أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عبد السلام أديب - باحث يساري ومناضل نقابي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: نمط انتاج رأسمالي في مفترق الطرق: الاشتراكية أم البربرية؟ / عبد السلام أديب - أرشيف التعليقات - رد الى: سمية البارودي - عبد السلام أديب










رد الى: سمية البارودي - عبد السلام أديب

- رد الى: سمية البارودي
العدد: 574827
عبد السلام أديب 2014 / 10 / 4 - 17:34
التحكم: الكاتب-ة

شكرا للسيدة سمية البارودي على هذه المساهمة، في البداية أعبر لك عن احترامي لرأيك رغم انني لست متفق معه لأني اعتبره رأيا ينظر الى الأمور السطحية ويهمل جوهر الأشياء، فبريق الامور السطحية المعزولة تاريخيا عن التكون المادي للرأسمالية وعن سيرورتها الطويلة منذ القرن السادس عشر. وحيث أن كل مرحلة تاريخية تقطعها الرأسمالية تنقلها الى مرحلة تاريخية جديدة تختلف تمام الاختلاف عن المرحلة السابقة. فالنظر الى جوهر سيرورة الرأسمالية وآلياتها الداخلية سيبين لك حقائق أخرى خافية عنك قد تقنعك بوحشية نمط الانتاج الرأسمالي. ونظرا للحيز الضيق المتاح فسوف اقتصر على توضيح مسألتين اثنتين فقط مرتبطتان بجوهر تشكل الرأسمالية، الأولى تتعلق بالسيرورة التاريخية، والثانية تتعلق بالميكانيزمات الداخلية لعمل نمط الانتاج الرأسمالي والذي يجعل منه نمطا متوحشا غير قابل للاستمرار سوى في ظل الانحطاط والبربرية.
أولا: التطور الرأسمالي وحيد الاتجاه من التوسع الى الانحطاط:
تطورت الطبقة البرجوازية كبرجوازية صغرى في المدن المسمات بالبورغ في أوروبا واستفادت من مرحلة انحطاط نمط الانتاج الاقطاعي وتراجع مداخيل الاقطاعيات الفلاحية مقابل نجاح الحرف المهنية والتجارة في المدن ومن السياسات الميركانتيلية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تستهدف جلب الذهب من المستعمرات. النظام الاقطاعي والملكيات المطلقة شكلت ارضية خصبة لنشأة بعض الصناعات المانيفاكتورة في المدن. ومع نمو القوة الاقتصادية لبرجوازية المدن بدأوا يتطلعون لانتزاع السلطة السياسية من الاقطاع والملكيات المطلقة ولتحقيق هذا الهدف تحالفت البرجوازية مع الفلاحين الفقراء لانجاح الثورة على الاقطاع والملكية المطلقة في فرنسا سنة 1789، ومع هيمنة البرجوازية على السلطة السياسية بدأ نمط الانتاج الرأسمالي ينتقل الى باقي البلدان نتيجة التنافس والحروب التي قادها ممثلي السلطة البرجوازية كنابوليون مثلا. ونظرا للأزمات الدورية التي بدأ يعرفها نمط الانتاج الرأسمالي فكان لا بد من البحث عن المستعمرات لتفريغ تلك الازمات وبالتالي تمويل الثورة الصناعية الأوروبية وبذلك شكلت الحملات العسكرية الاستعمارية والهيمنة على الشعوب الاخرى التي يتم القضاء على مقاومتها وبالتالي سلبها ارادتها السياسية واخضاعها لنمط الانتاج الرأسمالي. ان هذا التوسع الاستعماري الذي شمل مختلف بقاع الارض كان من شأنه تحويل العالم الى قرية رأسمالية من جهة ومن جهة ثانية معالجة الازمات الدورية. لكن مع تقسيم مختلف بقاع العالم بين الامبرياليات، أصبح نمط الانتاج الرأسمالي يفتقد لمجالات آخرى يعالج الازمات على حسابها، الشيء الذي دفع الامبرياليات الى معالجة ازماتها بعضها على حساب البعض الاخر من خلال الحربين العالميتين ومختلف الحروب المحلية.
فمنذ بداية القرن العشرين لم تعد البرجوازية المهيمنة قادرة على معالجة ازماتها الا عن طريق اشعال الحروب وتحقيق تدمير ذاتي كبير لوسائل الانتاج من اجل التمكن من اطلاق الآلة الانتاجية لنمط الانتاج الرأسمالي من جديد. ونظرا لهذا التناقض الخطير الذي وصل اليه نمط الانتاج الرأسمالي فان المستقبل اصبح مفتوحا على التفكك والانحطاط والبربرية.
