أن نحولها إلى حداثة ديمقراطية. وهذا يعني أبعد من ذلك أن الحداثة ليست قيمة معيارية نميز بها الصحيح من الخاطيء والخير من الشر، وإنما هي سيرورات تاريخية معقدة مدفوعة بديناميات متعددة أيضا، معرفية وتقنية واقتصادية وثقافية، لا نستطيع أن نهرب منها، لكننا لا ينبغي أن نسلم لها، وإنما علينا تقع مهمة تأهيلها وتدجينها وتكييفها مع مبادئنا الانسانية، وفي مقدمها المساواة بين جميع الناس، داخل الحدود الوطنية وعبرها. وهذا هو معنى السيطرة على الحداثة والتحكم بها بدل الاندراج الساذج والبسيط فيها، الذي يعني الامتثال لحاجات ومصالح من يوجه دفتها، والقبول بموقف المستهلك لبضائعها والمفتون بإنجازات أصحابها.
68
أعجبنى
|
التسلسل: 41
|
العدد: 169900 - مآل الوضع العراقي
|
2010 / 10 / 5 - 21:48 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد الرحمن دارا سليمان
|
أستاذنا القدير برهان غليون ..تحية طيبة
كان لكم موقفا سليما وتحليلا سياسيا صائبا حول الوضع العراقي ما بعد الديكتاتورية أثبتت السنوات السبع الماضية صحتهما تماما، ولا شكّ أن فراغ الساحة السياسية العراقية والعربية والإقليمية، من قراءات بريئة وتنطلق بالفعل من رؤية علمية ونقدية وحرّة كما تفعلون أنتم ، يدفعني كما يدفع الكثيرين للتساؤل حول آفاق التجربة العراقية ومآلاتها . هل أن الوضع العراقي مرشّح أن يكون مثل الوضع اللبناني بمعنى الغياب التام للأجندة الوطنية الداخلية وما سوف يجري فيه هو إنعكاس للتوازنات الإقليمية والدولية ؟ الا يمكن القول بأن من بين أهداف -التحرير- الأساسية من الديكتاتورية ، هو تجديد للوكلاء المحليين رغم الزوبعة التي أقامتها إدارة بوش الأبن حول مشروع الشرق الأوسط الكبير ولم تكن تتضمن عملية الدمقرطة من الخارج الاّ هذا الشكل البالي والمبتذل للديمقراطية الشكلية كما يجري اليوم في العراق ؟ ما هي توقعاتكم بمآل الوضع العراقي عموما ؟ تقبلوا أطيب التحيات
81
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 42
|
العدد: 170088 - رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان
|
2010 / 10 / 6 - 14:08 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
للأسف لا أعتقد أن محنة العراق قد وصلت إلى خاتمتها. والوضع الذي يعيشه الآن هو المثال الواضح على معنى سحب الأجندة الوطنية من التداول واستبدالها بالأجندات الخاصة، التي حولت البلاد إلى غنيمة تتنازع عليها القوى الداخلية، من طوائف وعصبيات قومية وشبه قومية وقوى خارجية. وليس هناك أفضل من نظام الحكم القائم في العراق اليوم إساءة للديمقراطية وتنفيرا للشعوب العربية منها. فهو يبرهن إلى أي حد تلعب ديمقراطية الانتخابات الشكلية دورا في تعميق أزمة المجتمعات عندما يتم فصلها عن مضمونها السياسي الوطني وتفريغها من القيم المدنية والسياسية والإنسانية. وهي تشكل اليوم لغما يساهم بالتفجير المتزايد للعراق بدل أن تكون مخرجا لمحنة الديكتاتورية التي سعى إلى الخروج منها. وهذا ما رمى إليه التدخل العسكري عندما حل هياكل الدولة القائمة وسلم السلطة لزعماء الطوائف وميليشياتها، وسعى بجميع الوسائل إلى محو الذاكرة الوطنية والتاريخية والحضارية العراقية. فقد أراد أن يخرج العراق من دائرة الفعل في منطقته، ويحيد قواه نهائيا في المعركة العنيفة الدائرة من حول السيطرة على الإقليم المشرقي، والتي يشكل ضمان أمن إسرائيل الطويل أحد أكبر أهدافها.
63
أعجبنى
|
التسلسل: 43
|
العدد: 169906 - رأي
|
2010 / 10 / 5 - 21:59 التحكم: الكاتب-ة
|
أمينة شرادي
|
تحية خالصة للدكتور برهان غليون ألا تعتقد معي بأن تردي الأوضاع الآن في المجتمعات العربية على جميع المستويات،راجع بالدرجة الأولى الى تدني بشكل كبير لمستوى التعليم و خلق جيل آخر من الأميين المتعلمين.الشيء الذي دفع بظهور المتطرفين و المتشددين و أدى بالمجتمعات الى الرجوع الى الوراء.؟شكرا لك.
75
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 44
|
العدد: 170094 - رد الى: أمينة شرادي
|
2010 / 10 / 6 - 14:20 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
تدني مستوى التعليم يفسر السهولة التي نجحت فيها الحركات الأصولية في تعبئة الشباب وتجنيدهم، ولكنه لا يفسر الأزمة الاجتماعية والتاريخية الشاملة. وليس سوء التعليم وتدهور مستواه سوى وجها من وجوه السياسات الكبرى التي طبقتها النخب الحاكمة، التي كان همها ولا يزال الاستثمار في الأمن وتجنيد المخبرين والأتباع والأنصار، أكثر بكثير من تأهيل الشباب وتكوينهم وخلق فرص العمل التي تمكنهم من بناء حياة إنسانية كريمة ومرضية. ووراء هذه السياسات المستهترة بمصالح الشعوب والأجيال قوى اجتماعية لا تحركها أي قيم إنسانية، لا ليبرالية ولا إشتراكية ولا دينية، وإنما شهوة السلطة والمال، الذي تأمل بأن توظفه لتخليد سيطرتها ورشوة حماتها من الميلشيات المحلية والدول الأجنبية. فلا ينبغي أبدا أن ننسى أن مصير المجتمعات مرتبط بالدرجة الأولى بنوع السياسات والخيارات الاستراتيجية التي تتبناها قياداتها. وصلاح هذه ا لسياسات أو فسادها هو الذي يقود المجتمعات نحو التقدم والازدهار أو نحو التراجع والتقهقر والبؤس. هذه مسؤولية النخب والنظم، التي حكمت منذ نصف قرن في هذه المنطقة من دون انقطاع. وهي أيضا مسؤولية القوى والنظام الدوليين الذين حالفوها، أو دعموا خياراتها الاستراتيجية، وفي الكثير من الأحيان ألهموها فجورها وطغيانها.
80
أعجبنى
|
التسلسل: 45
|
العدد: 169911 - هل مجتمعاتنا بحاجة للعلمانية؟؟
|
2010 / 10 / 5 - 22:10 التحكم: الكاتب-ة
|
أحمد الشيخلي
|
الى الأستاذ الدكتور برهان غليون تسألي هو : هل مجتمعاتنا بحاجة الى العلمانية ؟؟ المعروف يا أستاذ برهان ان غالبية الدول العربية ومنذ انتهاء الحقبة الاستعمارية هي دول علمانية ودساتيرها دساتير وضعية فما الحاجة للمطالبة بالعلمانية ؟! هي هي مطالبة بعلمنه وعي الانسان العربي والمجتمعات العربية الغارق بالدين ومعتقداته وتفرعاته ؟؟ هل يمكن بأسم العلمانية ان نقصي الوعي الديني للمواطن العربي والمتشبث به الى درجة اعتباره روحه التي يحيى بها؟؟ وهل يوجد في التأريخ العربي سلطة دينية مشابه لسلطة الكنيسة الكاثولكية في اوروبا في القرون الوسطى حته نطالب بالعلمانية؟؟
113
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 46
|
العدد: 170101 - رد الى: أحمد الشيخلي
|
2010 / 10 / 6 - 14:39 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ليست العلمانية هي القضية المركزية في الأزمة التي تعيشها المجتمعات العربية، وهي ليست مطلوبة ولا سليمة ولا منتجة، بل مسيئة ومدمرة، إذا كانت تعني نزع العاطفة الدينية من أفئدة الناس ومحاربة الاسلام وتجفيف ينابيع الايمان. العلمانية ذات قيمة مدنية عالية إذا فهمت فقط على أنها صيغة إجرائية لضمان التعددية السياسية والحريات الفكرية والاعتقادية، بما في ذلك الحريات الدينية، واحترام اختيارات الأفراد الشخصية حسب ما يمليه عليهم ضميرهم ومبادؤهم. ومن الواضح أن تأمين هذه الحاجات التي هي منافع عمومية، لا يستقيم مع تدخل السلطة الدينية، مهما كان نموذجها ونمطها، في شؤون السلطة العمومية، واستخدامها هذه السلطة، أي أدوات الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، من أجل فرض عقبدة ضد عقيدة أخرى أو حتى من أجل الايحاء للسلطة بسياسات تخدم أهدافها هي كسلطة دينية. وأنا من الذين يقولون أيضا أن مثل هذه الاحتياطات القانونية والدستورية والسياسية ضد خلط السلطة العقائدية والدينية بالسلطة السياسية ليس مفيدا للسياسة فحسب، ولكنه مفيد للدين أيضا. فهو في السياسة يحرم أصحاب السلطة من التمسح بالدين لتأمين شرعية سهلة لحكمهم بدل الاجتهاد في تحسين شروط حياة السكان وتحقيق إنجازات مادية جدية، وفي الدين يقلل من احتمال أن يستخدم رجال الدين نفوذهم في السلطة السياسبة من أجل مصادرة الدين وتأويل نصوصه ومعانيه بما يمكنهم من إخضاع المؤمنين لأجندة سيطرتهم الخاصة والاحتفاظ بسلطة معنوية ومادية دائمة ومطلقة في تسيير شؤون الدين لا يكون عليهم فيها رقيب من المؤمنين ولا حسيب. وهذا ما حصل في فترات سابقة ولا يزال يحصل على يد بعض رجال الدين الذين تعاملوا مع السلطات ودلسوا لها وأبعدوا إلى الخلف، وأحيانا اضطهدوا القسم الأكبر من رجال الدين الأتقياء والنبلاء.
114
أعجبنى
|
التسلسل: 47
|
العدد: 169915 - العلاقة بين العروبة والإسلام
|
2010 / 10 / 5 - 22:22 التحكم: الكاتب-ة
|
دهام حسن
|
أنا أعالج هذا الموضوع وهو أمامي.. الروابط بين الإسلام والعروبة أرى وشائج العلاقة قوية رغم ما بين العروبة والإسلام ظاهريا من خلافات تظهر برأيي في ميدان السياسة فقط..من يحكم من ...يمكن أن تتناول هذه النقطة ونطلع على تحليلك ونستفيد بالتالي منه.. مع تحياتي دكتور..
77
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 48
|
العدد: 170110 - رد الى: دهام حسن
|
2010 / 10 / 6 - 15:00 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
بالتأكيد إن العلاقة بين العروبة والاسلام علاقة قوية من الصعب فصمها. ذلك أن الاسلام ليس دينا فحسب، أي لا يقتصر على شؤون العبادة، ولكنه تحول عبر التاريخ، وبمقدار ما كان الإطار السياسي والايديولوجي لتفتح حضارة كاملة، بجوانبها الروحية والمادية، العلمية والتقنية، الفنية والعقلية، إلى ثقافة وتراث مدني يشكل مرجعية للمسلم وغير المسلم في البلاد العربية. ولذلك يخطيء الاسلاميون المغالون عندما يقلصون الاسلام إلى مستوى المذهب الديني فحسب، ويكسرون الجسر الذي يجمعهم مع غير المسلمين من العرب، أعني الاسلام من حيث هو مرجعية حضارية وجزء من الثقافة القومية.كما يخطيء العلمانيون الدعمائيون عندما لا ينظرون إلى الاسلام إلا من زاوية ما يمثله من عقيدة دينية، هي بالضرورة خاصة بجماعة المسلمين، وبالضرورة نازعة إلى المحافظة على الأصول الدينية، والتماهي مع الحقب الأولى السلفية، فيخطئون في فهم ما يمثله من بعد مادي ورمزي وتخيلي في تكوين الهوية الثقافية لشعوب المنطقة. كان العرب في الماضي يقولون الاسلام دين ودنيا. وهم على حق. فالاسلام دين وحضارة. ومنا اليوم من لا يرى الاسلام إلا كدين، ويرفض ما فيه من حضارة، أي من تطور مديي وأخلاقي وفني، ومنا من لا يرى في الاسلام إلا الحضارة والتراث الفني الساحر، ويرفض الدين، او لا يعيره ما يستحق من أهمية، ومنا من يرى فيه الاثنين. ونحن جميعاعرب ومسلمون بالدين أو بالحضارة.
