أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان - برهان غليون










رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان - برهان غليون

- رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان
العدد: 169346
برهان غليون 2010 / 10 / 4 - 08:24
التحكم: الحوار المتمدن

التحولات التي ذكرت هي التي تكمن وراء الاضطراب الكبير، الاجتماعي والسياسي والايديولوجي، الذي تعيشه المجتمعات العربية، والذي يتجسد في اانحسار مشاريع التغيير، وغياب الرؤية التاريخية، وتفكك القوى الاجتماعية. بيد أن هذا الاضطراب ليس نهاية مطاف، ولا تكريسا لخيار اجتماعي ضد خيار آخر، ولا تعبيرا عن إخفاق تاريخي أو عيب بنيوي، كما يبدو لأغلبية الرأي العام، ولكنه تجسيد للحظة انتقال في تاريخ المجتمعات تحملها من حالة سابقة كنا نسميها مرحلة وطنية، مع تبعاتها وطموحاتها ومشاريعها الصغيرة والكبيرة وحواملها من القوى الاجتماعية والسياسية، إلى حالة جديدة تنسجم مع حاجات تطور السوق العالمية، أو العولمة الليبرالية، والليبرالية الجديدة. وهي حالة تسود فيها عملية تفكيك النظم الوطنية أو شبه الوطنية لما بعد الاستقلال وعادة تركيبها على أسس جديدة، تجعلها أقرب إلى المزارع الخاصة بنخبة او طائفة أو جماعة متميزة منها إلى دول أو نظم وطنية ومواطنية. ومن الطبيعي أن يشمل هذا التحول تكسير القوى التي تبلورت في العهد السابق، السياسية والفكرية والاجتماعية. وهذا هو مصدر الشعور السليم بالفراغ، فراغ القوى وفراغ مشاريع التغيير الديمقراطي الحديث، الذي يعبر عنه سؤالك أحسن تعبير.
بيد أن النظم المجتمعية الجديدة ليست نهائية، وليس لها أمل هي أيضا بالاستقرار. وهي تفرز من قوى الاحتجاج والاعتراض والرفض أكثر بكثير مما كانت تفرزه النظم السابقة عليها. وعلى هذه القوى ينبغي المراهنة من أجل التغيير الديمقراطي للدولة والمجتمع معا لا على طبقات بعينها. وما ينقص مشاريع التغيير في هذا الاتجاه هنو افتقارنا حتى اليوم إلى رؤية موضوعية لاتجاهات التغير الراهنة وللامكانيات التي تحملها قوى الاحتجاج المتنوعة والمتنافرة، وللبرامج التي يمكنها أن تدمج في ما بينها وتحولها إلى قوة تغيير واحدة. وربما كانت نماذج تفكيرنا التقليدية، بما فيها تصور التحول انطلاقا من صراع طبقات واضحة المعالم وكاملة أو شبه كاملة التكوين، كما عبرت عنه النظرية الماركسية الكلاسيكية، من العوامل التي تعيق تقدمنا بالفعل نحو رؤية أنجع لآليات التحول والسيطرة على المسار في الحقبة الراهنة.
نحن أمام واقع جديد، طبقي واجتماعي وثقافي وايديولوجي. والتغيير يحتاج إلى فهم هذا الواقع وبناء القوة السياسية القادرة على التغيير من داخل هذا الواقع، وهي لن تكون بالضرورة في حجر الطبقات الوسطى أو البرجوازية الصناعية الغائبة أو الارستقراطية المتحدثنة، وإنما في بحر الكتل الجماهيرية المشتتة والمشردة والمهمشة. فنحن نسير أكثر فأكثر نحو بنية اجتماعية تفصل بين النخبة القليلة المسيطرة من جهة والعامة من جهة أخرى، وليس نحو مجتمعات مركبة تشكل الطبقة الوسطى محور توازنها وقلبها ومصدر إلهامها وإدارتها، مما يشكل سمة من سمات المجتمعات المركزية.
ومن الواضح أن الوصول إلى مشروع التغيير يشكل في هذه الحالة تحديا كبيرا للمفكرين والسياسيين والاقتصاديين معا، بمقدار ما يحتاج إلى تجديد عميق في النظر وفي القيادة السياسية وفي التنظيم الاجتماعي الاقتصادي. فالسؤال : كيف يمكن تكوين قوة تغيير ديمقراطية في حجر طبقات مهمشة، مستبعدة من السلطة والقرار، ومفقرة فكريا وثقافيا، تغريها مشاريع الارتداد والانتقام والهدم أكثر مما تحركها مشاريع البناء والانخراط في العصر والتنافس مع المجتمعات المركزية المهيمنة عليها، هو التحدي الحقيقي.
لكن هذا يعني أيضا أن التغيير ليس مستحيلا، وأن قواه ليست غائبة، ما هو غائب هو المشروع الفكري والسياسي القادر على تفعيل هذه القوى والتأليف بينها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، مما فشل فيه الاسلاميون بسبب تمحورهم على الذات واختيارهم الخصوصية الدينية بدل التوجه لعموم الناس، وتمسكهم بنماذج قرسطوية للتنظيم الاجتماعي لا تتسق مع حاجات تطور البلاد وتطلع المجتمعات.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - تحريف البخاري احاديث النبي ( فضائل خديجة بنت خويلد نموذجا) / رحيم فرحان صدام
- ديوان تقفل يدها ثانية سميح فرج / رائد الحواري
- ابن أبي كبشة (3) / إلياس شتواني
- في حوار صحفي مع الروائية البريطانية ج ك رولنك.. بعد -هاري بو ... / عامر هشام الصفّار
- اَلْجَمَالَ لَا يَكْمُنُ فِي اَلْبُؤْسِ / اتريس سعيد
- تراجيديا سقوط الانظمة العربية التقدمية-2 / مكسيم العراقي


المزيد..... - الاتحاد الأوروبي: أمر الإخلاء الإسرائيلي لسكان رفح ينذر بمزي ...
- اليمن.. مئات الطلاب يتظاهرون تضامنا مع غزة
- عملية رفح.. حماس: -لن تكون نزهة- للجيش الإسرائيلي.. وتحذيرات ...
- حماس تعلن موافقتها على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار
- اكتشاف حقل غاز جديد في إمارة الشارقة
- إيطاليا.. المسلمون في مونفالكوني محرومون من مسجد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان - برهان غليون