تعليقات الموقع (58)
|
التسلسل: 1
|
العدد: 235937 - تحياتي
|
2011 / 5 / 1 - 10:16 التحكم: الكاتب-ة
|
عبدالله محمد العبدالله
|
سيدي الفاضل الا ترى ان هناك فرق مابين السياسة والدولة لذلك تكون دعوى العلمانية الى فصل الدين عن السياسية هي دعوى مقبولة واكثر واقعية في مجتماعتنا الاسلامية ..خاصة ونحن نعلم ان غاية الدين الوصول بالانسان الى المثالية وان من يعكر صفو هذه المثالية هي السياسة التي تبيح المحظورات على كافة الاصعدة .اما ارتباط موسسات الدوله بالدين فهو امر واقع ومندك في مجتمعاتنا وحتى الاعراف الاجتماعية هي اقرب للسلوك الديني وبالتالي فان القوانين التي تحكم المجتمع تنطلق من واقع هذا المجتمع فتكون شئنا ام ابينا هي الاقرب للمنظومة القانونية للمجتمع .
66
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 2
|
العدد: 236541 - رد الى: عبدالله محمد العبدالله
|
2011 / 5 / 4 - 10:41 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للسيد عبد الله محمد العبدالله، ثم ليسمح لي أن أقول إننا في البلاد ذات الأكثرية المسلمة لن نستطيع أن نشيد صرح الديمقراطية، ما لم نفصل بين الدين والدولة. فالدولة لا يمكن أن تكون مؤمنة ولا كافرة، لا هي مسلمة ولا مسيحية. ولذا فلا معنى أن يكون للدولة دين رسمي أو غير رسمي، إلا بمقدار ما لذلك من علاقة في تحديد عطلة نهاية الأسبوع والعطل والأعياد الرسمية، ومنها الأعياد الدينية. الفصل بين الدين والدولة هو الحد الأدنى حسب رؤيتي، أما الفصل بين الدين والسياسة فهو بتقديري أوسع وأشمل، لأن الفصل الأول يشمل حتى الإسلاميين كمشترك أو عهد مجتمعي حفظا لنقاء الدين وسلامة سير الدولة ونزاهة رسالة السياسة. والمشكلة في الدين عندما يتخذ مصدرا أساسيا للتشريع، فهو إنه حمّال أوجه - وهذا تعبير علي بن أبي طالب فيما وصف به القرآن -، ومتعدد الفهم والتأويل والاستنباط. فإسلام أسامة بن لادن هو أحد تلك الأوجه للدين، ويمثل قراءة من قراءات الإسلام، وتستند إلى أدلة شرعية متينة من الكتاب والسنة. كما إن الإسلام الديمقراطي يمكن استنباطه من الكتاب والسنة. ولذا لا بد من جعل الدين شأنا شخصيا محضا، يحترم ويصان وتدافع الدولة عن حرية مزاولته، لكن دون إقحامه في شؤون الدولة وشؤون السياسة.
105
أعجبنى
|
التسلسل: 3
|
العدد: 235987 - علمانية أم ديموقراطية ؟
|
2011 / 5 / 1 - 14:36 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد الرحمن دارا سليمان
|
الاستاذ الفاضل ضياء الشكرجي ..تحية وتقدير
يستدعي العمل السياسي والإجتماعي والفكري في واقع مجتمعاتنا، الى ضرورة التمييز والفصل بين المهام العملية من ناحية، والمهام الفكرية والفلسفية من ناحية أخرى، حيث لا يزال الصراع فيها يدور حول المفاهيم والمعاني والافكار المجردّة ويطغي على كل شيء في حياتنا النظرية والعملية معا . ومن بينها مفهوم العلمانية الذي تعرّض للإفساد والتشويه من قبل أعداءها وأنصارها بنفس الوقت، وعلى الرغم أنّها مجتمعات معلمنة الى حدّ كبير وتستهلك آخر منجزات الحداثة وتقنياتها العالية ، إلاّ أنها لم تنجح بتاتا في إجتياز العتبة الضرورية للتحوّل نحو الديمقراطية الحقيقية . إذ لا معنى ولا قيمة عملية للعلمانية مالم تصبح مدخلا للديمقراطية . ما رأيكم في أن تكون الأولوية للدعوة من أجل الديمقراطية التي لا تستطيع القوى الدينية تكفيرها بنفس السهولة التي إستطاعت فيها تكفير العلمانية وتشويهها ؟
65
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 4