79
أعجبنى
|
التسلسل: 49
|
العدد: 169922 - كفانا تبسيطا لمعضلة التخلف العربي
|
2010 / 10 / 5 - 22:42 التحكم: الكاتب-ة
|
ميلود ادجاون
|
.مناستيقاظه الى منامه اسمح لي يا استاذ للعودة مرة اخرى للرد على تعليقك الذي يتهمني بالنزعة العرقية او بكوني ضحية لاديولوجية ارنست رينان اوغولدزير المعبرين عن نزعة المركزية الاوربية او الغربية..فالغرب لاتهمه الا مصالحه الاقتصادية ولا يهتم ان كانت الشعوب تعبد الله او تعبد الشيطان..الحجر او الشجر لان التاريخ يحركه الاقتصاد وقوى الانتاج بلغة ماركس ويتم توظيف الدين والقيم والثقافة كما أكد ماكس فيبر والرأسمال الرمزي حسب مصطلح بيير بورديو رحمهم الله جميعا لما قدموه للبشرية وليس للغرب وحده. وهذا العبد الضعيف كاتب هذه السطور لا ناقة لي ولاجمل وقررت من زمان ان احط الجمل بما حمل.واسمح لي يا استاذ وانت سيد العارفين ان اذكرك بان اغلب من يزعمون بانهم مثقفين يأكلون الغلة ويسبون الملة..والحمدلله وللفقر لست واحدا منهم فلم ابرح مكاني منذ ولدت وقد قاربت الخمسين..رحم الله صاحب النقد المزدوج الذي وعى من زمان رغم ثقافته الاعجمية المفرنسة بأن نقد الغرب ضروري تماما مثل نقد العقلية العربية..لكن الخطيبي لاينتقد في الحقيقة سوى الذين علموه كيف يكتب بالفرنسية ولقنوه بعض الفتات الفكري الذي ظل يلهج به الى ان مات في احضان الغرب تماما مثل بعض الاحياء الذين يعيشون في باريس وينتقدون اوربا التي استقبلتهم بعد ان طردتهم بلدانهم..فلا فرق عندي بين هؤلاء وبين الذين أطلقوا اللحي في المدن الاوربية التي استقبلتهم بعد ان كانوا يحلقونها في بلدانهم الاصلية مخافة ان يتهموهم بالارهاب..واما الذين اكتووا بنيران التخلف والقهر والقمع فهم الاغلبية الصامتة لاثروة لهم ولاسلطة .بل هم محرومون من جواز السفر ولاحول لهم ولاقوة..هؤلاء هم من يستطيع زرع بذور الحداثة واما الرحل الذين ظعنوا فلاحداثة لهم ولاهم يحزنون..واما عبد الناصر حتى ولو افترضنا ان نواياه هو وامثاله كانت حسنة مع اني اشك في كل عسكري وضابط ولا انتظر من العسكر ان يدخلنا الى الحداثة فلن يستطيع ان يغير مجتمعات انسحبت فعلا وحقيقة من التاريخ منذ قرون ..ورحم الله نزار قباني الذي كتب من زمان قصيدته الشهيرة(متى يعلنون وفاة العرب(ومن البلادة اتهام الشاعر العربي الكبير بالخيانة لبني جلدته لان حبه للامة العربية وتفانيه في خدمة قضاياها بالكلمة الصادقة امر لايحتاج الى برهان او دليل تماما مثل حب عبد المعطي حجازي او فاروق جويدة لبلادهما مصر والبلاد العربية كافة ..واسال السعداوي عن حكم عبد الناصرالدكتاتورالمتحالف مع اخوانه واحبابه واصهاره والمنقلب عنهم والمضطهد للكثير من المبدعين والسياسيين..وعندنا في المغرب الذي لايقل تخلفا عن تخلفكم في الشرق المتعدد الاعراق واللهجات والثقافات حتى لايخونني لساني واقول الشرق العربي هناك مثل لاشعبي يعبر عن المجازر التي ارنكبها عبد الناصر وصدام وبومدين وكل النماذج السيكوباتية التي تعتبرها اوثانا للعبادة وابطالا تاريخيين لم يجد الزمان بامثالهم..هذا المثل هو كل اولاد عبد الواحد واحد...اي انهم يتحركون على ارضية مذشبعة بالتخلف حتى النخاع فتحولوا في لحظة خاظفة من جنود الى شيوخ قبائل استغلوا البسطاء من الناس واوهموهم بان الفتح قريب وبان النصر بات على الابواب ..ولكن ىهيهات فالتقدم والحداثة تحتاج الى جيوش من المبدعين الحقيقيين والفلاسفة الجريئين وعلماء الحياة والطبيعة والفقهاء المتنورين ايضا والسياسيين التدميين وليس الى تجار الكلام في سوق النخاسة عفوا الثقافة.والاهم من هذا يحتاج العرب الى الوفرة والطفرة الا قتصادية التي تحقق لهم اكتفاء غذائي ولا انتظر ممن يستورد ماياكله ومايلبسه وجميع حتىمايستعمله في حياته اليومية مناستيقاظه الى نومهان يدخل الى الحداثة..ولقدبدات الحداثة في اوربا بظهور فلاسفة يعلمون الناس البسطاء بلهجاتهم التي يتقنونها ويتكلموها في الشارع والبيت كيف يفكرون وفق قواعد صارمة بسطوها مثل رونيه ديكات في كتيبه الصغير حجما والعظيم منفعة سماه)قواعد المنهج(وكان ذلك في بداية القرن 17..اما نحن فحتى الامور التافهة العديمة الفائدة فنجعل منها قضايا مهمة..مبماذا سينفعني وينفع الناس ان كان علي ابن ابي طالب سنيا او شيعيا في عصر الثورة الجينية واكتشاف الاكوان المتعددة؟وما انتظر من بائعي الكلام غير الكوارث التي لن تبقي ولاتدر..وكلنا لامحلة غارقون في الاوهام ولامن يرفع عقيرته في وجه المؤدلجين من مسوغي التخلف وناظمي القوافي..فقليلا من التواضع يا عرب..وهذه عبارة كنت قد جعتتها عنوانا لاحدى مقالاتي المنشورة في صحيفة تنشر فيها يا سيد برهان مقالاتك وكانت الصحيفة تحتفي بك اكثر مني وعلى نفسالصفحة..ولكن شتان مابين الدعوة السياسية وبين ملامسة الجرح النازف منذ سقوط بغداد عام امتلات انهار العراق بمداد حبر الكتب والمخطوطات النفيسة حقا ليس بمحتوياتها بل بماء الذهب التي كتبت بها وشتان بين هذا المعنى وذاك..لاادري اين اجد الصدق في تضاريس تخلفنا العربي العميق ام في تحليلات المستشرقين ولكني اعرف يقينالارىب فيه بان الجميع يغني على ليلاه..فابناء جلدتنا يجلدوننا بالكلام الرخيص فنصدقهم خوفا من سعارهم ونحن الذين تعودنا المجاملة والمراوغة والمهادنة....اما ابطال النهضة الاوربية في الواقع وفي الابداع فلايهادنون بل يعلنونها حربا شعواء على الفكر التقليدي لانه السلاح الذي ترفعه البورجوازية العربية الرثةاوالوظيفية الكمبرادورية في وجوه المبدعين الحقيقيين وكل من يقذف ولو حصاة صغيرة في بركة الفكر الاركاييكي السائد..وهذا هو حال اليسار الفكري العربي..وللامانة العلمية والتاريخية اقول بان نابليوتن ليس هو الذي ادخل فرتسا واوربا للحداثة بل ان تضحيات مارتن لوثر وديكارت ووراسين وباسكال..ثم بعدهم مونتسكيو وروسو وفولتير وديدرو وهولباخ وهلفسيوس وكانط وهيغل وفويرباخ وماركس وغيرهم من النخب الفكرية والادبية الذين انتظموا في مقاهي وصالونات للفكر والابداع من كل صنف ولون وجنس ..هؤلاء هم ما يهمني في الغرب وليس بوش وعصابته من ىمجرمي البشرية وسفاكي دماء الشعوب..واعذرني يا لاراستاذ ان نسيت جهوذ الاخرين الذين ضحوا بثرواتهم وحيواتهم من
128
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 50
|
العدد: 170121 - رد الى: ميلود ادجاون
|
2010 / 10 / 6 - 15:42 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ما لك يا ميلود حامل سيفك تضرب يمينا وشمالا، دولا ومثقفين وشعوبا ومجتمعات وأديانا واعتقادات. أنت ثائر على العالم. لا يهديء من غضبك سوى ذكر مارتن لوثر وديكارت وراسين وباسكال..ثم بعدهم مونتسكيو وروسو وفولتير وديدرو وهولباخ وهلفسيوس وكانط وهيغل وفويرباخ وماركس وغيرهم من النخب الفكرية ومنتدياتهم التي ذكرت. هؤلاء هم بالفعل أساتذتنا وأساتذة العصر والحداثة. بيد أن ثورتك لا تنبع من اعتقادك بأن العرب، وربما مثقفينهم أنفسهم، يتجاهلون هؤلاء جميعا، وإنما أكثر من ذلك، بأنهم، أي العرب، غير قادرين على التقدم ومجاراة الحداثة أو دخولها لأنهم لم ينتجوا ما يعادلهم. فأنت تعتقد أن التحول الكبير، وهو هنا الحداثة العربية المنشودة. يحتاج إلى فكر كبير وعميق. وهذا الفكر يكاد يكون مفقودا في العالم العربي اليوم. ومفكرونا لا يمتلكون من الجرأة والشجاعة ما يمكنهم من مهاجمة ما هاجمه هؤلاء من فكر عتيق وبال هو السبب في بلاوينا والمصائب التي تستبد بنا. هل نقول الشكوى لله؟ هل نقول الله يطعمنا؟ هل نقول هذا شعب عنين وبائس غير جدير بالحداثة طالما أنه غير قادرة على إنجاب مفكرين أفذاذ كما عرفتهم أوروبة الحديثة وما قبل الحديثة؟ جوابي السريع أن التاريخ لا يعيد نفسه. وأنه ليس هناك ديكارت وكانت وهيجل وماركس جدد ببساطة لأن هؤلاء قد وجدوا، وتكرارهم مرتين يكون خطأ تاريخيا ومنطقيا، لأنه يعني اختراع البارود مرتين. والحال الاختراع مرة واحدة، بعدها يحصل الانتشار. وديكارت والآخرون انتشروا في كل الثقافات، وفكرهم متاح للجميع، وهو يثري فكرنا كما يثري فكر غيرنا من أمم الأرض حتى لو لم يكونوا قوميا منا. لكن أبعد من ذلك، ليس من المؤكد أن ما نحتاج إليه اليوم لولوج الحداثة مفكرين من وزن هؤلاء. والبرهان أن اليابان، واليوم الصين والهند ومجتمعات وأمم كثيرة أخرى، تتقدم على طريق الحداثة، من دون الإرهاص بفكر ومفكرين من أمثال هؤلاء. في زمنهم، كان كسر قيود العقل شرطا ضروريا لدخول رحال الفكر الفلسفي والنقدي والعلمي الحديث. وقد انكسرت هذه القيود اليوم، في العالم الواحد، ولا نحتاج إلى كسرها من جديد حتى نفتح المدارس والجامعات ونرسل البعثات إلى الخارج. ما نحن بحاجة إليه اليوم هو اجيال عديدة من العلماء في كل الميادين، وهذا ما يغذي حركة التقدم في الغرب أيضا، اليوم، قبل فكر ماركس ولا ديكارت. ونحن لدينا ملايين الطلبة في مدارس وجامعات لا تختلف في تكوينها عن جامعات العالم. إنما المشكلة في إدارة هذه الجامعات وتسييرها وبرامجها وطرق تعليمها. وهنا تكمن بذور الثورة العلمية والتقنية المطلوبة لعصرنا، لا في انتظار مفكر عظيم على شاكلة المهدي المنتظر، ولا عالم يحظى بجائزة نوبل. نحن بحاجة إلى مئات ألوف بل ملايين الباحثيين العلميين على مستوى عال وفي كل ميادين العلم الحديث. والذي يمنع جامعاتنا ومدارسنا من أن تنتج مثل هؤلاء ليس ضعف عقولنا ولا تأخر ثقافتنا ولا تدين أباءنا وأولادنا اليوم. إنه السبب نفسه الذي يجعل مئات ألوف العلماء والباحثين العرب يعملون اليوم في المخابر العلمية والمراكز البحثية والجامعات العالمية، ولا يستطيعون أن يقدموا أي خدمة لبلادهم ومجتمعاتهم. وكل ذلك ليس خيارات شخصية للأفراد، لا لطلابنا في جامعاتنا العربية ولا لمهاجرينا من العلماء. إنه نتيجة نظم وسياسات طاردة للعلم والعلماء، يتناقض استمرارها واستقرارها مع الفكر الحي والنقدي، ولا تحتاج للعلم والتنقية المتقدمة حتى تنمي ثرواتها وتغتني طالما أنها تستطيع ذلك بوضع اليد مباشرة ومن دون عناء على موارد الشعوب ومصادر رزقها وتعيش على ريع نفطها وريع السخرة والعبودية. الفكر مهم. والفكر العميق أهم. والفلسفة أعظم وأمتع. لكن المجتمع ليس فكرا. والعوامل التي يقوم عليها نظام المجتمعات وديناميات تقدمها وتراجعها أقل عمقا بكثير من الفكر، لكنها اكثر تعقيدا بكثير من الفكرة وربما كانت أقرب إلى السحر. مع أطيب تمنياتي
124
أعجبنى
|
التسلسل: 51
|
العدد: 169953 - المفكّر والإصلاح الاجتماعيّ؟
|
2010 / 10 / 6 - 01:13 التحكم: الكاتب-ة
|
بدرخان علي
|
أستاذ د.برهان غليون المحترم... أحييك على هذا الحوار الثري والعميق بشأن تمميزك بين المصلح الاجتماعيّ والمفكر أو الفيلسوف بودي أنّ أسألك أين تجد نفسك كمفكّر في هذا التمييز الذي اقترحته؟ وأشير إلى أن لكم مواقف وآراء كثيرة معلنة في لعب دور المصلح الاجتماعي أو السياسيّ رغم كونك تنحدر من أرضية فكريّة أساساً؟ فلا ضير أبداً من أن يكون للمفكّر توجهاً سياسياً معلوماً من قضايا بلاده أو العالم وعلى كل الصعد بل ولا بدّ من هذ الشرط.....ولا ريب أنكم من المثقفين السوريين القلائل الذي ينخرطون بوضوح في معركة الديمقراطية ولو من بابها الثقافي أو التنثقيفيّ والمعرفيّ أودّ مزيداً من التوضيح من قبلكم حول هذه النقطة بدرخان علي
104
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 52
|
العدد: 170130 - رد الى: بدرخان علي
|
2010 / 10 / 6 - 16:20 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
هو الفرق بين أجندتين مرتبطتين بموقفين مختلفين. فموقف العالم هو لفهم. فهم الواقع. وأساسه استخدام المناهج العلمية التي تؤدي إلى نباء معرفة موضوعية مستقلة عن الرغبات الذاتية. وموقف المصلح هو التغيير، واستخدام طرائق تسمح بالتأثير على اختيارات الأفراد واعتقاداتهم من أجل دفعهم إلى تبني قيم وأفكار ومذاهب جديدة. والمعرفة الموضوعية أو العلمية ليست هدف المصلح وإنما يمكن أن يستخدمها مادة لتحقيق التأثير المطلوب، أو المرغوب. ونادرا ماتلتقي صفات العالم وصفات المصلح في شخص واحد. وعندما يحصل مثل هذا الالتقاء لا بد من التمييز بين مهام العلم ومهام الاصلاح وعدم خلط الموقفين معا لما في ذلك من إخطر الضرار بالمسعى العلمي وبالمسعى الاصلاحي معا. لكن ليس هناك ما يمنع من الجمع بين الموقفين. وقد جمع الرسول محمد، كما بين ذلك علي عبد الرازق في كتابه الاسلام وأصول الحكم، بين مهام النبوة، وهي معرفة منقولة ومستقلة عن الرغبات، يمكن اعتبارها بمثابة العلم الخاص، العلم الإلهي، ومهام القيادة السياسية لجماعة المسلمين. وقد ميز بينهما تماما. ففي الأولى لم يكن يشاور أحدا ولا ينتظر من احد أي تعليق. وفي الثانية كان يشاور قومه ويطلب منهم النصح في الحروب والغزوات وكل ما يتعلق بالشؤون الدنيوية. في الأولى كان ناطقا بالوحي، وفي الثانية كان إنسانا يستخدم العقل، كبقية الناس، وسنة العقل المشورة وتبادل الرأي ولحوار. وليس ذلك من سمة المعرفة النقلية أو الموحى بها. ويمكن القول إنه في النبوة كان عالما، علم الغيب، وفي السياسة كان مصلحا يسعى إلى اختيار أفضل الوسائل والمناهج والأساليب للوصول إلى ألهدف المنشود.
78
أعجبنى
|
التسلسل: 53
|
العدد: 169966 - أي حداثة؟
|
2010 / 10 / 6 - 02:28 التحكم: الكاتب-ة
|
المنصور جعفر
|
الحداثة الرأسمالية أثبتت أزمة تمركزها الأوربي-الأمريكي، وفي داخل كل دولة وعلى نطاق المكونات المحلية في جسم المجتمعات، تلك الحداثة مأزومة بمنطق الإنتاج الرأسمالي والقواعد الدولية الحاكمة له والشرائح المحلية المتحكمة والمترسملة به . الطريق (المفتوح) هو طريق النضال المشترك بين القوى المقهورة في المدن والقوى المهمشة في الريف لبناء مشروع تحرر شامل بكافة وسائل النضال وهو مشروع يتطلب ضمن ما يتطلب ثورة فكرية على أسلوب التفكير الجزئي الخطي والعناية بأسلوب التفكير الشمولي (Holism) ،و أحد الوسائل الأنسب إلى ذلك هي التأثيل من حيث هو دراسة لأصول وإنفتاحات الإصطلاحات وفقاً لكينونة مادية تاريخية، ،وأرى منكم في هذا التمرين الفكري جهوداً قيمة في طرح معناه فلكم التقدير على هذا، بيد إن محاولة إقناع الجمهور الأعظم بقيمة التغيير والحداثة من نظام الحاجة والتكالب إلى نظام الكفاية والعدل تتطلب قدراً أكثر من الفرز الطبقي جهة إصطلاحات السياسة في الوقت الذي يزيد فيه التفاوت بين المواطنين من الميول الشكلانية في السياسة وفي القومية وفي
71
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 54
|
العدد: 170145 - رد الى: المنصور جعفر
|
2010 / 10 / 6 - 17:05 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
للأسف لم استوعب تماما ما تقصده بتساؤلك، ربما بسبب انقطاع مفاجيء في النص. إنما أنت تلاحظ كما فهمت أن المعركة من أجل الحداثة تحتاج إلى فرز طبقي أكبر في الوقت الذي يزيد فيه التفاوت بين المواطنين من الميول الشكلانية في السياسة. بودي أن أقول أن الفرز الطبقي لا يحصل في الخطاب وإنما في الواقع. وبالفعل، ما يميز وضع مجتمعاتنا الراهن هو القطيعة المتفاقمة بين النخب الحاكمة والشرائح الكبمرادورية المتلفة من حولها من جهة، وجماهير الشعب المهمشة والمذررة من جهة أخرى. لكن السؤال هو هل يمكن إطلاق مفهوم طبقة على هذه الجماهير الشعبية المحرومة أكثر فاكثر من حقها في العمل والتاهيل المهني والمشاركة السياسية والتنظيم والتكوين الثقافي، أم هي أقرب إلى ما كان ماركس يسميه البروليتاريا الرثة، أي تلك التي لا نصاب طبقي لها. وإذا صح ذلك سيكون هذا التحدي الأكبر لأي حركة تحرير مستقبلية.
