|
التحديث نظرية استعمارية و استيلابية - مصطفى اسعيدي
- التحديث نظرية استعمارية و استيلابية
|
العدد: 170505
|
مصطفى اسعيدي
|
2010 / 10 / 8 - 11:21 التحكم: الكاتب-ة
|
ان نظرية التحديث التي تتحدثون عنها استاذي المحترم تؤكد على أن القيم التقليدية هي العقبة الأساسية في تنمية الدول العربية و الاسلامية . وبالتالي فالخروج من هذا المأزق لا بد أن يعتمد على تغيير الثقافات العربية التقليدية عن طريق تبني قيم التحديث.. أي القيم الغربية و ذلك بتبني النموذج الغربي .بمعنى أن نظرية التحديث التي تبنيتموها تسعى إلى إعادة إنتاج التجربة الرأسمالية الغربية في العالم العربي و الاسلامي. ويرى بعض المفكرين الاقتصاديين أنه لا بد من محاكاة التحديث الأوروبي عن طريق تغيير العملية الاقتصادية التقليدية حتى نستطيع اللحاق بركب الدولة المتقدمة و انتم سيدي من بين المدافعين عن هذه النظرية الاستعمارية و الاستيلابية المبنية على الخضوع و التبعية . وتقوم هذه النظرية التي تدافعون عنها على .ضرورة الاعتماد على الغرب في كل شيئ، ولا يخفى عليكم استاذي المحترم ما لهذا اانظرية من تاشير سلبي على الوطن العربي الذي سيجعل منه تابعاً للنسق الغربي . كما أن نظرية التبعية تدور حول فكرة جوهرية مفادهاا أن التخلف لا يمثل الحالة الأصلية للمجتمع في العالم العربي. بل نشأ التخلف وتطور من خلال أساليب الخضوع للنفوذ الرأسمالي بمعنى أنه نشأ تاريخياً وتطور مع نشأة وتطور التقدم في المركز الرأسمالي. و لهذا اقول لكم استاذي المحترم ان الاصل في الدول العربية انها كانت دول متقدمة لانه عندما نعيد قراءة التاريخ العربي نجد حواراً بناءً ما بين الفكر الإسلامي أو الثقافة الإسلامية وثقافات دول اخرى وقتها وبالرغم مما كان يجده المفكر الإسلامي من فكر خلاق وإبداع عظيم لم يقف موقف الحائر والخائف كا يقف المثقف العربي و الاسلامي اليوم بل كانت أمامه مسؤولية التفاعل الحي بينه وبين ما يأخذه.. وما يقع بين يديه من ثقافات متنوعة وأفكار متباينة.. أخذ يقلب في أوراق هذه الثقافات مطوراً حيناً ومضيفاً حيناً آخر.. ولم يكن في موقف الناقل فقط بل كان يدقق وينقح هذه الأفكار منتقياً منها ما يتلاءم بل وما يثري معلوماته وثقافته. وقد كان له ما أراد. فهناك المنطق الإسلامي والمستمد جذوره من منطق أرسطو.. وهناك كثير من الفكر الفلسفي اليوناني وغيره من فلسفات متنوعة كانت عوناً للمفكر الإسلامي في خوض كثير من الموضوعات التي أثرت الفكر الإسلامي . وكانت مرحلة القرون الثلاثة الأولى الهجرية خير دليل على هذا التفاعل الحي البناء والذي من شأنه أعلا من الفكر الإسلامي وعمل على تقدمه وثرائه.. ولولا الازمة التي عاشها ا المفكرون الإسلاميون اللاحقون. والتراجع البين الذي نجده من خلال الانتكاسات الفكرية والتراجعات المنهجية في البحث والقراءة ما كان للفكر العربي أن يصل اليوم ما وصل إليه من ترد وانهزامية .واليوم ونحن ننفتح بكل ما لنا من آفاق معرفية.. نجد أنفسنا أمام الكثير من الثقافات والتي لا بد من التعامل معها بحذ هو حذر المتحفز. بمعنى آخر.. التعامل معها بنديةونتخذ موقف الناقد والباحث والمبادر أي لا بد من تنحي كل سلوكيات الفكر والتعامل السلبي مع الأشياء والخروج من دائرة التخاذل على اعتبار أن الأشياء لها منطقها الخاص ولا بد أولاً وقبل كل شيء تنحي فكرة المؤامرة مع الغرب و التبعية للغرب فما بالكم استاذي المحترم ان نعطي الفرصة كاملة لعدونا بل عدو الإنسانية جمعاء. وقد جاء الوقت لتسهيل عمليات التفاعل الثقافي على مستوى عال وربما كان هذا محفزاً أساسياً لإثبات وجودنا واحتلال المواقع أو الصفوف الأولى دون منازع خاصة وأننا نملك إمكانيات لا يملكها غيرنا وخاصة الدين الإسلامي.. بما فيه من تنوع وثراء.. وقيم إنسانية صرفة بقدر العلم والعلماء وتقدر الإنسانية بكل ما فيها من نزوع وسلبيات وقوة.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
القاريء ابراهيم الطناني رحمة الله صاحب الصوت القرآني الخاشع
...
/ عبد العزيز فرج عزو
-
عن شجاعة زلينسكي في مواجهة تنمر ترمب !؟
/ سليم نصر الرقعي
-
القاريء المصري ابراهيم الطناني صاحب الصوت القرآني الخاشع وال
...
/ عبد العزيز فرج عزو
-
ماشالله..ابليه..حسد
/ ميسون نعيم الرومي
-
المرأة في الأدب العربي: من الشعر الجاهلي إلى الرواية المعاصر
...
/ أميمة البقالي
-
إيران في إنتظار الجمهورية الديمقراطية
/ سعاد عزيز
المزيد.....
-
هل سيسافر رونالدو إلى إيران للمشاركة في مباراة النصر واستقلا
...
-
بيان مصري يرفض أي محاولات لتشكيل -حكومة سودانية موازية-
-
بعد رسالة نانسي عجرم -تعالى نعيش-.. محمد صلاح يرد (صورة + في
...
-
نتنياهو يهدد -حماس- بعواقب رفضها الخطة الأمريكية بشأن غزة
-
جنبلاط: الذين وحدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا
...
-
حظك اليوم الأحد 2 مارس/آذار 2025
المزيد.....
|