تعليقات الموقع (47)
|
التسلسل: 1
|
العدد: 572328 - مجرد تحية
|
2014 / 9 / 21 - 22:08 التحكم: الكاتب-ة
|
رفيق عبد الكريم الخطابي
|
رفيقنا وزميلنا عبد السلام أديب ..لم يتوفر لنا الوقت الكافي لقراءة ارضية لقائكم المفتوح هذا نظرا لطولها أولا ولضيق الوقت المتوفر لدينا..عموما سأعيد قراءتها بتمعن وأساهم بدوري في هذا اللقاء بما استطيع لإنجاحه ..هنا اكتفي بتحيتكم على اختيار الموضوع الذي يستحق التمحيص بعناية وبدقة متناهية كي نستطيع البناء على أصلب الأسس أولا وثاينا لتعميق الحوار الرفاقي بما يخدم قضية شعبنا وطبقته العاملة وقص أجنحة الخطوط التحريفية.تحياتنا نتمنى لكم التوفيق
109
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 2
|
العدد: 572419 - رد الى: رفيق عبد الكريم الخطابي
|
2014 / 9 / 22 - 09:35 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
الرفيق العزيز رفيق عبد الكريم الخطابي، أحييكم تحية نضالية خالصة وأشكركم على مروركم، كما يسعدني كامل السعادة أن تقرأوا بتمعن الاشكالية المطروحة والتفاعل معها بما عهدته في كتاباتكم من دقة متناهية وجرأة لا مجاملة فيها والتي طالما استفدت منها كثيرا في محطات مختلفة سابقة. إذن فمرحبا بكافة تعليقاتك أيها الرفيق، وأفيدكم بأن موضوعكم الأخير حول 11 شتنبر من وجهة نظر أخرى، يتضمن عناصر هامة تلقي الضوء على الاشكالية التي أطرحها في هذا الحوار المفتوح. إن ما أتمناه من كافة الرفيقات والرفاق هو تعميق النقاش من كافة مستوياته الايديولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية رغبة في تجديد الوضوح النظري والفكري في هذا الزمن الرديء المنحط والذي أصبح يصيب الجميع حتى بعض أصلب المناضلات والمناضلين بالانحلال والتفكك والردة، كما أصبحت ممارسات العديد من هؤلاء تساهم بكل وقاحة في تشويه الفكر الطبقي للطبقة العاملة وفي جر الجميع نحو التحريفية والانتهازية والاصلاحية بدعوى خدمة الفكر الماركسي اللينيني وبالتالي الدفع بوعي أو بدونه نحو التعاون الطبقي مع أعداء الطبقة العاملة. لك كامل التحيات
96
أعجبنى
|
التسلسل: 3
|
العدد: 572409 - لا مجال للنقاش
|
2014 / 9 / 22 - 08:20 التحكم: الكاتب-ة
|
د . اياد الجصاني
|
اؤيد المعلق السيد الخطابي بما كتبه حول موضوع البحث الذي يشد الباحثين الاقتصاديين المختصين ولكني اجد ان غرس كلمة البربرية في العنوان جاءت غير ملائمة كما ان البحث في مثل هذه المواضيع اصبح من الامور التي عفى عليها الزمن لاننا اليوم نعيش عصر المخاطر الكبيرة مثل الارهاب وداعش وفايروس ايبولا والتغير المناخي الذي يعقد له مؤتمراكبيرفي نيويورك غدا . كما اصبح من البديهي ان الراسمالية سارت في طريق النمو والنجاح رغم كل مشاكلها وعدم انسانيتها مثلما حدث في دول الخليج العربية وبالاخص في مدينة دبي اكثر من مسيرة الاشتراكية التي اصابها العجز والفشل ولم تحقق الكثير مما جاء في المنشور الشيوعي لكارل ماركس بعد مرور اكثر من قرن ونصف من الزمن . ومع كل ذلك نشكر الكاتب على جهوده القيمة مع خالص التحية والتقدير
94
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 4
|
العدد: 572430 - رد الى: د . اياد الجصاني
|
2014 / 9 / 22 - 10:58 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
مرحبا بالسيد اياد الجصاني وشكرا على المرور والتعليق، أرى أنك اعتبرت أن كلمة بربرية تم غرسها في العنوان بشكل غير ملائم ومباشرة بعد ذلك اعتبرت اننا نعيش اليوم عصر المخاطر الكبيرة مثل الارهاب وداعش وفايروس ايبولا والتغيير المناخي الذي يعقد له مؤتمر كبير في نيويورك غذا، ان هذه الاشياء التي تتحدث عنها هي واجهة من واجهات انحطاط الرأسمالية وواجهة من واجهات البربرية التي تنغرس فيها الانسانية يوما بعد يوم نتيجة انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي، فيجب الانطلاق من السيرورة الديالكتيكية ألتي أنتجت هذه الظواهر التي تتحدث عنها، وستجد لا محالة أنه نمط الانتاج الرأسمالي. فنمط الانتاج الرأسمالي هو الذي أوصل البيئة الطبيعية اليوم الى المخاطر المهددة لكل نوع من الحياة اليوم بمافيها حياة الانسان، ولا شك ان الاستغلال الوحشي للطبيعة مع كل تفاعلات هذا الاستغلال الوحشي هو ما يؤدي اليوم الى ظهور الامراض الفتاكة مثل ايبولا والسيدا وغيرها مع صعوبة اكتشاف المسؤولية المباشرة للقوى البرجوازية المهيمنة عالميا في التسبب في هذه الامراض. اتمنى ان تراجع كتاب فردريك انجلز حول ديالكتيك الطبيعة، فهو كتاب قيم يؤكد على ا كل ظاهرة طبيعية جديدة سلبية كانت ام ايجابية هي عبارة عن تفاعلات وسيرورة طويلة يلعب فيها نشاط الانسان داخل البيئة الطبيعية التي يوجد فيها أحد العناصر الديناميكية التي يؤدي تراكمها الى تطورات نوعية جديدة في اتجاه السلب او الايجاب، لذلك يمكن تتبع القوى التدميرية المكتفة للبيئة لنمط الانتاج الرأسمالي منذ ظهور ما يسمى بالثورة الصناعية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والى اليوم، وربط ذلك بثقب الازون وبالتغيرات المناخية التي تولد كوارث طبيعية خطيرة وبالامراض الفتاكة التي اصبحت تصيب خليا النحل وجعلتها تنقرض في مناطق جغرافية عدة وقد لاحظت ذلك في بلد متقدم مثل بلجيكا.
أما ظاهرة الارهاب الدولي وداعش وعودة الفكر الظلامي بقوة والمخاطر الكبرى التي اصبح يمثلها ذلك، فانحطاط نمط الانتاج الرأسمالي ليس بعيدا عن ذلك، فمن جهة رغم النمو الهائل لقوى الانتاج الرأسمالية والتي تقوم على عناصر اجتماعية وبامكانها تلبية حاجيات الانسانية جمعاء الا أن نظام الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وهيمنة البرجوازية المطلقة بدون شريك على صناعة القرارات الاقتصادية والسياسية تؤدي الى تؤدي الى تركيز واحتكار الثروات والملكيات الخاصة بيد الاقلية ودفعع الملايين من الناس نحو طريق البؤس والتهميش والفقر المطلق. ان هذا التناقض المخيف والذي تحدث عنه كارل ماركس في مقدمة كتابه نقد الاقتصاد السياسي، حينما يؤكد أنه عند بلوغ قوى الانتاج وعلاقات الانتاج الى درجة قصوى من التناقض فحين ذاك تبدأ مرحلة من الثورات الاجتماعية. وعندما نتحدث عن الثورات الاجتماعية في زمن انحطاط الرأسمالية فسنكون بالضرورة امام اختياران، فاما اختيار طريق البربرية مثل داعش والارهاب الدولي وردود فعل القوى الامبريالية المهيمنة الاكثر بربرية وفتكا بالملايين من الجماهير الشعبية والتي تتمكن من جرها نحو مذابح انسانية مريعة من اجل اعادة الحياة لنفس النموذج ولنمط الانتاج الرأسمالي الذي بلغ حدوده التاريخية النهائية. أو أن نكون أما اختيار تدمير نمط الانتاج الرأسمالي عن طريق الثورات البروليتارية في كل مكان محليا ودوليا من اجل انتزاع السلطة السياسية من القوى البرجوازية المهيمنة عالميا بدون شريك وفرض مرحلة انتقالية من ديكتاتورية البروليتارية للقضاء على الفوارق الطبقية وعلى العمل المأجور وعلى قانون القيمة الرأسمالي وعلى الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، والوصول الى مرحلة الشيوعية مستفيدين من الموجة الثورية البروليتارية الأولى بايجابياتها وسلبياتها.
تتطرقون في تعليقكم أيضا الى ما يلي : -كما اصبح من البديهي ان الراسمالية سارت في طريق النمو والنجاح رغم كل مشاكلها وعدم انسانيتها مثلما حدث في دول الخليج العربية وبالاخص في مدينة دبي اكثر من مسيرة الاشتراكية التي اصابها العجز والفشل ولم تحقق الكثير مما جاء في المنشور الشيوعي لكارل ماركس بعد مرور اكثر من قرن ونصف من الزمن-
ان نظرتكم هذه الى الاشياء هي نظرة البرجوازية الى منجزاتها الشخصية والتي لا يهمها سوى مصالحها الذاتية فتصرخ في كل مكان أنها رائدة للنمو والنجاح رغم كل المشاكل، وهي في نفس الوقت رؤية بعض القوى اليسارية الانتهازية والتحريفية والاصلاحية الباحثة عن دور لها في خدمة نمط الانتاج الرأسمالي ولو بشكل غير مباشر، مستفيدة من الموقع الطبقي الذي تستجديه من البرجوازية المهيمنة مساهمة بذلك في تشويه فكر الطبقة العاملة.
ولا تبتعد هذه النظرة التحريفية للأشياء عن أفكار منظر التحريفية المعاصرة برنشتاين منذ صدور كتابه - الشروط المسبقة للاشتراكية ومهام الاشتراكية الديموقراطية- فبرنشتاين اعتبر مثلك منذ سنة 1898 ان الرأسمالية قابلة للتكيف وتحقيق النمو وان لا حاجة للعمل الثوري وحيث يمكن الوصول الى الاشتراكية فقط باعتماد طريق العمل النقابي والانتخابوية والبرلمانية أي الانخراط في الديموقراطية البرجوازية. واذا كانت لأوهام برنشتاين ما يبررها آنذاك نظرا للتوسع الهائل للرأسمالية وتحقيقها لاعلى معدلات من الارباح نتيجة الهيمنة على المستعمرات وتنازلها نتيجة لذلك عن بعض فتات تلك الارباح على شكل تقليص ساعات العمل من 18 ساعة في اليوم الى عشرة ساعات ومنح الراحة الاسبوعية وتوفير خدمات التعليم والصحة بالمجان او بمقابل رمزي لضمان يد عاملة منتجة غير مريضة وقادرة على فهم تقنيات الانتاج البرجوازية لزيادة مردوديتها. فان الرأسمالية اليوم التي تعيش مطلق انحدارها وانحطاطها وحيث لم تعد تحقق معدلات ربح مرتفعة وتعمل فقط على تدمير المكتسبات السابقة وافتعال الحروب وتدمير البيئة، لا يمكن ان يقبل بها سوى من تعميه الاضواء وناطحات السحاب والصواريخ عابرة القارات والطائرات والقطارات السريعة عن رؤية الحقيقة الديالكتيكية لسيرورة التناقضات بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج والأزمات الدورية المتصاعدة في حدتها وقوتها والتي تفتك بالملايين وترمي بالملايين في اتون البطالة والفقر والمجاعات والامراض الفتاكة، وهي نفس مظاهر الانحطاط التي تدفع ايضا بالملايين من المهمشين للالتحاق ببعض المشاريع البربرية مثل داعش. ولا يجب أن ننسى هنا ما ردده كارل ماركس في كتابه حول الاديولوجية الالمانية ان الكثير من الحضارات السابقة انهارت تحت معاول البرابرة.
ان تقييم تجارب الاشتراكية الناجمة عن الموجة الثورية الأولى انطلاقا من الثورة البلشفية لسنة 1917، تتطلب اعتماد مناهج تحليلية ديالكتيكية في علاقة مع كيفية خوض الصراع الطبقي محليا وعالميا ومع الثورة المضادة ومع شروط تحول مجتمعات متخلفة تنتمي الى العالم الرابع وكيفية خلق التراكم المناسب لنقل هذه المجتمعات بالاعتماد على نمط انتاج اشتراكي (ينفي قانون القيمة الرأسمالي تدريجيا) للوصول الى مجتمع بدون طبقات مع مواجهة كافة المخاطر المحدقة بالمشروع الاشتراكي. فالتحليل الموضوعي للموجة الثورية الاشتراكية الاولى واستخلاص الدروس الاساسية منها، هي ما يمكن من رؤية واضحة لمستقبل اشتراكي أقدر على تجاوز تناقضات الصراع مع القوى الرأسمالية المنحطة حاليا.
مع صادق تحياتي للسيد اياد الجصاني
120
أعجبنى
|
التسلسل: 5
|
العدد: 572447 - فوكوياما وصاموئيل هنانتغتون
|
2014 / 9 / 22 - 13:30 التحكم: الكاتب-ة
|
مكارم ابراهيم
|
تحية نضالية عالية للرفيق المناضل اديب يقال مع انتشار الديمقراطية بين الدول فان الحروب تتناقص تدريجيا هذه نظرية اما فوكوياما تصور بان نهاية الحرب الباردة تعني نهاية الحروب العالمية وشخصيا لم اعتبر يوما ان الحرب الباردة انتهت بل كتبت دوما بانها مازالت ساخنة الى اليوم ولدينا ادلة واضحة مع ازمة اوكرانيا التنازع بين روسيا من جهة وامريكا وحليفها الاوروبي من جهة اخرى فالحروب لم تنتهي والصراع لم ينتهي بل تغير الى شكل اخر لقد انتقد جاك دريدا فاكوياما و كتابه في عام 1993اعتبره رمزا الى رغبته باعلان موت الماركسية اما صاموئيل هنغنتون فقد وضع نظرية مخالفة تماما فهو يرى بان المستقبل سيتحدد من خلال صراع الحضارات هي التي ستظهر في المستقبل والصراع سيكون بين الحضارات المختلفة الثقافات والحضارة المسيطرة او الغالبة هي من تقرر شكل الحكومات ونوع ثقافة وحضارة الناس هي من تحدد شكل الحكومات التي تحكمهم وانا ادعم نظرية هنغتون لان مايحدث اليوم برايي على الساحة في العراق وسوريا ومصر مع انتشار عصابات التكفيرين النصرة وداعش في العراق وسوريا وسيناء اليوم الصراع بين الجماعات التكفيرية الاسلامية وبين المعارضة الشريفة التي تناضل لقلب الديكتاتوريات
76
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 6
|
العدد: 572466 - رد الى: مكارم ابراهيم
|
2014 / 9 / 22 - 14:37 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية مجددة للرفيقة مكارم ابراهيم، صحيح ان الصراع داخل المنظومة الرأسمالية تديرها البرجوازية المهيمنة بدون شريك، وأن هذه الطبقة المهيمنة في اطار ادارتها للصراع الدولي تعترضها مخاطر موضوعية وأخرى ذاتية، فعلى المستوى الموضوعي وكما شرحت في مقدمة الحوار المفتوح بلغ مستوى التناقض بين الانتاج وتصريف الانتاج أوجه تحول معه ذلك الى فرامل قوية أمام تحقيق معدلات الربح وامام التراكم الرأسمالي. ولا يمكن اعتبار مستوى هذا التناقض بسيط بل أصبح يشكل العامل الاساسي لانحطاط نمط الانتاج الرأسمالي مما يحتم على البرجوازية المهيمنة تشديد استغلال الطبقة العاملة وطرد الملايين منها نحو الشارع والبؤس والتخلف وهو ما يعمق من حدة هذا التناقض نفسه بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ويؤدي اتوماتيكيا الى اتجاه معدل الربح نحو الانخفاض نظرا لانحباس الاسواق الكفيلة بامتصاص الانتاج الزائد. هذا التناقض الموضوعي الذي ينتج الملايين من المهمشين والجوعي والمضطهدين يدفعهم حب البقاء نحو أقصى التيارات تطرفا وبالتالي الى ولادة التيارات الظلامية والبربرية وكلها مظاهر انحطاط الرأسمالية. أما على المستوى الذاتي للبرجوازية المهيمنة بدون شريك، فانها تسارع خوفا من انهيار نمطها الانتاجي الى تصليب اداتها الدولتية وممارسة القمع الوحشي وابادة المعارضين بل الى خلق بؤر النزاعات لبيع الاسلحة وبؤر الحروب لتصفية الملايين من الطبقة العاملة وفي نفس الوقت الهيمنة على الاحزاب السياسية والمركزيات النقابية لتسخيرها لخدمة اغراضها البربرية. أما بخصوص نظريتي فوكو ياما وهنتنغتون فجاءتا في مرحلة تاريخية تبحت فيها الرأسمالية على تجديد بعض عناصر ايديولوجيتها المتآكلة والتي كانت تقوم على ايهام المستغلين ان سبب تعاستهم هي الموجة الثورية الاولى التي جاءت بها الثورة البلشفية سنة 1917، وانه بمجرد انهيار المعسكر الاشتراكي سيعيش العالم الرأسمالي في جنة الديموقراطية البرجوازية. لكن انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي والذي ادى الى انهيار التحريفية السوفياتية كرأسمالية الدولة وأصبح يهدد المنظومة الرأسمالية بمجماها فرض على البرجوازية المهيمنة البحث عن استراتيجية عسكرية جديدة موجهة نحو خطر وهمي جديد، فبينما حاول فوكو ياما ايهام الطبقة العاملة العالمية انه مع انهيار الاتحاد السوفياتي انهار معه الطموح الى التحول نحو الاشتراكية ومخاطر الثورة البروليتاريا، حاول هنتنغتون من جهته خلق وهم ايديولوجي جديد يتمثل في تقسيم العالم الى مكونات ثقافية متميزة وان هناك حربا ضروسا ستشكل مركز الصراع خلال القرن الواحد والعشرين محولا بذلك الصراع الاساسي ما بين البرجوازية المهيمنة عالميا بدون شريك والطبقة العاملة محليا وعالميا الى اختلاق صراع سياسي وهمي ما بين المعتقدات الثقافية والدينية والاثنية لخلق الفوارق بين المجتمعات واستغلالها في ادكاء الحروب والنزاعات لضمان اسواق واعدة لتصريف المنتجات الهائلة المصنعة من الاسلحة. الافكار الفلسفية والايديولوجية النابعة من كتابات فوكو ياما وهنتنغتون تعبير واضح عن ازمة الفكر البرجوازي وانحطاطه في ظل الانحطاط الكلي لنمط الانتاج الرأسمالي. مع مودتي واحترامي.
84
أعجبنى
|
التسلسل: 7
|
العدد: 572448 - تحية ثانية للمناضل الرفيق عبد السلام اديب
|
2014 / 9 / 22 - 13:37 التحكم: الكاتب-ة
|
مكارم ابراهيم
|
الرفيق العزيز اديب تحية من جديد هناك نقاط كثيرة المطلوب الوقوف عليها في طرحك لانك تتناول مواضيع عميقة كثيرة ومتشعبة لكن احب الوقوف عند اول نقطة ليست كبيرة ولاعميقة ربما وهي انخفاض عدد السكان في المغرب
اتصور ان انخفاض عدد السكان في المغرب من عشرة ملايين الى خمسة ملايين سببه وانا اتصور بانه لايعود لمرض الطاعون بل الهجرة نصف المغاربة الى فرنسا واسبانيا نصف المغاربة تجدهم في فرنسا واسبانيا يعيش خمسة ملايين مغربي اخر مرة كنت في باريس ام اتكلم ولاكلمة انكليزي او فرنسي بل عربي لم نحتاج انا وصديقتي انعام الى التكلم باللغة الانكليزية او الفرنسية لكثرة المغاربة والجزائريين في باريس حتى في المطار
105
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 8
|
العدد: 572460 - رد الى: مكارم ابراهيم
|
2014 / 9 / 22 - 14:16 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
الرفيقة العزيزة مكارم ابراهيم، شكرا على مرورك وتركك لهذا التعليق اود في البداية ان أوضح شيئا مهم وهو ان تراجع عدد سكان المغرب من عشرة ملايين الى خمسة ملايين حدث ما بين القرن السادس عشر والتاسع عشر، أما حاليا فعدد المغاربة نظريا حوالي 33 مليون نسمة وقد تم اجراء احصاء خلال شهر شتنبر الحالي ولا زال الجميع في انتظار نتائجه وأغلب الضن أن العدد قد تزايد وسننتظر الاعلان عن ذلك. أما بالنسبة لهجرة المغاربة نحو الخارج فالاحصائيات الدولية تؤكد ان الطبقة العاملة المهاجرة الى الخارج هي أكبر جالية مهاجرة في العالم وذلك لعدة أسباب من بينها الاسباب السياسية طبعا وأيضا الموقع الجغرافي للمغرب الذي يسهل على المغاربة المضطهدين الهروب نحو الخارج من جحيم هذا الاضطهاد.
121
أعجبنى
|
التسلسل: 9
|
العدد: 572546 - قليلا من الموضوعية الرفيق أديب
|
2014 / 9 / 22 - 22:51 التحكم: الكاتب-ة
|
محسن عاطير
|
لقد قرأت بتمعن موضوعك التقديمي ولاحظت مدى بعده عن تحليلات كافة التنظيمات السياسية اليسارية في المغرب وأيضا كافة التنظيمات اليسارية عبر العالم. وقد دفعني الفضول الى طرح عدة تساؤلات أتمنى أن أجد لها بعض الاجوبة لديك لمقارنتها مع السياق العام للتيارات اليسارية السائدة محليا. نظرا لأن ما تجمع عليه الاكثرية يعتبر أكثر موضوعية مما قد تتفضل به بعض الاقليات التي لا تشكل سوى صيحة في واد، فما اجتمعت أغلبية على ضلالة، لدلك أحثك أيها الرفيق على القليل من الموضوعية وعدم السقوط في الاطلاقية لأن مجال النظرية معقد جدا ومن شأن أدنى انحراف عن الموضوعية قولبة النتائج المترتبة عنها. في البداية لا أعتقد ان الرأسمالية تعيش مرحلة احتضارها أو انحطاطها كما تحاول تأكيده ، فالرأسمالية لا زالت في كامل عنفوانها وفي تطور متواصل يصعب القول انها في طور الاحتضار كما نظر الى ذلك كل من ماركس أو لينين، وان كانت تحدث بعض الازمات بين الحين والآخر كما كان الأمر دائما بالنسبة لنمط الانتاج الرأسمالي فذلك راجع لبعض مظاهر الفوضى التي تعترض التطور المتسارع لقوى الانتاج الرأسمالية وهذا التطور السريع هو بالضبط ما افشل كل محاولات زعزعة النظام الرأسمالي نظرا لان ذلك التسارع والازمات الدورية التي تعترضه تشكل محركا أساسا لانتقال النظام من مستوى معين الى مستوى أرقى من التطور والانتشار، أريد ان اختصر بان النظام الرأسمالي بخير وجميع مظاهر الانحطاط التي تذكرها هي في الواقع عوامل محفزة للنمو تنقل النظام الرأسمالي نحو آفاق غير مسبوقة، فالمديونية ظلت تشكل عامل استقرار وتكيف للنظام الرأسمالي، اما الحروب فتفرض نفسها على النظام الرأسمالي فرضا لانها تستهدف تصفيته نتيجة لعوامل صراع طبيعية، لكنه يتمكن مع ذلك من الخروج دائما من ذلك منتصرا. فعلى المستوى المحلي لا أعتقد ان تنظيمات يسارية مثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم الاشتراكية كاغلبية وكمعارضة ولا أيضا الاحزاب اليسارية من خارج البرلمان كالحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الاتحادي وأيضا حزب النهج الديموقراطي وهي الاحزاب التي اختارت العلنية والعمل من داخل النظام تجهل مدى التحديات التنموية وانزلاقات النظام الرأسمالي وهيمنة القوى البرجوازية السياسية والاقتصادية. فعمل هذه القوى واستراتيجيتها يستهدف الحفاظ على مكتسبات الشعب المغربي وتطوير قدراته على توسيع هامش التنمية لكي يتمتع بثمارها كافة افراد الشعب. ونظرا لتخلف مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية لا يمكن ارضاء كافة المطالب نظرا لعدم توفر الامكانيات أو محدوديتها والتي يجب استخدامها في الاستثمار وتوليد متواصل للثروة ولخيرات جديدة يمكن اعادة توزيعها كمداخيل مقابل اعمال منتجة بدلا من توزيع هذه الخيرات من اجل الاستهلاك فقط. ففي طور هذه الدينامية الاقتصادية من استثمار واعادة الاستثمار الرأسمالي تتعدد مناصب الشغل ويصل مضاعف التنمية إلى أقصى المناطق المتضررة من الفقر أو التهميش. فنمط الانتاج الرأسمالي حرر الانسان من الحاجة ومن العبودية والاقطاع بل ومن الاستبداد ومكنه من المعرفة والنضال الاقتصادي والسياسي لتحسين وضع المجتمع. وحتى مع تفاقم الازمات نتيجة تسارع النمو فالرأسمالية تتكيف معها سريعا لكي تتجاوزها.