|
العدد: 236542 - رد الى: عبد الرحمن دارا سليمان
|
2011 / 5 / 4 - 10:41 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
أما السيد عبد الرحمن دارا سليمان فله أيضا تحياتي، ثم أقول جوابا على ما تفضل به، إن العلمانية التي أتكلم عنها، والتي أؤمن بأنها حسب فهمي هي العلمانية الصحيحة، لا تنفك عن الديمقراطية كما بينت. الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة صحيح إنها ليست دينية، لكن لا يمكن اعتبارها علمانية، لأنها غير ديمقراطية. الكلام عن العلمانية يكون بعدما نكون قد فرغنا من التسليم بألا خيار لنا سوى الديمقراطية. لكن من أجل أن تكون الديمقراطية ديمقراطية حقة، لا بد لها من أن تفصل بين الدين والدولة، والدين والسياسة، وإلا فتكون ديمقراطية مشوهة، ومختزلة ببعض آليات الديمقراطية، كالانتخابات وغيرها، بينما الديمقراطية ليست مجرد انتخابات، فآدولف هتلر جاء أيضا عن طريق الانتخابات. الإسلاميون والشموليون عموما، باستثناء القلة النادرة جدا منهم، هم الذين يريدون اختزال الديمقراطية في الانتخابات، فيركبون موجة الديمقراطية وهم غير مؤمنين بشرعيتها من الناحية الدينية، مستغلين لحظة تاريخية تتسم بغياب الوعي، أو حداثة التجربة، أو تصاعد الحماس الديني العاطفي، ليحصدوا الأصوات، ثم يعملوا على ضخ أكبر قدر ممكن من مضامين الدولة الثيوقراطية في محتوى الدولة المدنية. ما تفضلت به صحيح، «لا قيمة للعلمانية ما لم تصبح مدخلا للديمقراطية»، وأتمم قولك بأنه ليس من مدخل للديمقراطية غير العلمانية، ولا تتقوم الأولى إلا بالثانية.
121
أعجبنى
|
التسلسل: 5
|
العدد: 235999 - ألإيمان بالله يعبر عن ألتعلق ألشديد بالرغبات
|
2011 / 5 / 1 - 16:36 التحكم: الكاتب-ة
|
ماجد جمال الدين
|
(( ألإيمان بالله ( ألآلهة ) يعبر عن ألتعلق ألشديد بالرغبات !! )) * ألأستاذ ضياء ألشكرجي ألمحترم أطيب ألتحية أولا . بألتأكيد أنت تجهلني حيث أكتب بإسم مستعار ،رغم انه شخصيا قبل أكثر من خمس سنوات إلتقينا بألصدفة في إحدى ألندوات ألعامة في قاعة ألجواهري في وزارة ألثقافة في شارع فلسطين سابقا ، و تبادلنا هنالك بضع كلمات جعلتني لاحقا أتتبع مقالاتك وأفكارك ألجديدة .. بصراحة هذه ألأفكار كانت تتغير يوما بعد يوما وإذا ما نظرت إليها أليوم فأرى تحولا عميقا هائلا في طريقة وعي ألأمور ، مما يتجلى بأوضح صورة في أجوبتك البديعة الواضحة في هذا ألحوار والتي لا تترك إلا مجالا ضيقا جدا للأضافات أو ألنقد .. فقط أحببت أن أشكرك جدا على هذا ألحوار ألجميل وألغني وأعبر لك عن فائق ألإحترام وصادق ألتحية .
• - ألعبارة الرائعة وألعميقة في أعلى ألتعليق سمعتها اليوم من برنامج عن الهند على ألبيبيسي ـ منقولة عن ألـبـوذا .
63
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 6
|
العدد: 236543 - رد الى: ماجد جمال الدين
|
2011 / 5 / 4 - 10:41 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
بالنسبة للسيد ماجد جمال الدين، فأحييه وأشكره، لكني أقول بأن لي فلسفتي المغايرة عن الله تألقت آيات جماله، فأنا إلهي، لا من موقع حاجتي إلى إله، وإنما من موقع إيماني الفلسفي بالله، وهو إيمان ينزهه عما نسبت إليه الأديان، مما لا يليق بجلاله وجماله وحكمته وعدله ورحمته. وفلسفتي الإلهية هذه لا أسمح بإقحامها في عملي السياسي، فالفصل بين الدين والسياسة، يشمل كما بينت الفصل بين كل رؤية ميثافيزيقية إيجابا أو سلبا وبين السياسة.