75
أعجبنى
|
التسلسل: 55
|
العدد: 169997 - حول المسألة الدينية
|
2010 / 10 / 6 - 07:34 التحكم: الكاتب-ة
|
عروة عبدون
|
استاذي العزيز/ برهان غليون حقيقة انا سعيد بوجودك بيننا في هذا الحوار المفتوح واثمن الجهد النظري المقدر الذي تقوم به في توصيف المشكل السياسي والثقافي وهو ما يجعلك تمثل رافدا ثقافيا وفكرياً قائماً بذاته ومعين هام لكل المثقفين في العالم العربي . واقتصر مشاركتي حول المسألة الدينية ،فقد كتبت كثيراً استاذي عن العناصر الايجابية في تراثنا وفكرنا الديني وتجاهلت العوامل السلبية ، وهذا ما جعلك تبدو كما لو كنت تبحث عن صيغة توافقية مع الفكر الديني بصورته الراهنة ما تترتب عليه من تشكيلات ومنظومات ثقافية وسياسية، الا ترى في الفكر الديني ومؤسساته وارتباطاتها السياسية معوق من معوقات النهضة في المجتمعات العربية. خالص تقديري
69
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 56
|
العدد: 170140 - رد الى: عروة عبدون
|
2010 / 10 / 6 - 16:52 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
الآن يبدو الامر كذلك لأننا نعيش ما ينبغي تسميته عصر الردة، أي رد الفعل المعاكس لما كان سائدا من قيم وأفكار وتقاليد وتطلعات في الحقبة السابقة التي وصفت بأنها حقبة التحرر الوطني والتي غلب عليها الطابع الحداثي في الايديولوجية وبرامج العمل والانجازات والغايات معا. لكن الأمر لم يكن كذلك في العقود الطويلة السابقة منذ النهضة إلى عقود ثلاثة سابقة. فقد كانت النخب الاجتماعية مدفوعة بقوة، بما في ذلك داخل المؤسسة الدينية، إلى تبني مواقف تحديثية وإصلاحية خوفا من الوقوع تحت سيطرة الدول الأجنبية وأملا في استدراك التأخر الذي شغل فكر مفكرينا الحديثين جميعا. وقد طبقت بالفعل برامج وسياسات إصلاحية في جميع الميادين في البلاد العربية قلبت وجه المجتمعات، في الدولة والإدارة والتعليم والصناعة والخدمات الاجتماعية والطبية، وأبرزها دخول النساء الذين فرضت عليهم العزلة لقرون طويلة، إلى الحياة المدرسية والعملة، من دون أن يثيركل ذلك أي مقاومة جماعية من أي نوع كانت. بل لقد كانت القرى تقاتل من أجل بناء مدارس ومستوصفات لديها. بالتاكيد لا يعني هذا أن جميع أفراد المجتمع صاروا حديثي التفكير، أو أن بعضهم لم يكن يشك في شرعية هذه الاصلاحات من الناحية الدينية. لكن على العموم كانت الأغلبية الاجتماعية إما قابلة بما حصل من تحديث او مستسلمة له. ولم تظهر الحركات والتيارات المعادية للحداثة وتوجهاتها بشكل جدي سوى في ثمانينات القرن الماضي، وذلك في سياق فشل الثورة الوطنية العربية وانهيار مشروعها وتنامي الاحباط الناجم عن خيبة الأمل بوعودها. وقد كان رد الفعل متناسب مع حجم الاستثمارات السياسية والنفسية التي وظفتها المجتمعات في هذه الثورة والآمال التي بنتها عليها. بالمطلق لا أعتقد أن الأديان تقف حائلا دون التقدم والحداثة عندما تكون فرصهما واضحة ووعودهما حقيقية. لكن في حالات الفراغ والأزمة وانعدام الآفاق تحل الاديان تلقائيا محل الايديولوجيات الحديثة ويترك الايمان بالتقدم مكانه بسرعة للايمان بالغيب وضمان الآخرة. وهذا ما نعيشه اليوم. وفي اعتقادي لن يكون من الممكن زحزحة الجمهور عن مواقعه الجديدة التي يتشبث بها حتى لا يسقط في العدمية والفراغ االايديولوجي والقيمي إلا إذا فتحت طرق التقدم والحداثة من جديد. وهذا ما لا يمكن أن يتحقق إلا بتغيير السياسات القائمة التي بدل أن تكرس موارد الشعوب القليلة لتحسين شروط اندماجها في العصر وتأهيلها للحياة المنتجة الكريمة، تدفع بها إلى التراكم بين أيدي فئة محدودة من أصحاب السلطة والنفوذ والمال، يهدرونها في اقتصادات مضاربة مالية في الأسواق الدولي،ة ويحرمون شعوبا بأكملها من حقها في الحصول على فرص عمل نافعة ومرضية في الوقت ذاته. ومعظم مثقفينا للأسف يصوبون في الاتجاه الخطأ، فيعمقون مشاعر الردة ويرسخونها عند الجمهور العريض من جهة، ويغطون بالدخان الذي يطلقونه بصورة عشوائية، على سياسة الخصوم الفعليين للحداثة وحفاري قبورها.
80
أعجبنى
|
التسلسل: 57
|
العدد: 170046 - رد الى :الكاتب
|
2010 / 10 / 6 - 11:23 التحكم: الكاتب-ة
|
اسعيدي مصطفى
|
اشكرك الاستاذ المحترم على ردك الموضوعي و الذي اعتبره اعترافا منك و لو بطريقة غير مباشرة على صحة ما طرحته من افكار و الغريب في الامر هو ان العديد من الثقفين العرب الذي درسوا الفكر الاشتراكي و الذي اصبح متجازا لا زالوا يحنون الى الماضي علما ان الفكر السياسي و الاقتصادي سواء الدولي او العربي او الاسلامي قد تغير كثيرا ان لم نقل جذريا و هذا بفضل التطور التاريخي العادي و التدريجي . اذا يجب اعادة النظر في كل ما طرحته استاذي المحترم لانه اصبح متجاوزا و لم يعد يقبل لا من طرف الشباب اي الجيل الجديدله ثقافته الخاصة . فالجيل الجديد لا يعرف ما معنى الماركسية او المادية الجذلية او الثورة ان الجيل الجديد الذي تربى و تترعرع في ظل الاستقرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي يبحث عن تطوير نفسه و تحسين مستواه المعرفي و الثقافي و المادي و الاجتماعي و ليست التفكير في قلب نظام او زعزعة الامن و الاستقرارفي بلد عربي او اسلامي فالشباب اليوم يفكرون بطريقة مغايرة لتفكير شباب السبعينات و بداية الثمانينات ذلك الشباب الذي ذهب ضحية الايديولوجية الاشتراكية و التي كانت سببا مباشرة في تخلف الدول العربية و الاسلامية لانها عطات التنمية و التطور في هذه الدول و الدليل الواضح على تخلف الفكر الاشتراكي و تاثيره على تعطيل التنمية هو ما تعيشه دول شرق اوروبا و على راسها الاتحاد السوفياتي سابقا بلغلريا مثلا هنغاريا تكسلوعاكيا و غيرها من الدول التي تخلت في السنوات الاخيرة عن الافكار الاشتراكية الهدامة و الالتي انعتها شخصيا بالافكار المتعفنة . ان دور المثقف العربي و الاسلامي بصفة خاصة و المثقف بصفة عامة هو تنوير الشباب و تثقيفهم بثقافة تحافظ على هويتهم و اصالتهم مع و تلقينهم افكارا تتماشى وواقعهم العربي و الاسلامي و ليس شحن هذاا الشباب بثقافة غربية و متناقضة مع الفكر الاسلامي و النظام الاسلامي الشامل و الذي يصلح لاي زمان و مكان و بالمناسبة احيلك على قولة مشهورة و لحسن الحظ لمفكر غربي تقول:- لو طبق العرب الاسلام لحكموا العالم
72
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 58
|
العدد: 170352 - رد الى: اسعيدي مصطفى
|
2010 / 10 / 7 - 13:21 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
إذا دققت النظر ستلاحظ أنني لم أقترح برنامج عملي ولا رؤية لنموذج المجتمع العربي القادم. هذا ليس موضوعنا اليوم في هذا الحوار. الموضوع هو تحليل أزمة المجتمعات العربية الراهنة، والتشديد على العوامل التي تفسرها. وككل تحليل ما أقوم به هو اجتهاد يحتمل بالتأكيد الخطأ، وفيه فجوات ونواقص كثيرة. لكن قيمته تنبع من تسليطه الضوء على بعض العوامل وتوجيهه النظر إليها. أي المهم هنا هو منهج التحليل. وقيمة منهج التحليل في ما يستطيع أن يفسره من أحداث ومسائل. ولا يهدف الحوار إلا إلى المواجهة بين مناهج البحث المتباينة حتي يستطيع القاريء أن يميز ماهو المنهج الذي يتيح معرفة أقرب للواقع واكثر مقدرة على إضاءة ما حصل ويحصل من وقائع وأحداث. فنحن لسنا هنا في مجال التفضيل بين مذاهب اشتراكية وغير اشتراكية ولا نشر أية ايديولوجية بما في ذلك ايديولوجيات الحداثة. هذا يعني أن نقد منهج التحليل يكون بعرض منهج آخر أقدر على الإضاءة على التاريخ وأحداثه والوقائع وتعقيدها، لا في اتهام المحللين بانتمائهم أو ولائهم أو اعتقاداتهم مهما كانت. ثم إن المطلوب من المثقف ليس تعزيز الهوية عند الشباب فحسب وإنما إعداد الشباب لمواجهة الواقع، واقع الصراع الاقليمي وواقع الصراع الاجتماعي وواقع الاندراج في المجتمع كعضو عامل ومنتج والانتماء أيضا للعصر الذي يعيش فيه والمشاركة أو المساهمة في إنتاج الحضارة. فتأكيد الهوية ليس كافيا لبناء المجتمعات، بل إن انهيار القاعدة الاقتصادية والاجتماعية ودخول المجتمعات في حالة الضعف والفقر والنزاع الطائفي والاجتماعي، تهدد الهوية أكثر بكثير من الأدبيات أو الأفكار أو الثقافات الأجنبية. إن فتح سبل التطور والاصلاح والتقدم هو السبيل الوحيد للحفاظ على الهوية، أي على الذاتية الحرة والمستقلة.
127
أعجبنى
|
التسلسل: 59
|
العدد: 170113 - الحداثة و ما ادرانا مالحداثة ؟
|
2010 / 10 / 6 - 15:07 التحكم: الكاتب-ة
|
رزكار نوري شاويس - كاتب كوردستان العراق
|
استاذنا المحترم د. برهان غليون اي البيئتين .. الديمقراطية او الدينية تمنح الابداع قرين الحداثة فرص النماء و الازدهار .. ثم هل مفهوم الحداثة و التحديث يعبر عن جهد فكري لتوفير حاجة مادية منتجة لتحسين حال الانسان و مجتمعاته , ام هو مجرد رغبة في تغيير او الغاء نمط رؤية و فهم مجمل النشاط الانساني بتفاسير و رؤى جديدة ؟ مع بالغ الود و التقدير
102
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 60
|
العدد: 170481 - رد الى: رزكار نوري شاويس - كاتب كوردستان العراق
|
2010 / 10 / 8 - 08:23 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ليس هناك إبداع بالمطلق ولا ديمقراطية بالمطلق ولا دين بالمطلق. الأمر يتوقف على نوع الابداع وطبيعة الديمقراطية القائمة ونوعية التدين. المجتمعات الاسلامية خلقت من دون شك بيئة للابداع في الماضي كان من نتيجتها الحضارة العربية الاسلامية، ومن ثم استمرار ثقافتنا إلى اليوم. ولا نستطيع أن نقول إن البيئة الديمقراطية في البلاد الصناعية الكبرى تعيق الابداع. لكننا لسنا أمام النمط نفسه من الابداع. وبالمثل ليست كل ديمقراطية ولا كل شكل من أشكال التدين مشجع أو موائم للابداع. ديمقراطية العراق الراهنة منتجة للنزاع وهدر الطاقات وتهريب المبدعين وللعصبية والتعصب وإحياء القديم والبدائي في الفرد. وبالمثل إن التدين الذي يرى هويته في العداء لكل غريب وحديث، يحكم على صاحبه بالاتباع والاقتداء وتقليد الأسلاف، ويقضي تماما على العقل الذي من دونه لا تفكير ولا ترشيد ولا تنظيم ولا إبداع. قد يكون التدين ملهما وحافزا وقد يكون محبطا ومكبلا. وكذلك الديمقراطية حسب ما ننظر إليها ونطبقها. أما في ما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك الخاص بمفهوم الحداثة فالحداثة ليست مجرد مفهوم نأخذ به أو نرفضه. إنها حالة حضارية جديدة تفرض نفسها في الواقع، أي هي وقائع. ولا تستطيع المجتمعات ولا الأديان الحفاظ على وجودها إلا إذا تكيفت مع قوانيها وآلياتها. لذلك لا تجد مجتمعا، مهما كانت ديانته أو ثقافته القديمة، رفض نقل التقنية والصناعة والوسائل الحديثة في التعليم والطب والخدمات الاجتماعية. والخيار ليس بين أن تقبل بالحداثة أو ترفضها وإنما بين أن تعمل على فهم قوانينها وتسيطر عليها أو أن تترك الحبل على الغارب وتسير خبط عشواء فيها، وتجد نفسك في النهاية ضحيتها الرئيسية. هذا هو جزئيا وضعنا اليوم. مشكلتنا أننا نتنازع على الحداثة كما لو كانت بضاعة استهلاكية نرفضها أو نقبلها، في حين أن الحداثة غير المفهومة وغير المسيطر عليها تستمر في تقويض أسس وجودنا الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والنفسي.
114
أعجبنى
|
التسلسل: 61
|
العدد: 170126 - كفانا من حوار الطرشان
|
2010 / 10 / 6 - 16:05 التحكم: الكاتب-ة
|
ميلود ادجاون
|
ما نناقشه ياسادة من قضايا تنتمي الى الانسانيات وتسمى في الغرب الدراسات الروحية واهم ما يميزها هو النسبية وليس فيها حقيقة بل يغلب عليها الطابع السياسي..ثم ان الافكار هي للتمويه او للتنوير اي كذب ابيض له هدف معين...وحتى القران جاء فيه من زمان ( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم فلماذا نلمس في كلام المفكر دوغمائية واطلاقية مع ان مايقول ليس حقيقة علمية ككروية الارض مثلا؟ومن سيصدق ان تحرير المراة والاقرار بحقوقها والمساواة بينها وبين الرجل وهي نصف المجتمع اواكثرليس من الحداثة؟ ومن الساذج الذيسيؤمن بان الحداثة لا علاقة لها بالديمقراطية؟اوان العتمانية لاترتبط بالحداثة؟اسئلة كثيرة تدور في ذهني تدفعني لاقرر لاانسحاب من الحوار لانه اشبه بحوار الطرشان..وكيف تما رس الرقابة حتى في هذه المساحة النخبوية جدا جدا ىجدا مع انها مجرد افكار لن تغير من تخلفنا العميق جدا جدا ولو قيد انملة مثلما ستؤثر اغنية مبتذلة مثلا..لكن هذا هو حال المشتغلين بالافكار حتى لااقول المفكرين وكانهم وحدهم الذين يفكرون دون بقية عبادالله؟؟؟والالقاب لاتصنع العقول..لذلك قلت فلنتعلم من الغرب فلاتزلنا تلامذة وهذا اول الطريق..وبدوري اعترف مثل سقراط بان كل مااعرفه هو انني لااعرف شيئا..وربما عقلي القاصر لم يفهم ماقراه بلغاته الاصلية وما لقنه لطلابه منذ عقدين وعمر هذه العبد الضعيف عقلا قارب الخمسين...وما لازلت لاافهمه هو هل الهويه ظاهرة طبيعية كالكواكب والحيوان صثلا حتى تحدثنب عنها بلغة الرياضيات مع انها مرتع الاديولوجيا؟وشكرا للجميع واستسمح عن هذه القسو ة والصرامه فحبل الكذب قصير ولايمكن التقدم خطوة واحدة دون الصدق والمصارحة خصوصا في ميدان الافكار ..اما الحجز على تعليق يتحدث عن تراث بشري كافكار ابن رشد او كتابات الانتليجنسيا المحظوظة العائشة في بحبوحة النعيم في اوربا مثل اركون او غيره فهذا هو مانتحدث عنه وسنظل نتكلم الى ان نموت ..فلم يبق لنا الا الكلام..وايضا حتى لو لم تطلقوا سراح هذه الكلمات مجاملة للاخرين فهذا لايغير من الامر شيئا وصدق قريط في كل ما قال عن الانترنيت بين الهزال والمهزلة...وعاش الكتاب الورقي خاصة اذا كان صادقا رغم ان الصدق في هذا الزمان العربي المهترئ نادرجداجدا....)
73
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 62
|
العدد: 170485 - رد الى: ميلود ادجاون
|
2010 / 10 / 8 - 09:08 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ياعزيزي ميلود الحوار هو تبادل لوجهات النظر وليس حربا، ولا يحتمل العنف، بل هو نقيضه. من يريد أن يستخدم العنف للدفاع عن فكره لا يحاور ولا ينبغي أن يحاور. واتهام الناس في عقولهم وأخلاقهم ونواياهم عنف، قد يكون أقسى من العنف المادي. ولا يشكل التتشهير، وأنا أقتطف من جوابك، -بالانتلجينتسيا المحظوظة العائشة في بحبوحة النعيم في اوروبا مثل أركون وغيره- حجة مفيدة، حتى لو -سنظل نتكلم (بها) إلى أن نموت-. كما تفضلت وكتبت. وليس دقا ومصارحة ونزاهة علمية تحوير افكار الخصم وتشويهها. فالقول إن الحداثة تحققت للاسف مع استمرار التمييز بين المرأة والرجل، وهذا حقيقة واقعة في العالم أجمع، لا يعني أن الحداثة مناقضة في مفهومها للمساواة بينهما، ولا أن وجود حداثرة غير ديمقراطية، بل استعمارية، وهذه أيضا حقيقة تاريخية لا يمكن نكرانها، أن الحداثة ضد الديمقراطية ومع الاستعمار. ومع ذلك وبالرغم منه، آمل أن يبق لك -ولنا- أكثر من الكلام، فلم ينته التاريخ بعد. وحتى لو لم يقنعني منهجك في رؤية الأوضاع العربية وتحليلها، فأنا متاكد من أن هناك كثيرين يفكرون مثلك. ولا تسيء للفكر القائم على أسس متينة معارضته من قبل فكر آخر، خاصة إذا كان هذا الفكر على الهشاشة التي ذكرت.فالضد، كما يقول شاعرنا العربي، يظهر حسنه الضد. على أن يكون ضدا بالفعل. وآسف على انسحابك من حوار بالتاكيد ليس هو حوار طرشان.
78
أعجبنى
|
التسلسل: 63
|
العدد: 170167 - الناس الدين يعتبرون نفسهم علماء
|
2010 / 10 / 6 - 18:35 التحكم: الكاتب-ة
|
عالم المعرفة
|
يا استاد انت لاتعرف شيئا عن التقافة انت تعيش في باريس فما بالك في الاسلام؟
73
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 64
|
العدد: 170733 - رد الى: عالم المعرفة
|
2010 / 10 / 8 - 23:52 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
جزاك الله خيرا لتحملك عناء السؤال. وليتك أفدتنا بقليل من علمك وثقافتك ودينك. لعلك تساهم معنا في تطوير هذا الحوار. أتمنى لك كل خير.