78
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 10
|
العدد: 572568 - رد الى: محسن عاطير
|
2014 / 9 / 23 - 00:57 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
مرحبا بالسيد محسن عاطر على هذه المساهمة النقدية الصريحة للاطروحة التي ادافع عنها. وعلى ذكر الموضوعية، فان للبرجوازية موضوعيتها والتي تتلاءم مع مصالحها الطبقية كما أن للبروليتاريا موضوعيتها المناقضة تماما لمصالح البرجوازية المهيمنة. أما موضوعية البرجوازية الصغرى فتكون دائما مع الجهة الغالبة لذلك تعتبر انتهازية بطبيعتها اصلاحية وتحريفية عندما تتقمص عباءة الاحزاب اليسارية. لذلك أعلن لك انني منحاز بطبيعتي الى موضوعية الطبقة العاملة المناهضة لكل موضوعية برجوازية أو انتهازية برجوازية صغرى. إن ما تستعرضه في مداخلتك يلتقي مع أطروحات برنشتاين التحريفية الذي يعتبر أن الرأسمالية نظام قابل للتكيف وتجاوز الازمات عبر المديونية والجمعيات البرجوازية الكارتيلات اضافة الى تطور وسائل الاتصال. فبرنشتاين الذي عاش في اوج توسع نمط الانتاج الرأسمالي من خلال الهيمنة على المستعمرات وقدرة البرجوازية على معالجة ازماتها الداخلية آنذاك من خلال ارضاء بعض مطالب الطبقة العاملة. لكن ذلك الوضع الذي عاشه برنشتاين واملى عليه التنظير للاصلاحية التحريفية لا علاقة له بعصر الرأسمالية الحالي حيث اصبحت فيه الازمة الرأسمالية هيكلية وان المديونية الخارجية أصبحت تعمق هذه الازمة بدلا من أن تعالجها وان مجمعات الكارتيلات البرجوازية ورأس المال المالي الدولي لا يعمق سوى الفوضى وتناقضات نمط الانتاج الرأسمالي. كما أن وسائل الاتصال الحديثة مهما أحرزت من تقدم فانها لا تعوض الاسواق الكفيلة بامتصاص الانتاج الزائد. لذلك أرى أن الحجج التي تقدمونها تدور في دائرة نفس الافكار القديمة التي كانت متلائمة مع وضع الرأسمالية القديم بينما نجدها اليوم غير متطابقة مع الوضع الراهن. فتناقضات نمط الانتاج الرأسمالي تدفع النظام بقوة نحو هوة سحيقة من الانحطاط، وحيث لا يمكن الفكاك منه سوى بالثورة البروليتارية المحلية والعالمية، عندما تتوفر الأذاة السياسية البروليتارية الواعية والمنظمة.
106
أعجبنى
|
التسلسل: 11
|
العدد: 572643 - تحية ثانية
|
2014 / 9 / 23 - 11:51 التحكم: الكاتب-ة
|
رفيق عبد الكريم الخطابي
|
السيد صاحب التعليق 9 يقول :- نظرا لأن ما تجمع عليه الاكثرية يعتبر أكثرموضوعية مما قد تتفضل به بعض الاقليات .. لدلك أحثك أيها الرفيق على القليل من الموضوعية وعدم السقوط في الاطلاقية - لم أسمع في حياتي تعريفا للموضوعية أظرف من هذا التعريف ..ولا أعرف لماذا أتعب صاحب التعليق نفسه للحديث عن الأغلبية بدل الاجماع وهو بالمناسبة شعار اساسي للنظام بالمغرب ..قلت بحسب منطق صاحب التعليق أو الموضوعي الأول على وزن الرياضي الأول فالأرض مازالت مسطحة وهي مركز الكون والساخن يحن إلى الفوق أما البارد فيحن إلى الأسفل وهكذا مما أجمعت عليه البشرية كلها وليس الأغلبية فقط .. النقاش هو حول نمط الانتاج الرأسمالي وهو يستدعي التحليل العلمي بادوات العلم ، علوم الاقتصاد والسياسة وليس البحث عن أغلبية الآراء ..لأن هذا المنطق هو نسخة أخرى من المثل المغربي :- ضع رأسك بين الرؤوس ونادي أيا قاطع الرؤوس- فغن كان الأمر هكذا هنيئا لك بالتنمية التي تنعم فيها منذ 6عقود تحت رعاية قاطع الرؤوس..عفوا رفيقي أديب لقد اخترت التعقيب على التعليق أعلاه كمدخل لملاحظاتي وهي عديدة إلى أن قرأت في نهاية الأرضية بأنك كتبتها في حالة سفر ولربما كان ذلك سببا في انعدام دقة بعض التعابير والمفاهيم ولا أخفيك اني أكتب بدوري بعد ليلة من 12 ساعة استغلال فأعتذر لقرائك ابتداء على انعدام ترتيب الأفكار: قلت هناك ملاحظات شكلية في النص قد يكون لها تأثير على مضمونه سأحاول إيجاز بعضها 1 ـ -بينما تخضع القوى البروليتارية لنوع من التذبذب بين الاصلاحية والثورية- أعتقد ان المقصود هو الطبقة العاملة أو العمال أما القوى البروليتارية فهي تفقد هذا التحديد بمجرد الحديث التذبذب الذي هو ميزة القوى السياسية للبرجوازية الصغرى. 2ـ علاقات الانتاج البرجوازية هذه الجملة نسبت في النص لماركس أعتقد ان هناك خطأ في الترجمة فالبرجوازية طبقة اجتماعية أما علاقات الانتاج فهي الراسمالية 3ـبشكل بديهي الى تقوية الاستبداد السياسي للدولة في اطار ما يسمى بسنوات الرصاص وما خلفه ذلك من الآلاف من ضحايا القمع والمآسي الاجتماعية. هذه الجملة باعتقادي تنتمي لخطاب ما قبل ماركسي مع اعترافي بعدم تمكني من فهم المقصود منها . ما أعرفه أن الدولة تتحدد في كونها جهاز بيد الطبقة/الطبقات السائدة لضمان سيطرتها عبر قمع الطبقات الأخرى ، فإن كان معنى الاستبداد هو القمع فتلك خاصية كل دولة فبماذا تميزت الدولة في المغرب ثم اصطلاح سنوات الرصاص أو سنوات القمع الأسود فهل عرف الشعب المغربي طيلة فترة الاستقلال الشكلي سنوات البارود أو سنوات للقمع الوردي مثلا ..أعتقد ان هذه الفقرة تحتاج للتوضيح اللهم إن كانت مستقاة من الاعلام السائد كإشارة على عهد جديد وملك جديد للفقراء وغير ذلك..4 ـ هناك مقطعين أعتقد أنهما يشكلان مدخلا لفهم طابع التعميم أو انعدام التدقيق الذي طبع مفاصل مهمة من الأرضية هما :- سيعرف نمط الانتاج الرأسمالي في المغرب مع مطلع عقد الثمانينات من القرن العشرين نتيجة تعمق الازمة الاقتصادية والمالية وخاصة تفاقم المديونية الخارجية تحولا نوعيا حاول التحالف .....اعادة تكييف الطبقات الشعبية مع عمق الازمة ومع ضرورات سداد استحقاقات المديونية الخارجية فتم اعتماد ما عرف بسياسات التقويم الهيكلي والتي اخرجت الملايين .. - لو تم تحديد طبيعة النظام بالمغرب ولا أعرف لما تجنب الرفيق أديب الإفصاح عنه ( وكأن الأرضية ليست موجهة لنقاش مفتوح بل لشيء آخر) وطبيعة هذا النمط الرأسمالي من الإنتاج باعتباره كولونياليا أي مرتبط تبعيا بالامبريالية، لاستنتج ان مخطط التقويم الهيكلي لم يتم اعتماده بل تم فرضه من طرف الامبريالية ومؤسساتها المالية وممثلها المحلي وخادمها الوفي في شخص التحالف الطبقي السائد على الشعب المغربي بكل فئاته ثم ما المحدد في التحول النوعي لماذا لا يكون كميا مثلا؟ نقطة أخيرة وهي ليست شكلية بل تتطلب نقاشا مستفيضا سأسعى فقط لبحث بعض خطوطها العريضة ، تلك النقطة متعلقة بالحروب الامبريالية (وكل حرب إمبريالية هي حرب رجعية بالضرورة) هناك قانونين محددين لطبيعة الأزمة العامة والدائمة للنظام الراسمالي هما أزمة فائض الإنتاج وميل معدل الربح إلى الانخفاض هذا الأخير ليس المقصود به هو كمية أرباح الراسماليين بل الربح الحقيقي الذي تعتصره الراسمالية من العمال ..هذا المعدل هو دائم الانخفاض كنتيجة للارتفاع الدائم للرأسمال الثابت مقابل تخفيض الرأسمال المتغير لزيادة أرباح الراسماليين ما اريد قوله هنا هو ان كل او اغلب الحروب الامبريالية هو نتيجة في آخر التحليل للصراع بين البرجوازيات لتقاسم ذلك الربح على مستوى عالمي وهو ما نشهده اليوم أيضا ..ونفس الشيء حول ازمة فائض الإنتاج التي تؤجج الصراع بين الامبرياليات للاستيلاء على حصص بعضها البعض ( هناك مثال حديث يتعلق باستحواذ الامبريالية الأمريكية على الحصة الفرنسية فيما يتعلق بالفوسفاط المغربي وضمن سياقها تم شن حملات ضد الكمرادور في شخص احد جينرالاته وازمة ديبلوماسية عندما اهين أحد الوزراء بفرنسا وغير ذلك) المهم هنا ان الدول الامبريالية كدول تحمي بالدرجة الأولى مصالح أصحاب الاحتكارات والرأسمال المالي تجد نفسها مضطرة لتصريف بضاعة الاسلحة التي تشتريها من تلك الاحتكارات وتجني من ورائها الأرباح الطائلة وميزة هذه البضاعة انها لا تعرف فائض إنتاج لأن الدولة هي المستهلك لها ..تصريف هذه البضاعة التي تشكل حلا بالنسبة للاحتكارات يستلزم الحرب أو إجبار الدول التابعة على شرائها ولو لم تكن محتاجة لها مثلا المغرب ثاني مقتني للأسلحة في أفريقيا السعودية حطمت أرقاما قياسية ..كخلاصة سريعة الرأسمالية هروبا من قدرها وهو هو القانون الذي تحدث عنه ماركس وهو ما يشكل سر ازمتها الدائمة لا مخرج لها منه سوى الحرب ..المستفيد دوما من هذهى الحرب هو الرأسمال المالي والاحتكارات الخاسر دوما كل الشعوب بما في ذلك الشعب الأمريكي وأجيالها الحالية أو الآتية التي سوف تسدد الديون. أعتذر على الاطلالة الشكر للرفيق أديب على مجهوده مع الإشارة ان ملاحظاتي لا تنتقص من جهد الرفي
87
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 12
|
العدد: 572809 - رد الى: رفيق عبد الكريم الخطابي
|
2014 / 9 / 24 - 03:14 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية عالية للرفيق رفيق عبد الكريم خطابي، فأنا جد معتز بمداخلتك هذه، والتي بدأتها بنقد المنهج النقدي لصاحب التعليق رقم 9 ، حيث وضعت مسافة بين اسلوب الحوار البروليتاري الصريح الذي نمارسه بصرامة مع انفسنا أولا وأسلوب الحوار البرجوازي الصغير الذي يسعى الى اخضاع الجميع لنمط تفكير انتهازي ينظر الينا من فوق ويريد أن يملي علينا التقييمات التي تخدم مصالح البرجوازية المهيمنة بدون شريك. • كما أتفق مع ملاحظتك حول شروط كتابة هذه الارضية التقديمية، فقد كتبتها في ليلة واحدة وانا في حالة سفر خارج البلاد وحيث لا زلت في هذه الوضعية المتسمة بعدم الاستقرار الى غاية الاسبوع المقبل. وقد حاولت مع الرفاق في الحوار المتمدن تأجيل موعد الحوار المفتوح الى غاية عودتي للمغرب في محاولتين لكن ضرورة الالتزام ببرمجة الحوار جعلتني أخضع صاغرا لرغبات هذا الموقع المناضل، فقمت بتدبيج سريع لهذه المقدمة دون حتى أن أعيد قراءتها مرة ثانية. لكني كنت في نفس الوقت خلال الكتابة صادقا مع نفسي ومع القراء في طرح وجهة نظري كاملة وقلت مع نفسي انني سأحاول مراجعة ما قد يظهر منها غامضا خلال المناقشة مع قراء الحوار المفتوح.
ولعل الهاجس الذي تملكني خلال كتابتي لهذه الأرضية هو محاولة التبسيط ما أمكن خصوصا في مجال التفسير الاقتصادي، والقدرة على مشاركة القارءات والقراء بمجموعة من الافكار التي توصلت الى بلورتها بعبارات ملتزمة بالمفهوم الماركسي اللينيني، مع تبسيطها ما أمكن لكي يتمكن من فهمها كل من يقرأها. لكن العرقلة الأساسية التي ظلت تواجهني هي عدم قدرتي على الافصاح عن كل شيء، ونظرا لهاجس الاختصار وعدم القدرة على التطرق لتفاصيل عديدة ذات أهمية قصوى حاسمة. سأحاول رفيقي ابداء وجهة نظري حول النقاط الشكلية والموضوعية التي تفضلت بمناقشتها مشكورا. • بالنسبة للملاحظة الشكلية الأولى التي طرحتها، لقد تم بالفعل استعمال كلمة غير مناسبة -التذبذب- والتي كان من الأنسب استبدالها بكلمة -متراوحة- بين الاصلاحية والثورية. والمقصود بالعبارة المشار اليها، -التعبيرات السياسية اليسارية المختلفة التي تدعي تمثيلها للبروليتاريا-، وليس المقصود بها -البروليتارية العمالية بحد ذاتها-. فغالبا ما تنتمي الكثير من هذه التعبيرات السياسية الاجنبية عن البروليتاريا، للبرجوازية الصغرى فتقامر بصفتها تلك بمصالح البروليتاريا. لكن الى جانب هذه التعبيرات البرجوازية الصغرى هناك أقلية من التعبيرات السياسية الثورية الحقيقية المعبرة عن مصالح البروليتاريا والمنغرسة وسطها.
• ان عبارة -علاقات الانتاج البرجوازية- المترجمة مباشرة من اللغة الفرنسية مأخوذة من الفقرة التالية من توطئة نقد الاقتصاد السياسي لكارل ماركس وهي كما يلي: Les rap¬ports de production bourgeois sont la dernière forme contradictoire du processus de produc¬tion sociale • تساءلتم عن مغزى العبارة التالية - وهو ما سيقود بشكل بديهي الى تقوية الاستبداد السياسي للدولة في اطار ما يسمى بسنوات الرصاص وما خلفه ذلك من الآلاف من ضحايا القمع والمآسي الاجتماعية- وقد شددت هنا على عبارة -تقوية الاستبداد- بمعنى ان الطبيعة الدائمة للدولة هي الاستبداد، لكن النتائج الكارثية لنمط الانتاج الرأسمالي الاقتصادية والاجتماعية -ادت- الى تأجيج الاحتجاجات الاجتماعية (وخاصة السياسية بقيادة الحركة الماركسية اللينينية الناشئة خلال السبعينات) بمعنى رفع مستواها، مما ترتب عنها -تقوية استبداد- النظام بمعنى -تعميقه ورفعه الى مرتبة قصوى- وهي الفترة التي سيتم الاصطلاح عليها في وسائل الاعلام بسنوات الرصاص. • وأشير هنا الى ان أي نظام يشعر بالتهديد عندما يشرف على حافة الانحطاط والتدهور الا ويرفع من سقف الاستبداد والقمع بمستوى يفوق العادة وذلك من أجل الحفاظ على مصالح الطبقة المهيمنة. وتاريخ جميع الامبراطوريات السابقة شاهدة على القمع الشديد الذي يواكب مرحلة انحطاطها. فتشديد القمع بفضح ازمة النظام القائمة واشرافه على الهاوية. • كما ان استعمالي لعبارة -سنوات الرصاص- هو لمجرد الايضاح خصوصا وان العبارة أصبحت مرجعا متداولا في وسائل الاعلام حول مرحلة تاريخية معينة شهدت تصعيدا خطيرا في استبداد النظام. • تشيرون الى مقطعين من الفقرة التالية تعتبرونها عامة أو غير دقيقة: -سيعرف نمط الانتاج الرأسمالي في المغرب مع مطلع عقد الثمانينات من القرن العشرين نتيجة تعمق الازمة الاقتصادية والمالية وخاصة تفاقم المديونية الخارجية تحولا نوعيا. فقد حاول التحالف الطبقي الحاكم بمعية المؤسسات المالية الدولية اعادة تكييف الطبقات الشعبية مع عمق الازمة ومع ضرورات سداد استحقاقات المديونية الخارجية. فقد تم اعتماد ما عرف بسياسات التقويم الهيكلي والتي اخرجت الملايين من المغاربة من نموذج التنمية المعتمد اما عن طريق التسريحات الجماعية والفردية أو عن طريق تجميد التوظيف في الوظيفة العمومية أو عن طريق تجميد الاجور وأيضا عن طريق توقيف او رفع اسعار الولوج الى المرافق العمومية وهذا عدا تقليص تدريجي وعنيف من الاعتمادات الاجتماعية خاصة في مجالات التعليم والصحة-. أعترف أنني نسيت في هذه الفقرة وضع النقط والفواصل، لكنها لم تكن عامة وغير دقيقة كما تقول، نظرا لكون الافكار الواردة في الفقرة تستهدف توضيح التحول النوعي الطارئ على اسلوب تدبير نمط الانتاج الرأسمالي من خلال ما يلي: - توضيح اسباب هذا التحول والمتمثلة في تفاقم الازمة المالية والاقتصادية وتفاقم المديونية الخارجية؛ - سعي المؤسسات المالية الدولية والكومبرادور المحلي الى معالجة هذه الأزمة على كاهل الطبقات الشعبية والتي أقصد بها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء - اعطاء امثلة عن كيفية نقل اعباء الازمة على كاهل العمال والفلاحين الفقراء وهو ما أدى الى اخراج الملايين من الاسر البروليتاريا من دائرة الاستفادة من نمط الانتاج الرأسمالي القائم؛ - تأثير هذه الاجراءات على تعميق ازمة نمط الانتاج الرأسمالي وعلى تدني معدلات النمو الرأسمالية. • أما بالنسبة للعبارة التي تقترحون والمتمثلة في -أن مخطط التقويم الهيكلى تم فرضه من طرف الامبريالية ومؤسساتها المالية وممثلها المحلي وخادمها الوفي في شخص التحالف الطبقي السائد-، فاعتقد أنها واضحة من خلال سياق الارضية خصوص عند ذكر ردود الفعل الجماهيرية من خلال حدوث انتفاضات قوية سنوات 1981 و1984 و1990 وهو ما يعني ان تلك السياسات تم فرضها فرضا على الرغم من المقاومة الشعبية. • بخصوص تناول -التحول النوعي- بدل اضافة -التحول الكمي- أيضا، فذلك لأن الحديث يقتصر على وصف التحول الذي طرأ على التناقض الكامن في نمط الانتاج الرأسمالي المعتمد بين فترتين، الفترة السابقة على عقد الثمانينات والفترة اللاحقة لهذا العقد. فخلال الفترة الأولى كان التراكم البدائي لرأس المال يتم بالاضافة الى تشديد الاستغلال ونهب المال العام بواسطة خلق طلب عام مصطنع عبر قطاع عمومي واسع يشمل مختلف القطاعات الانتاجية والتسويقية والذي يتم تمويله عن طريق المديونية الخارجية وعجز الميزانية العامة والمداخيل الضريبية. وكانت الشركات الخاصة والباطرونا تستفيد من هذا الطلب العمومي المصطنع. لكن مع انفجار الازمة المالية والاقتصادية أواخر عقد السبعينات واعتماد سياسة التقشف لسنوات 1977 – 1980 ثم سياسات التقويم الهيكلي سنوات 1983 – 1993، حدث تحول نوعي في نمط الانتاج الرأسمالي، تمثل في تصفية القطاع العمومي وانهاء الطلب العمومي المصطنع والمراهنة على القطاع الخاص المحلي والاجنبي لاستغلال القدرات الانتاجية الهائلة المتخلى عنها من طرف القطاع العمومي. لكن نمط الانتاج اصطدم بضيق السوق الداخلي والضعف العام للقدرة الشرائية نتيجة اخراج الملايين من الاستفادة مداخيل نمط الانتاج السائد. فالنتيجة النوعية الجديدة إذن هي من جهة توفير ادخار مالي هائل نتيجة تصفية القطاع العام وتسريح الالاف من اليد العاملة وتجميد التوظيف والاجور، لكن من جهة أخرى فإن هذه الاموال الفائضة نتيجة ذلك والتي يذهب جزء منها نحو سداد المديونية الخارجية لا يجد الجزء الآخر منها مجالات واسعة للاستثمار نتيجة ضيق السوق وانحساره بسبب البطالة وتدني القدرة الشرائية وهو ما سيتعكس على تدني مستويات النمو. اعلم ان تحليل التحول النوعي والكمي الذي حدث في نفس الوقت يتطلب موضوعا آخر أطول وأكثر تشعبا، لذلك اكتفيت باشارة مقتضبة لتسجيل الاتجاه العام لهذا التحول. • تتحدثون في نفطة أخيرة عن ما ورد في الارضية حول الحروب الامبريالية والصراع بين الامبرياليات نتيجة تناقضاتها والازمات المتولدة عنها خاصة علاقة ذلك باتجاه معدل الربح نحو الانخفاض. ان هذه النقطة هي في الواقع اساس طرح اشكالية هذه الارضية، فما يحدث في العالم الرأسمالي من بلوغ النظام مرحلة الامبريالية مختلف تماما عما كان يحدث قبل مرحلة الامبريالية، فالازمات الدورية السابقة هي غير الازمات الخطيرة والمزمنة التي تنفجر منذ بداية القرن العشرين ثم ان الحروب بين الدول الرأسمالية قبل القرن العشرين هي غير حروب الابادة الكلية للقرن العشرين كما أن أشكال معالجة اتجاه معدل الربح نحو الانخفاض قبل القرن العشرين يختلف عن اشكال المعالجة الحالية اضافة الى مستوى استبداد الدولة البرجوازية منذ بداية القرن العشرين مختلف تماما عما كان يحدث سابقا. كل هذه التوضيحات الغرض منها القول ان سيرورة نمط الانتاج التي تحدث عنها كارل ماركس في مقدمة نقد الاقتصاد السياسي والمتمثلة في التناقض الحاد بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج والتي تؤدي الى انفتاح موجة من الثورات الاجتماعية قد انطلقت فعلا مع بداية القرن العشرين ومع بدايتها نجحت الثورة ا
93
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 13
|
العدد: 572861 - رد الى: رفيق عبد الكريم الخطابي - تابع
|
2014 / 9 / 24 - 09:12 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
كل هذه التوضيحات الغرض منها القول ان سيرورة نمط الانتاج التي تحدث عنها كارل ماركس في مقدمة نقد الاقتصاد السياسي والمتمثلة في التناقض الحاد بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج والتي تؤدي الى انفتاح موجة من الثورات الاجتماعية قد انطلقت فعلا مع بداية القرن العشرين ومع بدايتها نجحت الثورة البلشفية في اسقاط النظام القيصري وظهرت العديد من السيرورات الثورية طيلة النصف الاول من القرن العشرين، والتي لم تتغلب عليها الثورة البرجوازية المضادة الا بالعديد من المناورات والحروب والتصفيات ومحاولة معالجة الازمة العامة لنمط الانتاج الرأسمالي. إن اهمية تحليل مرحلة انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي وتناقضاته الخطيرة وطبيعة حروبه وكيفية هيمنة الدولة البرجوازية التي اصبحت اكثر استبدادا من الماضي على قيادات الاحزاب السياسية والمركزيات النقابية، يمكن المناضلات والمناضلين من رؤية واضحة لصياغة البرنامج الثوري العام محليا وعالميا، لاسقاط النظام الرأسمالي.
