أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: ميلود ادجاون - برهان غليون










رد الى: ميلود ادجاون - برهان غليون

- رد الى: ميلود ادجاون
العدد: 170121
برهان غليون 2010 / 10 / 6 - 15:42
التحكم: الحوار المتمدن

ما لك يا ميلود حامل سيفك تضرب يمينا وشمالا، دولا ومثقفين وشعوبا ومجتمعات وأديانا واعتقادات. أنت ثائر على العالم. لا يهديء من غضبك سوى ذكر مارتن لوثر وديكارت وراسين وباسكال..ثم بعدهم مونتسكيو وروسو وفولتير وديدرو وهولباخ وهلفسيوس وكانط وهيغل وفويرباخ وماركس وغيرهم من النخب الفكرية ومنتدياتهم التي ذكرت. هؤلاء هم بالفعل أساتذتنا وأساتذة العصر والحداثة.
بيد أن ثورتك لا تنبع من اعتقادك بأن العرب، وربما مثقفينهم أنفسهم، يتجاهلون هؤلاء جميعا، وإنما أكثر من ذلك، بأنهم، أي العرب، غير قادرين على التقدم ومجاراة الحداثة أو دخولها لأنهم لم ينتجوا ما يعادلهم. فأنت تعتقد أن التحول الكبير، وهو هنا الحداثة العربية المنشودة. يحتاج إلى فكر كبير وعميق. وهذا الفكر يكاد يكون مفقودا في العالم العربي اليوم. ومفكرونا لا يمتلكون من الجرأة والشجاعة ما يمكنهم من مهاجمة ما هاجمه هؤلاء من فكر عتيق وبال هو السبب في بلاوينا والمصائب التي تستبد بنا.
هل نقول الشكوى لله؟ هل نقول الله يطعمنا؟ هل نقول هذا شعب عنين وبائس غير جدير بالحداثة طالما أنه غير قادرة على إنجاب مفكرين أفذاذ كما عرفتهم أوروبة الحديثة وما قبل الحديثة؟
جوابي السريع أن التاريخ لا يعيد نفسه. وأنه ليس هناك ديكارت وكانت وهيجل وماركس جدد ببساطة لأن هؤلاء قد وجدوا، وتكرارهم مرتين يكون خطأ تاريخيا ومنطقيا، لأنه يعني اختراع البارود مرتين. والحال الاختراع مرة واحدة، بعدها يحصل الانتشار. وديكارت والآخرون انتشروا في كل الثقافات، وفكرهم متاح للجميع، وهو يثري فكرنا كما يثري فكر غيرنا من أمم الأرض حتى لو لم يكونوا قوميا منا.
لكن أبعد من ذلك، ليس من المؤكد أن ما نحتاج إليه اليوم لولوج الحداثة مفكرين من وزن هؤلاء. والبرهان أن اليابان، واليوم الصين والهند ومجتمعات وأمم كثيرة أخرى، تتقدم على طريق الحداثة، من دون الإرهاص بفكر ومفكرين من أمثال هؤلاء. في زمنهم، كان كسر قيود العقل شرطا ضروريا لدخول رحال الفكر الفلسفي والنقدي والعلمي الحديث. وقد انكسرت هذه القيود اليوم، في العالم الواحد، ولا نحتاج إلى كسرها من جديد حتى نفتح المدارس والجامعات ونرسل البعثات إلى الخارج. ما نحن بحاجة إليه اليوم هو اجيال عديدة من العلماء في كل الميادين، وهذا ما يغذي حركة التقدم في الغرب أيضا، اليوم، قبل فكر ماركس ولا ديكارت. ونحن لدينا ملايين الطلبة في مدارس وجامعات لا تختلف في تكوينها عن جامعات العالم. إنما المشكلة في إدارة هذه الجامعات وتسييرها وبرامجها وطرق تعليمها. وهنا تكمن بذور الثورة العلمية والتقنية المطلوبة لعصرنا، لا في انتظار مفكر عظيم على شاكلة المهدي المنتظر، ولا عالم يحظى بجائزة نوبل. نحن بحاجة إلى مئات ألوف بل ملايين الباحثيين العلميين على مستوى عال وفي كل ميادين العلم الحديث.
والذي يمنع جامعاتنا ومدارسنا من أن تنتج مثل هؤلاء ليس ضعف عقولنا ولا تأخر ثقافتنا ولا تدين أباءنا وأولادنا اليوم. إنه السبب نفسه الذي يجعل مئات ألوف العلماء والباحثين العرب يعملون اليوم في المخابر العلمية والمراكز البحثية والجامعات العالمية، ولا يستطيعون أن يقدموا أي خدمة لبلادهم ومجتمعاتهم. وكل ذلك ليس خيارات شخصية للأفراد، لا لطلابنا في جامعاتنا العربية ولا لمهاجرينا من العلماء. إنه نتيجة نظم وسياسات طاردة للعلم والعلماء، يتناقض استمرارها واستقرارها مع الفكر الحي والنقدي، ولا تحتاج للعلم والتنقية المتقدمة حتى تنمي ثرواتها وتغتني طالما أنها تستطيع ذلك بوضع اليد مباشرة ومن دون عناء على موارد الشعوب ومصادر رزقها وتعيش على ريع نفطها وريع السخرة والعبودية.
الفكر مهم. والفكر العميق أهم. والفلسفة أعظم وأمتع. لكن المجتمع ليس فكرا. والعوامل التي يقوم عليها نظام المجتمعات وديناميات تقدمها وتراجعها أقل عمقا بكثير من الفكر، لكنها اكثر تعقيدا بكثير من الفكرة وربما كانت أقرب إلى السحر.
مع أطيب تمنياتي


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - رواء الجصاني: هكــذا، ولهذا .. آمن الجواهري بالامام الحسين / ... / رواء الجصاني
- الحزن العتيد / ابو يوسف الغريب
- (رأس الحسين) رواية عبدالله خليفة / مقداد مسعود
- طود النسرين ...قدري ... / نسرين جواد شرقي
- أرحموا غزة من عواطفكم وشعاراتكم الكاذبة / ابراهيم ابراش
- الشرّ.. / إلياس شتواني


المزيد..... - المزيد من الـ -Minions- قادمون في فيلم جديد
- اتحاد جدة السعودي يضم حسام عوار.. ماذا نعلم عنه؟
- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- أجدد أغاني البيبي مع طيور الجنة.. تردد قناة طيور الجنة toyou ...
- التسجيل في منحة البطالة للمطلقات والأرامل 700 دينار جزائري ع ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: ميلود ادجاون - برهان غليون