105
أعجبنى
|
التسلسل: 65
|
العدد: 170231 - متى سنصل مرحلة البلوغ
|
2010 / 10 / 6 - 23:05 التحكم: الكاتب-ة
|
ستفان كلاس
|
طاب نهارك استاذ غليون رغم اني اوافقك تمامآ في تعددية العوامل و الاسباب و تداخلها و تفاعلها لشرح حالة البؤس السوريالي المعقد الذي نحن فيه على جميع الاصعدة الا اني ألحظ تهميشك نسبيآ للعامل الذاتي الثقافي المحلي و رغم اني أيضآ اتظاهر و أحاول اقناع نفسي ضد الدراسات الاستشراقيه التي تحاول اعطاءنا خصوصية عضويه و شبه وراثيه أحيانآ في التخلف و اللاتحضر و رغم الابحاث العلميه الشحيحه و شبه المعدومه لهذه المجتمعات في مجال علم النفس و الاجتماع و الانتروبولوجيا و الديموغرافيه و..و... الا اننا آمام انسداد و عقم فكري و معرفي و ثقافي و اخلاقي قبل كل شيئ و السياسي هو قشرة و تمظهر فقط في آحيان كثيره لا يكفي لشرحه الثلاثي الذي تعتمده ...منذ أكثر من ستين سنه يحكم هذا الشرق ,المسمى تعسفآ عربي, بالجلادين و المجرمين والبلطجيه و اللصوص و اشباههم و من أبناء البلد ولست أدري ماذا تعني باستخدامك مصطلح النخبه و النخب .. لا أظن أنه المصطلح المناسب لا في العربيه و لا الفرنسيه و لا الانكليزيه و لا حتى الايطاليه أو الاسبانيه و هذه لغات اتقنها تقريبآ؟ هل يسمى عبد الحميد السراج و النظام الذي انتجه نخبه ؟؟ .. و أي نخبه... منذ الاستقلال و حتى الان لم يأتي نظام من هذه الانظمة المسماة وطنيه بمشروع انساني وطني تنموي تنويري نهضوي و لو وجد أثر لذلك فهو للهوبره و التسبيح و التمجيد بهاله السلطان...بلدان فاشله حتى في صناعة العجين و الخبز.. في تأمين مياه للشرب البشري..اشياء بسيطة جدآ..نخجل من ذكرها و نحن في زمن البيو-انفورماتيك ..الا يحق لنا التساؤل عن طبيعة و عقلية و ثقافة هذه المجتمعات وحتى لو اتهمنا أشباه المثقفون بالثقافويون. و أنت صاحب كتاب اغتيال العقل منذ حوالي ثلاثة عقود.أي عقل يشرح لنا سلوك أطباء تجار اجساد و ارواح و ادويه مغشوشه و فاسدة..ملايين الامثله لسلوك تنعدم فيه الانسانية و القيمة و الضمير و ادنى الحدود الاخلاقيه.. رغم وعينا بغياب الرقابه و القانون؟؟ الم يحن الاوان لنتجرأ للنظر في المرآة و نعترف بعاهاتنا و عيوبنا و أمراضنا ..ان نبدأ بذواتنا اولآ لنستطيع مواجهة العامل الخارجي؟؟ الا يكفينا ندبآ و نواحآ و شتمآ للامبريالية و كل كل الشماعات التي صنعناها لتبرير ما نحن فيه؟ متى سنصل مرحلة البلوغ و النضج و نصبح مسؤولين عن ذواتنا و وجودنا؟ مع التحيه و التقدير ستفان كلاس
109
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 66
|
العدد: 170515 - رد الى: ستفان كلاس
|
2010 / 10 / 8 - 12:24 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
واضح أنه لا يوجد خلاف بيننا على تحديد المشكلة، أي على وجود أزمة عميقة في مجتمعاتنا، حتى لو اختفلنا هنا او هناك على توصيفها أو أسلوب توصيفها. لكن الخلاف يدور حول منهج تحليل هذه الازمة، أي تفسيرها وتحديد الأسباب الرئيسية التي تساهم في إنتاجها واستمرارها. وفي مواجهة التحليل الاجتماعي الذي اقترحه في هذا الحوار، وهو تحليل يقوم على الكشف عن دينامية تنازع القوى الدولية والإقليمية والاجتماعية، وتفاعلها، ويفسر الأوضاع المأساوية التي تعيشها هذه المجتمعات على جميع المستويات، الثقافية والايديولوجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، من خلال هذا التفاعل والصراع، وكجزء منه. أي بوصفه تفاعلا مستمرا حصيلته لا تزال لغير صالح تقدم المجتمعات وانطلاقها وتحررها. لكن لأن التاريخ لم ينته، ولأن احدا لا يمكنه أن يكون خارج هذا الصراع، أو يعتبر نفسه خارجه، فعلينا تقع مسؤولية الاجتهاد لفهم قوانين التحول في مجتمعاتنا، حتى نستطيع الانخراط في هذا الصراع عن وعي، وأن نساهم في تحويل اتجاه الحركة من الانحدار إلى الصعود، أو على الأقل حتى لا نزيد من تفاهم الأزمة ونحن تعتقد العكس. ليس في هذا لا محاولة لتبرئة النف،س ولا لانقاذ ماء الوجه، ولا للدفاع عن هوية وثقافة خصوصيتين، ولا رفض التعلم من الغرب، ولا رفض النظر إلى المرآة، ولا الاعتزاز بالعروبة والقومية، ولا نكوصا إلى المرحلة الطفولية أو ندبا على المصير، إنما هو موقف علمي، وصرامة ذاتية لا يزعزعها التهويل ولا تنحني تحت تأثير مشاعر اليأس والاحباط. وأهم ما تعلمه الاجتماعيات الحديثة هو أن المجتمعات لا تعيش في الفراغ، ولا توجد إلا ضمن مؤسسات. فهي ليست ملايين الأفراد المجتمعين كيف ما شاؤو، ولأي هدف كان، وإنما لا تنشأ ولا تستمر إلا من خلال إرساء قواعد ومباديء وأسس. وتتجسد هذه القواعد التنظيمية في مؤسسات. وعندما نريد أن نفهم اشتغال هذا المجتمع، حسن سيره او سوئه، إنجازاته أو أعطابه، ننظر قبل أي شيء آخر في هذه المؤسسات، فنرى في ما إذا كانت متسقة في ذاتها وقائمة على مباديء ثابتة وواضحة أم لا ، متوافقة مع حاجات المجتمع وأهداف تنميته وتقدمه ام لا. وقبل هذا وذاك ننظر في الطريقة التي ارسيت او ترسى فيها هذه القواعد والمباديء والأسس: هل أرسيت من خلال مشاركة الناس أنفسهم وتفاهمهم ام هي مفروضة عليهم بقوة داخلية او خالرجية، ومن هي هذه القوى ولأية أهداف وضعت تلك المؤسسات وما المهام الرئيسية المنتظر منها ان تحققها. ومن أهم هذه المؤسسات وأكثرها تأثيرا في حياة المجتمعات الدولة التي تتمركز فيها السلطة العمومية. وسبب هذه الأهمية أن السلطة العمومية ليست سلطة خاصة، وإنما هي التي تملك الحق في تخصيص الموارد والتوظيفات في كل حقل من حقول النشاط الاجتماعي، وتستطيع أن تتدخل، بصورة مباشرة او غير مباشرة، عن طريق القانون والسياسة والاعلام والتعليم، في تكوين الأفراد، وفي نشاطهم الاقتصادي والاجتماعي والديني والثقافي. أي هي المشرفة الأولى علي المؤسسات الانتاجية والتعليمية والصحية والثقافية والدينية إلخ. فهي مفتاح فهم أول لأسلوب اشتغال المجتمعات وإنجازاتها وإخفاقاتها. ومن وجهة العلوم الاجتماعية أيضا، أن سوء انجاز المجتمعات، في العلم والتقنية والانتاج والاجتماع والسياسة والثقافة، يرجع إلى سوء المؤسسات التي تتولى امر تاطير هذه النشاطات. ولذلك أصبحت السياسة محور حياة جميع المجتمعات بوصفها الممارسة العمومية التي تتخصص وتملك الحق في تشريح وضع هذه المؤسسات والكشف عن أعطابها وتقديم اقتراحات بإصلاحها. وتكاد السياسة في المجتمعات الحديثة تتلخص في بلورة القوانين التي تهدف إلى إصلاح المؤسسات الاجتماعية بشكل مستمر، من تعليم وبحث علمي وخدمات اجتماعية ونظم اقتصادية ومؤسسات سياسية، بل ربما إصلاح الدستور نفسه إذا احتاج الأمر. في كل هذا، ومهما كانت النتائج سلبية، حتى في حالات الإفلاس الكامل للدولة، وانهيار الاقتصاد، لا يوجد عالم اجتماعي او سياسي جدي يتحدث عن عقلية غربية أو ايرلندية او يونانية، وإنما يوجه الجميع الانظار نحو الأداء السيء لهذه المؤسسات الاجتماعية، ويكشف عن عيوبها، وتقترح التعديلات القانونية المطلوبة لتحسين أدائها، سواء اتعلق ذلك بالمؤسسة التعليمية أو الانتاجية او الاستهلاكية او المالية او القضائية او الدينية. فالطبقة السياسية، مدعومة من النخب الأخرى الخاصة العاملة في حقول الثقافة والمعرفة والاقتصاد والدين، لا تهرب، سواء أكانت في الحكم أم في المعارضة، من الاعتراف بالمسؤولية في ما يحصل للمجتمعات، وهي مستعدة للمحاسبة والمساءلة عما اقترفته ايديها أثناء فترة حكمها، لأنها كانت صاحبة القرار العمومي، بما في ذلك تجاه أحداث طارئة أو غير متوقعة، مثل بروز حركات التعصب الدينية. فالنخبة السياسية على اختلاف فئاتها تقر وتؤكد مسؤوليتها الجماعيةعن إدارة مجتمعاتها ومستقبلها ومصيرها، وهي تتحاور في ما بينها وتتصارع على الاختيارات السياسية والايديولوجية المفيدة لتحسين الأوضاع او لدرء الأخطار او لمعالجة التمردات والاحتجاجات، دينية كانت أم مدنية.بمعنى آخر لا تنكر الطبقة السياسية مسؤوليتها بوصفها تقوم بدور القيادة، وبأنها هي الوحيدة التي تملك الحق في تعديل قواعد عمل المؤسسات، وبالتالي في ممارسة الهندسة الاجتماعية، وأخيرا بأن مسؤوليتها لا تختلط بمسؤولية المواطن العادي مهما كان متخلفا او شريرا ولا تعادلها. مشكلتنا مع مفهوم العقلية التي تريد أن تفسر بها أزمة المجتمعات العربية هي أنها اولا تطلب منا أن نتخلى عن هذا التقدم العلمي الهائل في معرفة المجتمعات وتحليل شؤونها، وتعيدنا إلى تفسير يرى في حالات المجتمع جميعا انعكاسا لعقلية عابرة للتاريخ تحكم نظام المجتمعات، وتتحكم بسلوك وتفكير أفرادهم جميعا، بصرف النظر عن تكوينهم العلمي والسياسي وموقعهم ودورهم في المجتمع. فهي جوهر حي وثابت معا، لا يتغير ولا يتحول، ولكنه هو الذي يغير ويحول. ولا يختلف منهج النظر هذا كثيرا في رأيي عن منهج نظر الاحيائيين الذين كانوا ولا يزالون يعتقدون بأن المرض أو الموت أو النجاح او الفشل أو أي شيء يحل بهم من مصائب او خيرات هو عوارض تعرض على هذه الروح التي تسكن في البشر والشجر والطبيعة.ولم يكن هؤلاء قادرين على معرفة ما هي طبيعة هذه الروح، تماما كما أن أحدا من مناصري نظرية العقلية العربية الكامنة وراء كل ما نعيشه من مآسي وتخلف وإخفاقات وسوء أداء ونقص في المعرفة، لا يستطيع أن يقول لنا ما هي العقلية، كيف تتكون، وتععل وتستمر، وإذا ما كانت مستقلة بذاتها وثابتة، ام انها تخضع لتأثيرات الزمان والمكان. وفي ما إذا كانت عصية على التغيير وقائمة خارج الحدث والتاريخ، ام أنها متأثرة بما يحصل في العالم من تغيرات وعوارض الأزمان. وكيف يمكن لهذه العقلية نفسها أن تكون واحدة وأفعال الناس وإنجازاتهم وعقائدهم وتربيتهم اليوم شلى، في العالم العربي والعالم أجمع. يبدو لي أن نظرية العقلية تعكس الجواب السحري، أي الوهمي على واقع مجهول، بسبب غياب الثقافة العلمية. وخطره انه يبريء المسؤوليين الحقيقيين عن الكوارث التي تصيب المجتمعات بتعميمه المسؤولية على المجتمع ككل، أو على الثقافة أو على التاريخ، بل إفساده لمعنى المسؤولية السياسية والأخلاقية، المتعلقة حتما بعمل مختار ومراد أي بشري، بخلطها بالمسؤولية بمعنى السبب والعلة. وهكذا نجد اليوم أن أولئك الذين يتحكمون بكل القرارات ويحرمون الشعوب من أي مشاركة فيها، ويقضون على أي أثر للحريات الفكرية والحقوق الانسانية فيها، والذين يهدرون الموارد الوطنية ، ويحولون المدارس والجامعات إلى ادوات لقتل العقل وتغييبه، هم أكثر الطالبين والمستهلكين لنظريات العقلية هذه. فهي أفضل وسيلة للتهرب من المسوؤلية ورميها على الشعب الجاهل والأمي، وعلى التقاليد، وعلى الدين أو الاسلام، وعلى تقدم الدعوات الأصولية، كما لو أن كل ذلك حصل ويحصل خارج دائرة نفوذهم وفي غيبة للتاريخ عنه. في هذه المعادلة الجديدة يصبح ابن الشعب البسيط، المجرد من جميع حقوقه والمتروك لمصيره والمحروم من أي حماية اجتماعية أو قانونية، أي في الواقع -نحن- العرب أو -المسلمين-، لا على التعيين، هو المجرم الحقيقي في حق مجتمعه وشعبه لأنه لا يزال يرفض التخلي عن عقليته -الخرافية- ويصر على التعلق بايمانه وشعائره الدينية. العقلية السلبية موجودة بالفعل، وأعني بها القيم السائدة، لكن بفضل ما يحيط بها وما طرأ من حولها من أحداث وتغيرات. ولا علاقة لها لا بالماضي البعيد ولا هي وعد المستقبل. والنظر إلى المرآة ضروري ومهم، لكن من الضروري والمفيد أيضا النظر إلى ما يحيط بالمرآة والذي لا ينفصل عنها. مع تحياتي
81
أعجبنى
|
التسلسل: 67
|
العدد: 170262 - مناقشة بعض المفاهيم
|
2010 / 10 / 7 - 00:58 التحكم: الكاتب-ة
|
يامنة كريمي
|
جاء في سياق حديثكم ما يلي:(...وإلا لن يبق شيء من مفهوم الدولة الحديثة وستتحول كل دولة إلى غلاف شكلي لحكم العشيرة والطائفة. وستصبح الدولة دينية او إتنية، وليست دولة سياسية وطنية. وليس للأقليات جميعا مصلحة في الانفصال وتكوين دولة). ألا تجدون يا أستاذ بأن الكلام عن الدولة العربية هو كلام عن دولة إثنية؟ وأن الكلام عن الدولة الإسلامية هو كلام عن دولة دينية؟ وهي دول لا تضمن المواطنة بمفهومها الحداثي أما عن قولكم بأن المساواة بين المرأة والرجل ليست شرطا للحداثة لأنها مسألة أخلاقية فأجد من جهتي أن المساواة بين الجنسين ليست مسألة أخلاقية فقط وإنما هي مسألة اجتماعية واقتصادية تسعى لإتاحة الفرصة لنصف المجتمع أو أكثر من أجل الانخراط في عملية الحداثة والتنمية وكل حداثة تمت في غياب مساهمة المرأة فهي ناقصة مهما كانت ولكم منا جزيل الشكر
131
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 68
|
العدد: 170546 - رد الى: يامنة كريمي
|
2010 / 10 / 8 - 14:12 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