95
أعجبنى
|
التسلسل: 14
|
العدد: 573075 - خوض الصراع الطبقي في ظل الانحطاط الرأسمالي
|
2014 / 9 / 25 - 09:30 التحكم: الكاتب-ة
|
يوسف رفيق
|
موضوع مهم ويطرح الكثير من مناهج التحليل الجديدة حول الظرفية الاقتصادية والسياسية القائمة اليوم بالمغرب أو على الصعيد العالمي والتي وصفها الكاتب بأنها في وضعية انحطاط. لكن حتى وان سلمنا بهذه الصورة القاتمة للانحطاط والتي يحملنا اليها الكاتب مجبرين أو باختيارنا، فانها تطرح على المحلل السياسي تساؤلات حول شكل الصراع الطبقي في ظل هذا الوضع القاتم المنحط المهد بالانهيار. في الواقع أن الصراع الطبقي له اطاراته الذهنية والعملية التطبيقية وبطبيعة الحال ان هذه الاطارات هي محل تجاذب بين الطبقة أو الطبقات المتحالفة المهيمنة وبين الطبقة أو الطبقات المهيمن عليها ان لم نقل الطبقات المستغلة مع نصب الغين. اني اطرح على الكاتب جزء من هذه التساؤلات والتي لم يتطرق لها، وهي تساؤلات مطروحة على قراء الحوار المفتوح ايضا، ما هو وضع الصراع الطبقي اليوم؟ وهل هناك وعي طبقي اصلا بمخاطر الهجوم التدميري للبرجوازية المهيمنة محليا وعالميا؟ وما هي عوامل قوة ونقاط ضعف هذه الاخيرة؟ ولماذا لا تزال الطبقة العاملة في حالة جمود رغم الهزات العنيفة العفوية التي تجتاحها بين الفينة والاخرى وكمثال على ذلك هزات ما يسمى بالربيع العربي وحيث تغود الى الخمول في ذهول بليد؟ هل يمكننا أن نرسم خطوطا لاتجاهات هذا الصراع الطبقي ودور البرجوازية الصغرى في هذا الصراع؟ وهل هناك امكانيات واقعية لالتحاق البرجوازية الصغرى بالطموحات الثورية للبروليتارية لكي تشكل الى جانبها قوة يحسب لها الف حساب؟ أم ان هناك خوف دائم وخشية في الاوساط السياسية البروليتارية من الدور الانتهازي للبرجوازية الصغرى في ركوبها على الثورة البروليتارية لاعادة انتاج نفس نمط الانتاج الرأسمالي؟
62
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 15
|
العدد: 573693 - رد الى: يوسف رفيق
|
2014 / 9 / 28 - 14:06 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
مرحبا بالسيد يوسف رفيق، سأحاول فيما يلي تقديم بعض عناصر الاجابة عن الأسئلة التي طرتحها من خلال تجميعها في ثلاث محاور: أولا: شكل وطبيعة الصراع الطبقي في ضل اضمحلال نمط الانتاج الرأسمالي تعرضت الطبقة العاملة عقب الثورة البلشفية سنة 1917 لعدة انتكاسات. وقد تمثلت اولى هذه الانتكاسات في اغتيال روزا لكسومبورغ وكارل لبكنخت في المانيا في يناير 1919 لاحباط المحاولة الثورية للطبقة العاملة الالمانية بقيادة عصبة سبارتاكوس، ثم تقوية الجناح الفاشستي للبرجوازية المهيمنة كما شكلت الحرب الاهلية بتواطؤ مع القوى الرأسمالية داخل روسيا والتي استمرت الى غاية سنة 1928 محاولة اضافية لعرقلت الانتصار البروليتاري، كما أن الازمة العالمية لسنة 1929 والتي كانت وبالا على الحركة العمالية العالمية حيث تم رمي الملايين من العمال على قارعة الطريق، ممرا لتجنيد الملايين من العمال المشردين من طرف القوى البرجوازية الفاشستية من اجل اشعال فتيل المجزرة العالمية الثانية التي راح ضحيتها ما يفوق 60 مليون نسمة. فترة اعادة البناء عقب الحرب العالمية الثانية والتي سيصفها البعض بالثلاثينية المجيدة، والتي توافقت مع اعتماد الكينزية وضخ الملايير في المشاريع العمومية الكبرى مما شكل مجالا لاستيعاب الملايين من العاطلين واعتبرت العصر الذهبي للعمال المهاجرين نحو اوروبا. عمقت انتكاسة الحركة العمالية من خلال الوهم الذي نشرته في صفوف العمال حيث ما ان انتهت فترة اعادة البناء حتى ظهرت الازمة في منتهى بشاعتها، وحيث بدأت الحركة العمالية العالمية تستفيق من خلال عدة انتفاظات جماهيرية انطلقت مع الفورة الطلابية في فرنسا وايطاليا والمانيا سنة 1968، ومع اتساع رقعت الاضرابات العمالية في كافة انحاء أوروبا خلال عقدي السبعينات والثمانينات كان ابرزها الاضرابات العمالية في بولونيا سنة 1982 تم الاضرابات العمالية في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا والمانيا. فعودت الاحتجاجات العمالية الواسعة أكدت على أن الحركة العمالية العالمية بدأت تستعيد زخم نضالاتها وان الصراع الطبقي في ظل الانحطاط الرأسمالي لم يفقد وهجه، وان الحركة في حاجة الى ادواتها السياسية لادارة صراعاتها الطبقية وبالتالي العمل على بلورة أهدافها بكل وضوح. لكن انتكاسة أخرى ستعترض الحركة العمالية العالمية ستحدث مع انهيار سور برلين سنة 1989 وانهيار التحريفية السوفياتية سنة 1991، ستشكل ضربة موجعة لحدة الصراع الطبقي الذي استعاد قوته مع بداية عقد السبعينات، فقد عملت الآلة الدعائية البرجوازية على الخلط بين الاشتراكية كما نظر لها روادها وانهيار تحريفية ما يسمى بالمعسكر الشرقي، وكان ابرز هذه الوسائل الدعائية كتابي كل من فوكو ياما -نهاية التاريخ- وكتاب هنتنغتون -صدام الحضارات- واللذان أحدثا مفعولهما حتى وسط بعض التعبيرات السياسية التي كانت تدعي الماركسية اللينينية سواء في المغرب من خلال مبادرات التجميع لبعض المحسوبين السابقين على الحركة الماركسية اللينينية أو عبر العالم حيث شهدنا انحرافا يمينيا واضحا دام طيلة عقد التسعينات ولا زالت آثاره قائمة الى اليوم. لقد حاولت التذكير ببعض الامثلة عم الانتكاسات التي عرفتها الحركة العمالية العالمية منذ الثورة البلشفية سنة 1917 للتأكيد على أن الثورة المضادة تحت وصاية الامبريالية الدولية شكلت ولا زالت تشكل وسيلة أساسية لتكييف شكل وطبيعة ومسار الصراع الطبقي، وفرملة قوية أمام تشكل الاداة السياسية للطبقة العاملة. لذلك يمكننا أن نستخلص هنا أن الثورة المضادة تعمل بشكل مضاعف في ظل انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي وتفكك القوى اليسارية وأزمة الشيوعيين المتولدة عنها. لكن مواجهات الحركة العمالية وانتفاظاتها للبرجوازية المهيمنة كلما تعمق الاستغلال وتم نقل تكاليف الازمة على كاهل الطبقة العاملة كشرط موضوعي للثورة لا زالت سليمة بل في احتدام متصاعد، وذلك على الرغم من ضعف وغياب الشرط الذاتي للثورة والمتمثل في الأداة السياسية الثورية للطبقة العاملة، علما أنه بدون اقتران هذان الشرطان فستضل الحركة العمالية العالمية مجرد انتفاضات عفوية تستغلها القوى الامبريالية لتشويه مسارها والتلاعب بأهدافها لخدمة الاستراتيجيات الامبريالية الهجومية من أجل استطالة فترة احتضار نمط الانتاج الرأسمالي. ثانيا: سيرورة الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وطبيعة أدواتها السياسية؟ كما أشرت في المحور السابق، فان مرحلة انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي منذ بداية القرن العشرين والتي عمقت شروط الازمة الثورية واستطاعت خلالها الحركة العمالية العالمية انجاح ثورتها على الاقل في روسيا سنة 1917 بقيادة الحزب البولشفي، شكلت أيضا مرحلة ثورة مضادة قوية تحت رعاية الامبريالية من أجل تشويه الوعي الطبقي العمالي والالتفاف على التنظيمات الثورية البروليتارية وتحريف مساراتها وجر الملايين من العمال نحو مجازر الحروب بكل سهولة. ان قوة الثورة المضادة ونجاحها في تكبيد الحركة العمالية العالمية العديد من الانتكاسات يؤكد على تدني مستوى الوعي الطبقي وسط الطبقة العاملة كما يؤكد على البعد التصفوي لهذا الواقع اتجاه اي تنظيم سياسي بروليتاري يستهدف نشر الوعي الطبقي واستعادة العمل بالبرامج الثورية للحركة الماركسية اللينينية. لكن تعمق انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي ونتائجه الكارثية على الواقع الوادي للطبقة العاملة ان كان يؤدي الى تعمق البؤس فانه كما قال ماركس ليس في البؤس غير البؤس، بل عنصر هام من الوعي الطبقي ومن الصراع السياسي، ففي خضم هذا الصراع السياسي الذي يجب ان تنخرط فيه البروليتاريا وطليعتها الواعية بكل ما أوتيت من قوة كفيل بنقل مستوى الوعي الطبقي من مستوياته الجنينية نحو مستويات أعلى وأيضا كفيل ببلورة عملية للأداة السياسية للطبقة العاملة، فبناء هذه الأداة لا يتحقق سوى في معمعان النضال والصراع الطبقي. إذن فهناك علاقة ديالكتيكية تحدث خلال سيرورة الصراع الطبقي تقود في خط تصاعدي تعمق الوعي الطبقي وبناء الاداة السياسية. وبدون الانخراط الميداني التطبيقي في الصراع الطبقي خلال احتدام الازمة في مختلف واجهات الصراع السياسي لن يتحقق التراكم المطلوب من الوعي الطبقي ولن تتمكن الطبقة العاملة من بناء أداتها السياسية. بل ستضل القوى البرجوازية الصغرى التي تدعي الماركسية اللينينية هي وحدها سيدة الميدان بما تحمله من جينات فوضوية وتصفوية لأي فعل ثوري حقيقي. ثالثا: استراتيجية الرأسمالية المهيمنة لاحتواء الصراع الطبقي لفائدتها؟ كما أشرت في الارضية التقديمية أن البرجوازية المهيمنة طورت منذ احتدام التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ووصولها مرحلة الثورة الاجتماعية مع بلوغ الرأسمالية مرحلة الامبريالية كما فسر لينين ذلك استراتيجيات معينة لاحتواء الصراع الطبقي لفائدتها. ومن بين هذه الاستراتيجيات تقوية جهاز الدولة كشخص رأس مالي اعتباري يحافظ على مصالح البرجوازية المهيمنة وأيضا تركيز ومركزة رؤوس الأموال داخل الكارتيلات كمكونات برجوازية دولية ندعوه بالرأس مال المالي العالمي. ولتسخير جهاز الدولة الطبقي لخدمة مصالح الرأسمال المالي الدولي تم التلاعب بالديموقراطية البرجوازية لمركزة القرار السياسي بيد الحكومات وليس بيد البرلمانات كما كان الشأن خلال القرن التاسع عشر. كما أن الدولة البرجوازية استطاعت من خلال هيمنتها على الحياة الاقتصادية والسياسية أن تتحكم في جميع الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية وأن تضع على رأسها قيادات بيروقراطية. فلا تهم التسمية أو طبيعة الايديولوجية التي يدافع عنها الحزب أو المركزية النقابية، فالقيادات البيروقراطية كفيلة بتحويل مختلف البرامج والوعود التي يتم التنافس على أساسها خلال الانتخابات التشريعية أو الجماعية نحو خدمة برنامج واحد ووحيد متطابق تماما مع مصالح البرجوازية المهيمنة بدون شريك. إن هذه الاستراتيجية الدفاعية والهجومية في نفس الوقت والتي حققتها الرأسمالية، تطرح على الثوريين تغيير أسلوب نضالهم وصراعهم السياسي، سواء على مستوى العمل العلني والعمل السري، أو على مستوى رفض التعامل التقليدي مع الانتخابوية والبرلمانية والنقابوية، والتفكير في خلق اطارات جديدة للتفكير والوعي الطبقي والصراع لا تخضع للتأثيرات التصفوية للقوى التحريفية والاصلاحية والانتهازية. من بين الاستراتيجيات الاساسية لضرب الحركة العمالية والشيوعية العالمية منذ الثورة البلشفية لسنة 1917 هناك بناء شخصية نمطية من البرجوازية الصغرى تحمل نمط معين من التفكير البرجوازي الصغير أصبح بمثابة فيروس مدمر لنمط التفكير البروليتاري الثوري، نظرا لتداخل الموقع الاقتصادي للبرجوازية الصغرى مع الموقع الاقتصادي للبروليتاريا وبحكم التساكن بين الطرفين. وهنا يمكن استخلاص طبيعة الشخصية البرجوازية الصغرى تحديد معالم نمط تفكيرها المدمر لمواجهته بتطوير نمط التفكير البروليتاري الثوري. ولا يمكن للطليعة البروليتارية الثورية أن تتجاهل هذه الاستراتيجية الهدامة بل عليها ان تجعل من الصراع بين نمط التفكير البروليتاري ونمط التفكير البرجوازي الصغير مادة يومية للعمل والنضال، نضرا لتغلغل نمط تفكير البرجوازية الصغرى العميق وسط البروليتارية وهو بطبيعة الحال نمط تفكير تصفوى هدام للاداة السياسية للطبقة العاملة ولكل فعل ثوري. من بين الاستراتيجيات المعتمد عليها أيضا، هناك أيضا تقوية بعض الفصائل اليسارية التحريفية كالتروتسكية والفوضوية مثلا، وأيضا مواجهة التيارات الثورية بعضها ببعض كالصراع المفتعل بين قوى مفرطة في التعصب لستالين وانور خوجة الى درجة اعتبار ستالين مرحلة ثالثة للماركسية اللينينية وبالتالي الانطلاق من هذه الارضية لمهاجمة كل من يؤمن بأن ماو تسيتونغ كان ماركسيا لينينا وحقق ثور
59
أعجبنى
|
التسلسل: 16
|
العدد: 573179 - انحطاط الرأسمالية وأزمة الشيوعية
|
2014 / 9 / 25 - 23:41 التحكم: الكاتب-ة
|
مصطفى الرامي
|
تدفعنا الاستاذ أديب من خلال هذه الارضية الى الجنوح بالخيال لتجسيد واقع انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي، فاذا كانت الكرة الأرضية عبارة عن قرية رأسمالية صغيرة مقسمة بين كيانات امبريالية أصغر، وأن المجتمعات التي تحكمها هذه الكيانات الامبريالية عبارة عن مجتمعات رأسمالية أصابها انحطاط متقهقر داخل دوامة متنازلة من الفكك والانحلال. وبطبيعة الحال فان جميع من يتواجد في هذه المجتمعات تجتره هذه الموجة من الانحطاط بما فيها القوى الشيوعية المطالبة باسقاط النظام الامبريالي. ومن خلال هذا المنطق فان أزمة القوى الشيوعية تنطلق من واقعة انجرارها بكل قوة في دوامة هذا الانحطاط الجارف. فما العمل اذن؟ لقد تحدث كارل ماركس عن اغتراب العامل كما فعل لينين ذلك بعبارات اخرى، ويؤكد هذا الاغتراب ان الوضع العادي للبروليتاري في ظل الرأسمالية هو الاغتراب والذي جاء الفكر الماركسي اللينيني لاقتفاء اثره وبالتالي تخليص البروليتاريا من اغترابها عن طريق بناء اذاتها السياسية الثورية والتي تعيد للبروليتاريا ثقتها بنفسها وبالتالي الدخول في المواجهة الثورية العنيفة لانتزاع السلطة من البرجوازية المهيمنة. لكن وضع البروليتاريا في ظل انحطاط الرأسمالية هو أكثر اغترابا فكيف يمكن لهذا الشيوعي المتأزم المنجرف في دوامة الانحطاط ان يساعد ذلك البروليتاري المغترب. ان اشكالية ما العمل كتنظيم شيوعي لاعادة الثقة الى الجسم البروليتاري الثوري للمواجهة الحاسمة مع البرحوازية المهيمنة تتطلب تحولا كليا في العمل الشيوعي المعتاد وذلك لمطابقته مع متطلبات مواجهة انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي. ان السؤال المطروح هو عن منهج العمل الشيوعي وبرنامجه في مرحلة الانحطاط؟
82
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 17
|
العدد: 573707 - رد الى: مصطفى الرامي
|
2014 / 9 / 28 - 15:07 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية صادقة للرفيق مصطفى الرامي، تطرح من خلال تدخلك اشكالية غاية في الاهمية تتمثل في ما العمل؟ في مواجهة اغتراب العمال وأزمة الشيوعيين في ظل انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي. من وجهة نظري بكل بساطة أن الطبقة العاملة منذ انطلاق نشوؤها دخل تجمعات البورغ في أوروبا والسيرورات التي قادت نحو تحكم البرجوازية في جهاز الدولة وحرمان الملايين من الفلاحين من وسائل الانتاج لضمان معيشتهم من أجل تحويلهم الى عمال مأجورين، وهم يعيشون في واقع متأزم من البؤس والاغتراب، وأنه على الرغم من هذا الواقع البئيس للبروليتاريا الا انها استطاعت قيادة حركتها العمالية في تفاعل سياسي مع محيطها ومع مختلف الطبقات الاجتماعية الاخرى. ويفيدنا البيان الشيوعي لكارل ماركس وفردريك انجلز بواقع البروليتاريا وسيرورتها وصراعاتها وتحالفاتها وتشكل تنظيماتها الثورية. وفي ظل روسيا القيصرية وتحت القمع الوحشي والهيمنة السياسية المطلقة وفي ظل غياب مطلق للعمل النقابي وللعمل السياسي المعارض وفي مواجهة البؤس الشديد للعمال الروس واغترابهم طرح لينين اسئلة اساسية حاول الاجابة عليها بالتنظيم السياسي البروليتاري. فكتابي لينين بم نبدء وما العمل؟ كفيلان بالاجابة عن سؤالك الاساسي، فلينين أيضا عندما طرح هذان السؤالان كان في مواجهة بؤس الطبقة العاملة واغترابها وتشتتها وايضا في مواجهة ازمة الشيوعيين العميقة وانتشار الفوضوية الباكونينية والتحريفية البرنشتاينية والاصلاحية المنشفية وانحرافات تروسكي، لكنه مع ذلك جاءت اجابات لينين ضمن التنظيم السياسي البلشفي وخلق السوفيتات منذ سنة 1905 وبالتالي تطوير استراتيجية وتاكتيكات الحركة العمالية الروسية والتي قاد ديناميتها الى غاية نجاح ثورة 1917. الخلاصة هي ان تشتت الطبقة العاملة حاليا واغترابها وتوزيعها بين العديد من الاطارات السياسية التخديرية والتصفوية والانتهازية والتحريفية، اضافة الى أزمة الشيوعيين في ظل انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي، كل هذا لا يعني عدم القدرة على النضال العمالي الميداني ومراكمة التجارب وتطوير الوعي الطبقي وبناء الاداة السياسية الثورية على اساس تنظيم ماركسي لينيني من -نوع جديد-.
60
أعجبنى
|
التسلسل: 18
|
العدد: 573284 - على سبيل المقارنة فقط
|
2014 / 9 / 26 - 15:18 التحكم: الكاتب-ة
|
عمر أعراب
|
عصر الانوار والثورتين الانجليزية والفرنسية أنهت عهد الانحطاط الاقطاعي الذي دام أكثر من اربعة قرون أي ما بين القرن الرابع عشر والقرن الثامن عشر. ففي هذه المرحلة كان فيها نمط الانتاج الاقطاعي يتآكل تدريجيا على المستوى الاقتصادي أولا ثم على المستوى الايديولوجي والسياسي والثقافي. . لكن في عمق هذا الانحطاط الاقطاعي بدأ عصر الانوار انطلاقا من هروب شرائح من الفلاحين نحو المراكز المسماة بالبورغ وهي أماكن تشهد ازدهارا في الصناعات اليدوبة وتمارس داخلها التجارة الحرة، حيث أخدت البورغات تتحول تدريجيا الى مناطق نفود البرجوازية الصاعدةوموطئ أقدام مفكري عصر الانوار للثورة على انحطاط عصر الاقطاع. فعلى سبيل المقارنة نوجد البوم في مرحلة انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي أي ان البشرية عرفت من فرض الاشتراكية وستعرف تراجعا بأكثر من ثلاثة قرون بسبب هذا الانحطاط فكيف ستتمكن الطبقة البروليتارية من مفتومة هذا الوحش الامبربالي العائل؟
68
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 19
|
العدد: 573713 - رد الى: عمر أعراب
|
2014 / 9 / 28 - 15:41 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
اتفق مع تحليلك هذا رفيقي عمر أعراب، فقد رجعت بنا الامبريالية اليوم ثلاثة قرون الى الوراء واصبحنا نعيش نفس الانحطاط ونفس البربرية التي عاشتها الانسانية في ظل انحطاط نمط الانتاج الاقطاعي، حيث تعيش الاقلية في مستويات خيالية من البدخ بينما تعيش الاغلبية الساحقة من البشر في فقر مدقع. الفرق الوحيد ان انحطاط نمط الانتاج الاقطاعي الذي حدث ما بين القرن الرابع عشر والقرن الثامن عشر كان يتم على المستوى الأوروبي فقط بينما انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي الذي انطلق مع بداية القرن العشرين فيعم الكرة الارضية باكملها لذلك فان التحلل والتفكك والبربرية سيسود الكرة الارضية باكملها ان لم تتمكن الحركة العمالية العالمية من جمع اطرافها وبناء أدواتها السياسية الثورية لانتزاع السلطة بالقوة من البرجوازية المهيمنة بدون شريك.
