|
رد الى: هرمز كوهاري - برهان غليون
- رد الى: هرمز كوهاري
|
العدد: 170626
|
برهان غليون
|
2010 / 10 / 8 - 18:20 التحكم: الحوار المتمدن
|
ما ذكرته على لسان الاقتصادي السوري يلائمني تماما. إن إعاد بناء العالم العربي بعد الدمار الذي أصابه في الخمسين سنة الماضية، بسبب الفشل، ومصادرة الدولة من قبل فئات خاصة، والدوس على حقوق الناس وكراماتهم، وهدر الموارد الوطنية وتبذيرها، وتجاهل مصالح التنمية الانسانية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتخلي عنها، وتدمير حكم القانون ومفهومه، يتطلب التفكير والعمل على أساس الرزمة الكاملة. فلا يمكن الحكم بوسائل القرون الوسطى ومطالبة الشعب بالتصرف من منظور الوطنية والانسانية. ولا الاستمرار في هدر الموارد ونهبها وبناء إقصاد حي ومنتج يخلق فرص العمل الضرورية لإدماج الأجيال الجديدة وتحفيزها. ولا مطالبة الفرد باحترام روح المواطنة وتمثل أخلاقياتها إذا استمرت معاملته كالقطيع الذي يؤخد إلى المرعى، لا رأي له ولا إرادة، ولا أن يحترم الدولة ويخضع لقانونها إذا كان أصحابها يصوغون القانون حسب أهوائهم ومصالحهم، ويحولون الدولة إلى مزرعة لأبنائهم وأٌقاربهم وأزلامهم. ولا أن ينتج ويبدع وينافس الشعوب والمجتمعات الأخرى إذا كان نصفه إن لم تكن أغلبيته جائعة وخائفة ومحرومة من التاهيل والتكوين والتربية الفعلية. ولا أن يتعلم التفكير المنطقي إذا كان زاده اليومي العسف والقهر والقمع والضرب وهدر الحرية والكرامة الشخصية. ولا أن يستثمر ويجتهد ويضحي ويتحلى بنكران الذات عندما لا يرى في نخبه وطبقاته السائدة والمثقفة والمفكرة إلا الشره والتكالب على المنصب والثروة والسلطة. ولا أن ينحو نحو السلوك المثالي الوطني والأخلاقي الخالي من الانانية والتعصب والانغلاق عندما يكون الغش والخداع والانتهازية والفساد والرشوة العلنية معيار النجاح والتقدم والارتقاء في المكانة الاجتماعية. الرزمة المتكاملة تعني أن التقدم مترابط على كل المستويات. ولا يمكن أن يحصل إلا إذا روعيت مصالح كل الأطراف الاجتماعية. فلا ينبغي أن تتوقع تطور تفكير الجمهور العام وتحديثه من دون تحديث النظام الاجتماعي والسياسي وتطوير فرص العمل والتقدم والرقي عند الأفراد. ولا أن يعم مفهوم التسامح في العلاقات بين الناس مع استمرار تطبيق قانون الإكراه والعسف وفرض الأمر الواقع في كل ميدان، ولا تقدم مفهوم المساواة والانسانية مع استمرار الظلم وتفاقم التفاوت في المكانة. ولا الاحتفاظ بروح العدالة والأخوة الوطنية مع سواد منطق التمييز، وعدم التكافؤ في الفرص وسيطرة نظام المزايا الخاصة والامتيازات. ولا ينبغي ان نحلم بأن يتصرفوا كمواطنين ومسؤولين في نظام ينزع حقوق المواطنة الفعلية عن الأفراد ويقوم على المحسوبية والولاء الشخصي أو الفئوي أو الحزبي أو الطائفي. الحداثة هي بناء للمجتمعات على أسس حديثة، ولا يمكن النجاح في هذا البناء إذا كان مشروعنا لها اختياريا وتلفيقيا، نأخذ منها ما يفيدنا في تعزيز موقعنا في المجتمع ونترك ما يفيد الآخرين ويتفق مع مصالحهم. إن نشر القيم والأفكار الحديثة من تعددية وتسامح واحترام للحريات الشخصية والفردية، التي هي مصالح أساسية للطبقة الوسطى والطبقة السائدة الثرية، يرتبط ارتباطا عضويا بالرد الايجابي على حاجات الأغلبية الشعبية وإرضائها، أعني بتوفير فرص العمل الناجع والمنتج وبسط قاعدة العدل، وضمان المساواة أمام القانون، واحترام كرامة الناس ومشاعرهم. هذه هي شروط الحداثة الفعلية، وهذا هو مضمونها أيضا.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
تَرْويقَة: -إذا أردتَ الاقتراب من قلبي...-* لخورخي روخاس- ت:
...
/ أكد الجبوري
-
الديالكتيك*
/ إشبيليا الجبوري
-
عرض موجز لكتاب رزكار عقراوي الذكاء الاصطناعي
/ طارق فتحي
-
صداقة مع الله (16)
/ نيل دونالد والش
-
إعادة التدوير السياسي: حين تصر الدولة على استدعاء الماضي وتج
...
/ ويصا البنا
-
الفصل الثالث : ألفاظ التشريع ( الحلال والحرام ، الاجتناب ولا
...
/ أحمد صبحى منصور
المزيد.....
-
الحكومة البريطانية تتولى إدارة آخر مصنع للصلب بسبب قرار لمال
...
-
لندن.. تحذير من تراجع مؤشر الديمقراطية
-
قطاع غزة.. رحلة البحث عن الوقود
-
إيران وأمريكا تجريان محادثات -إيجابية- في عُمان وتتفقان على
...
-
B?n c? long d??ng 789club – Cu?c phiêu l?u h?p d?n gi?a bi?n
...
-
بعد وفاة مصممة الأزياء المغربية.. مضاعفات عمليات شفط الدهون
...
المزيد.....
|