ثانيا: ميكانيزمات نمط الانتاج الرأسمالي ملغومة بالازمات:
في ما يلي الشروط الاساسية المطلوبة في الانتاج الرأسمالي:
1 – وجود سلع، أي منتجات تتضمن بالاضافة الى فائدتها الاجتماعية، كقيمة استعمالية، قيمة تبادلية في مقابل قيم استعمالية أخرى ذات طبيعة مختلفة، وذات قيم تبادلية. ونأخذ العمل كمقياس حقيقي وحيد مشترك بين هذه السلع المختلفة من حيث طبيعتها؛ لذلك فإن القيمة التبادلية لمختلف هذه السلع تتحدد من خلال مدة العمل الضروري اجتماعيا لإنتاجها؛
2 – لكن هذه السلع ذات الطبيعة المختلفة لا تتم مبادلتها بشكل مباشر وانما من خلال -سلعة- وسيطة متفق عليها، تمثل قيمها الكلية: النقود؛
3 – وجود سلعة ذات طابع خاص، تتمثل في قوة العمل، والتي تعتبر الملكية الوحيدة المتوفرة لدى البروليتاري وأن الرأسمالي المالك الوحيد لوسائل الانتاج والمواد الغذائية الضرورية للعيش، يشتري -قوة العمل- من سوق العمل، كأي سلعة أخرى، بقيمتها، بمعنى بكلفة انتاجها أو بسعر -العناية- بالطاقة الحيوية للبروليتاري؛
4 - لكن سلعة -قوة العمل- متميزة عند الاستهلاك، فاستهلاك أي سلعة أخرى لا يؤدي إلى تزايد في قيمتها بل تندثر، بينما قوة العمل كسلعة، فإنها على العكس من ذلك، تجلب -فائض القيمة- للرأسمالي الذي يشتريها، فهو يصبح المالك لها ويستطيع ان يتصرف فيها كما يحلوا له – قيمة -فائض القيمة- الناتج عن قوة العمل هي أكبر مما كلفه شراءها، حيث يتطلع الرأسمالي الى تشغيل البروليتاري مدة أطول مما هو ضروري لحصوله على المواد الغذائية الاساسية للبقاء على قيد الحياة والتي تعتبر ضرورية جدا.
5 - إن هذه القيمة الزائدة الأعلى المتساوية مع العمل الزائد هي ما يتنازل عنها البروليتاري مجانا للرأسمالي، عندما يبيع -بشكل حر- وتعاقدي قوة عمله. وذلك هو ما يشكل فائض القيمة أو الربح الرأسمالي.
6 - إذن ففائض القيمة أو الربح ليس شيئا غامضا أو فكرة وهمية كما قد يتبادر الى ذهن السيدة سمية البارودي، بل هو عمل حي ملموس يقدمه -مضطرا- البروليتاري -مجانا- للبرجوازي.
7 - إن هذه الابجديات في الاقتصاد السياسي الماركسي، يجب أن لا تغيب عن ذهننا عندما نتناول كافة الاشكاليات الاقتصادية والسياسية التي تطرحها الرأسمالية (ففي زمن الأزمة تصبح هذه الاشكاليات متعددة ومعقدة) وتلتقي في النهاية في هدف مركزي: وهو انتاج أقصى ما يمكن من فائض القيمة. وليس الانتاج من اجل اشباع الحاجيات الانسانية، أو الاستهلاك وتلبية الحاجيات الحيوية للإنسان، فالرأسمالية تعمل فقط لمصلحتها ولا علاج لذلك سوى تدميرها. فاستهلاك الوحيد الذي يحرك البرجوازي، ويهز مشاعره، ويحفز طاقته وارادته، من اجل الاستثمار والمنافسة، ويشكل سبب وجوده: هو استهلاك قوة العمل !.
8 - الرأسمالية تستغل إذن قوة العمل لكي تحصل من خلاله على مردودية أكثر ارتفاعا والمتطابقة مع أكبر كمية من العمل الممكن. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يجب الوصول الى أقصى مستوى من علاقة العمل المجانية مقارنة مع العمل المؤدى عنه، أي علاقة فائض القيمة بالأجر أو برأس المال المعتمد، والذي يحسب على أساسه معدل فائض القيمة. فالرأسمالي يحقق أهدافه، من جهة عن طريق مضاعفة العمل الكلي، عن طريق تمديد يوم العمل، وعن طريق تكثيف العمل، ومن جهة أخرى عن طريق سداد الأجر الأكثر انخفاضا لقوة العمل (حتى بأقل من قيمته) بفضل نمو انتاجية العمل على الخصوص والذي ينتقص من سعر المواد الغذائية الضرورية للحياة والأشياء الاساسية الأولى.