59
أعجبنى
|
التسلسل: 20
|
العدد: 573451 - العمل العلمي والتنظيم البروليتاري
|
2014 / 9 / 27 - 10:36 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد القادر جمال
|
يطرح الأستاذ عبد السلام أديب في ارضيته منهجية علمية في تحليل سيرورة النظام الرأسمالي في المغرب وفي العالم. ويعتمد الاستاذ على النظرية الماركسية اللينينية في تحليلاته سواء منها الاقتصادية أو السياسية. وتقف هذه المنهجية المادية التاريخية في مقابل التحليل المثالي البرجوازي الهغلي. الصراع هنا حامي الوطيس بين التحليلات المادية التاريخية والمثالية الهيغلية ولكل منهج له نتائجه وامتداداته الايديولوجية والسياسية، فبينما يقدم المنهج المادي التاريخي للبروليتاريا الثورية خطها الايديولوجي والسياسي وبرامجها القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد، يحاول المنهج المثالي الهغلي خدمة الطبقات المهيمنة ومصالحها وتغليط البروليتارية وتشويه فكرها الطبقي للاستمرار في عبوديتها المأجورة وتعميق استغلالها وقيادتها نحو مذابح الحروب التي تتسبب فيها لانقاد نمطها الانتاجي.
62
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 21
|
العدد: 573719 - رد الى: عبد القادر جمال
|
2014 / 9 / 28 - 16:16 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية للسيد عبد القادر جمال: تطرح موضوعا غاية في الاهمية وهو العمل العلمي والتنظيم البروليتاري. فبدون خط ايديولوجي سياسي صحيح لن يتحقق بناء الاداة السياسية الثورية. وبدون حزب عمالي ثوري لن تتحقق الثورة البروليتارية. ثم ان الخط الايديولوجي السياسي الصحيح لا يسقط من السماء، ولا يكون سوى من انتاج عمل علمي منهجي قائم على المبادئ والاسس الماركسية اللينينية. لذلك فان سيرورة بناء الأداة السياسية للطبقة العاملة تنطلق من الأعمال النظرية والتطبيقية لرواد العمل الشيوعي ماركس وانجلز ولينين وروزا لوكسمبورغ وستالين وماو تسيتونغ، كما تستند على تجارب الحركة العمالية منذ انطلاق انويتها الاولى عقب الثورة الفرنسية في كل من فرنسا وبريطانيا والتي الهمت الاعمال الفكرية والعملية الخالدة لكل ماركس وفردريك انجلز. وهي الاعمال التي استند عليها كل من لينين وروزا لوكسمبورغ لتحليل وتفسير المرحلة الجديدة للرأسمالية في عهد الامبريالية. كما جاءت التجارب التطبيقية للاشتراكية في عهد كل من ستالين وماو تسيتونغ. وتستفيد الحركة العمالية العالمية حتى من انتكاسات هذه الحركة عقب اغتيال جوزيف ستالين سنة 1953 وتحول الاتحاد السوفياتي الى قوة امبريالية تحريفية وأيضا التفاف الديموقراطية الجديدة في الصين على ماو تسيتونغ الي اصبح اقلية داخل الحب الشيوعي الصيني نظرا لتحالف القوى اليمينية ضد البروليتاريا من داخل الحزب ورغم الثورة الثقافية التي قادها ماو تسيتونغ للالتفاف على نمط التفكير البرجوازي الصغير ومواجهة التحريفية الى ان التجربة فشلت حيث انه مباشرة عقب وفاة ماو تحولت الصين بشكل كلي الى رأسمالية الدولة. فكل هذه لتجارب من شأنها ان تقدم للحركة العمالية مصدرا لا ينضب من النظريات لتفادي المنزلقات. العمل العلمي للحركة الشيوعية المغربية يجب ان يستند ايضا الى تجارب المقاومة المغربية للمستعمر منذ المقاومة المسلحة لعبد الكريم الخطابي ومقاومة التنظيمات السرية كالهلال الاسود وأيضا تجربة الحركة الماركسية اللينينية خلال السبعينات والثمانينات فمختلف هذه التجارب العملية والنظرية تقدم للثوريين مادة خام لبلورة عمل علمي يقوم على المادية التاريخية لفهم الواقع الرأسمالي العالمي الذي يعيش مرحلة انحطاطه ثم بالتالي بلورة البرامج السياسية المناسبة.
61
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 22
|
العدد: 573697 - رد إلى: يوسف رفيق تابع
|
2014 / 9 / 28 - 14:12 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
من بين الاستراتيجيات المعتمد عليها أيضا، هناك أيضا تقوية بعض الفصائل اليسارية التحريفية كالتروتسكية والفوضوية مثلا، وأيضا مواجهة التيارات الثورية بعضها ببعض كالصراع المفتعل بين قوى مفرطة في التعصب لستالين وانور خوجة الى درجة اعتبار ستالين مرحلة ثالثة للماركسية اللينينية وبالتالي الانطلاق من هذه الارضية لمهاجمة كل من يؤمن بأن ماو تسيتونغ كان ماركسيا لينينا وحقق ثورة في الصين سنة 1949، أو العكس تقوية الاتجاهات الماوية واعتبار ماو تسيتونغ مرحلة ثالثة للماركسية اللينينية وانطلاقا من هذه الارضية تتم محاربة الماركسيين اللينينيين وخاصة الاعتراف بستالين كماركسي لينيني ثوري. لكن الواقع هو أن ستالين وماو تسيتونغ ثوريان ماركسيان لينينيان استطاعا كل من جانبه وحسب التحليل الملموس للواقع الملموس من بناء نموذج من الاشتراكية التاريخية بنجاحاتها واخفاقاتها لا تقلل من شأن الثوريان. وأنهما لا يشكلان على المستوى الايديولوجي مرحلة ثالثة من الفكر الماركسي اللينيني. لذلك على المناضلين البروليتاريين تحريم الصراع بين الفصائل الشيوعية على اساس هذه الارضية وايقاف النقد الليبرالي المتبادل الرامي لتشويه كل طرف للطرف الآخر واعتبار كل عمل من هذا القبيل بمثابة ثورة مضادة تصفوية على الفكر الشيوعي لان النيل من شخصي ستالين وماو تسيتونغ هو في نفس الوقت نيل في الصميم من الحركة العمالية العالمية ومن الحركة الشيوعية.
59
أعجبنى
|
التسلسل: 23
|
العدد: 573752 - ما رأيك في نمط الانتاج الرأسمالي عند قؤاد النمري
|
2014 / 9 / 28 - 18:15 التحكم: الكاتب-ة
|
ابراهيم افندي
|
تحية للاستاذ أديب، قرأت هذا الصباح مقالا شيقا لفؤاد النمري استطاع ان يقلب كل ما تعلمته في علم الاقتصاد في الجامعة، وعنوان هذا المقال هو نمط الانتاج الرأسمالي ويوجد في الرابط التالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434744
فالمقال يدفعك الى القول بأن النظام الاقتصادي الذي تم تطبيقه من طرف النازية في المانيا ومن طرف الفاشية في ايطاليا وأيضا نمط الانتاج الكينيزي والمدعوا بالويلفر ستيت أو ما يسمى بدولة الرفاه ليست انماط انتاج رأسمالية، لأنها لم تحترم الشروط التي يتوجب توافرها مقدماً لقيام نظام إنتاج رأسمالي حيوي ومستمر هي .. (1) رأس مال كبير ، (2) أرض ومبان مناسبة ، (3) أدوات إنتاج أو ماكنات ، (4) طاقة صناعية وقود أو كهرباء ، (5) مواد خام ، (6) عمال مأجورون ، (7) سوق واسعة. ونظرا لأني لا زلت احترم المدرسة الاقتصادية التقليدية التي تعلمت في اطارها علم الاقتصاد فاني اتساءل ان كانت المدرسة الاقتصادية الماركسية تقوم على فهم مغاير لهذا العلم ، فكثيرا ما يتحدث الاستاذ فؤاد النمري عن العلوم الماركسية وكذلك يفعل الاستاذ حسقيل قوجمان لذلك أتساءل ان كنت ضعيف الفهم وهناك اشياء اخرى في العلوم الماركسية تدفع فؤاد النمري الى الخلاصات التي توصل اليها
47
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 24
|
العدد: 573759 - رد الى: ابراهيم افندي
|
2014 / 9 / 28 - 18:56 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
قرأت مقال السيد فؤاد النمري، وبطبيعة الحال لست متفق معه كما هو الحال مع عدد من نظرياته مثل موت الرأسمالية سنة 1975 بمجرد قرار لقادة كبار الدول الرأسمالية في قمة رامبوييه، ومع هذا القرار ماتت الطبقتين البرجوازية والبروليتارية وأن نمط الانتاج الوحيد الذي أصبح قائما هو الخدمات وأن الطبقة الوحيدة السائدة في العالم هي البرجوازية الوضيعة والتي أدخلت العالم في نفق مسدود المنافذ يستحيل الخروج منه والذي لا يمكن عمل شيء في مواجهته سوى الجلوس في انتظار انهيار هذا النظام لذاته. إذن فقراءة السيد النميري لنمط الانتاج الرأسمالي تدخل في هذا الاطار ولا يمكنه أن يرى أو يسمع رأيا آخر غير رأيه حتى وان اكتشف الجميع تناقضاته وزيف أفكاره. فهو عندما يقول بأن ما يسمى بدولة الرفاه التي سادت حسب المؤرخين الاقتصاديين ما بين 1945 و1975 ويسمونها الثلاثينة المجيدة، انها نمطا آخر غير نمط الانتاج الرأسمالي، يتناسى تأكيده سابقا أن نمط الانتاج الرأسمالي قد تم اعدامه سنة 1975، فمن سنصدق نمط الانتاج الرأسمالي الذي قتله النمري سنة 1975، ام سنصدق ما جاء في مقاله -نمط الانتاج الرأسمالي- الذي يؤكد ان النظام الذي ساد في ظل ما يسمى بدولة الرفاه الى غاية 1975 ليس بنظام رأسمالي. السيد فؤاد النمري حر في افكاره يفعل بها ما يشاء ويقنع بها من يشاء، لكني لا أعتقد انها تنتمي للفكر الماركسي اللينيني في شيء. فما تعلمناه من الفكر الماركسي اللينيني هو ان نمط الانتاج عبارة عن علاقات انتاج معينة تنتج قوى انتاجية معينة مثل نمط الانتاج البدائي ونمط الانتاج الآسيوي ونمط الانتاج العبودي ونمط الانتاج الاقطاعي وأن آخر نمط انتاجي هو الرأسمالي التي تقوم فيه علاقات الانتاج بين الرأسمالي مالك وسائل الانتاج والعامل الذي لا يملك سوى قوة عمله. فوسائل الانتاج تنقسم الى رأسمال ثابت ميت ورأس مال متغير حي، وأنه بدون رأس مال حي أي العامل لا يتحقق فائض القيمة وبالتالي رأس المال. وفي اطار هذه العلاقة يحتاج الرأسمالي للعامل لتحقيق رأس المال ويحتاج العامل للرأسمالي لأنه في حاجة للأجر للاستمرار في الحياة. ولحد الساعة نمط الانتاج الذي يهيمن على العالم هو نمط الانتاج الرأسمالي، وعلى أساسه يتحقق التراكم والربح، رغم أن التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج بلغت أوجها وتصاعد الصراع الطبقي بين العمال والبرجوازية مالكة وسائل الانتاج وعرف تحقيق معدلات الربح ومعدلات التراكم الرأسمالي فرامل قوية تدفع بالنظام الى ازمات تزداد حدتها وبالتالي تدفع النظام بقوة نحو التقهقر والاضمحلال وما نعبر عنه بانحطاط نمط الانتاج الرأسمالي الا أن هذا النمط هو الذي لا زال قائما بجميع مكوناته الاجتماعية من برجوازية وبرجوازية متوسطة وبرجوازية صغرى وطبقة عاملة وبروليتاريا هشة. ذلك إذن هو ما نستخلصه من النظرية الماركسية اللينينية، أما نظريات السيد فؤاد النمري فهي خاصة به، ولن نصادر حقه في التعبير عنها كيف ما شاء.
60
أعجبنى
|
التسلسل: 25
|
العدد: 573794 - استعادة هيبة الدولة في المغرب
|
2014 / 9 / 28 - 22:33 التحكم: الكاتب-ة
|
رشيد سلامات
|
من بين المقولات المشهورة لرئيس الحكومة المغربي عبد الاله بنكيران عقب تنصيبه سنة 2011، هو سعيه لاستعادة هيبة الدولة. فكانت أولى ممارساته هو قمع الحركات الاحتجاجية كمجموعات المعطلين حاملي الشهادات العليا والتي ادت الى عدة استشهادات مثل عبد الوهاب زيدون بالرباط نتيجة احراق الذات وكمال الحساني ببني بوعياش نتيجة تصفيته من طرف احد مجرمي النظام. كما امتد القمع الى الحركة النقابية فتم قمع منهجي لكافة الوقفات الاحتجاجية ومن بينها وقفات الاساتذة حاملي الاجازة والماستر. كما أن القمع والاعتقالات والتعديب والاغتيالات طالت عددا من مناضلي حركة 20 فبراير. وقد عرف منسوب القمع مدا تصاعديا منذ سنة 2011، فكانت كل سنة تشهد تفننا جديدا في أشكال القمع والاستبداد وحيث وصل اليوم سنة 2014 الى مستوى متقدم جدا فلم يعد القمع يطال فقط الحركات الاحتجاجية والتنظيمات النقابية والسياسية وحركة 20 فبراير بل تجاوز كل ذلك الى مواجهة مباشرة للحركة الحقوقية فخلال هذه السنة تم منع العديد من المخيمات والانشطة الحقوقية العادية للجمعية المغربية لحقوق الانسان كما تم منع نشاط حقوقي لمنظمة امنستي ومؤخرا تم منع نشاط للعصبة المغربية لحقوق الانسان كما تم توقيف قافلة تضامنية مع المهاجرين الافارقة المرحلين قسرا.. من خلال الاطلاع على مختلف هذه الممارسات القمعية للحكومة نتساؤل ما علاقة كل ذلك باسعادة هيبة الدولة؟ وهل لكل ذلك علاقة بالازمة الاقتصادية ؟ وان كان الأمر كذلك فما هي هذه العلاقة؟
61
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 26
|
العدد: 574024 - رد الى: رشيد سلامات
|
2014 / 9 / 29 - 22:14 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
شكرا للرفيق سلامات على ملاحظاتك القيمة بخصوص الوظيفة التي كلفت بها حكومة عبد الاله بنكيران وهي وظيفة تبدو في الظاهر انها كما تقول تستهدف استعادة هيبة الدولة، كما لو ان الدولة قد افتقدت هيبتها مع انطلاق حركة 20 فبراير سنة 2011 وهي الحركة التي اتخذت طابعا سياسيا بامتياز نظرا لتركيزها وجمعها بين مطلبين سياسيين أساسيين هما اسقاط الفساد على المستوى الاقتصادي واسقاط الاستبداد على المستوى السياسي. وقد كان من شأن انطلاق هذه الحركة احتدام الصراع الطبقي في مختلف اقاليم البلاد خصوصا في الاقاليم المهمشة البعيدة كسيدي افني وكلميم وتطوان وبني بوعياش والحسيمة وطنجة وصفرو، وحيث سقط عدد من الشهداء من اشهرهم الشباب الخمسة في الحسيمة وكريم الشايب بصفرو وبودروة والعماري في آسفي وكمال الحساني ببني بوعياش. ويشير الرفيق سلامات إلى تصاعد منسوب القمع منذ مجيئ حكومة بنكيران سنويا الى أن بلغ أوجه سنة 2014 عبر التعرض للحركة الحقوقية، علما ان هذه السنة تستعد فيها الدولة المغربية عبر مجلسها الوطني لحقوق الانسان الذي يديره احد اليساريين السابقين محمد الصبار، الى تنظيم المنتدى الدولي الثاني لحقوق الانسان بعد المنتدى الأول الذي سبق انعقاده بالبرازيل. لذلك تبدوا المفارقة غريبة ما بين تنظيم منتدى دولي لحقوق الانسان وفي نفس الوقت قمع الحركة الحقوقية. تساؤلات الرفيق هو عن علاقة هذه الموجة القمعية المتصاعدة باستعادة هيبة الدولة؟ وهل لهذا الهجوم القمعي الدولتي علاقة بالازمة الاقتصادية بالمغرب؟ سأحاول تقديم وجهة نظري باختصار حول الاشكالية التي يطرحها الرفيق: فأولا يعتبر لينين في مؤلفه -الدولة والثورة- ان الدولة ككيان تنبثق نتيجة للتناقضات الطبقية غير القابلة للحسم، وحيث يؤكد ماركس ان تلك التناقضات لو كانت قابلة للتوفيق فيما بينها فلن تظهر الدولة أصلا. لذلك نعتبر أن الدولة أداة سياسية بيد الطبقة المهيمنة وتعمل بواسطة أجهزتها القمعية على حسم الصراع لصالحها. إذن فكعنصر أول يجيب على سر لجوء حكومة بنكيران للقمع الوحشي المتصاعد سنويا لاستعادة ما سماه بهيبة الدولة، يعني في الواقع لجوء حكومة بنكيران بصفتها ممثلة للتحالف الطبقي الحاكم الى مختلف وسائل القمع التي تتوفر عليها الدولة والموضوعة تحت تصرفها لحسم الصراع حول المصالح الاقتصادية المتناقضة لصالح الطبقة المهيمنة وعلى حساب الطبقات المحكومة. أما بالنسبة لعبارة -استعادة هيبة الدولة- فتعني في الواقع استرجاع التحالف الطبقي الحاكم لمقود هيمنته وتحكمه في مصير الطبقات الاخرى وخاصة منها الطبقة العاملة وبالتالي معالجة ازماتها الاقتصادية على حسابها. ثانيا، وكما أشرت في الارضية التقديمية الى أن نمط الانتاج الرأسمالي بلغ منذ نهاية عقد السبعينات من القرن العشرين مطلق التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج والذي أصبح لا يؤدي سوى الى تدهور قوى الانتاج وتناقص معدلات الربح والتراكم الرأسمالي، وذلك ما ينعكس سنويا في ضعف معدلات النمو المحققة والتي لا تتجاوز في أحسن الاحوال 3 في المائة. فأمام انحباس الأسواق أمام الانتاج الزائد وعدم القدرة على تحقيق الارباح، تلجأ الحكومات البرجوازية المتعاقبة الى محاولة معالجة تدني مستوى الارباح الى الضغط على الاجور والى التسريحات الجماعية والى رفع اسعار المنتجات والخدمات الاساسية، وكلها سياسات تطرد من نموذج التنمية القائم الملايين من الطبقة العاملة، وهو ما يوفر من جهة فوائض مالية ضخمة بينما يتسبب من جهة أخرى في المزيد من تدهور القدرة الشرائية والى المزيد من الانتاج الزائد وبالتالي الى المزيد من تدهور معدلات الربح والتراكم الرأسمالي. لقد سبق للحكومات البرجوازية لعقد الثمانينات ان اعتمدت سياسات هجومية عنيفة اخرجت الملايين من العمال من نموذج التنمية، واجهته الطبقات الشعبية من عمال وقلاحين بانتفاضات عارمة سنوات 1981 و1984 و1990. وقد ظل تراكم العجز الاجتماعي الذي ولدته تلك السياسات ينعكس بقوة على تدني معدلات النمو السنوية طيلة عقد التسعينات والعقد الأول من الألفية الثالثة. وفي سنة 2008 ومع انفجار آخر حلقة من الازمة الاقتصادية العالمية ستزداد وضعية نمط الانتاج الرأسمالي في بلادنا تدهورا متسببة في خسارات اقتصادية كبرى للتحالف الطبقي الحاكم. وقد دأب والي بنك المغرب في تصريحاته على ضرورة تجميد الأجور واعتماد اجراءات تقشفية كما ظلت المؤسسات المالية تطالب بالمزيد من التقشف على حساب الطبقات الشعبية حتى يتمكن المغرب من الاستمرار في سداد فوائد مديونيته الخارجية التي عادت الى التفاقم. إذن فأمام الأزمة الاقتصادية المزدوجة الداخلية والعالمية وأمام تفاقم الاحتجاجات الشعبية نتيجة تآكل الايديولوجية الرسمية للتحالف الطبقي الحاكم وانفضاحها أمام البؤس الستشري المتزايد، وفي ظل حاجة التحالف الطبقي الحاكم الى المزيد من الاجراءات اللاشعبية لمعالجة تدهور ارباح الباطرونا على حساب الطبقات الشعبية، وخوفا من ردود فعل شعبية قوية جاءت حكومة بنكيران بممارساتها القمعية المزدوجة الاقتصادية والمادية، مغلفة كل ذلك بمقولة -استعادة هيبة الدولة-. بل ان الممارسات القمعية المادية للحكومة استهدفت جميع ما قد يشكل قاعدة لانطلاق الاحتجاجات الشعبية فتم اعتماد قمح وحشي اتجاه حركة 20 فبراير كما تم ضرب القواعد النقابية المناضلة كما حدث داخل الاتحاد المغربي للشغل ابتداء من يوم 5 مارس 2012، كما تم قمع وحشي للحركة النقابية الطلابية وفي مقدمتها النهج الديموقراطي القاعدي كما تم قمع وحشي لحركة المعطلين بمختلف مجموعاتهم كما تم قمع العمال والاساتذة والممرضين ووصلت خلال سنة 2014 الى قمع وضرب الاساسات المادية للحركة الحقوقية المحلية والدولية حيث تم منع نشاط حقوقي لفرع امنستي الدولية. تلك باختصار وجهة نظري من التساؤلات المطروحة. مع تحياتي الخالصة.
