أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: نادر قريط - برهان غليون










رد الى: نادر قريط - برهان غليون

- رد الى: نادر قريط
العدد: 169947
برهان غليون 2010 / 10 / 6 - 00:03
التحكم: الحوار المتمدن

عزيزي نادر، ليس الخطاب القومي العربي سوى تنويعة فكرية من تنويعات حركات التحرر الوطنية التي شهدتها جميع شعوب العالم الثالث الخارجة من السيطرة الاستعمارية، بهدف استكمال التحرر السياسي وإرساء أسس بناء دولة وطنية تجاري الدول القومية الغربية، وتسير على هديها وخطاها، املا بتحسين شروط السيطرة على ناصبة العلم والتقنية والصناعة والقوة العسكرية التي تضمن لها ولوج الحداثة والانخراط الايجابي فيها. لم يكن العالم العربي استثناءا ولا كان نشازا في هذا الأمر.
لا يمنع هذا من أن هذه الحركة كانت مليئة بالعيوب والنواقص، ولا أن خطابها لم يكن غامضا وملتبسا ككل الخطابات الايديولوجية القومية وغير القومية، ولا أنه لم تخترقها نزاعات وصراعات وتشوبها لوثات تراثية وتقليدية ودينية وجاهلية أيضا. لكنها لم تكن قناعا للعصبيات القبلية والمذهبية والإتنية، لا الأقلوية ولا الأغلباوية. لسبب بسيط هي أن المهمات التي طرحتها على نفسها لا تفيد أقلية بعينها أو مذهبا دينيا او طائفيا، ولكنها تصب في خانة الوطنية بالمعنى الدقيق للكلمة، وأعني بذلك مهام برنامج الاستقلال الناجز والتنمية المستقلة وبناء الدولة الوطنية التي تسمح للأفراد بتجاوز عصبياتهم الجزئية والاندراج في سردية وطنية واحدة.
لكن كأي حركة تاريخية، خلف إخفاق الحركة الوطنية وانحسارها تراثا رمزيا وأدبيات وشعارات وأطرا تنظيمية كان من مصلحة ورثتها في السلطة تقمصها واستخدامها كأقنعة -قومية- للتغطية على استراتيجياتهم الجديدة الطائفية والإتنية والمذهبية وعصبياتهم المنبعثة مع انهيار آمال الوطنية وزوال هيمنتها. وهذا ما يحصل أيضا في العديد من بلدان أفريقيا التي سار بعضها نحو حرب التطهير العرقية، وما يحصل في أمريكا اللاتينية مع عودة انتشار الهيمنة الدينية الكنسية، وحتى في أمريكا الشمالية التي عرفت أكثر ظواهر التطرف المسياني عدوانية في أشخاص المحافظين الجدد الذي أعلنو حربا عالمية للسيطرة على العالم وتأكيد أسبقية الولايات المتحدة وقيادتها الدولية.
ولا تمثل الطبعة الشامية وجه القومية العربية وخطابها، كما تبلورا في عصر ازدهارها الناصري، ولا تشكل إلا تنويعة باهتة وهشة وعجرة منها. عندما نتحدث عن الحركة القومية بوصفها الحلقة الرئيسية في حركة تحرر وطني جميعت إليها العديد من القوى التقدمية القومية وغير القومية، فنحن نتحدث عن برنامج وطني وقفت معه قوى سياسية منظمة، وجماهير غفيرة، ودعمته طبقات اجتماعية، وتحول إلى حركة تاريخية بالمعنى المادي القوي للكلمة، وصار في وقت من الأوقات عقيدة الشعوب العربية بدون منازع.
وإذا أردنا أن نفهم حقيقة ما حصل، ونعرف تاريخنا، فلا ينبغي لنا أن نسقط حاضر ما يسمون أنفسهم ورثة الحركة القومية، وهم بمثابة يهوذا منها، على ماضيها، عندما كانت حركة حقيقية، أي وجها لا قناعا. ولا يهمنا اليوم لا تبجيلها ولا التشفي منها، فقد انتهى وقتها وخرجت من التاريخ مثلها مثل جميع حركات التحرر الوطني الأخرى، ولم يبق منها سوى الذكرى. ما يعنينا اليوم ليس هذه الحركة نفسها، وإنما فهم تاريخنا الماضي والقريب والديناميكيات التي تحركه، حتى نستطيع ان ننطلق من جديد. فما القومية وما الاشتراكية وما الشيوعية إلا أسماء سميتموها. أما ما تنطوي عليه فتابع للقوى التي تقف وراءها وتحركها. ومضمون ما تبقى من الحركات القومية اليوم يعكس تماما القوى والمصالح والعصبيات الطائفية وغير الطائفية التي تتعيش على تراثها وتستخدمها قناعا لوجه ليس له من القومية والوطنية حتى الإسم.



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - بقايا سطور / فوز حمزة
- في قراءة المشهد المستجد / راسم عبيدات
- بيان الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية / مرتضى العبيدي
- نبعك وحده يرويني / سرحان الركابي
- -التعويض العادل- للنساء اللواتي يتعرضن الى اغتصاب في العراق! ... / نادية محمود
- لقمع التضامن مع الشعب الفلسطيني / الشرطة تسمح لعصابات اليمين ... / رشيد غويلب


المزيد..... - انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- السعودية.. طريقة احتفال فراس البريكان بهدفه أمام الهلال -تخط ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د. برهان غليون في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أزمة المجتمعات العربية والموقف من الحداثة والديمقراطية والاسلام / برهان غليون - أرشيف التعليقات - رد الى: نادر قريط - برهان غليون