9 – ولا تقبل الرأسمالية بطبيعة الحال بمحض إرادتها أن تنخفض الأسعار، مما يمكن العامل من شراء منتجات أكبر. فالأجر يتقلب دائما حول محوره، حيث أن قيمة قوة العمل تساوي الأشياء الضرورية جدا لإعادة انتاجه؛ فمنحنى حركة الأجر (فوق أو تحت القيمة) يتطور بالموازاة مع ذلك أي مع تقلبات علاقات القوة القائمة، بين الرأسماليين والبروليتاريا.
10 – نستخلص مما سبق أن كمية فائض القيمة ترتبط، ليس برأس المال الكلي الذي يستثمره البرجوازي، لكنها ترتبط فقط بذلك الجزء المخصص لشراء قوة العمل أي الرأسمال المتغير. لذلك يميل الرأسمالي الى انتاج أقصى ما يمكن من فائض القيمة عن طريق أقل جزء من الرأسمال الكلي، لكننا عن طريق تحليل التراكم فان هذا الاتجاه يحاصره قانون يعمل في الاتجاه المعاكس ويؤدي الى انخفاض معدل الربح.
11 - عندما نفكك رأس المال الكلي أو الرأسمال المستثمر في الانتاج الرأسمالي خلال سنة مثلا، فإن قيمة الانتاج السنوي تتركب من:
أ – رأس المال الثابت المستهلك، بمعنى استغلال وسائل الانتاج والمواد الأولية. ويمثل هذين العنصرين فوائض قيم عمل سابق، تم استهلاكه في استثمار سابق، وتم تحويله ماديا خلال الانتاجات السابقة؛
ب – رأس المال المتغير وفائض القيمة المستهلكان خلال استثمار قوة العمل الجديد، الحي، والمستهلك خلال السنة.
هذه القيمة المركبة، كما تظهر في الانتاج الكلي، تستثمر في انتاج الوحدة. فقيمة الطاولة، مثلا، هي مجموع القيمة المساوية لاستغلال الآلة التي تنتجها، وقيمة المواد وقيمة العمل الذي تتضمنه. فلا يجب ان نعتبر الانتاج كمعبر اما على رأس المال الثابت أو عن رأس المال المتغير أو عن فائض القيمة.
12 - رأس المال المتغير وفائض القيمة يشكلان الدخل المنبثق عن دائرة الانتاج (لا نعتمد هنا الانتاج غير الرأسمالي للفلاحين، والصناع التقليديين، كما لم نميز مداخيلها).
13 - دخل البروليتاريا يمثله بند الأجور. أما دخل البرجوازية فيمثله بند كتلة فائض القيمة، الأرباح (لا نأخذ بعين الاعتبار هنا توزيع فائض القيمة في قلب الطبقة الرأسمالية كأرباح صناعية أوارباح تجارية أوارباح بنكية أوريوع عقارية). وبهذا التحديد، فإن الدخل المتأتى من الدائرة الرأسمالية يؤكد حدود الاستهلاك الفردي وسط البروليتارية والبرجوازية لكن تجدر الاشارة الى أن استهلاك الرأسماليين لا حدود له الا تلك التي تمكنه من انتاج فائض القيمة، بينما الاستهلاك العمالي فيتحدد بشكل صارم على أساس ضرورات انتاج هذا الفائض في القيمة نفسه.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عبد السلام أديب - باحث يساري ومناضل نقابي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: نمط انتاج رأسمالي في مفترق الطرق: الاشتراكية أم البربرية؟ / عبد السلام أديب




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - قنابل مغلفة بورق الديمقراطية / كاظم فنجان الحمامي
- العيد القومي الآشوري.. رأس السنة الأشورية (اكيتو).. من ميثول ... / فواد الكنجي
- لخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الأول) / أحمد رباص
- حول الخلافات الأميركية الاسرائيلية تجاه الحرب / نهاد ابو غوش
- حكومة خدمات ام بروباگندا ‼️ / حسين علي محمود
- محمد ابن المليح يفكك إيقاع الومضة بين التكثيف والمفارقة والإ ... / عزيز باكوش


المزيد..... - السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- ايران تؤكد استعدادها لاستضافة المؤتمر الاقتصادي لدول بحر قزو ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عبد السلام أديب - باحث يساري ومناضل نقابي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: نمط انتاج رأسمالي في مفترق الطرق: الاشتراكية أم البربرية؟ / عبد السلام أديب - أرشيف التعليقات - رد الى: سمية البارودي - عبد السلام أديب