مفهوم الاتنية مفهوم متغير ومتحول تختلف فيه التعريفات، مثله مثل معظم المفاهيم الاجتماعية. بالنسبة لي هو رطيف للوعي الاتني، وهو مستوى من الوعي الذاتي والجماعي الذي يقترب من معنى العصبية القبلية التي تقوم على القاعدة التي حددتها الأدبيات العربية القديمة بعبارة : انصر أخلاك ظالما أم مظلوما. وهذا يتناقض تماما مع مبدأ السياسة والقومية والدولة الذي يقوم على قاعدة المسؤولية الفردية والقانون والمساواة في تطبيق القانون، حتى عندما يخضع المجتمع لقوانين متعددة. على أن هذا الوعي ليس ثابتا ودائما يلتصق بالجماعة، مهما كانت، من الأبد إلى ألازل. فهو قابل للتحول والتغير والتبدل. لأنه مفهوم علائقي، أي مرتبط بنوعية العلاقات التي تحيط بالجماعة. فمن الممكن للجماعة ذاتها أن تتصرف كإتنية في ظرف معين عندما لا تشكل إلا أقلية بسيطة في دولة ما، وأن تنزع بالعكس إلى تطوير وعي وطني وتتصرف كشعب عندما تجد نفسها في ظروف تسمح لها بتكوين دولة أو سلطة سياسية مركزية. وهذا أحد آثار الحداثة السياسية في عصرنا. وفي هذه الحالة يتراجع الوعي الاتني عند الجماعة ويتراجع حس العصبية ليحل محله مفهوم الخضوع الفردي والجمعي للقانون، مهما كان هذا القانون، وبالتالي الاعتراف بسلطة مركزية والولاء لها والتعاون معها، بصرف النظر عن طبيعة المؤسسة التي تديرها. ويقدم الأكراد في العصر الراهن مثالا واضحا على ذلك. وبالنسبة للعرب لا شك أن تعاون القبائل العربية في حروبها ضد حملات الدول القوية المحيطة بالجزيرة، وكذلك تأثرها بهذا المحيط وتقاليد الدول المجاورة، ثم ظهور الاسلام الذي حارب العصبية القبلية، كل ذلك ساهم مساهمة كبيرة في الارتقاء بوعي العرب الجمعي هذا ونقله إلى مستوى الوعي شبه القومي الذي يقبل باستقلال الفرد وبالعلاقة القانونية بديلا للعلاقة العصبية. ولم تتكون الدول العربية الحديثة كتجسيد لعصبية عربية وإنما جاءت في إطار انهيار الامبرطورية ونشوء شعور متزايد عند العرب بهويتهم الوطنية، وكذلك بالتقاطع مع إرادة الدول الاستعمارية التي كانت إلى حد كبير وراء رسم الحدود وبناء الإدارات الحكومية والمدنية كإدارات حديثة. وفي فترة لا حقة بعد الاستقلال نزع العرب أو حلموا بتكوين أمة حديثة موحدة على مثال ما حصل في ايطاليا وألمانيا وغيرها من الدول القومية الحديثة وليس بالعودة إلى قانون العصبية القبلية. يمكن للوعي الجمعي العربي الراهن أن ينكص إلى مستوى الوعي القبلي أي تصور الانتماء للجماعة كما لو كانت قبيلة واحدة، ينبغي التضامن معها والولاء لها على السراء والضراء، والتخلي عن مفاهيم الدولة والقانون والسياسة والايديولوجيات الحديثة التي ارتبطت بها. وفي هذه الحالة يمكن للدولة نفسها أن تنهار ويصبح من الصعب إعادة تثبيت سلطة مركزية قانونية. وهذا ما نشهده اليوم في العراق الذي تراجع فيه الشعور بقوة من الوعي الوطني إلى الوعي الطائفي الذي هو نوع من الوعي الاتني القائم على قانون العصبية. ومن الواضح أن مصير الدولة في العراق معلق على تفاهم الطوائف ومعطل بنزاعها. ومثل هذا الخطر لتراجع الوعي الوطني والقومي قائم أيضا في العديد من الدول العربية الأخرى، لدى بعض الشرائح الاجتماعية على الأٌقل. لكنه لا تزال تعوقه مقاومات كبرى، ثقافية وايديولوجية، وكذلك أوضاع موضوعية تتعارض مع عودة حكم العصبية. فلا يزال الحلم ببناء أمة حديثة أو على الأقل الحفاظ على الروابط السياسية التي تمثلها الدولة الوطنية هو الأكثر بروزا. ولا أعتقد أن من الممكن لجماعة كبيرة العدد وكثيرة الموارد أن تنحط جميعا على مستوى الوعي الجمعي إلى مستوى الوعي الاتني، وأن يتصرف العرب جميعا كأفراد قبيلة واحدة تعد أكثر من ثلاث مئة مليون فرد. أما في ما يتعلق بالشق الثاني من التعليق، فهناك بالتأكيد مشكلة تعبير وربما سوء فهم. عندما قلت إن الحداثة يمكن للأسف أن تتحقق من دون تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل، واكلمة لكاملة هنا مهمة، فلم أكن أقصد أنه لا ينبغي أن نسعى إلى المساواة، أو أن هذه المساواة ليست ضرورية. وإنما كان المقصود أن الحداثة يمكن أن تكون ناقصة، لأن قضايا تحرير المرأة مرتبطة بخيارات قيمية وايديولوجية. وهي مرتبطة بتطور الثقافة الذي قد يتبع بسرعة تطور ديناميات الحداثة الأخرى العلمية والتقنية والمادية وقد يتخلف جزئيا أو كليا عنها. وفي ما وراء ذلك، يعني ما كتبته أن الحداثة لا تحقق قيم الحرية والعدالة والمساواة لوحدها وبصورة تلقائية، وإنما ما يحققها هم البشر ونضالهم من أجلها، وهذا هو معنى الاختيار الأخلاقي. فإذا تخلينا عن مسؤولياتنا في هذا المجال ليس هناك ما يمنع من أن تترافق الحداثة العلمية والتقنية والعقلية والصناعية والعولمية بسيطرة قيم فاشية أو ديكتاتورية أو عنصرية. وهذا ليس من باب التخمينات وإنما هو ما حصل بالفعل في الواقع. وكي ما تصبح الحداثة وقيمها عالمية وكونية كان على الشعوب المستعمرة أولا أن تكافح ضد السيطرة الاستعمارية وأن تتحررهي نفسها وتحرر المجتمعات الاستعمارية أيضا من أوهامها وقيمها العنصرية.
76
أعجبنى
|
التسلسل: 69
|
العدد: 170396 - ماهية الدولة العربية
|
2010 / 10 / 7 - 17:52 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد الرحمن دارا سليمان
|
أستاذنا الكبير برهان غليون ....عمت مساءا
أظنّ أن مفهوم الدولة، سلطانية كانت أم حديثة، لم يتمّ إستيعابها وإدراك وظائفها الأساسية عند المسلمين في الماضي وفي الحاضر معا، وكذلك هو الحال عند العلمانيين أيضا، قوميين كانوا أم ماركسيين . وقد تفضلتم بالإشارة الى هذا المأزق في كتابكم القيّم -الإسلام : الدين والدولة-، حيث ظلّ مفهوم الدولة شدبد الإلتباس في الأذهان منذ أن أعتقد العرب بأن الدولة ليست لها ماهية مجردة، وإنما هي تكتسب ماهيتها في من يسيطر ويهيمن عليها ... ، وعليه فإننا اليوم أمام هذه القوى الثلاث الأساسية - الإسلام ، القومية ، الماركسية واليسار والقوى الديمقراطية-وهي قوى تفتقر إجمالا للمفهوم العلمي السليم ليس فقط في ما يتعلق بالدولة وإنّما السلطة وكل أشكالها أيضا وفي الغالب الأعمّ ، أساءت إستعمالها حين توفرت لها الظروف ..إعذرني إن نقلت اليكم تصورا ما هو بالزاهي عن واقعنا المرير وقد أكون مخطئا في ذلك . هل ثمة إمكانية فعلية للخروج من هذا المأزق التاريخي خارج هذه القوى الثلاث المتحكمة بالوعي والإرادة والمصير . ؟ ختاما ، أحيي فيك أستاذنا الفاضل ، مقدرتكم العلمية الفائقة وخلقكم الرفيع حتى مع من يختلفون معك في الرأي وأعانكم الله على السفهاء منّا
72
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 70
|
العدد: 170563 - رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان
|
2010 / 10 / 8 - 15:04 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
بداية ليس الحل للأزمة في الايديولوجية، دينية كانت أم قومية أم ماركسية. الحل هو في التنظيم والعمل من أجل تغيير الواقع والوقائع، ووظيفة الايديولوجية هي توجيه هذا العمل وتحديد اتجاه بذل الجهد وموقع الاستثمار الانجع لهذا الجهد. وتغببر واقع المجتمعات يكون من خلال إصلاح أو تغيير المؤسسات التي تنظم شؤونها وتتحكم في استثماراتها فتنميها أو تهدرها. وأهم هذه المؤساسات مؤسسة سياسة المجتمع ووضع قواعد عمله الكبرى، وتوزيع الموارد والمسؤوليات والمساءلة فيها، أعني الدولة. لكن إصلاح نظام الدولة وقواعد تداول السلطة وممارستها، وتحديد مهامها الرئيسية ونوعية أدائها، لا يكفي وحده وإنما هو مقدمة ضرورية وشرط لاصلاح المؤسسات الاخرى التي لا حياة لمجتمع في العصر الحديث من دونها، وهي مؤسسات الإدارة المدنية والأمنية، والتعليم والتربية والبحث العلمي والعبادة، والانتاج والاقتصاد، واالبيئة والمجتمع، إلخ. والسؤال هو على ضوء أي فكرة أو عقيدة أو ايديولوجية ينبغي توجيه عمل الاصلاح، وأي منها هي الأقدر على تحقيق هذا الاصلاح ومواجهة الأعطاب والنواقص والعجوزات والأداءات السيئة التي نشكو منها في جميع المجالات. أنا من الذين يقولون أن الاصلاح ليس مسألة نظرية وإنما هو في المجتمعات مسألة عملية تتعلق بالتفاهم بين القوى الاجتماعية ذات الرؤى والمصالح المتباينة والمتعددة. وما يسيء إلى جهودنا ويحرمنا من فرص التفاهم على مضمون الاصلاح وبالتالي على تحقيقه، لا يرجع لا إلى الاسلام الذي هو دين الأغلبية وجزء لا يتجزأ من ثقافتنا وهوية الجميع، ولا القومية التي هي انعكاس لخيارات سياسية قد تتحقق وقد لا تتحقق، ولا الماركسية التي هي نظرية في تحليل الديناميات الاجتماعية، وإنما في غياب الطريقة او المنهج الذي يسمح لجميع المؤمنين بهذه الايديولوجيات والآخذين بها بالحوار الجدي والتفاهم والتداول للوصول إلى رؤية مشتركة وموضوعية في تحديد مضمون الاصلاح ووسائله. فالديمقراطية بالنسبة لي هي التي تسمح لنا ببناء علاقات تخرجنا من دائرة النفي والانكار والتشهير والتحييد المتبادل، وتفتح لنا مجال الحوار الجدي والمسؤول لتحديد النواقص وبلورة الاجابات الكفيلة بإخراجنا من الازمة والمازق الراهنين. فلا تعني الديمقراطية خيارات جاهزة وناجزة، إسلامية أو قومية أو ماركسية، ولا انقلابا سياسيا بطربقة أو أخرى، ولكنها تقدم إطارا، أي مجموعة من القواعد والمباديء والقيم التي تمكننا من التعايش والتفاعل في ما بيننا لبلورة الخيارات السليمة، أي المقبولة من الأطراف جميعا، وللتوصل إلى الحلول المطلوبة والمنشودة. والديمقراطية بهذا المعنى ليست عقيدة جاهزة ولا انقلابا سياسيا ولا حلا جاهزا، وإنما هي منهج في العمل الجماعي والوطني يسمح بتعايش جميع العقائد والرؤى والقوى السياسية المختلفة، ويقدم لها وسيلة لتجاوز خلافاتها والتوصل إلى تفاهمات وإجماعات ضرورية لاستمرار الاجتماعي السياسي في الوقت نفسه. فإذا قبلنا بهذا المنهج وحولناه إلى قاعد تضبط عملنا المشترك وتوجهه، وعمل كل منا، في مجاله، على ترسيخ مبائدها والتقيد بها، نكون قد بدأنا من دون أن نشعر في بناء السلم الذي نصعد عليه من الحفرة التي وقعنا فيها بسبب عجزنا عن ضبط نزاعاتنا وهدر بعضنا جهود البعض الآخر، كما نكون قد امتلكنا السلاح الذي يمكننا من جمع جهودنا وتثميرها في تطوير أنفسنا ومجتمعاتنا.
105
أعجبنى
|
التسلسل: 71
|
العدد: 170426 - سؤال مهم
|
2010 / 10 / 7 - 21:06 التحكم: الكاتب-ة
|
جميل سامر
|
تحية استاذ غليون اود معرفة رايك في المثلية الجنسية؟ سالت محاورين قبلك , لم ينشروا سؤالي شكرا مقدما
74
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 72
|
العدد: 170572 - رد الى: جميل سامر
|
2010 / 10 / 8 - 15:43 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ليس هناك مجتمع، قديما كان أم حديثا، خال من الممارسات المثلية. فهي واقع قائم لا يمكن تجاهله ولم يمكن إلغاؤه في الماضي. وربما هي ثمرة عوامل بيولوجية ونفسية متضافرة. وليس سرا أن الرأي العام العربي، كما كان عليه الرأي العام ولا يزال في العديد من المجتمعات، قاسيا تجاه هذه الممارسات، وذلك سعيا وراء الحد من انتشارها وتشجيع العلاقات غير المثلية، التي يساويها مع السلوك الصالح لما يرتبط بها من مهام إعادة إنتاج المجتمعات وتجديد طاقاتها البشرية. وإثارة قضية المثليين، وطرح مسألة الاعتراف الرسمي بالمثلية اليوم في المجتمعات العربية، تأثرا بما يحصل في الدول الصناعية المتقدمة، في ظروف الضغوط الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الشديدة التي تتعرض لها المجتمعات العربية، والتي تدفعها إلى التشبث بالقيم والتقاليد والأعراف الأخلاقية أو شبه الأخلاقية كما لو كانت قارب نجاة، أكثر من أي فترة سابقة، يهدد نظرة التسامح التي لا تزال تسم سلوك الرأي العام عموما تجاه مثل هذه الممارسات، وربما يؤدي، لدى لقطاعات واسعة من الرأي العام التي ترى فيها امتدادا للضغوط الخارجية، إلى ردود فعل عدوانية. ليس من المقبول اضطهاد المثليين كما يحصل في بعض الدول الاسلامية مثل إيران. لكن لا ينبغي أيضا أن تصبح الدعاية لها او الدفاع عن ممارستها مقياسا للتحرر ونموذحا لممارسة الحريات الفردية الأساسية.
135
أعجبنى
|
التسلسل: 73
|
العدد: 170455 - الجمع بين المتناقضات
|
2010 / 10 / 8 - 00:49 التحكم: الكاتب-ة
|
الناصر الجزائري
|
أخالفك الرأي في علاقة العلمانيين بالسلطة في الوطن العربي من جهة وعلاقة الإسلاميين يالسلطة من جهة أخرى.في رأيي أنه هناك تكامل عضوي بين الإسلاميين والسلطة في المجتمعات العربية .أن تبعية الأنظمة السياسية العربية للغرب يجعل منها تتكامل مع المشروع الغربي لنشر الحركات الإسلامية في الوطن العربي .ولم تكن الحركات الإسلامية إلا وسيلة في يد الغرب لمواجهة المد الشيوعي .وما يبرر ذلك المرحلة التي أزدهرت فيها هذه الحركات بداية مع الغزو السوفييتي لإفغانستان .ولم تكن المواجهة بين الحركات الإسلامية مع السلطة إلا مع الدولة الموالة للإتحاد السوفييتي.فإي خلاف ترونه بين الأنظمة الاستبدادية وهذه الحركات الاسلامية التي تمارس الاستبداد قبل وصولها للسلطة من خلال التكفير والإرهاب ونفي كل إرادة للشعب في تسيير الدولة.أما العلمانية الإنسانية التي تقصدونها فلا أرى أن لها حظ لكي تتحقق .فلم تنجح العلمانية في أوروربا إلا بعد أن أزاحت الدين من الحياة الاجتمكاعية .فأنتم تريدون الجمع بين متناقضين .أنتم تعلمون أن أساس الفكر العلماني في أوروبا بني على المواطنة وتحرير العقل والانسان وهذا يتناقض بصفة مطلقة مع أطروحات الحركات الاسلامية التي تكفر بالديمقراطية وتصادر كل إرادة للشعب مثل الأنظمة العربية الاستبدادية.
79
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 74
|
العدد: 170574 - رد الى: الناصر الجزائري
|
2010 / 10 / 8 - 16:01 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
يتوقف الأمر على ما تشمله تحت اسم الحركات الاسلامية وبأي معنى تقيس هذا التحالف والتعاون. فهناك بالتأكيد حركات إسلامية تعيش في ظل الأنظمة وتخدمها، وهناك حركات إسلامية تعمل ضد الأنظمة وتتنافس معها على السلطة من دون أن تكون ديمقراطية أو تدعي الديمقراطية. بل يمكن لهذه الحركات أن تعمل على تقويض السلطة على المستوى السياسي، وهذا ما تبرهن عليه الحروب الطاحنة في أكثر من بلد بين السلطة وبعض الاسلاميين، وفي الوقت نفسه، وعلى مستوى آخر أن تكون حليفة لها في ما تمارسة من تربية تلغي التفكير العقلي عن أتباعها ومن ثقافة تقطع الطريق على أي تفكير تعددي وديمقراطي. وليس من الصحيح أن العلمانية تعادي الدين. وهذا ليس هو الوضع القائم في أي دولة حديثة، ربما باستثناء النظم الشيوعية السابقة في بعض حقبها. فالدين والايمان ورقة رابحة إلى اليوم في السياسات الأمريكية، وملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة الانكليكانية، وحكومة ألمانيا الاتحادية هي التي تجبي الضرائب التي توزعها على الكنائس الوطنية، وحتى في فرنسا، ينص قانون العلمانية لعام 1905، وهو الذي يحكم العلاقات بين الدولة والكنيسة، على احترام حرية الاعتقاد والعبادة، بما في ذلك الحريات الدينية. ولا يزال على الأقل نصف الرأي العام الفرنسي يعلن ارتباطه بالكنيسة والعقيدة الدينية ويمارس شعائرها. وليس من الصحيح أن المواطنة لا تتماشى مع الايمان او أنها تتناقض معه. فهي لا تكون مواطنة إلا إذا ضمنت الحريات الشخصية، وفي مقدمها حرية الضمير والاعتقاد. وفي نظري أن السبب الرئيسي لعداء قسم كبير من الرأي العام العربي والاسلامي للعلمانية ناتج عن تفسير بعض العلمانيين لها بوصفها عقيدة اللادينية، التي يفهم منها التخلي عن المباديء والأخلاق والمقدسات التي توحد بين الأفراد وتضمن التزاماتهم بعضهم تجاه البعض الآخر، والتي تحيل إلى فراغ روحي وأخلاقي ورمزي يدمر أسس استمرار المجتمعات وبقاءها.
