أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: عروة عبدون - برهان غليون










رد الى: عروة عبدون - برهان غليون

- رد الى: عروة عبدون
العدد: 170140
برهان غليون 2010 / 10 / 6 - 16:52
التحكم: الحوار المتمدن

الآن يبدو الامر كذلك لأننا نعيش ما ينبغي تسميته عصر الردة، أي رد الفعل المعاكس لما كان سائدا من قيم وأفكار وتقاليد وتطلعات في الحقبة السابقة التي وصفت بأنها حقبة التحرر الوطني والتي غلب عليها الطابع الحداثي في الايديولوجية وبرامج العمل والانجازات والغايات معا. لكن الأمر لم يكن كذلك في العقود الطويلة السابقة منذ النهضة إلى عقود ثلاثة سابقة. فقد كانت النخب الاجتماعية مدفوعة بقوة، بما في ذلك داخل المؤسسة الدينية، إلى تبني مواقف تحديثية وإصلاحية خوفا من الوقوع تحت سيطرة الدول الأجنبية وأملا في استدراك التأخر الذي شغل فكر مفكرينا الحديثين جميعا. وقد طبقت بالفعل برامج وسياسات إصلاحية في جميع الميادين في البلاد العربية قلبت وجه المجتمعات، في الدولة والإدارة والتعليم والصناعة والخدمات الاجتماعية والطبية، وأبرزها دخول النساء الذين فرضت عليهم العزلة لقرون طويلة، إلى الحياة المدرسية والعملة، من دون أن يثيركل ذلك أي مقاومة جماعية من أي نوع كانت. بل لقد كانت القرى تقاتل من أجل بناء مدارس ومستوصفات لديها.
بالتاكيد لا يعني هذا أن جميع أفراد المجتمع صاروا حديثي التفكير، أو أن بعضهم لم يكن يشك في شرعية هذه الاصلاحات من الناحية الدينية. لكن على العموم كانت الأغلبية الاجتماعية إما قابلة بما حصل من تحديث او مستسلمة له. ولم تظهر الحركات والتيارات المعادية للحداثة وتوجهاتها بشكل جدي سوى في ثمانينات القرن الماضي، وذلك في سياق فشل الثورة الوطنية العربية وانهيار مشروعها وتنامي الاحباط الناجم عن خيبة الأمل بوعودها. وقد كان رد الفعل متناسب مع حجم الاستثمارات السياسية والنفسية التي وظفتها المجتمعات في هذه الثورة والآمال التي بنتها عليها.
بالمطلق لا أعتقد أن الأديان تقف حائلا دون التقدم والحداثة عندما تكون فرصهما واضحة ووعودهما حقيقية. لكن في حالات الفراغ والأزمة وانعدام الآفاق تحل الاديان تلقائيا محل الايديولوجيات الحديثة ويترك الايمان بالتقدم مكانه بسرعة للايمان بالغيب وضمان الآخرة. وهذا ما نعيشه اليوم. وفي اعتقادي لن يكون من الممكن زحزحة الجمهور عن مواقعه الجديدة التي يتشبث بها حتى لا يسقط في العدمية والفراغ االايديولوجي والقيمي إلا إذا فتحت طرق التقدم والحداثة من جديد. وهذا ما لا يمكن أن يتحقق إلا بتغيير السياسات القائمة التي بدل أن تكرس موارد الشعوب القليلة لتحسين شروط اندماجها في العصر وتأهيلها للحياة المنتجة الكريمة، تدفع بها إلى التراكم بين أيدي فئة محدودة من أصحاب السلطة والنفوذ والمال، يهدرونها في اقتصادات مضاربة مالية في الأسواق الدولي،ة ويحرمون شعوبا بأكملها من حقها في الحصول على فرص عمل نافعة ومرضية في الوقت ذاته. ومعظم مثقفينا للأسف يصوبون في الاتجاه الخطأ، فيعمقون مشاعر الردة ويرسخونها عند الجمهور العريض من جهة، ويغطون بالدخان الذي يطلقونه بصورة عشوائية، على سياسة الخصوم الفعليين للحداثة وحفاري قبورها.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - مرة أخرى اللهث بحثا عن القروض في زمن -التعويل على الذات- / جيلاني الهمامي
- - ملائكة الرحمة - / زكريا كردي
- النافذة* / إشبيليا الجبوري
- آية في الحلم / فوز حمزة
- القارئ لا يقرأ الرواية. بل يقرأ الكاتب/بقلم جوزيه ساراماغو - ... / أكد الجبوري
- غزة تقول / نصيف الشمري


المزيد..... - قطر تعلن عن -خطوة جديدة- بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ...
- “شوف معاشك زاد كام”.. حكومة الجزائر تعلن عن جدول زيادات في م ...
- “احصل على دعم حكومي”.. وزارة القوى العاملة بمصر تعلن عن تسجي ...
- شوف مرتبك كام؟.. سلم رواتب الموظفين الجديد 2024 بالعراق وهذا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- سلطة النقد الفلسطينية تحقق في سلسلة سرقات مصرفية بغزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: عروة عبدون - برهان غليون