57
أعجبنى
|
التسلسل: 27
|
العدد: 573869 - النظام الراسمالي والامبريالية المتشددة التكفيرية
|
2014 / 9 / 29 - 08:24 التحكم: الكاتب-ة
|
مكارم ابراهيم
|
تحية طيبة من جديد للرفيق المناضل عبد السلام اديب ولكل المحاورين الكرام اذا حلننا مايحدث اليوم على ارض الواقع البطالة تعم العالم العربي والغربي الحكومات تعتمد سياسة التقشف بطرد العمال والموظفين باعداد هائلة حتى في دول الرفاه الاسكندنافية الغيت العديد من الامتيازات المساعدات للمواطن المحتاج وللمعاق والفقرء ونلاحظ ان الفقراء في كل العالم المثليين للغالبية هم الوحيدين المتضررين من الوضع الاقتصادي الحالي في حين المنتفعين الاغنياء المثليين بنسبة 3 بالمئة من شعوب العالم زاد ثرائرهم وهم من يملكون النفوذ الاعلامي والمؤسسات الرئيسة ومن جهة اخرى على الجانب السياسي نرى الحروب بسيطرة الدولة ا وداعش وجبهة النصرة على العراق وسوريا وصحراء سيناءالجماعات الاسلامية المتشددة تغزو الشرق الاوسط وتذل الشعوب ويقال بان قائدهم يهودي الاصل وبتدريب الموساد لاحتلال الدول الاسلامية الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية وانا ارى الامبريالية تلبس اليوم لباس الارهاب المتشدد الاسلامي الصناعة موسادية امريكية كيف تحلل رفيقنا مايجري اليوم على الواقع وانت تملك ارضية ماركسية لينينية عميقة في الاقتصاد السياسي مقارنة من مااراه اناكمواطنة عادية لاتملك ماتملكه حضرتك مع جزيل امتناني وختاما تقبل خالص المحبة والاعتزاز
55
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 28
|
العدد: 573953 - رد الى: مكارم ابراهيم
|
2014 / 9 / 29 - 17:34 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية مجددة للرفيقة العزيزة مكارم ابراهيم، تطرحين من خلال مداخلتك قضايا جد مهمة وملاحظات ثاقبة، حيث تنبهين الى سلسلة من القرارات السياسية الحكومية التي تم اتخادها لتدبير الازمة على كاهل الفقراء والتي أصبحت تدمر الأساسات المادية للطبقة العاملة من تسريحات واسعة للأيدي العاملة وبطالة متزايدة في جميع الدول حتى المتقدمة منها ومن بينها البلدان الاسكندنافية كالدانمارك حيث تعيشين وتلاحظين ذلك جيدا. كما تلاحظين التزايد المتواصل في معدلات الفقر بينما في الجهة المقابلة تلاحظين التزايد الفاحش في غنى وثروات الاقليات الحاكمة. تتناولين على المستوى السياسي ظاهرة الحروب المحلية وتصاعد ظاهرة الاسلام السياسي وبروز الجماعات الاسلامية المتطرفة كداعش وجبهة النصرة، وتتساءلين عن مدى العلاقات التي تجمع هذه الجماعات الاسلامية المتطرفة بالموساد وبالإمبريالية على خلفية اتهامات قائد داعش ابو بكر البغدادي بأصوله اليهودية. كما تطرحين امكانية اعتماد الاستراتيجية الامبريالية على لباس الارهاب الاسلامي المتشدد كصناعة صهيونية أمريكية. انك تطرحين هذه الاشكاليات الكبرى وتجيبين عنها في نفس الوقت بتلميحاتك وملاحظاتك وخلاصاتك الصائبة، سأحاول من جهتي أن أجد لها بعض الروابط التي تجمع فيما بينها على المستويين الاقتصادي والسياسي. لقد سبق لي أن أشرت في الأرضية المطروحة للنقاش الى خلاصة هامة لكارل ماركس في مقدمة نقده للاقتصاد السياسي الصادر سنة 1859 تقول، أنه عند بلوغ قوى الانتاج وعلاقات الانتاج درجة قصوى من التناقض حيث يقود أي استمرار في ذلك التناقض بشكل مباشر نحو تدهور قوى الانتاج. إن هذه الخلاصة الدقيقة لماركس هي بالفعل ما يحدث في مرحلة الامبريالية كأعلى مرحلة للرأسمالية والتي سيفسرها لينين بشكل أعمق. وإذا كان هذا النوع من التناقض قد بلغ أوجه مع بداية القرن العشرين واستطاعت الامبرياليات معالجته مؤقتا عن طريق تفجير مجزرتين عالميتين سقط ضحيتهما 84 مليون نسمة من العمال المجندون قسرا في الجيش بايديولوجيات برجوازية مخادعة، اضافة الى تدمير حربي واسع لقوى ووسائل الانتاج وهو ما نتج عنه بعد انتهاء الحرب ما يسمى بالثلاثينية المجيدة 1945 – 1975 وهي الفترة التي تتطابق مع اعادة بناء ما دمرته الحرب العالمية الثانية ومع مخطط مارشال. لكن التناقض سينفجر من جديد وبكل قوة بعد انتهاء اعادة البناء منذ أواخر عقد الستينات من القرن العشرين وهو التناقض الذي انطلق مع ما يسمى بتضخم الجمود بمعنى تزامن التضخم مع الكساد، تعمق هذا التناقض والازمة المزمنة المترتبة عنه والتي نهت عهد الكينزية هي التي يمكن الانطلاق منها لتفسير ما يحدث في عالمنا المعاصر. بمعنى أن أزمة البنيات التحتية الاقتصادية وما ينتج عنها من تسريحات جماعية ومن تجميد للاجور ومن افقار واسع ومن ضرب كافة الخدمات الاجتماعية المكتسب من خلال نضالات عمالية مريرة، كل ذلك أصبح يتم لصالح تعويض البرجوازية المهيمنة عالميا ومحليا بدون شريك عن تدهور معدل ارباحها معدلات تراكمها الرأسمالي، وهو ما أحدث افقارا واسعا وسط الجماهير الشعبية من جهة واثراء فاحشا للأقليات المهيمنة من جهة أخرى. إذن فنحن أمام عنصر أول من الاجابة يتمثل في وضعية البنيات التحتية الاقتصادية المتأزمة والتي خلقت هشاشة واسعة وسط الجماهير الشعبية، وبطبيعة الحال أن هذا الافقار الواسع المحلي والعالمي سيؤدي إلى ردود فعل قوية، فكما يقول كارل ماركس ليس في البؤس غير البؤس، بل أن البؤس يدفع الناس الى التفكير والثورة من أجل تحسين أحوالهم. لذلك فإن العنصر الثاني من الاجابة تتمثل في الغليان الذي أصاب البنيات الفوقية نتيجة ازمة البنيات التحتية. ونعني بالبنيات الفوقية كامل الصرح الايديولوجي والسياسي والثقافي والاجتماعي والقانوني والمؤسساتي... الخ، علما أن تدهور وضع البنيات التحتية يؤدي مباشرة الى اختلالات لا حدود لها في البنيات الفوقية. فكارل ماركس يشير في مقدمة نقد الاقتصاد السياسي: -التغير الذي يحدث في القاعدة الاقتصادية يزعزع بحدة أكبر أو أقل سرعة كامل صرح البنيات الفوقية-. ونستخلص هنا أن التناقض الحاصل نتيجة الازمة الحادة في البنيات التحتية الاقتصادية وانعكاس ذلك التناقض في تدهور متواصل للبنيات الفوقية، فنصبح إذن أمام دوامة من التحلل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وبالتالي تفشي مظاهر الانحطاط نتيجة لكل ذلك. ونظرا لأن الناس لا تستوعب ما يحدث لها من تدهور وانحطاط في شروط معيشتها نتيجة الأزمة، فإنها في الغالب ما تبحث عن تفسيرات ميتافيزيقية خرافية بعيدة كل البعد عن التحليل المادي العلمي. فالناس تجد نفسها أولا أمام الايديولوجية البرجوازية المهيمنة عالميا ومحليا، وهي الايديولوجية التي تصاب بالانحطاط أيضا وتبدأ في التفكك نظرا لفقدانها لبريقها وللمصداقية وتظهر بشاعتها أكثر عندما تبدأ القوى المهيمنة في معالجة تناقضاتها على حساب الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية. وحتى لا تنحاز الجماهير الشعبية نحو الفكر البروليتاري الثوري الذي يتطلع الى التحرر من نمط الانتاج الرأسمالي وفرض الاشتراكية، تسعى البرجوازية المهيمنة نحو تكريس الفكر الميتافيزيقي والخرافي كجواب على الأزمة من أجل حجب الرؤية العلمية لها. فلا تجد البرجوازية أمامها سوى الفكر الديني الغيبي الذي يفسر ما يحدث من انحطاط على اساس خرافي يتمثل في أن -الابتعاد عن الدين وعدم احترام الشعائر الدينية هو اساس المصائب-. وانطلاقا من هنا يمكننا تفسير مراهنة الامبريالية منذ الانتفاضة التونسية على الاسلام السياسي كثورة مضادة وكأساس لتقويض أي وعي طبقي جنيني بدأ يتطور في المنطقة. لقد حاربت الامبريالية الفكر الاشتراكي بشكل مبكر في الاتحاد السوفياتي عن طريق تقوية التيارات الدينية، كما وظفت الولايات المتحدة المجموعات الدينية المتشددة في افغانستان عندما كانت خاضعة للنفوذ السوفياتي والتي عمل فيها بن لادن كعميل للمخابرات الامريكية دورا اساسيا. كما ستحارب الكثير من البلدان انتشار الفكر الاشتراكي داخلها عن طريق تقوية النزعة الدينية. وهذا ما حدث في المغرب أواخر عقد السبعينات حينما تم الغاء تدريس الفلسفة والسوسيولوجيا وتعويضهما بالفكر الاسلامي مما أدى الى تراجع الفكر الاشتراكي وتقدم الفكر الغيبي والخرافي. بطبيعة الحال ان تحكم الامبريالية والصهيونية في المجموعات الاسلامية المتشددة يظل مع ذلك نسبيا، وأن نتائجه لا تكون مضمونة بشكل كامل مائة بالمائة وهو ما يحدث حاليا في مثال داعش، فالامبريالية والصهيونية قد لا تتحكم سوى بشكل جزئي في هذا الوحش الذي صنعته. لكن الامبريالية متأكدة بأن صناعتها لهذا الوحش سيدمر خلايا العقل الانساني الواعي الديموقراطي والاشتراكي في المنطقة وبالتالي لن يسعى هذا الوحش الى تدمير نمط الانتاج الرأسمالي الذي يعيش مرحلة انحطاطه. بل يشكل سببا لتعبئة مختلف الشعوب المسالمة وراء الامبريالية للتدخل عسكريا لاستئصاله وبالتالي تحقيق بعض الاهداف الاستراتيجية الحربية للإمبريالية. خلاصة لما سبق أن نمط الانتاج الرأسمالية الذي يوجد في وضعية كارثية نتيجة أزمة البنيات الاقتصادية التحتية والتي بلغت مرحلة جد متقدمة من احتداد التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج مما ولد ازمة متفاقمة متواصلة اعتمدت معها البرجوازية المهيمنة اساليب تدبير الازمة على حساب الجماهير العاملة. ونظرا للاختلالات التي ترتبت عن ذلك اختلت معها البنيات الفوقية الايديولوجية والسياسية والثقافية والقانونية ... الخ. وحتى لا تترك الامبريالية للجماهير العمالية المتضررة من ازمة نمط الانتاج الرأسمالي الحرية لاختيار طريق الثورة لفرض الاشتراكية بدلا من نمط الانتاج الرأسمالي، تلجأ الى تقوية الفكر الديني والخرافي والظلامي لتشويه الوعي الطبقي، وهذا ما أدى الى ولادة الوحش داعش الذي أصبح مبررا للإمبريالية لتتدخل عسكريا بحثا عن معالجة مؤقتة لانحطاط نمطها الانتاجي. مع صادق محبتي وتقديري
49
أعجبنى
|
التسلسل: 29
|
العدد: 574036 - التحريفية والعمل النقابي والسياسي
|
2014 / 9 / 29 - 23:41 التحكم: الكاتب-ة
|
رياض رشيد
|
تحية للرفيق أديب على هذه الارضية المتنوعة، أريد أن أركز مداخلتي هنا على دور التحريفية من خلال العمل النقابي والسياسي، فكما يعلم الجميع لديك تجربة غنية في العمل السياسي الى جانب احد الاحزاب التحريفية كما لك أيضا تجربة غنية الى جانب نفس الحزب التحريفي والذي سبق لك أن وجهت له نقدا لادعا عقب انعقاد مجلس التنسيق الوطني الثالث يوم 19 يوليوز كما شاركت في صياغة ما يسمى بوجهة نظر ماركسية لينينية من العمل النقابي بمنطقة الرباط سلا تمارة، والتي يمكن الرجوع اليهما في الرابطين التاليين http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=425263 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429114 سؤالي للرفيق اديب هو حول نقاط التماس ونقاط الافتراق التي قد تجمع أو تفرق بين العمل السياسي الماركسي اللينيني الاصيل والعمل السياسي التحريفي في هذا المجال؟ ثم كسؤال ثاني وانطلاقا من ما تدل عليه بعض كتاباتك حول العمل النقابي ومن خلال ما نفهمه من هذه الارضية التقديمية للحوار المفتوح، وحيث تؤكد على أن النقابة أضحت في ظل انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي أداة برجوازية بامتياز مهمتها هو ادماج الطبقة العاملة في هذا النمط والتطبيع معه وبالتالي لم تعد النقابة وسيلة مفيدة للطبقة العاملة سواء لتطوير وعيها الطبقي أو للعمل على انعتاقها، ولا شك أن هذه الخلاصات قد توصلت اليها من خلال تجربتك الشخصية في العمل النقابي وخاصة الى جانب الحزب التحريفي المذكور. فمن خلال كل ذلك ماذا تبقى للطبقة العاملة لتطوير وعيها الطبقي وشحد أداتها السياسية؟ ثم ما هي مطبات العمل النقابي الى جانب الحزب التحريفي داخل ما أصبح يسمى بالاتحاد المغربي للشغل التوجه الديموقراطي؟ وحيث يظهر أنه على الرغم من احتجاجات العديد من المناضلين على ذلك الحزب الذي ضرب عرض الحائط كافة المبادئ الديموقراطية العمالية واستفرد بصناعة القرار النقابي داخل ما يسميه -بالتوجه الديموقراطي- في حين انه لا يحمل من الديموقراطية الا الخير والاحسان؟
44
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 30
|
العدد: 574042 - رد الى: رياض رشيد
|
2014 / 9 / 30 - 01:05 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية نضالية للرفيق رياض رشيد على ملاحظاتك واسئلتك المحرجة، وفيما يلي وجهة نظري حولها:
1 - في البداية وجوابا على سؤالك حول نقاط التماس ونقاط الافتراق التي قد تجمع أو تفرق بين العمل السياسي الماركسي اللينيني الاصيل والعمل السياسي التحريفي في هذا المجال، أعتقد أن لا مجال للمقارنة أو التماس والافتراق، فالتحريفية الماركسية تتميز بمحاولة تفسير الماركسية بما يتلاءم مع النزوعات الانتهازية للتحريفين كأشخاص أو كخط سياسي انتهازي، وبالتالي يتسم التحريفيون بالوسطية أي بمحاولة التوفيق بين ميولاتهم البرجوازية الصغرى مع الركوب على بعض النظريات الماركسية دون غيرها واعتبارها بمثابة الجوهر الحي لها، بينما اهمال النظريات الأخرى باعتبارها لا تتلائم مع روح العصر. فخلاصة هذا الخط التحريفي أنه فصيل برجوازي يريد الاشتغال وسط الطبقة العاملة بدعوى خدمتها وليس استخدامها. وتمكن هذه الاستراتيجية التحريفيين من الارتكاز على القوة الجماهيرية للطبقة العاملة من أجل مساومة التحالف الطبقي الحاكم على بعض المكتسبات السياسية والاقتصادية، تجعله يتحول تدريجيا الى فصيل برجوازي بامتياز، وذلك هو شأن جميع الاحزاب الوسطية التحريفية، كما هو شأن التيارات التروتسكية. وقد تطورت التحريفية تاريخيا من التحريفية الكلاسيكية التي نظر لها كل من برنشتاين وكاوتسكي وتحريفيو الأممية الثانية. ثم التحريفية المعاصرة التي انطلقت مع أفكار خروتشوف عقب اغتيال الرفيق ستالين ومن افكار تروتسكي والتروتسكية، وقد سادت هذه الافكار التحريفية المعاصرة طيلة حياة رأسمالية الدولة في ظل التحريفية السوفياتية بعد اغتيال ستالين. ثم هناك التحريفية الجديدة، التي انطلقت عقب انهيار سور برلين سنة 1989 وانهيار التحريفية السوفياتية سنة 1991. فهذه التحريفية الاخيرة تستهدف العمل بالرصيد الفكري الماركسي اللينيني من أجل أهداف انتهازية لا يتعدى مساومة التحالف البرجوازي الحاكم على بعض المكاسب السياسية والاقتصادية. وقد شاهدنا هذا المنحى التحريفي في بلادنا منذ انطلاق ما يسمى بالتجميع منذ سنة 1991، وهناك عدة أوراق وأطروحات شاهدة على ذلك. بل هناك تنظيمات سياسية انبثقت عنها وتعمل حاليا بشكل علني.
أما العمل السياسي الماركسي اللينيني الأصيل، فينطلق من داخل الطبقة العاملة والتي تشكل عموده الفقري، ويعمل على تطوير الوعي الطبقي العمالي من خلال الانخراط اليومي في الصراع الطبقي، ومع تراكم النضالات الميدانية يتطور العمل السياسي الماركسي اللينيني الى وضع البرامج والارضيات الايديولوجية والسياسية والتنظيمية والنضالية المتطابقة مع تلك النضالات في افق الانتقال بها من مرحلة الى مرحلة متصاعدة. وليس هناك حدود في العمل السياسي الماركسي اللينيني بين ما هو علني وما هو سري وبين ما هو اصلاحي وما هو ثوري، بل يتوقف ذلك على متطلبات الاستراتيجية والتكتيك وعلاقتهما الديالكتيكية.
2 - فيما يخص الجواب على الشق الأول من السؤال الثاني، فيجب التفرقة بين أمرين، الأول يتعلق بالتحليل النظري، حيث أن النقابة في ظل مرحلة انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي أصبحت أكثر من أي وقت مضى تحت المراقبة المباشرة للتحالف الطبقي الحاكم، وحيث تملي ارادتها عليها بشكل مباشر عبر التمويل والقانون والقمع، وبشكل غير مباشر عبر القيادات البيروقراطية للنقابة والتي تتمكن الدولة البرجوازية من فرضها فرضا. فهذه الرؤية النظرية للنقابة واضحة ولا غموض فيها ولا يمكن ان ينكرها سوى الانتهازيون والبروقراطية والتحريفيون. أما الأمر الثاني، فيتعلق بكيفية التفاعل الديالكتيكي للمناضلين الماركسيين اللينينيين داخل هذا الواقع الموبوء للنقابة، حيث من واجب هؤلاء المناضلين العمل بوصية لينين وهو التواجد أينما وجدت الجماهير العمالية. فدور المناضلين داخل هذه النقابات هو النضال من أجل رفع مستوى الوعي السياسي الطبقي وسط الطبقة العاملة لتوجيه نضالاتها في اتجاه تنظيمها الذاتي وتحكمها في مستقبلها من أجل انعتاقها.
3 - أما بالنسبة للجواب على الشق الثاني من السؤال الثاني والذي يهم الاحداث الاخيرة داخل مجلس التنسيق الوطني الثالث ليوم 19 يوليوز والذي تقرر أن يبقى مفتوحا لتعميق النقاش الى غاية اجتماع ثاني للمجلس والذي تم يوم 27 شتنبر وهو الاجتماع الذي قاطعه أغلب القوى العاملة في التوجه النقابي الديموقراطي نظرا لأن التيار السياسي المهيمن الذي تجاهل يوم 19 يوليوز أبسط قواعد الديموقراطية ابتداء من تعيين مجلس الرئاسة وعدم السماح بالمناقشة المستفيضة لاوراق المجلس المليئة بالانحرافات وانتهاءا بتعيين ثلاثي السكرتارية بدل الانتخاب. فهذا التيار واصل تجاهله لاي نقاش للانتقادات الموجهة للنتائج غير الديموقراطية المنبثقة عن مجلس 19 يوليوز، بل واصل توزيعه لها كما لو كانت نتائج ديموقراطية. الاشكالية المطروحة هي ان عملية الطرد التي كنت ضحيتها أنا الأول من طرف البيروقراطية المتنفذة داخل الاتحاد المغربي للشغل، كان بسبب الاحتجاج على الممارسات غير الديموقراطية والتي اقترنت بفساد عدد من القيادات النقابية البيروقراطية. وكان الامل في تدبير الصمود للنقابيين الشرفاء على أساس مبادئ الديموقراطية العمالية وبلورة جميع القرارات انطلاقا من هذه المبادئ. لكن ما حدث هو استئثار التيار السياسي المهيمن بفرض اطروحاته وتجاهل كافة الاطروحات الأخرى وذلك بمنطق القوة العددية وليس بمنطق المشاركة الديموقراطية. لذلك قاطع الشطر الثاني من مجلس التنسيق الوطني ليوم 27 شتنبر كافة المناضلات والمناضلين الشرفاء الرافضين لاستبلادهم من طرف التيار السياسي المهيمن.
40
أعجبنى
|
التسلسل: 31
|
العدد: 574197 - رأسمالية الدولة
|
2014 / 9 / 30 - 22:33 التحكم: الكاتب-ة
|
لمياء الرايس
|
جاء في المقدمة ان الدولة البرجوازية ترفع من مستوى استبدادها من أجل الهيمنة المطلقة على الاحزاب السياسية والنقابات بواسطة البيروقراطيات المسخرة لذلك، وعبر الهيمنةعلى هذه الكيانات السياسية والنقابية تهيمن الدولة على الحياة البرلمانية مما حول الديموقراطية البرجوازية الى مجرد العوبة بيد الدولة، ثم تقول بهيمنة رأسمالية الدولة الى جانب الطبقة البرجوازية المهيمنة. السؤال هنا ما هي العلاقة بين رأسمالية الدولة كشخص اعتباري والطبقة البرجوازية كطبقة حاكمة؟ وهل تلتزم الدولة الحياد اتجاه مكونات المجتمع ام تنحاز كلية الى الطبقة الحاكمة؟
45
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 32
|
العدد: 574374 - رد الى: لمياء الرايس
|
2014 / 10 / 2 - 01:15 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
في البداية اشكرك السيدة لمياء الرايس على الاشكالات التي طرحتيها بخصوص طبيعة الدولة الرأسمالية وعلاقتها بالتحالف الطبقي الحاكم، ومدى التزامها بالحياد اتجاه مكونات المجتمع؟. سأحاول تقديم وجهة نظر عامة حول طبيعة الدولة في ظل الانقسام الطبقي وطبيعة الدولة الثورية عندما تتمكن البروليتارية الثورية من انتزاع جهاز الدولة من البرجوازية المهيمنة كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي. علما ان كتابات كارل ماركس وفردريك انجلز تشكل المصادر الرئيسية لهذه الافكار. يؤكد انجلز في كتابه الاسرة والملكية الخاصة والدولة على أن هذه الاخيرة ينتجها المجتمع في مرحلة معينة من تطوره. كما أن الدولة تعبير عن أزمة التناقض الطبقي الحاد غير القابل للعلاج. وبهذا المفهوم فإن الدولة تنشأ على يد الطبقة الأكثر قوة، والتي تتمكن من فرض نفسها سياسيا وعسكريا على بنية العلاقات الاجتماعية القائمة، ويكفي أن نتأمل في بلادنا تعاقب أسر معينة على حكم المغرب في فترات متعاقبة كدولة الادارسة فالمرابطين فالموحدين فالمرينيين فالوطاسيين فالسعديين واخيرا العلويين. وقد شكلت الدولة باستمرار أداة سياسية تلجأ اليها الطبقة المهيمنة لفرض وضمان ديكتاتوريتها. وعندما تشتد التناقضات بين التحالف الطبقي الحاكم والطبقات المضطهدة، نلاحظ اللجوء المستمر والمتصاعد لأجهزة الدولة القمعية بكافة أشكالها البوليسية والمخابراتية والقانونية والقضائية ... الخ. وكلما حدث هذا الميل المفرط لجهاز الدول نحو القمع الا وكان ذلك دليلا قاطعا على تواجد التحالف الطبقي الحاكم في ازمة خانقة. والعكس صحيح حيث انه كل ما حدث تراخي في استخدام وسائل الاكراه كلما كان ذلك دليل على تراجع نسبي للتناقضات القائمة بين الطبقات الحاكمة والمحكومة. عبارة رأسمالية الدولة انطلق استعمالها عقب الازمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929 وخاصة عقب الحرب العالمية الثانية ومع تبني الوصفات الكينيزية لمعالجة الأزمة. فاعتبارا لتمثيلية الدولة للتحالف الطبقي البرجوازي الحاكم، وتسخير اجهزة الدولة لخدمة المصالح الاقتصادية للبرجوازية عبر ميزانيتها العامة وأيضا عبر القطاع العام الواسع الذي تم تشكيله لاعتماد المشاريع العمومية الكبرى الممولة بواسطة دافعي الضرائب والتي تستفيد منها الشركات الرأسمالية الخاصة التي تحضى بارساء الصفقات عليها. فالدولة إذن تحولت ببرلماناتها وحكوماتها وميزانياتها وقطاعها العمومي الى كيان رأسمالي اعتباري متناغم مع المصالح الرأسمالية الخاصة. فنحن حينذاك في اطار رأسمالية الدولة. وقد تعددت نماذج رأسمالية الدولة بين الدولة الفاشية في كل من المانيا وايطاليا واليابان أو رأسمالية الدولة البورجوازية الليبرالية في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية مثلا. كما يمكن ان نظيف نموذج رأسمالية الدولة في الاتحاد السوفياتي عقب اغتيال ستالين سنة 1953، وهيمنة البيروقراطية على دولة ديكتاتورية البروليتارية. وإذا كانت وظيفة الدولة البرجوازية هي الحفاظ على التفاوت الطبقي وعلاقات الانتاج المختلة وتوسيعها لتأويج ارباح التحالف الطبقي الحاكم، فإن نجاح ثورة البروليتاريا في انتزاع السلطة وجهاز الدولة من الطبقة البرجوازية وبالتالي فرض ديكتاتورية البروليتارية، فإن وظيفة هذه الدولة البروليتارية الجديدة، هي قمع الطبقات البرجوازية والعمل على القضاء على الطبقات وعلى العمل المأجور وخلق مجتمع شيوعي جديد تنتفي فيه المصالح الطبقية المتضاربة مما سيؤدي مع سيرورة تطور المجتمع الشيوعي الى اضمحلال تدريجي لجهاز الدولة الذي لن تصبح أي حاجة اليه نظرا لاختفاء التناقض الطبقي.