79
أعجبنى
|
التسلسل: 75
|
العدد: 170469 - سلامات دكتور- حول الدولة والسلطة
|
2010 / 10 / 8 - 06:24 التحكم: الكاتب-ة
|
غسان المفلح
|
لاتزال إشكالية الدولة بشكل عام عرضة لتأويلات عديدة، واجتهادات غالبا ما تنطلق من الخاص إلى العام، أي كل اجتهاد أو تأويل يذهب باتجاه دراسته لإشكالية الدولة، وفي مرجعياته التاريخية شرطه المحلي أو الوطني، وهذا ما يجعل بقاء مبحث الدولة مفتوحا على تعدد تلك القراءات، لتعدد شروطها، وأنا في الواقع ومنذ كتابك اغتيال العقل- الدولة ضد الأمة- وأنا ألمس لديك مماثلة بين مفهوم الدولة ومفهوم السلطة، التي برأيي هي جوهر الإشكالية، أنا اعتقد ان هنالك جانبا متعاليا في وجود الدولة تتقاطع فيه كل الدول المعاصرة، متخلفة ومتقدمة، لكونها دولة العصر الراهن بكل شروطه وقواه، هذه الجانب المتعالي غير الملموس والذي يتعلق بجانب منه، من انتماء الفرد وإحساسه بهذا الانتماء للدولة بشعبها وحدودها الجغرافية وسلطتها التي تتجسد عبر قانونها وأجهزتها ودواوينها..وانتهاء بلباس رجل الشرطة...بالتالي لا أظن أن هنالك دولة تخلو من ذلك، لكننا عندما ننتقل للحديث عن مفهوم السلطة، هنا تجد هنالك من يميز بين سلطات شخصانية متجسدة عبر شخوص وعائلات حاكمة.. وبين سلطات تمثيلة كالتي انوجدت في الدول الديمقراطية، هذه السلطة التمثيلية لازالت أيضا محط اهتمام الباحثين والدارسين، منهم من يضيق مساحة حضورها- الماركسيين والليبراليين.- ومنهم من يوسعه ليشمل عملية ضبط مرئية وغير مرئية للمجتمع كاملا- فوكو- انطلاقا من هذه الرؤية المختصرة، أين فهم الدكتور غليون لهذه الإشكاليات؟ وكيف يمكن النظر للموضوع فيما لو حاولنا قراءته عربيا أو سوريا بأمثلة ملموسة؟ وشكرا لكم
69
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 76
|
العدد: 170593 - رد الى: غسان المفلح
|
2010 / 10 / 8 - 17:15 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
الدولة غير السلطة بالطبع. وهذا ما كنت قد أكدت عليه في أكثر من نص سابق. فالدولة مؤسسة، أي مجموعة من القواعد التي تنظم العلاقات بين الأفراد والجماعات، مرتبطة هي نفسها بمهام خاصة، وتتبع في تنفيذ هذه المهام أصولا إجرائية قانونية ثابتة ومعروفة. وهي وإن كانت مقر السلطة العمومية إلا أنها مستقلة عنها. فمهمتها هي بالضبط تنظيم قواعد تداول السلطة وممارستها ومنع انحرافها. وهي مرتبطة ارتباطا عميقا بالدستور والقانون الذين يشكلان النموذج الأمثل لفكرة القواعد الناظمة للاجتماع السياسي. لكن العلاقة بين الدولة كمؤسسة او منظومة من القواعد والمباديء والأصول التي تقوم بإنتاج السلطة العمومية وضبط ممارستها وأدائها والسلطة المرتبط بفريق يمارسها ويتخذ القرارات استنادا إلى الوكالة التي يملكها، ليست علاقة ميكانيكية. إنها علاقة ديناميكية. فنوعية ممارسة السلطة أو أصول إدائها يمكن أن تؤثر في بنية المؤسسة الدولة، فترسخ روحها الدستورية والقواعدية، وتنشر ذلك على مستويات مختلفة داخل المجتمع، فتصبح السلطة العمومية مستندة هي نفسها على سلطات اجتماعية وفكرية مبثوثة عبر المجتمع وفي ثنايا علاقاتها المتشعبة وهذا ما تقود إليه السلطة الديمقراطية او النظم الديمقراطية والذي يجعلنا نتحدث بعد ذلك عن دولة ديمقراطية خالطين بين الدولة والسلطة. لكن يمكن أيضا لنوع آخر من ممارسة السلطة أن يقود إلى زعزعة أركان المؤسسة بحيث لا يعود لها قيمة في ضبط السلطة والحد من تغولها على الدولة والمجتمع معا. وننتقل من بناء الدولة والتقدم في تحقيق مفهومها بوصفها دولة قانونية وديمقراطية، وهي صورة الدولة الحديثة الناجزة، إلى مصادرة الدولة والسيطرة عليها من قبل فريق لا تستقيم سلطتها واهدافه وغايات حكمه مع القواعد المؤسسية او تقديم المهام العمومية أو التقيد بأصول إجرائية قانونية وسلمية، ويتخذ إجراءات خاصة تقوض الأساس الدستوري والسياسي الذي تقوم عليه الدولة، وتفتح باب السلطة الشخصية والقيادة الدكتاتورية القائمة على القهر او الغواية الكارزمية والسحر. ومن الواضح أن الدولة العربية ولدت ضعيفة، سواء اكان ذلك في مؤسساتها الرئيسية من حكومة وبرلمان وقضاء أو في آليات التوازن بينها، او في نضوج تمثلها لمهامها العمومية، أو في رسوخ أصول عملها الإجرائية المرعية. وهذا ما مكن السلطات، بمجرد ان امتلكت القوة الشعبية أو العسكرية، من الالتفاف عليها وتفريغها من مضمونها وتحويلها إلى أداة من ادوات سيطرتها الخارجة عن القانون أو العاملة خارج القانون وعلى هامشه. وبمقدار ما فرغت الدولة من مضمونها، صار بإمكان أي قوة خارجية أن تتحكم بها، وأن تلبس قيمصها وتعمل باسمها لتحقيق مهام وخدمة مصالح ووضع أصول وإجراءات لا علاقة للدولة، كمؤسسة عام ولإدارة الشأن العام، بها. وقصدي أن الدولة لا تختصر في تماهي الفرد مع العلم والنشيد وربما الرئيس نفسه. فهذا هو جزء من الرمزية المتبقية التي يستثمرها أيضا أصحاب المشاريع الخاصة. فالدول تتلخص في البنية المؤسسية التي تجسدها الدساتير والقوانين الناظمة لعمل الأفراد جميعا، مسؤولية وغير مسؤولين، والقائمة فوقهم، وفي المهام الوطنية أو المصالح العمومية التي ينتظر منها تحقيقها، وفي الالتزام بالأصول الاجرائية الخاصة بتنفيذ المهام والتي لا يمكن تجاوزها من دون المساس بطبيعة هذه المهام وغاياتها. فإذا اهتزت القواعد الدستورية والقانونية وصار بإمكان مسؤولي الدولة تغيير الدستور أو حتى إصدار القوانين او طلب التصويت عليها حسب مصالحهم ومصالح أنصارهم وأٌقاربهم ومشاييعهم، وإذا استخدمت اجهزة الدول وسلطتها من أجل تشليح الناس أو اضطهادهم والضغط عليهم لاجبارهم على التخلي عن مصالحهم، وتسهيل تسخيرهم لخدمة أغراض السلطة والفئة الحاكمة، بدل السهر على تاهيلهم وتنظيم مصالحهم ورعاية ضعفائهم وتكافلهم، وإذا دخلت المحسوبية والزبائنية على حساب الأصول القانونية المرعية، واستخدمت وسائل االعنف، كالاعتقال والخطف والقتل والإساءة المادية او المعنوية للأفراد، من اجل ردعهم وإبعادهم وحرمانهم من حقهم في المطالبة بحماية الدولة ورعايتها لهم، إذا حصل بعض ذلك أو كله، فقدت الدولة من دون شك هويتها، وتحولت إلى قشرة فارغة. وقد تبقى موحدة إذا توفرت القوة الكافية للضبط بالعنف للفئة الممسكة بها، وقد تنهار إلى دويلات إو بالاحرى إمارات سلطوية متعددة، كما هو الحال في الصومال وأفغانستان. لكن ما يربط السلطة بالأفراد في هذه الحالة ليس القانون ولا المواطنة ولا الوطنية أو الشعور بالرابطة السياسية كرابطة تعاون وتكافل وتضامن بين مجموعة إنسانية، وإنما العنف والخوف والاستسلام والتسليم بالأمر الواقع وغياب الخيارات الأخرى. وفي هذه الحالة لا يبقى من الدولة لا الدولة بمعناها المؤسسي، ولا السلطة العمومية التي تسيرها وترعى مصالح المجتمع وتبحث عن القاسم المشترك الذي يوحدها. ما يبقى هو سلطة الميليشيات الخاصة التي تستخدم الدولة ورمزياتها وجهاز تنظيمها وإدارتها المدنية والعسكرية، وشرعيتها الدولية، من أجل تعظيم مصالحها وزيادة نفوذها في الداخل والخارج وضمان سيطرتها. وهي ما ينبغي أن نسميه مضاد الدولة أو الدولة المضادة، الدولة ضد الأمة كما عنونت أحد كتبي القديمة. ا
102
أعجبنى
|
التسلسل: 77
|
العدد: 170487 - لا لترقيع الماضي المتهرئ المتخلف
|
2010 / 10 / 8 - 09:18 التحكم: الكاتب-ة
|
هرمز كوهاري
|
تحياتي الى الأستاذ برهان غليون بالمناسبة إني من متابعي كتبه وكتاباته
وبودي أن أقول ، إن المجتمعات العربية والإسلامية لم ولن تتطور كما تطورت المجتمعات الأوروبية ، إذا بنت تطورها على الماضي الذي هو سبب تأخرها ، فلابد أن تبدأ بداية حديثة وجريئة وأؤكد على الجريئة !، فلا يمكنهم الجمع بين الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والمواطنة وبين التعصب الديني والقومي والطائفي والعشائري ، إنها يجب أن تتخلص من الأسباب التي كانت سببا في تأخرها وتخلفها .
قال أحد أساتذة الإقتصاد في سوريا ، أن إعادة بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، بني على أساس الرزمة الكاملة لأسس التطور ، وهي أولا القاعدة الصناعية مع حقوق العمال ، وحقوق المواطنة مع التخلي عن التعصب القومي ، وحرية الفكر مع رفض التعصب الديني ، ولا يمكن أن يتطور المجتمع إذا لم تسود العدالة في توزيع الثروة حسب الجهد والكفاءة لا حسب المحسوبية والمنسوبية ، ولا يحدث إنسجام في المجتمع إذا كانت هناك فوارق طبقية وأناس فوق القانون كرجال الدين والأمراء والشيوخ والأغوات وووو...الخ ،
فمثلا لا يمكن أن تتطور الصناعة بدون ضمان خقوق العمال ، ولا يمكن أن يتطور الفكر بدون ضمان حقوق المواطنة .إن ترقيع الماضي المتخلف لا ينتج إلا ضياع الوقت والجهد وضياع الطريق . يقولون : الطريق ألف ميل يبدأ بخطوة واحدة ، وأقول طريق ميل واحد لا يبدأ بخطوة واحدة إذا كانت الخطوة الأولى قد وضعت على الطريق غير الصحيح يبدو أن هذه المجتمعات يضعون الخطوة الأولى كيفما إتفق ثم يقولون إنشاء الله سنصل كما وصل غيرنا! ، قالوا: بملكية دستورية فصارت ملكية دكتاتورية مطلقة ، وقالوا بالجمهورية فصارت جمهوريات وراثية ، وقالوا بالإنتخابات فصارت إنتخابات مزورة أن تعينية وقالوا بالفيدرالية فصارت فدراليات طائفية وقومية متصارعة فيما بينها وهكذا كل شيئ مُسخَ ويريدون أن يصلوا كما وصل غيرهم !!!!! ويدورون في حلقة مفرغة لا غير ، وأضيف المهم والأهم : ليس لأنهم لا يعرفون بل يعرفون ويحرفو ن !! لأن المصالح الشخصية والذاتية والأنانية فوق كل شيئ !!!! هذا وأكرر تحياتي الى الأستاذ برهان غليون
67
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 78
|
العدد: 170626 - رد الى: هرمز كوهاري
|
2010 / 10 / 8 - 18:20 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ما ذكرته على لسان الاقتصادي السوري يلائمني تماما. إن إعاد بناء العالم العربي بعد الدمار الذي أصابه في الخمسين سنة الماضية، بسبب الفشل، ومصادرة الدولة من قبل فئات خاصة، والدوس على حقوق الناس وكراماتهم، وهدر الموارد الوطنية وتبذيرها، وتجاهل مصالح التنمية الانسانية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتخلي عنها، وتدمير حكم القانون ومفهومه، يتطلب التفكير والعمل على أساس الرزمة الكاملة. فلا يمكن الحكم بوسائل القرون الوسطى ومطالبة الشعب بالتصرف من منظور الوطنية والانسانية. ولا الاستمرار في هدر الموارد ونهبها وبناء إقصاد حي ومنتج يخلق فرص العمل الضرورية لإدماج الأجيال الجديدة وتحفيزها. ولا مطالبة الفرد باحترام روح المواطنة وتمثل أخلاقياتها إذا استمرت معاملته كالقطيع الذي يؤخد إلى المرعى، لا رأي له ولا إرادة، ولا أن يحترم الدولة ويخضع لقانونها إذا كان أصحابها يصوغون القانون حسب أهوائهم ومصالحهم، ويحولون الدولة إلى مزرعة لأبنائهم وأٌقاربهم وأزلامهم. ولا أن ينتج ويبدع وينافس الشعوب والمجتمعات الأخرى إذا كان نصفه إن لم تكن أغلبيته جائعة وخائفة ومحرومة من التاهيل والتكوين والتربية الفعلية. ولا أن يتعلم التفكير المنطقي إذا كان زاده اليومي العسف والقهر والقمع والضرب وهدر الحرية والكرامة الشخصية. ولا أن يستثمر ويجتهد ويضحي ويتحلى بنكران الذات عندما لا يرى في نخبه وطبقاته السائدة والمثقفة والمفكرة إلا الشره والتكالب على المنصب والثروة والسلطة. ولا أن ينحو نحو السلوك المثالي الوطني والأخلاقي الخالي من الانانية والتعصب والانغلاق عندما يكون الغش والخداع والانتهازية والفساد والرشوة العلنية معيار النجاح والتقدم والارتقاء في المكانة الاجتماعية. الرزمة المتكاملة تعني أن التقدم مترابط على كل المستويات. ولا يمكن أن يحصل إلا إذا روعيت مصالح كل الأطراف الاجتماعية. فلا ينبغي أن تتوقع تطور تفكير الجمهور العام وتحديثه من دون تحديث النظام الاجتماعي والسياسي وتطوير فرص العمل والتقدم والرقي عند الأفراد. ولا أن يعم مفهوم التسامح في العلاقات بين الناس مع استمرار تطبيق قانون الإكراه والعسف وفرض الأمر الواقع في كل ميدان، ولا تقدم مفهوم المساواة والانسانية مع استمرار الظلم وتفاقم التفاوت في المكانة. ولا الاحتفاظ بروح العدالة والأخوة الوطنية مع سواد منطق التمييز، وعدم التكافؤ في الفرص وسيطرة نظام المزايا الخاصة والامتيازات. ولا ينبغي ان نحلم بأن يتصرفوا كمواطنين ومسؤولين في نظام ينزع حقوق المواطنة الفعلية عن الأفراد ويقوم على المحسوبية والولاء الشخصي أو الفئوي أو الحزبي أو الطائفي. الحداثة هي بناء للمجتمعات على أسس حديثة، ولا يمكن النجاح في هذا البناء إذا كان مشروعنا لها اختياريا وتلفيقيا، نأخذ منها ما يفيدنا في تعزيز موقعنا في المجتمع ونترك ما يفيد الآخرين ويتفق مع مصالحهم. إن نشر القيم والأفكار الحديثة من تعددية وتسامح واحترام للحريات الشخصية والفردية، التي هي مصالح أساسية للطبقة الوسطى والطبقة السائدة الثرية، يرتبط ارتباطا عضويا بالرد الايجابي على حاجات الأغلبية الشعبية وإرضائها، أعني بتوفير فرص العمل الناجع والمنتج وبسط قاعدة العدل، وضمان المساواة أمام القانون، واحترام كرامة الناس ومشاعرهم. هذه هي شروط الحداثة الفعلية، وهذا هو مضمونها أيضا.
