أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: Pythagoras plato - برهان غليون










رد الى: Pythagoras plato - برهان غليون

- رد الى: Pythagoras plato
العدد: 169382
برهان غليون 2010 / 10 / 4 - 10:22
التحكم: الحوار المتمدن

أسمح لي بأن لا أشاركك فهمك للأزمة التي تعيشها المجتمعات العربية، ولا في الأسلوب الذي تستخدمه للتعبير عنها. وسأرد فقط على السؤال الذي يشاركك فيه ربما كثيرون، أعنى كيف يمكن بناء ديمقراطية إصلاح وحداثة في بيئة عربية تتسم بالفقر في الموارد الطبيعية والثقافية.
والجواب، اولا، أن وفرة الموارد ليست منفصلة عن نظم الإدارة والتسيير والقيادة السياسية التي تسود في المجتمعات. وليست اليابان أكثر حظا في الموارد من البلدان العربية. كما أن الموارد لا تتلخص اليوم بالموارد الطبيعية. بل إن الثروات المستمدة من الابداعات التقنية وبراءات الاختراع العلمية والمنتجات الصناعية هي اليوم أعظم بكثير مما يمكن أن توفره أي موارد طبيعية. والفقر الذي تعرفه المجتمعات العربية ليس ثمرة مباشرة لنقص هذه الموارد أو نفاذها، بمقدار ما هو نتيجة سياسات أو اختيارات اقتصادية واجتماعية وثيقة الصلة بنظام توزيع السلطة القائم وشروط استمراره.
ثانيا، ليست المجتمعات العربية خارج الحداثة أو على هامشها. إنها في قلبها. وما يميز سيرها ليس عدم دخول الحداثة وإنما دخولها من بابها الضيق، كحداثة اقتداء وتقليد واستهلاك. فالحداثة، كما ذكرت في جواب سابق، ليست واحدة، ولكنها حداثات، تأخذ المجتمعات منها بحسب ما تحتله من موقع في منظومتها العالمية، الجيوسياسية والاقتصادية والتقنية والعلمية. ونصيب مجتمعاتنا منها لم يكن حتى الآن سوى ما سميته بنصيب الحداثة الرثة التي تقتصر على تصدير الموارد الطبيعية، من نفط وأيدي عاملة رخيصة، وكوادر لا حاجة لها بها، واستيراد منتجات الاستهلاك الراقي الخاص بنخب محلية ضيقة. فهي حداثة من تحت، أو هي القاع السفلي للحداثة، حيث تتعزز التبعية الاقتصادية والسياسية، وتنعدم نظم الاستثمار المنتج والابداع العلمي والتقني، ويسود قانون القوة والزعرنة والاستلاب من كل نوع. فهي بالضرورة حداثة منتجة للفقر الجماعي والتمييز الاجتماعي شبه العنصري والحكم بالطرق القهرية وغياب القانون والمشاركة العمومية وغياب المواطنة وروح المسؤولية والتضامنات الاجتماعية.
فهذا التكوين الذي يميز مجتمعاتنا اليوم، في الاقتصاد والسياسة والثقافة، ليس من إرث الماضي ولا هو تجسيد لقيمه البالية، ولكنه ثمرة الاندراج الاجباري في الحداثة من موقع االتبعية والهامشية وغياب المبادرة الذاتية وضعف المشاركة الايجابية وانعدام السيطرة على المصير.
والمطلوب ليس تعميق البنية الاستلابية لهذه الحداثة، ولكن، بالعكس تماما، إصلاح وضعية العالم العربي والعالم النامي عموما في منظومة الحداثة، أي العمل ضد الطابع الهيمني والتمييزي العميق الذي يميز سياسات أقطابها الكبرى، وضد نظم القهر والتهميش السياسية التي تستند إليها هذه السياسات محليا لتبقى، وضد ثقافة الهلع واليأس والاحباط والندب التي أصابت معظم أدبائنا ومثقفينا، وانتقلت إلى عموم الجمهور، نتيجة إخفاق مشاريع التغيير السابقة، والتقهقر الذي تعيشه مجتمعاتنا اليوم، وانعدام الآفاق ومشاريع التغيير التاريخية الناجزة.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - عن شجاعة زلينسكي في مواجهة تنمر ترمب !؟ / سليم نصر الرقعي
- القاريء المصري ابراهيم الطناني صاحب الصوت القرآني الخاشع وال ... / عبد العزيز فرج عزو
- ماشالله..ابليه..حسد / ميسون نعيم الرومي
- المرأة في الأدب العربي: من الشعر الجاهلي إلى الرواية المعاصر ... / أميمة البقالي
- إيران في إنتظار الجمهورية الديمقراطية / سعاد عزيز
- من على جانب مدفئة 🔥 البيت الأبيض 🇺🇸& ... / مروان صباح


المزيد..... - هل سيسافر رونالدو إلى إيران للمشاركة في مباراة النصر واستقلا ...
- بيان مصري يرفض أي محاولات لتشكيل -حكومة سودانية موازية-
- بعد رسالة نانسي عجرم -تعالى نعيش-.. محمد صلاح يرد (صورة + في ...
- نتنياهو يهدد -حماس- بعواقب رفضها الخطة الأمريكية بشأن غزة
- جنبلاط: الذين وحدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا ...
- حظك اليوم الأحد 2 مارس/آذار 2025


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: Pythagoras plato - برهان غليون