47
أعجبنى
|
التسلسل: 33
|
العدد: 574282 - الديموقراطية بين الرأسمالية والاشتراكية
|
2014 / 10 / 1 - 10:38 التحكم: الكاتب-ة
|
أنور نور
|
على مستوى البنيات الفوقية لنمط الانتاج الرأسمالي تتبجح القوى البرجوازية بتلبية نمطها الانتاجي لمتطلبات العدالة والديموقراطية وحقوق الانسان، حيث لا يمكن لهذا ، النظام ان يعيش ويتنفس ويزدهر الا في جو ديموقراطي، وتنتقد البرجوازية بهذه المناسبة التجارب الاشتراكية المعتمدة في كل من الاتحاد السوفياتي والصين على الأقل بنزوعاتها الديكتاتورية والشمولية. وتركز البرجوازية هجومها على الخصوص على ستالين بهذا الخصوص وتقول انه حكم روسيا لمدة 29 سنة بالحديد والنار واباد الملايين من الروس. وأن هذا المنحى غير الديموقراطي للتجارب الاشتراكية هو الذي أدى في نهاية المطاف الى انهيار التجارب الاشتراكية التاريخية. فما هي تصورات الرفيق أديب مشكورا في هذا المجال؟ وهل الاشتراكية هي فعلا رديف للديكتاتورية والشمولية؟ السؤال مطروح على كافة كاتبات وكتاب الحوار المتمدن؟
36
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 34
|
العدد: 574476 - رد الى: أنور نور
|
2014 / 10 / 2 - 19:08 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية للرفيق أنور نور، تسألني عن طبيعة الديموقراطية البرجوازية، وتطلب مني عقد مقارنة بين طبيعة الديموقراطية البرجوازية وبين ما ساد خلال التجارب الاشتراكية خصوصا في عهد ستالين في الاتحاد السوفياتي. كما تستعمل نفس مصطلحات الدعاية البرجوازية بخصوص الديكتاتورية والشمولية.
في البداية وكما أشرت في معرض جوابي على سؤال السيدة لمياء الرايس أن المنظومة الرأسمالية هي غير المنظومة الاشتراكية ويبدأ ذلك من طبيعة الدولة البرجوازية التي تعتبر أداة سياسية طبقية هدفها هو الحفاظ على علاقات الانتاج الطبقية المختلة كما هي وقمع كل محاولة لتعديل هذا الوضع الاجتماعي الطبقي. أما في اطار سيرورة الثورة البروليتارية حينما تتمكن هذه الأخيرة من احراز الانتصار عبر ثورتها العنيفة وانتزاعها للسلطة بالقوة من الطبقة البرجوازية ومن تم فرض ديكتاتورية البروليتاريا، فإن جهاز الدولة يصبح بمثابة نصف دولة لأن وظيفة الدولة آنذاك تصبح هي القضاء على النظام الطبقي وعلى جميع أشكال الاستغلال. وعند تحقق هذه الغاية تنمحي الدولة تلقائيا.
لقد ذكرت بهذه الاشياء نظرا لأنك تتساءل عن طبيعة الديموقراطية البرجوازية وتحاول ان تبحث عن مثيلتها في اطار المجتمع الشيوعي، بينما لا علاقة البثة بين المجتمعين. فالديموقراطية البرجوازية مجرد شعارات حرفت هذه الاخيرة المفهوم الديموقراطي الذي كان سائدا منذ عهد اليونان وهو -سلطة الشعب- الى مجرد توفير بعض الحقوق والحريات السياسية كالاقتراع العام وحرية التعبير والاجتماع. لكن هل يكفي اعتماد هذه الحقوق والحريات للقول بتوفر الديموقراطية الحقيقية أي أن سلطة القرار السياسي والاقتصادي هي بيد الشعب وليس بيد الاقلية البرجوازية؟.
ثم هل يكفي تنظيم انتخابات من اجل تجديد الاغلبية البرلمانية والفريق الحكومي كل ستة سنوات للقول بتوفر ديموقراطية حقيقية، ونحن نعلم أن الاغلبية والحكومة حرة وغير ملزمة بالوعود التي يتم تقديمها خلال الحملة الانتخابية؟ ولنا مثال في حكومة بنكيران المغربية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الاسلاموي منذ 25 نونبر 2011 حيث قامت هذه الحكومة بالعكس تماما لما وعدت به الاحزاب المكونة للائتلاف الحكومي.
ثم أين هي الديموقراطية حينما تعمل اللوبيات الاقتصادية القوية مثل لوبي الباطرونا المغربية، الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على الالتفاف والضغط من أجل استصدار قرارات لاشعبية تخدم رأس المال على حساب الجماهير العمالية؟
ثم أخيرا أين هي الديموقراطية وأين هي سلطة الشعب حينما تسلب الجماهير الشعبية من كامل سلطتها الاقتصادية والتي تشكل القاعدة المادية للسلطة السياسية؟ خصوصا عندما تتواطؤ الحكومات مع المؤسسات المالية الدولية من أجل تفريغ تكاليف الازمة على كاهل أوسع الجماهير العمالية والفلاحين الفقراء أو رفع المعدلات الضريبية على ذوي الدخل المحدود واعفاء اصحاب الثروات والعفو عن ناهبي الملايير منها ورفع جميع اسعار المنتجات والخدمات والغاء نظام الدعم عنها وحرمان هذه الجماهير وابنائها من المرافق العمومية المجانية كالتعليم والصحة ... الخ.
ان الديموقراطية البرجوازية سواء في المغرب أو فرنسا أو الةلايات المتحدة الامريكية أو السويد فوظيفتها واحدة وهي الحفاظ على النظام الطبقي القائم وعلى علاقات الانتاج المختلة، وحيث تشكل الآليات الديموقراطية البرجوازية مجرد ايديولوجية للحفاظ على استمرارية النظام وتقوم بنفس الوظائف التي تقوم بها الآليات القمعية المادية للدولة لارغام الطبقات الشعبية المحكومة على الاستمرار في خنوعها المطلق لارادة التحالف الطبقي الحاكم وخدمة مصالحه.
أما ما حدث خلال الموجة الثورية الأولى انطلاقا من سنة 1917، فان الصراع الطبقي الذي قام في ظل ديكتاتورية البروليتاريا من أجل محو التفاوت الطبقي كان قويا وتضافرت فيه قوى الثورة المضادة داخليا وخارجيا بالاضافة الى الحرب الاهلية الى غاية 1928 ومؤامرات التروتسكيين والبرجوازية الصغرى بتحالف مع القوى الفاشية اضافة الى الحرب العالمية الثانية، فلم تترك لديكتاتورية البروليتارية تحت قيادة الرفيق ستالين المجال لحسم الصراع لفائدة البروليتاريا، فتم اغتيال ستالين بالسم وتحويل الاتحاد السوفياتي منذ 1953 الى رأسمالية الدولة تم داخلها اخضاع البلاد الى تحالف طبقي جديد اعاد الرأسمالية الى روسيا بكامل ابعادها.
إذن فلا وجه للمقارنة بين طبيعة الديموقراطية البرجوازية والديموقراطية العمالية التي تحدث نتيجة سيرورة طويلة تنتصر فيها ديكتاتورية البروليتاريا في محو الطبقات والانتقال الى المجتمع الشيوعي.
33
أعجبنى
|
التسلسل: 35
|
العدد: 574288 - مبادئ التنظيم العمالي
|
2014 / 10 / 1 - 11:23 التحكم: الكاتب-ة
|
سباعي محماد
|
ان أكثر ما تتغافله الحركة العمالية وتعبيراتها السياسية والاجتماعية هي مبادئ التنظيم العمالي وإن ما يزكي هذا المنحى الفوضوي هو نمط الفكر البرجوازي الصغير،حيث يسقط هذا النمط في حب تحقيق النتائج الانتهازية المستهدفة بسرعة تتداخل مع طبيعتها الاخلاقية ونظرتها للأمور وحب فرض وصايتها على الطبقة العاملة لجرها كالخرفان نحو تبني سياسات ليبرالية شكلا لكنها أكثر خضوعا للاستغلال. فمبادئ التنظيم العمالي تمت تجربتها عمليا من طرف الحركة العمالية العالمية منذ تنظيمات أنويتها الأولى وعمق ماركس وانجلز بعض مبادئها سواء في ظل عصبة الشيوعيين أو من خلال الجمعية الدولية للعمال أو في ظل الاممية الثانية. لكن مبادئ التنظيم العمالي ستتعمق مع نشأة وتطور الحزب البولشفي تحت قيادة لينين. الخلاصة هي أن مبادئ التنظيم العمالي تستخلص من تجارب الحركة العمالية العالمية ومن الاضافات التنظيمية العملية لكبار الثوريين. ان الحركة العمالية اليوم هي في أشد الحاجة لتلخيص هذه التجارب وهذه المبادئ، خصوصا وان الصراع الطبقي مع البرجوازية وفي ظل انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي وضرورة تنظيم الطبقة العاملة لنفسها حتى تحرز انتصارها على نقيضها، الى هذه المبادئ. فهل لدى الرفيق أديب من اضافات في هذا الشأن؟
43
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 36
|
العدد: 574530 - رد الى: سباعي محماد
|
2014 / 10 / 3 - 00:36 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
شكرا للرفيق سباعي محماد على اثارته لهذه الاشكالية الذي تشغل بال كافة البروليتاريين والحركة العمالية ككل. لا أختلف كثيرا عن ما تفضلت بتقديمه وليس لدي الكثير مما أضيفه هنا سوى التذكير ببعض المبادئ العامة في مجال التنظيم العمالي ودلالاتها، استقيها من تجاربي العملية ومن قراءاتي لتجارب وافكار الحركة العمالية العالمية. إن أي تنظيم عمالي ينطلق في اعتقادي من مبادئ أساسية يأتي في مقدمتها الوضوح الايديولوجي والسياسي ومخطط تنظيمي لبلورة الخط الايديولوجي والسياسي. وبطبيعة الحال فان الحديث عن تنظيم عمالي يعني الانطلاق من فكر الطبقة العاملة المستقل والذي ساهم في بلورته وتكوينه كبار الثوريين البروليتاريين عبر سيرورة طويلة نسبيا تنطلق من أواخل القرن الثامن عشر، والتي تجمعت في اطار أفكار وتجارب كل من ماركس وانجلز ولينين وهو ما أصطلح عليه بالماركسية اللينينية باضافة بعض التجارب الاشتراكية الناجحة نسبيا كالتجربة الاشتراكية تحت قيادة ستالين وكالتجربة الثورية في اتجاه الاشتراكية تحت قيادة ماو تسيتونغ. وهذا دون اهمال المساهمات الفكرية والعملية لروزا لوكسمبورغ الثائرة الالمانية. إذن فالتنظيم العمالي عليه أن يرتكز في اعتقادي على الماركسية اللينينية كقاعدة ايديولوجية للتنظيم، وأن يسهر على وضع برنامج سياسي واضح والعمل بالتالي من خلال آليات التنظيم على التطبيق العملي للخط السياسي. في المستوى الثاني من مبادئ التنظيم الأساسية هناك المركزية الديموقراطية، ففي ظل الامبريالية وانحطاط نمط الانتاج الرأسمالي باتت الحركة العمالية تواجه عدوا فائق التنظيم، ومن أجل احراز الانتصار على هذا العدو الطبقي، فإن البروليتاريا في حاجة الى منظمة سياسية لقيادة الصراع الطبقي حتى في ظل الظروف الأكثر صعوبة من حيث القمع السياسي. لكن كفاءة المنظمة العمالية لاحراز الانتصار على التحالف الطبقي الحاكم وعلى الامبريالية تنطلق من عدالة ايديولوجيتها وخطها السياسي وأيضا على صرامتها التنظيمية. فمن أجل تحقيق وحدة وانسجام التنظيم العمالي يفترض بشكل مسبق تحقيق وحدة الآراء حول القضايا الايديولوجية والسياسية الأساسية. وتعتبر هذه الوحدة في الآراء هي قاعدة عمل المنظمة. وهو عمل مخطط منضبط ووحدوي للمنظمة يتطلب روح المبادرة وحركية أعضاء التنظيم، المرتبطين بالتعليمات المتفق عليها مركزيا وبالانضباط الواجب بالنسبة لجميع الأعضاء. فالمركزية الديموقراطية تشكل هنا المبدأ التنظيمي للمنظمة العمالية ومن خلالها تحقق اهدافها.
لقد عرض لينين وطور المركزية الديموقراطية في اطار نضاله ضد الإ قتصادوية ثم بعد ذلك خلال وبعد المؤتمر الثاني للحزب البلشفي سنة 1903 في اطار نضاله ضد انتهازية المناشفة وتروتسكي حول قضايا التنظيم(أنظر كتاب لينين خطوتان الى الوراء وخطوة الى الامام). كما اعتمد ماو تسيتونغ على النظرية الماركسية اللينينية في بناء الحزب الشيوعي الصيني على أساس المركزية الديموقراطية. وفي هذا السياق، ربط بشكل وثيق مبدأ المركزية الديموقراطية بالدياليكتيك وبنظرية المعرفة المادية، فساهم بذلك في التطبيق العملي للماركسية اللينينية من خلال فهمه العميق وتجسيده لها. وبعد انتصار الثورة البروليتاريا في روسيا سنة 1917، اكتسبت المركزية الديموقراطية أيضا أهمية كبرى، لأن دولة ديكتاتورية البروليتاريا، تم تنظيمها أيضا على أساس هذا المبدأ.. وبعد تحليل علمي، ديالكتيكي، للتجارب التاريخية، بلور ماو تسيتونغ نظرية متابعة الثورة تحت ديكتاتورية البروليتاريا ورأي في انجازها وسيلة أساسية لتعزيز ديكتاتورية البروليتاريا. ولمتابعة الثورة، كان من الضروري تطوير المركزية الديموقراطية للجماهير الواسعة وأيضا إعطاء المسار الحر للديموقراطية البروليتارية ولنقد الجماهير من الأسفل الى الأعلى في اطار الانضباط الاشتراكي. لقد كان ذلك وسيلة من أجل قلب البيروقراطية وتوقع من خلال الثورة الثقافية عودة الرأسمالية للصين، نظرا للتناقض الحاصل بين محاولة تطبيق الفكر الماركسي اللينيني المتقدم جدا في مجتمع طبقي متخلف منقسم بين العديد من الايديولوجيات الطبقية التي تغذيها الامبريالية المحيطة بالصين آنذاك. لقد أثبت مبدأ المركزية الديموقراطية العمالية نجاعته الفكرية والعملية وعدم قدرة أي تنظيم عمالي على الاستمرار والتوسع بدون فهمه وتجسيده. فالمركزية الديموقراطية تشكل قاعدة البناء التنظيمي للمنظمة العمالية. كما أن المركزية الديموقراطية هي وحدة دياليكتيكية للديموقراطية وللمركزية، وللحرية وللانضباط. فالديموقراطية والحرية لا يجب أن يعتبرا في اطلاقهما، منفصلان عن المركزية والانضباط، ذلك لأنهما ليسا هدفا بحد ذاته، وإنما وسيلة لتقوية المنظمة وإذن فرض مصالح الطبقة البروليتارية. ففي التنظيم العمالي، لا يجب فقط أن تكون هناك ديموقراطية، وإنما أيضا مركزية. ولا يجب أن تكون هناك مركزية بدون ديموقراطية، لأن ذلك يعني السقوط في انتهازية اليسار. لكن بدون مركزية، تفقد الديموقراطية معناها. فديموقراطية عندما تكون وحيدة الإتجاه ومدفوعة الى أقصاها بدون مركزية فتعني الانتهازية اليمينية ولا تؤدي تؤدي بالتالي إلى الوحدة في الرؤى الايديولوجية والتنظيمية المنشودة. فالتنظيم العمالي سيتدهور نحو مجرد حلقة نقاش؛ وستكون النتيجة هي تشتت وتفكك المنظمة. إفعندما ترتبط الديموقراطية بالمركزية هناك فقط يمكن أن تتحقق الوحدة الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية، والعمل الموحد. لأجل ذلك في بعض الحالات وفي بعض الظروف، تصبح المركزية أكثر أهمية من الديموقراطية. وفي هذا الصدد يشير ماوتسيتونغ الى اهمية المركزية في خطابه لسنة 1962، أنظر المجلد الثالث الصفحة 45: -ماذا نعني بالمركزية؟ إنها قبل كل شيء مركزية الأفكار الصحيحة. فعلى هذه القاعدة، نوحد الرؤى، والاجراءات السياسية، والمخططات، والقيادة والعمل؛ وهو ما نسميه بالوحدة عبر المركزية-. وتستند المركزية الديموقراطية على نظرية المعرفة الماركسية اللينينية. فهي ديموقراطية لأن التجارب العملية لأعضاء المنظمة العمالية وتجارب الحركة العمالية العالمية تشكل قاعدة عمل المنظمة العمالية بكاملها. ثم إنها مركزية لأن التجارب العملية المعزولة، وفي جزء كبير منها غير ميكانيكية، فأعضاء التنظيم العمالي لا يتحولون تلقائيا الى خط صحيح والى عمل وحيد، وإنما بعد أن يتم تركيزهم وبشكل مركزي، يجب أن يتبلوروا في خط وحيد بالارتباط مع التجارب العالمية. المعارف التي يتملكها الأعضاء في بداية أنشطتهم السياسية تقوم أساسا على وعيهم الحسي. لكنها تبقى مجرد معارف جزئية مكتسبة في التطبيق من طرف مختلف الأعضاء، الذين ليسوا مرتبطين بالتجارب العامة للحركة العمالية في العالم أجمع، بمعنى مع النظرية الماركسية اللينينية. فمهمة الدوائر التنظيمية تتمثل أولا في دراسة ومعالجة عميقة ونقدية للمعارف الجزئية للأعضاء، ثم منهجة مختلف الآراء وتلخيص التجارب النوعية؛ ثم ثانيا بربط هذه المعارف الجزئية بالتجارب العامة عبر تنظيم تكوينات ودراسات جماعية وبشكل ديداكتيكي. من هنا، تحدث قفزة نوعية وتتحول المعرفة الحسية المتوفرة في البداية الى معرفة علمية تعكس العلاقة الدياليكتيكية بين التجارب المجمعة في التطبيق والتجارب العامة. لكن عملية المعرفة لا تتوقف هنا، بل يعتبر التطبيق العملي هو معيار الحقيقة. لذلك فإن القرار السياسي يجب أن يتم تبريره وأن يفسر أمام اعضاء التنظيم العمالي حتى يفهموا طبيعته ويتمكنوا من تطبيقه. (نفس الشيء ينطبق على التوجيهات، والخطط، والمناهج، الخ..). وخلال تفعيل القرار (انجاز المخطط الخ.) بحيث تحدث قفزة ثانية أكثر أهمية من الأولى، قفزة المعرفة العلمية نحو التطبيق الثوري. هنا فقط، أثناء تنفيذ القرار، وأن صحته يتم افتحاصها أثناء التطبيق. حينذاك تصبح سيرورة المعرفة منتهية. ومن أجل تلخيص تجارب الأعضاء عند تنفيذ القرارات، فان الدوائر التنظيمية يجب أن تسهر على اجراء مراقبة منهجية على تنفيذ القرارات. فبهذه الطريقة فقط يمكن التأكد من ما إذا كان القرار صائبا أو لا. وإذا تبين خلال مراقبة التنفيذ، أن قرارا غير كافي أو أحادي الاتجاه، أو أنه لا يقدم جوابا على الأوضاع القائمة، فيجب اتخاذ قرار آخر أو تحسين القرار القديم، علما بأن التجارب الجديدة المكتسبة عند التنفيذ يشكل قاعدة للتعديل. وبعد إنجاز القرار الذي تم تحسينه (أو التوجيه، أو المخطط، الخ...)، فإن التجارب يجب تلخيصها من جديد. وبعد ذلك، يصبح القرار محسنا. إن الأوضاع السياسية ليست شيئا ثابتا. بل هي في تطور وتحول متواصل. ومعها تتطور أيضا التجارب التطبيقية لأعضاء المنظمة العمالية ومن هنا تتزايد معرفة الدوائر السياسية للتنظيم. فهذه المعارف لا تعرف نهاية. فمركزة الآراء، والتنفيذ التطبيقي للقرارات، وتجميع المعارف الجديدة المكتسبة عند تنفيذ وتحسين القرارات، والتنفيذ التطبيقي للقرارات التي تم تحسينها، الخ.، كل هذا يشكل عملية دورية من المعارف لا حدود لها، لولبية، وفي كل عملية معرفية معزولة، فإن القرارات، والمخططات، والتوجيهات والنظريات تصبح أكثر صحة، وأكثر اكتمالا وأكثر ملموسة. ولبلوغ وحدة الحركة لدى أعضاء المنظمة العمالية، فإن الاقتناع بصحة الخط وضرورة التطبيق لا تكفي؛ فالقناعة يجب أن تكتمل بالانضباط الوحدوي لجميع أعضاء التنظيم العمالي حيث: يجب أن تخضع المنظمة بكاملها للانضباط الوحدوي: وخضوع الفرد للمنظمة؛ وخضوع الأقلية للأغلبية؛ وخضوع المستويات الدنيا للمستويات العليا؛ وخضوع المنظمة بكاملها الى الادارة المركزية.
23
أعجبنى
|
التسلسل: 37
|
العدد: 574314 - هل تؤيدون داعش الان؟
|
2014 / 10 / 1 - 14:29 التحكم: الكاتب-ة
|
ابو ناظم الجبوري
|
تحية وسلام الكثير من اليسار المغربي كانوا يدعمون صدام حسين وبعد سقوطه دعموا مايسمى بالمقاومة العراقية وبقايا حزب البعث!! هل مازلتم في نفس التفكير؟ وهل تؤيدون داعش الان؟ وفق نفس المنطلق م معاداة الامبريالية؟
48
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 38
|
العدد: 574320 - رد الى: ابو ناظم الجبوري
|
2014 / 10 / 1 - 15:25 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية للسيد أبو ناظم الجبوري، يبدوا من خلال سؤالك أنك لا تعرف اليسار المغربي بفصائله المختلفة سواء منها الانتهازية والتحريفية والاصلاحية أو الراديكالية والثورية، والتي قد يوجد من بينها من تضامن مع صدام حسين أو من دعم المقاومة العراقية وبقايا حزب البعث بعد سقوط صدام حسين، انطلاقا من نقد المخططات الامبريالية الحربية لمعالجة تناقضاتها وأزماتها الاقتصادية والسياسية. أما بالنسبة لداعش كوحش ظلامي جديد خرج من مختبرات الامبريالية والصهيونية لاعتماده كمبرر للتدخل في المنطقة، فلا أعتقد أن احدى مكونات الفصائل اليسارية المغربية يساند لا الوحش الظلامي داعش ولا الحرب الامبريالية الصهيونية المفتعلة ضد داعش لاستكمال المخططات الاستراتيجية في المنطقة ومن بينها التدمير الشامل لوسائل الانتاج لاعادة بنائها وأيضا تحقيق المعالجة الجزئية للانتاج الزائد والازمة الاقتصادية الرأسمالية.