72
أعجبنى
|
التسلسل: 79
|
العدد: 170505 - التحديث نظرية استعمارية و استيلابية
|
2010 / 10 / 8 - 11:21 التحكم: الكاتب-ة
|
مصطفى اسعيدي
|
ان نظرية التحديث التي تتحدثون عنها استاذي المحترم تؤكد على أن القيم التقليدية هي العقبة الأساسية في تنمية الدول العربية و الاسلامية . وبالتالي فالخروج من هذا المأزق لا بد أن يعتمد على تغيير الثقافات العربية التقليدية عن طريق تبني قيم التحديث.. أي القيم الغربية و ذلك بتبني النموذج الغربي .بمعنى أن نظرية التحديث التي تبنيتموها تسعى إلى إعادة إنتاج التجربة الرأسمالية الغربية في العالم العربي و الاسلامي. ويرى بعض المفكرين الاقتصاديين أنه لا بد من محاكاة التحديث الأوروبي عن طريق تغيير العملية الاقتصادية التقليدية حتى نستطيع اللحاق بركب الدولة المتقدمة و انتم سيدي من بين المدافعين عن هذه النظرية الاستعمارية و الاستيلابية المبنية على الخضوع و التبعية . وتقوم هذه النظرية التي تدافعون عنها على .ضرورة الاعتماد على الغرب في كل شيئ، ولا يخفى عليكم استاذي المحترم ما لهذا اانظرية من تاشير سلبي على الوطن العربي الذي سيجعل منه تابعاً للنسق الغربي . كما أن نظرية التبعية تدور حول فكرة جوهرية مفادهاا أن التخلف لا يمثل الحالة الأصلية للمجتمع في العالم العربي. بل نشأ التخلف وتطور من خلال أساليب الخضوع للنفوذ الرأسمالي بمعنى أنه نشأ تاريخياً وتطور مع نشأة وتطور التقدم في المركز الرأسمالي. و لهذا اقول لكم استاذي المحترم ان الاصل في الدول العربية انها كانت دول متقدمة لانه عندما نعيد قراءة التاريخ العربي نجد حواراً بناءً ما بين الفكر الإسلامي أو الثقافة الإسلامية وثقافات دول اخرى وقتها وبالرغم مما كان يجده المفكر الإسلامي من فكر خلاق وإبداع عظيم لم يقف موقف الحائر والخائف كا يقف المثقف العربي و الاسلامي اليوم بل كانت أمامه مسؤولية التفاعل الحي بينه وبين ما يأخذه.. وما يقع بين يديه من ثقافات متنوعة وأفكار متباينة.. أخذ يقلب في أوراق هذه الثقافات مطوراً حيناً ومضيفاً حيناً آخر.. ولم يكن في موقف الناقل فقط بل كان يدقق وينقح هذه الأفكار منتقياً منها ما يتلاءم بل وما يثري معلوماته وثقافته. وقد كان له ما أراد. فهناك المنطق الإسلامي والمستمد جذوره من منطق أرسطو.. وهناك كثير من الفكر الفلسفي اليوناني وغيره من فلسفات متنوعة كانت عوناً للمفكر الإسلامي في خوض كثير من الموضوعات التي أثرت الفكر الإسلامي . وكانت مرحلة القرون الثلاثة الأولى الهجرية خير دليل على هذا التفاعل الحي البناء والذي من شأنه أعلا من الفكر الإسلامي وعمل على تقدمه وثرائه.. ولولا الازمة التي عاشها ا المفكرون الإسلاميون اللاحقون. والتراجع البين الذي نجده من خلال الانتكاسات الفكرية والتراجعات المنهجية في البحث والقراءة ما كان للفكر العربي أن يصل اليوم ما وصل إليه من ترد وانهزامية .واليوم ونحن ننفتح بكل ما لنا من آفاق معرفية.. نجد أنفسنا أمام الكثير من الثقافات والتي لا بد من التعامل معها بحذ هو حذر المتحفز. بمعنى آخر.. التعامل معها بنديةونتخذ موقف الناقد والباحث والمبادر أي لا بد من تنحي كل سلوكيات الفكر والتعامل السلبي مع الأشياء والخروج من دائرة التخاذل على اعتبار أن الأشياء لها منطقها الخاص ولا بد أولاً وقبل كل شيء تنحي فكرة المؤامرة مع الغرب و التبعية للغرب فما بالكم استاذي المحترم ان نعطي الفرصة كاملة لعدونا بل عدو الإنسانية جمعاء. وقد جاء الوقت لتسهيل عمليات التفاعل الثقافي على مستوى عال وربما كان هذا محفزاً أساسياً لإثبات وجودنا واحتلال المواقع أو الصفوف الأولى دون منازع خاصة وأننا نملك إمكانيات لا يملكها غيرنا وخاصة الدين الإسلامي.. بما فيه من تنوع وثراء.. وقيم إنسانية صرفة بقدر العلم والعلماء وتقدر الإنسانية بكل ما فيها من نزوع وسلبيات وقوة.
78
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 80
|
العدد: 170705 - رد الى: مصطفى اسعيدي
|
2010 / 10 / 8 - 22:53 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ماذكرته عن نظرية التحديث لا علاقة له بما نتحدث عنه هنا، والذي هو الحداثة وقوانين أو مسارات الانخراط فيها والسيطرة عليها. ونطريتي ليست تحديثية وإنما اجتماعية تاريخية، تضع البحث في مصير الانسان ودوره كفاعل اجتماعي قبل التقنية والآلة والموضوع. أما في ما تبقى من تعيلقك، خاصة في ضرورة تفاعلنا مع الثقافات الأخرى والتعامل الايجابي معها والعمل حسب مبدأ الاستقلال الفكري والندية، فليس فيه خلاف. وشكرا
77
أعجبنى
|
التسلسل: 81
|
العدد: 170547 - الحداثة مشروع غير مكتمل
|
2010 / 10 / 8 - 14:13 التحكم: الكاتب-ة
|
ميلود ادجاون
|
كل ما يطبع بالعربية في اوربا او في البلاد الغربية ويسمح ىبدخو له الى مكتباتنا واسواقنا لايقول القيقة رغم ان الحقيقة نسبية في الانسانيات واما الحداثة في العالم المتقدم فهي مشروع غير مكتمل ولازال المشروع مستمرا وانتم يا دكتور تتحدثون عنها وكانها سلعة ناجزة مكتملة وباطلاقية لانختلف عن دوغمائية الخطاب الديني..وتحدثني عن عن ان هذه المسألة او تلك حقيقة تاريخية والتاريخ من الانسانيات وهو اشبه بالاعلام فلا حقيقة في التاريخ بل هو الميدان الابرز للاديولوجيا ..وانتم يا استاذي الكريم تعرفون ان الرقابة على الافكار هي من اولويات من يحكموننا.ونحن العرب لانعرف تاريخنا اكثر مما نعرف تاريخ اوربا او امريكا او الصين..بل لانعرف حتى ما يقع في العراق او افغانستان فما بالك بما نسميه تاريخا؟لانريد منك اجابات قاطعة يااستاذنا بل نريد منك اسئلة تحفز اذهاننا وتدفعنا لتغيير اذهاننا او ما تلقيناه من اكاذيب في مدارسنا...واما اركون او غيره فلم يعد يهمنا لانه لايقول شيئا وانتقدناه من زمان هو ومن على شاكلته ليس لانه فضل الهجره السريةاوالعلنية ال اوربا فهذا شأنه ولادخل لنا به بل لانه يتكلم مع نفسه اقصد مع النخبة من نظرائه وانتم ايضا يا استاذ ليس مهما ان تقنعني انا ومن هم على شاكلتي فنحن نقرأ لك منذ بدات تنشر لاننا مرضى مهووسون بالقراءة حتى وان كنا نعرف ان مانقرأ كذب في كذب والتحليل النفسي الفرويدي عنده الاجوبة الكافية او الصح الاسئلة المحفزة لفهم مااقول...وانتم يااستاذي مثل الطبيب لابد من الكذب الابيض حتى لاتزيد الطين بلة فيسقط المريض امامك ميتا بل قدم الامل في الشفاء حتى ولو اكتشفت انه سيموت بعد ايام..وماذا ستقول للنساء المندخلات فكل تعتيقاتهن ةتصب فيما اقول؟ وما الفرق بين خطابك وخطاب المرأة عورة؟الفرق في الوسيلة التي تمتطيها اتوصيل افكارك ...فكل من تافقيه والمثقف يقول نقس الكلام المكرور المجرور...اي لاحاجة للعتمانية ولا للمساواة بين الرجل والمرأة ولا للديمقراطية...ولاولاولا...واي حداثة هذه؟واين توجد؟قلتم في تعليقكم اعلاه الهند والصين...فهل دولة كالهند تقول الامم المتحدة ان فيها 400 مليون تحت خط الفقرهي نموذج للحداثة وهذا الرقم يفوق مجموع العرب في الدنيا كلها؟؟؟؟ ام ستقول لي يا استاذ ان الهند تصنع الصواريخ وحطت مسبارا فوق القمر وكذا....فما فائدة خردة من الا لمنيوم او الذهب في غياب العناية بالمتسولن والكادحين والارامل والمسنين والمنشردين.....؟؟؟واما الصين فلا تكذب علي وتحدثني عن حداثة الحزب الوحيد وحقوق النسان الغائب تماما عن اي نشاط او مشاركة ..ناهيك عن الاحتقار الملموس للصيني من طرؤف الحكام المعروفين ببطشهم لكل من يقول لا..والحمد لله ان بلادنا رغم تخلفنا وفقرنا وكل ما نقوله عنها افضل من الصين 10000مرة..وانظر ماتفعله في افريقيا بل وفي العالم اجمع..استغلال للبشر والحجر بلا تنمية ولانشر حقوق انسان ولامساءلة الحكام او عقابهم يدبالمقاطعة مثلما يفعته الاوربيين مع ان هؤلاء واولئك لاتهمهم سوى مصالحهم..ويكفي ان تسال البسطاء من الناس عن سلع وبضائع الصين..تبيع لهم حذاء ب5 دولارات ويتمزق بعد يومين فقط وهذه ليست مبالغة اومجازا بل واقعا وحقيقة لانني جربت الامر مرارا وكررتها تكرارا وكنت كالحما ر لااستفيد ربما لفقري وعوزي مع اني اسناذ للثاتوية العامة منذ 20 سنة ولم اعاني من بطالة ولا من اي شيئ..فقط العلم والمال في واقعنا العربي فقط لا يجتمغان ولم ابحث عن خلاصي الفردي مثل من قلت عنهم ياكلون الغلة ويسبون الغلة...واما اليابان فهي الوحيدة في اسيا التي تسير على نهج الحداثة لاهنمامها بالانسان وبتحديث بلادها في صمت وبلا لعلعة او ضجيج وهي تعرف ان الغرب هو الوحيد الذي يمكن ان سنفيد منه..وكوريا الجنوبية تسير عتى خطاها..فانا يااستاذ احدثك عن الغرب وتحدثني عن الشرق وهذا ماقصدته بحوار الطرشان وقدما قالوا يوجد في التهر مالا يوجد في اليحر واقصد ان السويد او سويسرا بلا جيوش جرارة او ملايين من البشر اكثر حداثة من الصين او باكستان النووية..مع التاكيد ان الحداثة مشروع مفتوح على المستقيل ولن يكتمل الا اذا اتقرض انسان كغيره من الكائنات المنقرضة والعرب بثقافتهم وحضارتهم وليس باجسادهم في طور الانقراض الا اذا بدأوا من اول الطريق وكفوا عن الكذب على انفسهم وعن المجاملة والنفاق الفكري والاوهام وكلنا الى مزبلة التاريخ مرميون..لاننا في الاوهام والترهات والاكاذيب غارقوولولا حبنا للعرب ورغبتنا في الحفاظ على ثقافتهم ولغتهم ودينهم لما قلنا هذا الكلام ولا ا رحنا انفسنا من عذاب الثقافة والعتم ومعاناة القراءة وظلم المجتمع وقمع الحكام لنا وتقير القائمين لاولادنا ولجمعنا بين نعمة الجهل والثروة ولسنا اقل ذكاء من الاميين الذيت اصبحوا اغنياء ولكننا ندفع ثمن اختياراتنا ولسنا نادمين بل لازلنا نقاتل في قرانا وبلداتنا قبل مدننا ..ولازلنا نقرا كتبك ومقالاتك ونشاهد التلفاز لمعرفة مايفكر به الناس وكيف يفكرون ونشارك الفقراء احزانهم وافراحهم ونعيش في اكواخهم ونحارب الامية وننشر التنوير مااستطعنا اليه سبيلا رغم ما قدموه لنا من اغراءات يسيل له لعاب غيرنا ولكننا فضلنا شقاء العلماء على ثروات البلداء الاغبياء ولسنا افضل من سقراط او النبي محمد او ابن حنبل في تشبته برأيه امام المامون او ماركس ازاء عائلته الارستقراطيه ةومقف زوجته واخيارها السكن في كوخ مؤازرة لزوجها ولا انا افضل من غاندي او بوذا او مانديلا والملايين من فقراء التاريخ والعالم الذين يموتون في صمت ويتعذبون في الارض فهل ترضى يا برهان ان تزيد الملح على جروحهموماذا يفيدهم ان تكلمهم عن الصين او الهند وهي من افقر بلدان العالم...فهل فهمتني يااستاذ واعتذر منك مرة اخرى فلست اعني شخصك الكريم ويكفيك فخرا انك تقرا وتكتب في مجتمعان نصفها يعاني من الامية الابجدية ..اما الفكر والتنوير والثقافة فتلك مفاهيم لامعنى لها في واقعنا العربي القوسطوي
62
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 82
|
العدد: 170712 - رد الى: ميلود ادجاون
|
2010 / 10 / 8 - 23:06 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
أرأيت انه ليس حوار طرشا،ن وأننا وصلنا على الأقل إلى موطيء قدم مشترك، هو أن الحداثة ليست مكتملة، وربما لن تكتمل أبدا، وأنها تحتمل النقص، عندنا وعند غيرنا حتى ممن له قصب السبق فيها. وأنه لا داعي لليأس والقنوط والاستقالة الفكرية والمعنوية، وأكثر من ذلك بأن الحداثة ليست فكرة جاهزة وناجزة، وإنما هي سيرورات تاريخية معقدة ومختلفة، لا تتحقق بصورة خطية، أي لا تحصل في روسيا كما حصلت في أمريكا ولا في اليابان كما في أوروبة ولا في أفريقيا كما في آسيا أو البلاد العربية، والسبب أن تحقيقها في مكان ما وفي نموذج معين يغير الظروف التي ستشرط تحقيقها وتقدمها في مناطق أخرى. والتفاعلات التي تنتج عن تقدمها واتساق منظومتها هنا أو هناك قد تعرقل تفتحها في مكان آخر أو تشوه صورته، بل قد تقضي على فرص تطور قيمها الفكرية والمادية في بعتض المناطق الثالثة. والقصد أننا نعيش جميعا في زمنية الحداثة، العرب والأفارقة والأسيويين والهنود والصينيين، وإنما على درجات متفاوتة من السيطرة على قوانينها ودينامياتها، وبالتالي على درجات متفاوتة أيضا من الابداع فيها أو الوقوع ضحية لها.
116
أعجبنى
|
التسلسل: 83
|
العدد: 170620 - أسمح لي مرة أخرى
|
2010 / 10 / 8 - 18:01 التحكم: الكاتب-ة
|
غسان المفلح
|
لقد وضحت لنا في الإجابة عن سؤالي حول السلطة والدولة، بعض الجوانب المهمة من مفهومك لها، وبناء عليه أرجو منكم التعليق على مسألتين تشغلان الرأي العام العربي عموما والمشرقي منه خصوصا، وهما مسألة الطائفية، ومسألة الفساد..في مسألة الطائفية لك إضاءات مهمة جدا وأعتقد انها من أهم الإضاءات على هذا المستوى، وقد تناولتها في أكثر من كتاب لك..السؤال الأول:هنالك فارق بين سلطة طائفة وبين سلطة التطييف وفي كلا الحالتين، تستند سلطة التطييف عادة إلى أكثرية طائفية، ولكن عندما تستند سلطة التطييف إلى أقلية طائفية، كيف يمكن في هذه الحالة معالجة المسالة الطائفية، في ظل ثنائية متماسكة/ التطييف/ القمع؟ في ظل هذا الفهم لعلاقة السلطة بالدولة في مجتمعنا..وهذا يقودني للسؤال الثاني وهو هنا هو علاقة الفساد بتحرير الاقتصاد هل يمكن لنظام فاسد أن يقوم بنفسه بتحرير الاقتصاد من بين أصابع فساده؟ خاصة إذا كان هذا النظام لا يعتمد في فساده واستمراره على عائد نفطي ضخم يغطي له هذا الفساد..وبالتالي يكون فساده معتمدا على تحكمه بقطاع الدولة المسيطر على الاقتصاد، وهو مصدر نهبه وفساده، فكيف يمكنه تحرير الاقتصاد على الطريقة الليبرالية، وخسارة بقرته الحلوب- قطاع الدولة؟ وشكرا جزيلا لك على وقتك وإثراءك للمواضيع التي تناولتها في هذا الحوار؟
72
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 84
|
العدد: 170725 - رد الى: غسان المفلح
|
2010 / 10 / 8 - 23:37 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
قلت دائما أن الطائفية لا توجد من دون طائفيين، أي نخب سياسية أو ثقافية تستخدم التمايز الديني والمذهبي الطبيعي وتثمره في مشروع صراعها الاجتماعي، سواء أكان صراعا على السلطة أو على الموارد أو المناصب أو مجالات النفوذ. وقد تطورت الطائفية كاستراتيجية في يد نخبة اجتماعية لتحسين فرص نجاحها في الصراعات الاجتماعية أو تعزيز موقفها تجاه القوى الأخرى التي قد تكون طائفية وقد لا تكون، في موازاة تراجع البنية الوطنية، في الوعي وفي الممارسة وفي المؤسسات، وفي بعض الأحيان نشأت الدولة نفسها كدولة طوائف، أي كإطار للتسوية بينها وتنظيم تقاشم السلطة والثروة والمناصب ومناطق النفوذ بين الزعامات الطائفية والقبلية، كما شهدناه في لبنان ونشهده اليوم في العراق. ومعالجة هذه الطائفية تدخل ضمن معركة تطوير وتقدم حركة التحويل الديمقراطي للمجتمعات، على مستوى الثقافة ومستوى العلاقات الاجتماعية ومستوى السياسة ومستوى الاقتصاد معا، والكشف عن الممارسات الطائفية وتعريتها وفضح النخب التي تستخدم التعبئة الطائفية وتقطع الطريق على نشوء الروح الوطنية السياسية. ومن المؤكد أن الاقتصاد الريعي والمافيوزي يعزز من الطائفية ويدعمها. وفي ما يتعلق بالليبرالية، هناك أيضا نوع من الغش في استخدام المصطلحات. فالنظم الاقتصادية العربية ليس فيها من الليبرالية شيء، حتى عندما يحول الاقتصاد من اقتصاد دولة إلى اقتصاد خاص. ذلك أن تخصيص الاقتصاد هنا لا يعني فتح المنافسة الاقتصاديةعلى قاعدة تكافؤ الفرص، وإنما على اساس تغيير العلاقة القانونية الرسمية والشكلية فحسب. أي أن ما كانت الطبقة الحاكمة تضع يدها عليه تحت باسم الملكية الجماعية أصبحت تضع يديها عليه باسم الملكية الخاصة. فما حصل هو تحوير في شكل الملكية يعزز سيطرة النخب الحاكمة على الاقتصاد ولا يغير من قانون الاحتكار الاقتصادي السائد، والذي يعني أنه لا توجد سوق اقتصادية حقيقية تقوم على المنافسة النزيهة وتوازن العرض والطلب كما يفترض الاقتصاديون الليبراليون.. وهذا ما أطلقت عليه في نصوص سابقة اسم الرأسمالية العائلية. ومن الواضح أن الفساد لا يمثل هنا صفة إضافية او ثانوية ولكن جوهر عملية التراكم ذاتها. فمصادرة موارد المجتمعات، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، هي الديناميكية الوحيدة التي تحرك هذه الرأسمالية وتضمن ازدهارها، وفي موازاتها تجفيف ينابيع رزق الشعوب وبقائها.
71
أعجبنى
|
التسلسل: 85
|
العدد: 170663 - الحرية
|
2010 / 10 / 8 - 20:27 التحكم: الكاتب-ة
|
الشاب الصغير
|
مامعنى الحرية يااستاذ برهان هل لي ان اعرف المعنى الكامل للحرية في بلادنا العربي؟
96
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 86
|
العدد: 170731 - رد الى: الشاب الصغير
|
2010 / 10 / 8 - 23:47 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
هناك تعاريف ومعاني عديدة للحرية حسب ما إذا كنت تستخدمها في الفلسفة أو في السياسة أو في الاجتماع أو في العقيدة والدين ليس هنا مكان شرحها. هذا بشكل عام. أما في العالم العربي فهي تعني أن يتجرأ الشاب الصغير، بل والكبير أيضا، على الكتابة باسمه الحقيقي من دون خوف، وأن يعبر عما يشغل باله فعلا بشفافية ومن دون تحريف.
106
أعجبنى
|
التسلسل: 87
|
العدد: 170785 - هاجس الحرية والتحرر
|
2010 / 10 / 9 - 06:23 التحكم: الكاتب-ة
|
خيري حمدان
|
أستاذ برهان غليون المكرم ربما فقد الشعب الفلسطيني الكثير من حضوره لأنه لم يدرك بأنه جزء من المجتمع العربي وخاضع لكافة عناصر الضغط والتشكيل، أعتقد بأنه ابتعد أيضًا عن مفاهيم التحرر ومبادئ المجتمع المدني، فجاءت سلطة من أجل السلطة فقط، ولم يعد مفهوم الحرية يحمل تفس المعنى الذي حمله قبل عقود. تُرى، كيف يمكن تحقيق هاجس التحرر من واقع غارق في أغلال التقاليد والتجهيل؟ ومؤخرًا خلف جدار عازل من الإسمنت والتقاليد العارية من فكر حداثيّ وفهم لمحركات قطار الحياة المعاصرة؟ سرّني أن أذكر هنا بأنك (أستاذي) نبراسا نعتز به كما أن كتبك تزين مكتبتي منذ عقود. لك مني باقة من الورد تليق بحضورك العبق بيننا.
69
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 88
|
العدد: 171135 - رد الى: خيري حمدان
|
2010 / 10 / 10 - 08:50 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
ما حدث في العمق هو أن الطبقة الوسطى الفلسطينية قد تعبت بعد نصف قرن من الكفاح من دون نتائج واضحة واستمرار استيطان الأرض وتهويدها، وتريد تسوية سريعة مراهنة على التفاهم مع الدول الكبرى القادرة على الضغط على إسرائيل. وهذا ما تمثله سياسة سلام فياض والسلطة الفلسطينية جزئيا. بيد أن هذا الأمل بالخلاص، ولو لقاء تنازلات كبيرة وأساسية يصطدم بعقبتين. الإرادة الاستعمارية الاسرائيلية الدافعة إلى السعي إلى ابتلاع المزيد من الأراضي، وجمهور اللاجئين المشردين الذين كانوا وقود الثورة الفلسطينية والمهددين بأن يكونوا ضحاياها الرئيسيين أيضا. ولا يزال الصراع دائرا بين الدول الكبرى وإسرائيل على التخفيف من أطماعها الترابية للتوص إلى تسوية وبين الفلسطينيين أنفسهم حول إدارة الصراع وحدود قبول التسوية ومضمونها. هذا هو الإطار الذي تطرح فيه فكرة الحرية والتحرر الفلسطينيين اليوم.
67
أعجبنى
|
التسلسل: 89
|
العدد: 170909 - سؤال أخير دكتور
|
2010 / 10 / 9 - 15:05 التحكم: الكاتب-ة
|
غسان المفلح
|
ألا تعتقدون ان التفاوت في التطور بين الدول العربية، يمكن أن يفرض مفاهيم جديدة، على القراءة الفكرية والسياسية للواقع العربي، ومن أجل ذلك أيضا، لا بد أن نرى أن هذا التفاوت في التطور يترافق مع اختلاف الأوضاع العيانية في بعض البلدان، التي تعاني من إشكاليات أثنية كالعراق وسورية والسودان، وإشكاليات دينية كمصر، وإشكاليات طائفية كبعض دول الخليج وسورية ولبنان...وغيرها من القضايا الشائكة، وخاصة الموقع الإسرائيلي ودوره المختلف من دولة إلى أخرى، ولأن دوره شديد الحضور والانعكاس أيضا على أوضاع بعض الدول الداخلية، نريد منكم التوضيح: هل استمرار المفهمة تحت عنوان العالم العربي أو الدول العربية؟ وبالتالي كيف يمكن إنتاج مفهمة أكثر خصوبة على كافة المستويات؟
60
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 90
|
العدد: 171137 - رد الى: غسان المفلح
|
2010 / 10 / 10 - 09:06 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
اختلاف أوضاع الدول النامية وأنظمتها الاقتصادية لا يمنعنا من الحديث عن سمات مشتركة عامة، وإلا لم يعد لمفهوم الشمال والجنوب معنا. والأمر نفسه ينطبق على البلاد العربية، هي بلاد متعددة في نمط إدارتها وسياساتها واقتصادها وثقافة أقطارها، لكن تجمعها بعض الصفات التي تسمح بالحديث عنها ككتلة، بالإضافة إلى أن فرض الحديث عنها ككتلة هو اختيار سياسي يهدف إلى الحفاظ على أفق التقريب بينها أو توحيدها أو تحويلها إلى كتلة واحدة مندمجة، تشمل جميع البلدان أو أكثرها. على أن مثل هذا الجمع الذي لا بد منه على صعيد تحليل التحولات الجيوسياسية والجيوثقافية الكبرى، والبحث عن القواسم المشتركة في السياسات الداخلية، لا سد مسد التحليل القطري ولا يغني عنها عندما يتعلق الأمر بفهم التطور الخاص بكل قطر. ولذلك عندما نتحدث عن سمات عامة للبلاد العربية، لا ينبغي ان يفهم منها أن هذه السمات تشمل بالتأكيد جميع الأقطار، ولا أنها موجودة بالدرجة نفسها، ولا يصلح أن ننتقل منها مباشرة إلى الأوضاع القطرية الخاصة. عندما نتحدث عن العرب في العموم، لا ينبغي أن نخلط حديثنا بالحديث عن قطر خاص، وإلا لم يعد لهذا الحديث أي صدقية. عند الحديث عن القطر الخاص، ينبغي تخصيص المسائل والقضايا، لا تعميمها. وعندما نتحدث عن العالم العربي عموما، لا بد من التركيز على السمات العامة وتجاهل الخاص.عندئد يكون التحليل الشامل للعالم العربي مدخلا إلى التحليل القطري. فالتحولات العامة تلقي أضواءا على التحولات الخاصة، لكنها لا تسد مسدها. إلا انها ضرورية طالما أنه كانت هناك ديناميات عامة تشمل المنطقة المدروسة، ويؤثر تجاهلها سلبا على تحليل الحالات القطرية. في المشرق العربي مثلا، وللأسف عندما نتحدث عن العالم العربي فنحن نتوجه بالنظر أساسا إلى هذه المنطقة الأكثر تأزما، ليس من الممكن فهم مصير الشعوب والأقطار الخاص بمعزل عن التحولات والديناميكيات العامة التي تحركها. لكن فصل المشرق عن المغرب أيضا يفقد التحليل العام بعض أبعاده، لأن المنطقتين مشمولتين أيضا بدينامكيات مشتركة.وكذلك بالنسبة لفصل الخليج عن المشرق الغربي. فالخليج بالتأكيد حالة خاصة، لكنها لا تفهم هي نفسها كحالة خاصة، ولا سياساتها وطبيعة أنظمتها واقتصادها، من دون علاقتها الجيوسياسية والسياسية والثقافيةوالدينية ببقية بلدان المشرق والمغرب أيضا.
59
أعجبنى
|
التسلسل: 91
|
العدد: 171124 - فى التناقض - إستنارة الفكر اليسارى
|
2010 / 10 / 10 - 06:14 التحكم: الكاتب-ة
|
محمود حافظ
|
الأستاذ الدكتور برهان غليون يسعدنى المشاركة وإن كانت متأخرة وهذا ماجعلنى لا ألم بكافة الأطروحات وفى الوقت نفسه أعتقد إننى وعيت الجوهر فربما أصبت فى الوعى وربما أخطأت فى فهم الإستيعاب وهذا ما سوف يتضح من مداخلتى . كتبت هذه المداخلة تحت عنوان فى التناقض إستنارة الفكر اليسارى وهذا العنوان يخص فهمى ووعيى . فى طرحكم لثلاثية الطرف المهيمن والمسيطر فى الصراع وهى ثلاثية الإمبريالية كقوة مهيمنة على الكون والسلطة المستبدة المنتجة بواسطة الإمبريالية بعملية إعادة إنتاج التخلف والمتحالفة مع الطبقة الطفيلية التابعة سواء كولونيالية أو كومبرادورية فهذا التحالف أنتج سلطة تابعة مسيطرة كل وظيفتها إنتاج التخلف تحت مسميات الأصولية والسلفية بكافة ما تم ذكره . وفى الطرف المقابل من الصراع تحدثتم عن حركة التحرر الوطنى وما أنتجته من سلطة وطنية كان لابد لها من نهج رأسمالية الدولة لتوفير العدالة الإجتماعية ولضمان حقوق معيشية للسواد الأعظم من المواطنين الكادحين . وفى الممارسة للصراع أوضحتم حسب فهمنا أن الطرف المهيمن بواسطة ثنائية السيطرة قام بنسف البنية التحتية أى البنية الإقتصادية سواء بتدميرها أو بخصخصتها ليفرض معادلة فى التناقض الرئيسى أو الصراع السياسى أساسها فى النهاية ودون الدخول فى التفاصيل هى الصراع بين الشمولية والنيوليبرالية . وأن فكركم القيم هو ضرورة العودة إلى النظرية العلمية والتى ماهية الإنسان والمجتمع والمبنية عهلى قراءة علمية للواقع الموضوعى . ألا ترى ياسيدى أن بعد تفكك الإتحاد السوفيتى أصبح اليسار العربى فى حاجة إلى التجمع حول مشروع نهضوى عربى بعدما تفككت جماعاته وأصبح جزءا منها يميل إلى أطروحات الليبرالية فى الفهم للديموقراطية ؟ أل ترى ياسيدى إننا نفتقد إلى المثقف العضوى القادر على توعية الجماهير الكادحة منطلقا من تحديد البنية الإجتماعية والتى أسسها وإكتشفها العقل البشرى بمنطقه العقلانى بعيدا عن السلوك الغرائزى ؟ شكرا لما قدمتموه لقراء الحوار المتمدن وأرجو أن أكون قد إستطعت توصيل فكرتى .
71
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 92
|
العدد: 171145 - رد الى: محمود حافظ
|
2010 / 10 / 10 - 09:31 التحكم: الحوار المتمدن
|
برهان غليون
|
نحن بحاجة بالفعل لمشروع مجتمعي عام يجمع بين أطراف النخب العربية ويوحد عملها ويوجه نشاطها وكفاحها الفكري والسياسي داخل كل قطر وعلى مستوى العالم العربي. وهذا المشروع الموحد والموجه والمتسق مع التاريخ والعصر هو في نظري مشروع التحويل الديمقراطي للمجتمع والثقافة والدولة. وهو مشروع ديمقراطي إنساني يضمن لجميع الاطراف حقها في الاحتفاظ بهويتها الثقافية والسياسية والاستمرار في الكفاح لنشر قيمها، وفي الوقت نفسه تعايشها مع بعضها وحل تناقضاتها بالطرق السياسية وتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي والسياسي من خلال احترام التداول السلمي للسلطة، كما يضمن الانخراط الواعي والمسيطر عليه للمجتمعات العربية في حضارة العصر وهو الأهم. ولا علاقة لهذا المشروع، كما ذكرت في هذا الحوار أكثر من مرة، بنظام يجعل من الديمقراطية واجهة شكلية للتعددية وآلية انتخابية احصائية. ولا يستقيم في بلداننا في هذه الصورة، ولا يشكل إذا اقتصر عليها مشروعا مجتمعيا، لا نهضويا ولا غير نهضوي، ولا يكون حتى قابلا للحياة. ما نقصده هو التعاون بين جميع الاطراف من أجل تحويل الثقافة والعلاقات الاجتماعية، وفي سياقها النظم السياسية والبنيات الاقتصادية أيضا وأنماط الاستثمار الراسمالي، في اتجاه يتماشى مع قيم الديمقراطية التي تعني قبل أي شيء احترام الانسان كإنسان، والمساواة الكاملة بين الناس، بصرف النظر عن الأصل والجنس، امام القانون، وتكافؤ الفرص، والعدالة والتكافل الاجتماعي، وحماية الحقوق الانسانية وتعزيز الحريات الشخصية وروح المبادرة والمشاركة عند الجماهير الواسعة، وتكريس حكم القانون ودولة المواطنة. وليست التعددية والدورات الانتخابية إلا وسائل إجرائية لتطبيق هذه المباديء والتحقق من نتائج ممارستها الصحيحية. بهذا المعنى هو مشروع تاريخي، أي ليس مجرد انقلابا سياسيا سطحيا أو يجرى على السطح نتيجة تدخل فريق عسكري أو انقلاب أجنبي أو حتى انهيار مفاجيء في نظام السيطرة الاستبدادي او الكمبرادوري القائم. فهو برنامج عمل تاريخي طويل المدى كما يدل عليه مصطلح التحويل. وفي هذا الأفق تبرز عندئذ أهمية مفهوم المثقف العضوي، بوصفه الفاعل التاريخي الأول أيضا في هذا التحويل الديمقراطي الثقافي والاجتماعي والسياسي للمجتمع. لكن ليس بوصفه مثقفا فردا ملهما، أو رسولا أو مهديا منتظرا، وإنما بوصفه مثقفا عضويا جماعيا، أي تخبة ثقافية قوية، تشعر بالالتزام تجاه مجتمعها، وتؤمن بقيمة التحويل الديمقراطي له، كهدف قائم بذاتة، وإطار لتسيير شؤون المجتمع وتثمير طاقاته بنجاعة، وتطوير آليات التنافس المنتج والمفجر للابداع والابتكار لديهم، وتتولى مهمة القيادة الفكرية في عملية التحويل التاريخية هذه، بثبات وصبر وبصيرة وثقة.
69
أعجبنى
|