30
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 39
|
العدد: 574531 - 1رد الى: سباعي محماد تابع
|
2014 / 10 / 3 - 00:39 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
إن الانضباط يكون له نفس الطابع الاجباري بالنسبة لجميع الأعضاء، بما فيهم الاطارات القيادية للمنظمة العمالية. والانضباط في التنظيم يتطلب أيضا من العضو أن ينفذ القرارات التي لا يكون شخصيا متفق معها، لانه لم يعترف بعد بصحتها. فمن حقه ان يحتفظ برأيه المختلف، لكن عليه في المقابل ان يجتهد للكشف عن صحة القرارات في العمل التطبيقي. فالتنظيم العمالي يطالب بتنفيذ منضبط للقرارات، والذي يوجد في قاعدته حصول القناعة بصلاحياتها من طرف أغلبية الأعضاء أو الدوائر التنظيمية . ومع ذلك، يجب ان تكون القرارات متطابقة مع الخط السياسي للبرنامج. وعندما تكون هناك قرارات تبدوا انها ستخرق مبادئ الماركسية اللينينية والخط البرنامجي للتنظيم، فيجب محاربتها حتى يتم اخضاعها في وقت ملائم للدراسة وتصحيح القرارات غير الصحيحة. وعلى العكس من ذلك، فان بعض القرارات الصحيحة قد تهاجم من طرف أعضاء مرتبكون أو أنها تعرضت لتأثيرات عدوانية فيجب الدفاع عنها بشكل حاسم. فالتنظيم العمالي عبارة عن جماعة مناضلة قائمة على الارادة والتطوع، وحيث تقوم وحدتها على القناعة الموحدة للأعضاء. لأجل ذلك فإن اجراءات تأديبية أو تنظيمية لا يمكنها لوحدها ضمان الوحدة التنظيمية عندما توجد اختلافات جوهرية في الرؤية. وكما هو الشأن بالنسبة للحرية أو الديموقراطية البروليتارية، فان الانضباط البروليتاري ليس هدفا بحد ذاته، وانما وسيلة محددة من أجل فرض المصالح الطبقية للبروليتارية. فالانضباط البروليتاري يقوم على الحرية، بمعنى الوعي بالحاجة. ويتعلق الأمر بانضباط اختياري من طرف الجميع ومقبول بشكل حر وواعي والذي يتميز أساسا عن الانضباط الأعمى، كما هو الشأن بالنسبة لذلك الانضباط المطبق في الجيش البرجوازي. وقد أشار ستالين لخصائص الانضباط الحديدي البروليتاري كما يلي: -إن الانضباط الحديدي في الحزب لا يمكن تصوره بدون وحدة الارادة، بدون وحدة العمل الكامل والمطلق لجميع أعضاء الحزب. ان هذا لا يعني بطبيعة الحال الغاء امكانية صراع الأفكار في قلب الحزب. بل على العكس من ذلك، فان الانضباط الحديدي لا يلغي، وانما يفترض النقد وصراع الأفكار في قلب الحزب. ان هذا لا يعني، لعدة اعتبارات قوية، بان الانضباط يجب أن يكون -أعمى-. على العكس من ذلك فإن الانضباط الحديدي لا يلغي، بل يفترض الخضوع الواعي والمقبول بشكل حر، ذلك لأن الانضباط الواعي وحده يمكنه أن يصبح حقيقة انضباطا حديديا، لكن حالما ينتهي صراع الأفكار، ويستكمل النقد، ويتخذ القرار، فان وحدة الارادة ووحدة حركة كافة أعضاء الحزب هو الشرط الضروري الذي بدونه لا يمكننا تصور لا حزب موحد ولا انضباط حديدي داخل الحزب.- (جوزيف ستالين، مبادئ اللينينية، بيكين 1966، الصفحة 115).
لكن كيف يتم الحفاظ على انضباط التنظيم وتعميقه؟ قبل كل شيء بواسطة ثقة الأعضاء في المعارف النظرية والتجارب التطبيقية، والصدق، والمصداقية ووفاء أعضاء الدوائر السياسية، وفي الوعي بصحة السلوك السياسي لدوائر التنظيم العمالي. هذه الثقة لا تولد عفويا، وانما على قاعدة سلوك كفؤ ذو نفس طويل، وادارة سياسية وتنظيمية صحيحة. فبهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق الانضباط القائم على الوعي والحرية. هذا الانضباط ليس أجنبيا عن الطبقة العاملة. فبفضل وحدة العمل في الانتاج، فان العامل يتعلم الانضباط في الانتاج القائم على الوعي المفروض في ظل الحاجة. الوعي في ظل الحاجة ينتج بشكل مباشر عن الضرورات التقنية للانتاج الكبير. انه مفروض لان العامل – لكي يتمكن من العيش – يجب أن يبيع قوة عمله للرأسماليين. وقد شرح لينين ذلك كما يلي: -هذا المعمل الذي يظهر مثل الفزاعة، وليس شيئا آخر، وخصوصا الشكل الأعلى من التعاون الرأسمالي، الذي جمع، ونظم البروليتارية، وعلمها التنظيم، وجعلها على رأس جميع الشرائح الأخرى من الكادحين والمستغلين. انها الماركسية، اديولوجية البروليتارية التي تعلمت على يد الرأسمالية، التي علمت وتعلم المثقفين المتذبذبين الفرق بين الجانب الاستغلالي في المعمل (انضباط قائم على الخوف من الموت جوعا) وجانبه التنظيمي (انضباط قائم على العمل المشترك ناجم عن تقنيات جد متطورة). الانضباط والتنظيم، الذي يتعب المثقف البرجوازي كثيرا لكي يكتسبه، فالانضباط يستوعب بسهولة من طرف البروليتارية، بطبيعة الحال بفضل هذه -المدرسة- في المعمل- (لينين، خطوة الى الأمام، خطوتين الى الوراء-، الأعمال، المجلد 7، باريس موسكو، 1975، الصفحة 115) الأمر يكون مختلفا بالنسبة للبرجوازية الصغرى والمثقف البرجوازي الصغير. فهذا الانضباط يعتبر غريبا عنه في شروطه اليومية للإنتاج، والوجود والعمل؛ وبسبب نمط انتاجه أو العمل المجزئ، فإن له موقف فرداني. البرجوازي الصغير حدر في مواجهة كل ما يكون قادما -من الخارج- ومن -أعلى-، أو من الوسط، يأتي التهديد بمنافسة المنتجين الكبار، والأبناك، الخ.، التي تضعه في الخطر مهدد لوجوده الاقتصادي. فمن هنا تأتي العدوانية ضد التنظيم لدى البرجوازية الصغرى، والتي تطبع بشكل مشابه المثقف البرجوازي أو البرجوازي الصغير. السبب يكمن بشكل رئيسي في شروط العمل الفرداني للمثقفين، الذي يشبه شروط الانتاج والعمل المجزء للبرجوازية الصغرى.
32
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 40
|
العدد: 574532 - رد إلى: سباعي محماد تابع2
|
2014 / 10 / 3 - 00:42 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
بالنسبة للمبدأ الاساسي الثاني للتنظيم العمالي فيتمثل في النقد والنقد الذاتي كقوة محركة نحو الاهداف الاستراتيجية للحركة العمالية. فالنقد والنقد الذاتي هو قبل كل شيء منهجية للمعرفة العلمية. فالمنهج الماركسي اللينيني بالنسبة للمعرفة العلمية للطبيعة وللمجتع ومن أجل تغييرهما يعتبر نقديا وثوريا. أما المثالية الفلسفية فلم تكن لا نقدية ولا ثورية. وحينما كانت البرجوازية غير مهيمنة على السلطة السياسية، فإن مفكروها الايديولوجيين كانوا الى حد ما نقديين، كما هو الشأن بالنسبة لهيغل وكانت، وكانت كافة أفكارهم طوباوية، لأنها لم تكن متلائمة مع الواقع. فالعلم البرجوازي لم يكن علما حقيقيا، بل كان ميتافيزيقيا وأصبح أكثر فأكثر رجعية، مع انطلاق هيمنة الرأسمالية. وقد كتب كارل ماركس في توطئته للطبعة الثانية من كتابه رأس المال ما يلي:
-في فرنسا وفي بريطانيا، استولت البرجوازية على السلطة السياسية. ومنذ ذلك الحين، أخذ الصراع الطبقي، العملي والنظري، يرتدى أشكالا، متزايدة من التهديد والخطر. وفي الوقت ذاته دقت ساعة احتضار الاقتصاد السياسي البرجوازي العلمي. ومنذ ذلك الحين لم تعد القضية تتلخص في صواب أم عدم صواب هذه النظرية أو تلك، بل في كونها مفيدة للرأسمال أم ضارة به، ملائمة أم غير متلائمة مع مصالحه، تتفق مع الاعتبارات البوليسية أم لا. بينما يترك البحث النزيه المكان لمعارك يقودها مخربشون مستأجورون، ويحتل التبرير المتصف بالتحامل والمدارات مكان البحث العلمي النزيه- (كارل ماركس، رأس المال، الطبعة الاجتماعية، باريس 1977، الصفحة 17)
وحتى عندما كان العلماء البرجوازيين نقديين، فإن أفكارهم لم يكن لها تأثير ملحوظ على تنمية المجتمع، ذلك لكونهم لا يربطون هذا النقد بالتطبيق الثوري. فقد كتب جدانوف، العضو القيادي بالحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي البلشفي تحت قيادة ستالين، سنة 1947 في -قضايا الفلسفة-: -في السابق، كانت الفلسفة مسألة انشغال أشخاص معزولين، فقد كانت قضية المدارس الفلسفية معزولة عن العالم، ومنفصلة عن الشعب، وغريبة عنه، تتكون من دائرة صغيرة من الفلاسفة وتلامذتهم.-
وقد اتخذ هذا التطور في الفلسفة البرجوازية في بعض الأحيان أشكالا هزلية. فقد سخر انجلز من هذه الظاهرة في توطئته لطبعة 1878 من كتابه -ضد دوهرينغ- -منذ حين، والمذاهب التي تبحث في نشأة الكون وفي الفلسفة الطبيعية بشكل عام وفي السياسة والاقتصاد السياسي، الخ، تنبث في المانيا كما ينبت الفطر بعد سقوط المطر. فأي دكتور فلسفة قليل الشأن أو حتى طالب فلسفة لن يقبل بأقل من انشاء -مذهب- متكامل. فمثلما يفترض في الدولة المعاصرة أن كل مواطن قادر على الحكم على مختلف المسائل التي يقترع عليها، وكما أن الاقتصاد السياسي يبدأ من فرضية أن كل مستهلك له معرفة دقيقة بكل سلعة التي عليه أن يشتريها للحفاظ على بقائه، فيعتبر قياسا على ذلك اليوم أنه في مجال العلم أيضا يجب التمسك بمثل هذه الفرضية أيضا. وهكذا تفهم حرية العلم على أنها حق الانسان في أن يكتب عن أي شيء لم يدرسه، وأن يقدم كتاباته هذه على أنها المنهج العلمي الدقيق الوحيد. ويعتبر السيد دوهرينغ أحد الأمثلة المميزة جدا لذلك الزيف العلمي المنفلت، والذي يزحف نحو احتلال مكان الصدارة في أيامنا هذه في ألمانيا، ويغطي كل شيء بكلام فارغ، بضجيج الرنين الأجوف المتغطرس.-(فردريك انجلز، التوطئة القديمة لضد دوهرينغ، حررت من طرف انجلز سنة 1878، الصفحة 5758)
ألا يمكننا أن نطبق أيضا هذه الملاحظات على زمننا الحاضر؟ فكم من الأفكار التافهة نجدها اليوم منتشرة، حتى من قبل أشخاص يدعون الماركسية اللينينية، دون أن تكون لهم أدنى علاقة بالواقع الملموس. لكن، جوهر الماركسية اللينينية هو موقفها النقدي الثوري في علاقة مع الواقع الملموس. لقد صاغ انجلز نموذجا اعتمد فيه على موقف نقدي ثوري في كتابه -ضد دوهرينغ-، عن طريق الممارسة وليس فقط توجيه النقد الصارم للأفكار الخاطئة لدوهرينغ، وإنما كما قال ذلك بنفسه، من خلال التأكيد على أن -هذا النقد منحني الفرصة لأن أقدم، في مجالات متعددة، تحليلات ايجابية حول نظريتي حول القضايا الخلافية التي هي اليوم ذات أهمية علمية وتطبيقية عامة.- (فردريك انجلز، التوطئة القديمة ل-ضد دوهرينغ- محررة من طرف انجلز سنة 1878، الصفحة 57). كما شكل رأس المال لكارل ماركس معالجة نقدية ثورية للاقتصاد السياسي الذي استبعد بشكل أساسي كافة الأفكار المثالية والطوباوية للاقتصاديين البرجوازيين. كما أن الكتاب الرائع للينين -المادية والمذهب النقدي التجريبي- يتضمن مواجهة نقدية ثورية مع العلماء البرجوازيين وذلك مع اتقان ذهني وعملي للمادية الديالكتيكية. ومع ذلك، فإن الماركسية اللينينية ليست فقط موقفا نقديا ثوريا في مواجهة النظريات الأخرى حول العالم، وانما في مواجهة نفسها أيضا. فما كان صحيحا منذ عقود حول وجهة نظر الماركسية اللينينية من بعض المسائل العملية الملموسة يمكن تجاوزه في ظل شروط مغايرة. لأجل ذلك علينا أن ندرس بشكل نقدي نظريتنا حول سيرورة الأشياء ونطورها. وبينما كان كارل ماركس مثلا، يعتبر أنه من الممكن اتباع الطريق السلمية نحو الاشتراكية في بريطانيا وفي أمريكا خلال عقد السبعينات من القرن التاسع عشر، لكن هذه الطريق أصبحت مستحيلة مع تطور الرأسمالية من رأسمالية المنافسة الى الامبريالية ومع التراكم الهائل لوسائل السيطرة والسلطة. فقد كان ذلك صحيحا حتى ذاك الحين وممكنا لكنه أصبح اليوم غير صحيح ومستحيل بل اصبحت طريق الثورة اساسية للسير نحو الاشتراكية والا انتهى العالم الى البربرية.
30
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 41
|
العدد: 574533 - رد إلى: سباعي محماد تابع3
|
2014 / 10 / 3 - 00:44 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
النقد والنقد الذاتي كمنهج للمعرفة العلمية يفترض أن يأخذ التنظيم العمالي بعين الاعتبار تحولات الحقيقة الموضوعية. فالتفكير بشكل ديالكتيكي يعني أن التغيرات يجب أن يتم ملائمتها مع وعينا. وأن التفكير الميتافيزيقي لا يأخذ بعين الاعتبار هذه التغيرات، ويعتبر غير نقدي ومحافظ، ويتشبث بمصطلحات ونظريات عتيقة. فهي عبارة عن فكر دوغمائي. فممارسة النقد والنقد الذاتي كمنهج نقدي ثوري يحمينا من الدوغمائية. فعلينا أن نأخذه بعين الاعتبار قبل كل شيء عند دراسة النظرية الماركسية اللينينية وعند تطبيقها. لذلك أشار ماو تسيتونغ: -هناك طريقتين للتعلم. واحدة دوغمائية، تتمثل في استعارة كل شيء، وسواء كان ذلك ملائم أم لا مع شروط بلدنا. فهذه الطريقة ليست هي الأحسن. الأخرى تتمثل في تشغيل أدمغتنا وتعلم ما يتلاءم مع بلادنا، بمعنى استيعاب التجارب التي يمكنها أن تفيدنا. فتلك هي التي يجب أن نعتمد.- (ماو تسيتونغ، في الحل الصحيح للتناقضات في وسط الشعب- الأعمال المختارة، المجلد الخامس، بيكين، 1977، الصفحة 457).
إن تطبيق الماركسية اللينينية بشكل مبدع يعني انه بمساعدة النقد والنقد الذاتي، نستبدل النظريات المتجاوزة بنظريات جديدة متلائمة مع الشروط المتغيرة. وفي جوابه على رسالة للرفيق راسين منشورة في مجلة -بولشفيك- 31947، لاحظ ستالين:
-لا يمكننا أن نخطو الى الأمام ونشجيع العلم بدون أن نخضع الى تقييم نقدي للتعليمات والمقولات المستعارة من سلطات معروفة. فهذا لا يتعلق فقط بسلطات الحرب، وانما أيضا بالكتابات الكلاسيكية الماركسية-.
فهل يعني هذا بأن الباب بات مفتوحا هكذا نحو انحرافات ايديولوجية؟ أبدا ليس الأمر كذلك، فالنقد والنقد الذاتي يعني عدم التسامح مع أي هجوم ضد المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية. وجميع الأخطاء الايديولوجية، وجميع النظريات المغلوطة يجب ان تخضع للنقد بشكل مفتوح من أجل أن نتفادي أن تتجمع وتنتشر. لأجل ذلك فان النقد الذاتي والتصحيح السريع للأخطاء تعتبر ضرورية. انطلاقا من هنا فإن المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية، يجب من جهة الدفاع عنها بشكل حازم، ومن جهة أخرى، يجب عدم الالتفات للاطروحات المتجاوزة – والتي في الغالب ما يستقدمها أشباه الماركسيين – من سلة المهملات بشكل منهجي، بمعنى يجب ممارسة النقد وقيادة النضال سواء ضد التحريفيين أو ضد الدوغمائيين. وفي هذا الاطار يشير ماو تسيتونغ الى ما يلي: -الدوغمائية والتحريفية يسيران معا في اتجاه معاكس للماركسية. فالماركسية يجب أن تتقدم بالضرورة، وتتطور بالموازاة مع تطور التطبيق، ولا يمكن أن تبقى في مكانها. فإذا ظلت جامدة ونمطية، فلن يتبقى لها أي حياة. ومع ذلك، لا يجب علينا أن نخرق المبادئ الأساسية؛ فسيعني ذلك السقوط في الخطأ. والنظر الى الماركسية من وجهة نظر ميتافيزيقية وكشيء جامد، فتلك هي الدوغمائية. انكار المبادئ الأساسية للماركسية وانكار حقيقتها الكونية، فتلك هي التحريفية. فالتحريفية هي شكل ايديولوجي برجوازي. التحريفيون يمحون الفرق بين الاشتراكية والرأسمالية، بين ديكتاتورية البروليتارية وديكتاتورية البرجوازية. إن ما يطالبون به هو في الواقع ليس الخط الاشتراكي، وانما الخط الرأسمالي. في الظروف الراهنة، التحريفيون هم أكثر ازعاجا من الدوغمائيين. ان عملا مهما مطلوب منا على المستوى الايديولوجي، يتعلق بتطوير النقد ضد التحريفية-. (ماو تسيتونغ، تدخل في الندوة الوطنية للحزب الشيوعي الصيني حول العمل الدعائي، الأعمال المختارة، المجلد الخامس، بيكين، 1977، الصفحة 472. تلك هي اذن بعض الافكار المتعلقة بمبادئ التنظيم العمالي استقيتها من تجاربي الخاصة ومن قراءاتي المتعددة، لكن هذه الافكار مجرد عينة صغيرة من مبادئ التنظيم العمالي والتي يجب على جميع الشيوعيين استخراجها من تجاربهم ومن الرصيد الفكري والنضالي للقادة الشيوعيين في اطار سيرورة الحركة العمالية العالمية.
37
أعجبنى
|
التسلسل: 42
|
العدد: 574630 - التحريفية والعمل النقابي والسياسي تعقيب
|
2014 / 10 / 3 - 14:13 التحكم: الكاتب-ة
|
رياض رشيد
|
جاء في معرض تعقيبك على اسئلتي في التعليق التسلسل رقم 29 أن التحريفية الماركسية تتميز بمحاولة تفسير الماركسية بما يتلاءم مع النزوعات الانتهازية للتحريفين كأشخاص أو كخط سياسي انتهازي، وبالتالي يتسم التحريفيون بالوسطية أي بمحاولة التوفيق بين ميولاتهم البرجوازية الصغرى مع الركوب على بعض النظريات الماركسية دون غيرها واعتبارها بمثابة الجوهر الحي لها، بينما اهمال النظريات الأخرى باعتبارها لا تتلائم مع روح العصر. فخلاصة هذا الخط التحريفي أنه فصيل برجوازي يريد الاشتغال وسط الطبقة العاملة بدعوى خدمتها وليس استخدامها، فقد أوردت في جوابك مقولتين مستعملتين داخل النهج الديموقراطي الأولى استعملها عبد الله الحريف في مقالته الشهيرة الجوهر الحي للماركسية والثانية فمن صنع عبد الحميد أمين داخل النقابة وفي اطار ما يسمى بالتوجه الديموقراطي والتي تدعوا الى خدمة الطبقة العاملة وليس استخدامها. فسؤالي هو هل تعتبرون حزب النهج الديموقراطي بمثابة حزب وسطي انتهازي يستخدم الطبقة العاملة لبلوغ اغراضه السياسية عبر مساومة النظام على بعض الفتات الاقتصادية والسياسية؟ سؤالي الثاني يتعلق باطروحة الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية وهل ما زالت ذات راهنية في ظل انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي وشموليته لكافة ارجاء العالم؟ فهل بالامكان انجاح ثورة اشتراكية في بلد واحد كما حدث في الاتحاد السوفياتي؟ سؤال ثالث، حول رأيك بخصوص حزب البديل الجدري الذي اسسه حسن احراث ورفاقه اسماعيل وموحا واكزيز، فيبدوا انه يتبنى الماركسية اللينينية ويمارس السياسة بمفاهيم حقوقية ويجتر وراءه ارث ورقة التحاق الشجعان منذ سنة 1996 بظهر المهراز بفاس، وقد لاحظ الكثيرون تعاطفك مع هذا الحزب الناشئ، فما هي حقيقة علاقتك به؟
19
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 43
|
العدد: 574635 - رد الى: رياض رشيد
|
2014 / 10 / 3 - 14:57 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية للسيد رياض رشيد، اعتذر عن رفضي للرد على تساؤلاتك ذات الطابع الشخصي المباشر، فأنت تعلم أنني لا أنتمي للنهج الديموقراطي ولا الى البديل الجذري وأحترم على المستوى الشخصي الشخصيات التي أتيت على ذكرها، حتى وان كان بيني وبينها تباعد فكري وآخر سياسي، وهذا التباعد لا يعطني أي حق في مهاجمة هؤلاء الاشخاص في ذواتهم، لذلك اتحفظ دائما عن الحديث عن الحالات الشخصية وأفضل الابتعاد عن اثارتها.
أما بالنسبة لأطروحة الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية، فأعتقد أن راهنيتها السياسية لا زالت قائمة، لانها تشكل قاعدة للتعبئة الثورية في بلادنا وفي معظم البلدان الشبيهة بالوضع السياسي والاقتصادي لبلادنا، وهذه الأطروحة لا تتعارض البثة مع الأممية البروليتارية في مواجهة الامبريالية والتحالفات الطبقية الحاكمة السائرة في طريق الانحطاط. فالحركة العمالية العالمية نشأت عالمية ولا زالنا نردد شعار كارل ماركس وفردريك انجلز: يا عمال العالم اتحدوا والذي أضاف له لينين سنة 1922 شعار يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة اتحدوا وكلتا الشعارين يحملان بعدا أمميان رغما اختلاف الشروط الدولية عند انتاج كل شعار على حدة. فالشعار الأول الوارد في البيان الشيوعي سنة 1848 جاء في ظل شروط دولية تهيمن عليها الرأسمالية التنافسية ووضع الطبقة العاملة في منتهى الضعف وكان عليها أن تتوحد لكي تشكل قوة في مواجهة الاممية الرأسمالية. أما الشعار الثاني والوارد في خطاب لينين الموجه الى شعوب الشرق سنة 1922، فتم انتاجه في ظل انتصار الثورة البلشفية واقامة أول دولة لدكتاتورية البروليتاريا، وحيث كانت مختلف شعوب العالم الثالث تحت الاستعمار الامبريالي وكان الاتحاد السوفياتي يعيش تحت حصار الستار الحديدي، لذلك دفع التاكتيك اللينيني الى تحفيز الشعوب المضطهدة على الثورة على المستعمر. لذلك جاء شعار يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة انتفضوا. أما حاليا فقد عدنا الى نفس الظروف التي انتج فيها البيان الشيوعي اي غياب أي دولة اشتراكية ووجود الحركة العمالية في مستوى خطير من الضعف والتفكك، لذلك فإن شعار المرحلة هو يا عمال العالم اتحدوا وهذا الشعار لا يتعارض مع أطروحة الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية بل يستغرقه.
24
أعجبنى
|
التسلسل: 44
|
العدد: 574707 - قليلا من الموضوعية الرفيقان أديب والخطابي
|
2014 / 10 / 4 - 00:59 التحكم: الكاتب-ة
|
محسن عاطير
|
أجدد طلبي للرفيقان أديب والخطابي ان يلتزما بقليل من الموضوعية فحينما قلت ما اجتمعت عليه الاغلبية فيعني ذلك ما اجتمع عليه العقلاء، أما الاجماع فهو اجماع القطيع. فحينما قلت بان النظام الرأسمالي يتجاوز عثراته لكي يصبح اكثر قوة فلدينا تاريخ رأسمالي طويل اثبت بما لا يدع مجالا للشك انه قادر على تجاوز انتكاساته لكي ينهض أقوى من السابق . وحينما أطالب بقليل من الموضوعية فلأن الرفيق أديب استعمل كلاما غليضا من قبل انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي وحتمية الحروب بينما الامر لا يعدوا ان يكون مجرد ازمات دورية ينهض بعدها النظام أقوى أما الحروب فقد عرف تاريخ البشرية منذ ظهورها حروبا افضع من تلك التي شهدها عصر الرأسمالية الحالي
20
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 45
|
العدد: 574710 - رد الى: محسن عاطير
|
2014 / 10 / 4 - 01:09 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
تحية مجددة للسيد عاطير، وأجدد لك ما قلته لك اعلاه ان موضوعيتك البرجوازية الصغرى المدافعة عن عقلانية الرأسمالية المهيمنة لا تعنيني حتى وان كانت هي المنتصرة حاليا. فما يعنيني هو موضوعية البروليتاريا التي توجد في اطار سيرورة موضوعية من التطور السريع نحو امتلاك اداتها السياسية الثورية القادرة على الوقوف بوجه بربرية الموضوعية الرأسمالية كما أجدد لك رأيي بخصوص انحطاط نمط الانتاج الرأسمالي فنحن نعيش حقا عصر انحطاط و تفكك المنظومة الراسمالية. و العالم لم يعد تديره الدول فقط بل حفنة صغيرة من مرضى السلطة من اصحاب الثروات الفلكية و جيوشهم الخاصة بهم. لقد قلنا في السابق ان النظام الراسمالي يتحول الآن من نظام الى -لا نظام- وحشي يفتك البشر فيه بعضهم ببعض داخل غابة اسمنتية ستحول الكوكب الى كابوس مرعب. وهذا هو ما يحدث.حاليا.
من اكثر مظاهر هذا التفكك واشدها خطورة في عصرنا هو انتشار الشركات العابرة للقارات للمقاتلين المحترفين على غرار بلاك ووتر و جي 4 اس التي تعد الان ثاني اكبر شركة احتكارية في العالم لديها اكثر من مليون من المرتزقة بينهم قوات خاصة من اشرس المقاتلين يمتلكون احدث الاسلحة. هذه الشركات تنفذ اوامر من يدفع لهم اي كان, والاسوأ من هذا انها تتاجر بالحروب وان اسواقها تنتعش كلما ازدادت هذه الحروب. فبمقدور الشركات والبنوك الان شراء المرتزقة وارسالهم للقيام باي عمل يريدونه في اي مكان دون الحاجة الى الحصول على اي شرعية من اي حكومة او منظمة دولية. ان هذا يدفع تدريجيا الى سيطرة العصابات المسلحة وتشكيل سلطة فاشية عالمية تتجاوز الحدود والانظمة السياسية التقليدية, و تغرق العالم في دوامات من الدماء. https://www.youtube.com/watch?v=Le-jT3dhKLo https://www.youtube.com/watch?v=OVUdQ5l3gGs
تعتبر ازمة الاقتصاد الراسمالي ازمة بنيوية كامنة في هيكل واليات عمل هذا النظام ولا علاقة للازمة بأحداث طارئة او تشريعات نقدية خاطئة او سلوك بشري انحرافي على غرار الجشع ورغبة البنوك بالسيطرة او القوى الماسونية او ما الى ذلك. هذه الاشياء هي مظاهر خارجية وتداعيات لازمة اكثر عمقا هي ازمة اليات و طريقة عمل نمط الانتاج الرأسمالي نفسه.
ما سنراه في الايام والسنوات المقبلة هو عبارة عن عد تصاعدي للديون مقابل العد التنازلي لقيمة العملات حتى تصل نقطة الانهيار الذي سيكون على شكل افلاس البنوك والشركات والحكومات وسقوط العملة الصعبة مقابل التهافت على المعادن الثمينة والخامات. عندما تفقد النقود قيمتها تختفي قدرة الناس على الشراء وتغلق المعامل ويسرح المزيد من العمال وتتوقف عجلة الانتاج ويصبح من الصعب على مليارات البشر الحصول على لقمة العيش للبقاء على قيد الحياة. وتدفع هذه الشروط الموضوعية للأزمة نحو فوضى سياسية واجتماعية تسيل معها الدماء نتيجة الصراع الطبقي العنيف في كل مكان.
ان انهيار النظام الاقتصادي الحالي لا يعني انتهاء النظام الرأسمالي. بل يتطور نحو التفكك والبربرية و-لا- نظام اكثر وحشية تسوده الفوضى والهمجية والمجاعات, ويمزق فيه البشر بعضهم بعض وتتدهور القيم الانسانية فيه الى الحضيض. هذا المسار لا يستطيع اي شيء ايقافه و تغييره غير خروج الجماهير العمالية المنظمة في ثورات اجتماعية لاحتلال الميادين المدن والساحات العامة في جميع البلدان لاجل الدعوة لا قامة نظام اجتماعي جديد. نظام اشتراكي انتقالي تحكمه ديكتاتورية البروليتاريا في اطار ما يمكن تسميته بالولايات المتحدة الاشتراكية العالمية من اجل القضاء على الطبقات كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي الخالي من الطبقات ومن جهاز الدولة.
19
أعجبنى
|
التسلسل: 46
|
العدد: 574768 - تظلمون الرأسمالية
|
2014 / 10 / 4 - 10:10 التحكم: الكاتب-ة
|
سمية البارودي
|
الرأسمالية لا تستغل أحدا، فالرأسمالي يوفر الفكرة ويوفر رأس المال ويشتري الارض ويبني المصنع ويقتني المواد الأولية والآلات ويوفر السيارات ويشغل المئات من العمال ان لم يكن الآلاف مقابل اجور تنقدهم من الفقر وتضمن لهم حياة كريمة مقابل تقديم عمل صغير جدا بل تافه. وبعد حدوث عملية الانتاج يقوم الرأسمالي بالبحث لها عن اسواق داخلية وخارجية ويتعرض للمنافسة ويسدد الضرائب ويحقق أرباحه وهي خلال عليه والتي تشكل جائزة جهده، فأين هو الاستغلال وأين هو الانحطاط؟ انها مجرد أوهام والبحث عن شيطنة الجهد الانسان الرأسمالي المبدع. البحث عن التسوية بين من يعمل وبين من لا يعمل لا يستقيم أمام العقل السليم، لذلك فأنا متفقة مع صاحب التعليق رقم 44 بخصوص توخي الموضوعية.
22
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 47
|
العدد: 574827 - رد الى: سمية البارودي
|
2014 / 10 / 4 - 17:34 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
شكرا للسيدة سمية البارودي على هذه المساهمة، في البداية أعبر لك عن احترامي لرأيك رغم انني لست متفق معه لأني اعتبره رأيا ينظر الى الأمور السطحية ويهمل جوهر الأشياء، فبريق الامور السطحية المعزولة تاريخيا عن التكون المادي للرأسمالية وعن سيرورتها الطويلة منذ القرن السادس عشر. وحيث أن كل مرحلة تاريخية تقطعها الرأسمالية تنقلها الى مرحلة تاريخية جديدة تختلف تمام الاختلاف عن المرحلة السابقة. فالنظر الى جوهر سيرورة الرأسمالية وآلياتها الداخلية سيبين لك حقائق أخرى خافية عنك قد تقنعك بوحشية نمط الانتاج الرأسمالي. ونظرا للحيز الضيق المتاح فسوف اقتصر على توضيح مسألتين اثنتين فقط مرتبطتان بجوهر تشكل الرأسمالية، الأولى تتعلق بالسيرورة التاريخية، والثانية تتعلق بالميكانيزمات الداخلية لعمل نمط الانتاج الرأسمالي والذي يجعل منه نمطا متوحشا غير قابل للاستمرار سوى في ظل الانحطاط والبربرية. أولا: التطور الرأسمالي وحيد الاتجاه من التوسع الى الانحطاط: تطورت الطبقة البرجوازية كبرجوازية صغرى في المدن المسمات بالبورغ في أوروبا واستفادت من مرحلة انحطاط نمط الانتاج الاقطاعي وتراجع مداخيل الاقطاعيات الفلاحية مقابل نجاح الحرف المهنية والتجارة في المدن ومن السياسات الميركانتيلية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تستهدف جلب الذهب من المستعمرات. النظام الاقطاعي والملكيات المطلقة شكلت ارضية خصبة لنشأة بعض الصناعات المانيفاكتورة في المدن. ومع نمو القوة الاقتصادية لبرجوازية المدن بدأوا يتطلعون لانتزاع السلطة السياسية من الاقطاع والملكيات المطلقة ولتحقيق هذا الهدف تحالفت البرجوازية مع الفلاحين الفقراء لانجاح الثورة على الاقطاع والملكية المطلقة في فرنسا سنة 1789، ومع هيمنة البرجوازية على السلطة السياسية بدأ نمط الانتاج الرأسمالي ينتقل الى باقي البلدان نتيجة التنافس والحروب التي قادها ممثلي السلطة البرجوازية كنابوليون مثلا. ونظرا للأزمات الدورية التي بدأ يعرفها نمط الانتاج الرأسمالي فكان لا بد من البحث عن المستعمرات لتفريغ تلك الازمات وبالتالي تمويل الثورة الصناعية الأوروبية وبذلك شكلت الحملات العسكرية الاستعمارية والهيمنة على الشعوب الاخرى التي يتم القضاء على مقاومتها وبالتالي سلبها ارادتها السياسية واخضاعها لنمط الانتاج الرأسمالي. ان هذا التوسع الاستعماري الذي شمل مختلف بقاع الارض كان من شأنه تحويل العالم الى قرية رأسمالية من جهة ومن جهة ثانية معالجة الازمات الدورية. لكن مع تقسيم مختلف بقاع العالم بين الامبرياليات، أصبح نمط الانتاج الرأسمالي يفتقد لمجالات آخرى يعالج الازمات على حسابها، الشيء الذي دفع الامبرياليات الى معالجة ازماتها بعضها على حساب البعض الاخر من خلال الحربين العالميتين ومختلف الحروب المحلية. فمنذ بداية القرن العشرين لم تعد البرجوازية المهيمنة قادرة على معالجة ازماتها الا عن طريق اشعال الحروب وتحقيق تدمير ذاتي كبير لوسائل الانتاج من اجل التمكن من اطلاق الآلة الانتاجية لنمط الانتاج الرأسمالي من جديد. ونظرا لهذا التناقض الخطير الذي وصل اليه نمط الانتاج الرأسمالي فان المستقبل اصبح مفتوحا على التفكك والانحطاط والبربرية. ثانيا: ميكانيزمات نمط الانتاج الرأسمالي ملغومة بالازمات: في ما يلي الشروط الاساسية المطلوبة في الانتاج الرأسمالي: 1 – وجود سلع، أي منتجات تتضمن بالاضافة الى فائدتها الاجتماعية، كقيمة استعمالية، قيمة تبادلية في مقابل قيم استعمالية أخرى ذات طبيعة مختلفة، وذات قيم تبادلية. ونأخذ العمل كمقياس حقيقي وحيد مشترك بين هذه السلع المختلفة من حيث طبيعتها؛ لذلك فإن القيمة التبادلية لمختلف هذه السلع تتحدد من خلال مدة العمل الضروري اجتماعيا لإنتاجها؛ 2 – لكن هذه السلع ذات الطبيعة المختلفة لا تتم مبادلتها بشكل مباشر وانما من خلال -سلعة- وسيطة متفق عليها، تمثل قيمها الكلية: النقود؛ 3 – وجود سلعة ذات طابع خاص، تتمثل في قوة العمل، والتي تعتبر الملكية الوحيدة المتوفرة لدى البروليتاري وأن الرأسمالي المالك الوحيد لوسائل الانتاج والمواد الغذائية الضرورية للعيش، يشتري -قوة العمل- من سوق العمل، كأي سلعة أخرى، بقيمتها، بمعنى بكلفة انتاجها أو بسعر -العناية- بالطاقة الحيوية للبروليتاري؛ 4 - لكن سلعة -قوة العمل- متميزة عند الاستهلاك، فاستهلاك أي سلعة أخرى لا يؤدي إلى تزايد في قيمتها بل تندثر، بينما قوة العمل كسلعة، فإنها على العكس من ذلك، تجلب -فائض القيمة- للرأسمالي الذي يشتريها، فهو يصبح المالك لها ويستطيع ان يتصرف فيها كما يحلوا له – قيمة -فائض القيمة- الناتج عن قوة العمل هي أكبر مما كلفه شراءها، حيث يتطلع الرأسمالي الى تشغيل البروليتاري مدة أطول مما هو ضروري لحصوله على المواد الغذائية الاساسية للبقاء على قيد الحياة والتي تعتبر ضرورية جدا. 5 - إن هذه القيمة الزائدة الأعلى المتساوية مع العمل الزائد هي ما يتنازل عنها البروليتاري مجانا للرأسمالي، عندما يبيع -بشكل حر- وتعاقدي قوة عمله. وذلك هو ما يشكل فائض القيمة أو الربح الرأسمالي. 6 - إذن ففائض القيمة أو الربح ليس شيئا غامضا أو فكرة وهمية كما قد يتبادر الى ذهن السيدة سمية البارودي، بل هو عمل حي ملموس يقدمه -مضطرا- البروليتاري -مجانا- للبرجوازي. 7 - إن هذه الابجديات في الاقتصاد السياسي الماركسي، يجب أن لا تغيب عن ذهننا عندما نتناول كافة الاشكاليات الاقتصادية والسياسية التي تطرحها الرأسمالية (ففي زمن الأزمة تصبح هذه الاشكاليات متعددة ومعقدة) وتلتقي في النهاية في هدف مركزي: وهو انتاج أقصى ما يمكن من فائض القيمة. وليس الانتاج من اجل اشباع الحاجيات الانسانية، أو الاستهلاك وتلبية الحاجيات الحيوية للإنسان، فالرأسمالية تعمل فقط لمصلحتها ولا علاج لذلك سوى تدميرها. فاستهلاك الوحيد الذي يحرك البرجوازي، ويهز مشاعره، ويحفز طاقته وارادته، من اجل الاستثمار والمنافسة، ويشكل سبب وجوده: هو استهلاك قوة العمل !. 8 - الرأسمالية تستغل إذن قوة العمل لكي تحصل من خلاله على مردودية أكثر ارتفاعا والمتطابقة مع أكبر كمية من العمل الممكن. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يجب الوصول الى أقصى مستوى من علاقة العمل المجانية مقارنة مع العمل المؤدى عنه، أي علاقة فائض القيمة بالأجر أو برأس المال المعتمد، والذي يحسب على أساسه معدل فائض القيمة. فالرأسمالي يحقق أهدافه، من جهة عن طريق مضاعفة العمل الكلي، عن طريق تمديد يوم العمل، وعن طريق تكثيف العمل، ومن جهة أخرى عن طريق سداد الأجر الأكثر انخفاضا لقوة العمل (حتى بأقل من قيمته) بفضل نمو انتاجية العمل على الخصوص والذي ينتقص من سعر المواد الغذائية الضرورية للحياة والأشياء الاساسية الأولى. 9 – ولا تقبل الرأسمالية بطبيعة الحال بمحض إرادتها أن تنخفض الأسعار، مما يمكن العامل من شراء منتجات أكبر. فالأجر يتقلب دائما حول محوره، حيث أن قيمة قوة العمل تساوي الأشياء الضرورية جدا لإعادة انتاجه؛ فمنحنى حركة الأجر (فوق أو تحت القيمة) يتطور بالموازاة مع ذلك أي مع تقلبات علاقات القوة القائمة، بين الرأسماليين والبروليتاريا. 10 – نستخلص مما سبق أن كمية فائض القيمة ترتبط، ليس برأس المال الكلي الذي يستثمره البرجوازي، لكنها ترتبط فقط بذلك الجزء المخصص لشراء قوة العمل أي الرأسمال المتغير. لذلك يميل الرأسمالي الى انتاج أقصى ما يمكن من فائض القيمة عن طريق أقل جزء من الرأسمال الكلي، لكننا عن طريق تحليل التراكم فان هذا الاتجاه يحاصره قانون يعمل في الاتجاه المعاكس ويؤدي الى انخفاض معدل الربح. 11 - عندما نفكك رأس المال الكلي أو الرأسمال المستثمر في الانتاج الرأسمالي خلال سنة مثلا، فإن قيمة الانتاج السنوي تتركب من: أ – رأس المال الثابت المستهلك، بمعنى استغلال وسائل الانتاج والمواد الأولية. ويمثل هذين العنصرين فوائض قيم عمل سابق، تم استهلاكه في استثمار سابق، وتم تحويله ماديا خلال الانتاجات السابقة؛ ب – رأس المال المتغير وفائض القيمة المستهلكان خلال استثمار قوة العمل الجديد، الحي، والمستهلك خلال السنة. هذه القيمة المركبة، كما تظهر في الانتاج الكلي، تستثمر في انتاج الوحدة. فقيمة الطاولة، مثلا، هي مجموع القيمة المساوية لاستغلال الآلة التي تنتجها، وقيمة المواد وقيمة العمل الذي تتضمنه. فلا يجب ان نعتبر الانتاج كمعبر اما على رأس المال الثابت أو عن رأس المال المتغير أو عن فائض القيمة. 12 - رأس المال المتغير وفائض القيمة يشكلان الدخل المنبثق عن دائرة الانتاج (لا نعتمد هنا الانتاج غير الرأسمالي للفلاحين، والصناع التقليديين، كما لم نميز مداخيلها). 13 - دخل البروليتاريا يمثله بند الأجور. أما دخل البرجوازية فيمثله بند كتلة فائض القيمة، الأرباح (لا نأخذ بعين الاعتبار هنا توزيع فائض القيمة في قلب الطبقة الرأسمالية كأرباح صناعية أوارباح تجارية أوارباح بنكية أوريوع عقارية). وبهذا التحديد، فإن الدخل المتأتى من الدائرة الرأسمالية يؤكد حدود الاستهلاك الفردي وسط البروليتارية والبرجوازية لكن تجدر الاشارة الى أن استهلاك الرأسماليين لا حدود له الا تلك التي تمكنه من انتاج فائض القيمة، بينما الاستهلاك العمالي فيتحدد بشكل صارم على أساس ضرورات انتاج هذا الفائض في القيمة نفسه.
13
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 48
|
العدد: 574828 - رد إلى: سمية البارودي تابع
|
2014 / 10 / 4 - 17:36 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد السلام أديب
|
14 - من هنا فإن نمط اعادة توزيع الدخل الكلي، هو ما يشكل التناقض الاساسي الذي تنتج عنه جميع التناقضات الأخرى. ويؤكد كارل ماركس في هذا الاطار على ما يلي: -ان ما ينتجه العمال فعلا هو فائض القيمة: فطالما ينتجونها، فهم يستهلكون، لكن حينما يتوقف الانتاج، فان الاستهلاك يتوقف أيضا. ومن الخطأ القول بأنهم سيستهلكون لكونهم ينتجون ما يعادل استهلاكهم-. ويضيف ماركس من جهة أخرى بأن: -العمال يجب عليهم أن يكونوا دائما منتجين بالزيادة (فائض القيمة) وأن ينتجو فوق -حاجياتهم- وذلك حتى يكونوا قادرين على أن يصبحوا مستهلكين أو مشترين في حدود حاجياتهم-. وخلاصة هذه الفكرة واضحة تعبر عن حدود الاستهلاك الضيقة لدى العمال. 15 - لكن الرأسمالي لا يمكنه أن يكتفي بامتلاك فائض القيمة فقط، فلا يمكنه أن يكتفي بنهب جزء من ثمار قوة عمل العامل، بل عليه أيضا أن يتحقق هذا الفائض في القيمة، عن طريق تحويلها الى نقود عند بيع المنتوج الذي يتضمن فائض القيمة. 16 - البيع هو الذي يحضر لتجديد الانتاج؛ فهو يتيح للرأسمالي اعادة شراء عناصر رأس المال المستهلك خلال العملية التي انتهت: فيجب استبدال الاجزاء المستعملة من أدواته، وشراء مواد أولية جديدة، وسداد أجور اليد العاملة. لكن من وجهة نظر رأسمالية، فإن هذه العناصر تم تصورها ليس تحت شكلها المادي ككمية مشابهة من القيمة الاستعمالية، وكنفس الكتلة من الانتاج التي يتم ادماجها في الانتاج لكن كقيمة تبادلية، كرأسمال معاد استثماره في الانتاج بمستواه القديم (بغض النظر عن القيم الجديدة المتراكمة) وذلك بهدف الحفاض على الاقل على نفس معدل الربح كما كان سابقا. فاعادة دورة الانتاج من أجل انتاج قيمة مضافة جديدة يبقى هو الهدف الاسمى للرأسمالية. 17 – لكن يحدث أن الانتاج لا يتحقق بالكامل، أو إذا تحقق فيكون في أقل من قيمته، حيث أن استغلال العامل لم يجلب أو جلب القليل من الأرباح للرأسمالي لان العمل المجاني (فائض القيمة) لم يتحول إلى نقود ومن ثم الى رأس مال انتاجي لقيم مضافة جديدة؛ وحتى يتحقق انتاج منتجات قابلة للاستهلاك، فإن الرأسمالي يتجاهل تماما إذا ما كانت الطبقة العاملة فاقدة لما هو ضروري. 18 – نستخلص مما سبق أن الرأسمالي حتى يحقق تراكمه الرأسمالي عليه أن يستغل أبشع استغلال الطبقة العاملة. لكن الرأسمالي حتى يحقق تحويل فائض القيمة الى نقود من اجل اعادة استثمارها في عمل انتاجي جديد، فلابد ان يتمكن من بيع منتجاته تلك، والا انخفضت ارباحه. غير ان القانون الكامن في ميكانيزمات نمط الانتاج الرأسمالي سواء على مستوى الانتاج أو على مستوى البيع تقود بشكل أوتوماتيكي نحو التناقض بين الانتاج والبيع وبالتالي لا تتحقق الارباح الرأسمالية الكافية، فيدفع معدلات ارباح الرأسمالية نحو الانخفاض كما يدفع معدلات التراكم الرأسمالي الى الانهيار. فمداخيل العمال على المستوى الكوكبي لا تكفي لايستيعاب كامل الانتاج الرأسمالي الزائد المتضمن لفائض القيمة المنهوب من هؤلاء العمال، لذلك لا وجود لأي علاج لهذا التناقض سوى التدمير الواسع على المستوى الكوكبي لوسائل الانتاج، ومن أجل بلوغ هذه النتيجة في ظل نمط الانتاج الرأسمالي يجب اللجوء الى الاسلحة الفتاكة والمهددة بانقراض الانسانية، ذلك إذن هو الوجه البربري للنظام. 19 - امام انسداد الاسواق والمنافسة الشرسة بين الرأسماليين من اجل تصريف منتجاتهم تحدث الازمة والبطالة والفقر، وتبحث الرأسمالية المهيمنة على علاج ازمتها على حساب الطبقة العاملة والدفع بها نحو المزيد من الفقر. وعند كل تعمق خطير للتناقضات الرأسمالية يبدأ البحث عن اختلاق بؤر النزاع لتفجير الحروب من اجل علاج مؤقت لتلك التناقضات القاتلة وهو بطبيعة الحال ما يدفع نمط الانتاج الرأسمالي نحو الانحطاط والبربرية.
22
أعجبنى
|