100
أعجبنى
|
التسلسل: 7
|
العدد: 236163 - الاستاذ الشكرجي
|
2011 / 5 / 2 - 15:14 التحكم: الكاتب-ة
|
سرمد الجراح
|
من المؤكد ان المشكله تكمن في سيطرة رجال الدين على عقول غالبية الناس في مجتمعنا. وتكمن قوتهم في تواصلهم بشكل دائم ومتواتر عبر المنابر التي اصبحت بوقا للاسلام السياسي بعد ان ادركوا اهميتها. ماهو الحل برأيكم لفك ارتباط الانسان البسيط عن رجل الدين خصوصا بما يتعلق في السياسه. وهل ان اصحاب التوجه العلماني يعملون, بما فيه الكفايه لتبيان ضرر تدخل الدين في السياسه, للدين كعقيده وللسياسه كأداة لأدارة الدوله. تحياتي
100
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 8
|
العدد: 236544 - رد الى: سرمد الجراح
|
2011 / 5 / 4 - 10:41 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للسيد سرمد الجراح أيضا. عما تفضل بالسؤال عنه أقول إن تغيير الواقع في بلداننا أمر عسير وموجع ويحتاج إلى عمل متواصل على جميع الأصعدة، وربما لن نبلغ ما نتطلع إليه إلا في نهاية هذا القرن، وما أشار القرآن إليه من دور الأحبار والرهبان للأديان السابقة، حصل مثله لدى المسلمين، خاصة فيما يتعلق بما أشرت إليه من سيطرة رجال الدين على عقول أغلبية الناس في مجتمعاتنا، في بلدان الأكثرية المسلمة. أرجو ألا تفزع كلمة (القرن) بعض القراء، فإن هذا لا يعني أننا لن نحقق خطوات مهمة خلال سنوات، وأخرى أهم خلال عقود، وقد تتسارع المسيرة في عموم البلدان ذات الأكثرية المسلمة، أو في بعضها، ولعلنا نختزل الزمن فننجز ما يتوقع إنجازه في قرن بأقصر منه بكثير.
73
أعجبنى
|
التسلسل: 9
|
العدد: 236205 - أزمة حضارية
|
2011 / 5 / 2 - 19:51 التحكم: الكاتب-ة
|
سعيد رمضان على
|
هل ما نشهده اليوم تأثير لتيارات علمانية ودينية أم وضع الحضارة موضع سؤال ؟ لتلك التيارات ثقلها فيما مضى ومؤثرة في أمور الحياة لكن الآن غاب تأثيرها في الواقع .. الثورات في تونس ومصر لم تحركها تيارات معينة كانت أزمة الحرية والفقر محركا للثورة . التيار الديني الذي وجه الاتهامات أصبح هو نفسه موضع تساؤل من جانب المتدينين أنفسهم وأصبح الحق في الهدم والشك فلسفة كافة التيارات المعاصرة المتدينين نبعوا على أرضية التطور الحضاري فهم نتاج أزمة حضارية طالت كل شيء في الوطن العربي بدأت مع عصور الركود حيث تم تحطيم الفكر لصالح عدم الفكر.. وأصبح الحفظ لا أعمال العقل هو الغالب.
70
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 10
|
العدد: 236589 - رد الى: سعيد رمضان على
|
2011 / 5 / 4 - 14:58 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للسيد سعيد رمضان علي، وشكري على تعليقه، وأضيف إلى أن الاتجاهات الديمقراطية العلمانية قد تراجعت في تصوري بعد تصاعد وتيرة الموجة العاطفية الحماسية للإسلام السياسي، هذه الحماسة التي انبعثت في تقديري بشكل خاص بعد قيام ثورة الخميني وتأسيس جمهورية إيران الإسلامية على أساس ولاية الفقيه. الفقر، والجهل عاملان مساعدان، علاوة على موجة التدين العاطفي التي انتشرت بشكل واسع، ثم تسييس التدين. طبعا شخصيا أنا مع التدين في جانب من جوانبه، مع التدين اللاديني إذا صح التعبير، أي إني مع ذلك الجانب من التدين فيما هي العلاقة الإيمانية الحميمة مع الله تألق جماله وتنزه كماله، وكل ما يترتب على هذه العلاقة الإيمانية، بعيدا عن الاستغراق في الغيبيات والخرافات، هذا علاوة على التحلي بالنزعة الإنسانية والبعد الأخلاقي، لكن الأخلاق بمفهومها الفلسفي، لا بمفهومها الديني، أي في كل ما له علاقة بالتعامل مع الآخر، وليس فيما هو شأن شخصي محض. للعلم وللعقلانية دور مهم في هذا الجانب أيضا. نعم نحن نعاني من أزمة حضارية، هي أزمة معرفية في جانب، وأزمة قيمية في جانب آخر، لكني متفائل بالمستقبل.
63
أعجبنى
|
التسلسل: 11
|
العدد: 236284 - الغاء العقل
|
2011 / 5 / 3 - 00:42 التحكم: الكاتب-ة
|
نبيل نور
|
فلا يملك المؤمن بإلهية النص إلا أن يلغي عقله
هذا جزء بسيط مما ورد في الحوار وهو يشير الى مقدمة تهيء للضيف أن يتعرض لكل من نقل النص الإلهي عبر الازمنة بأنهم ساهموا ايضا في الغاء العقل الانساني وتجريده من الافكار والتطور الى البقاء كمتخلفين بتوقف عقولهم عن اي تطلع للتطور وحضارة الانسان .. بينما العلم يكتشف كل يوم بأن النظام التشريعي في القرآن والحديث النبوي هو النظام الامثل لحياة الانسان وان من خلق العقل لينتج الافكار هو نفسه الله الذي نظم الكون ,, فاي الغاء للعقل هذا الذي يقوله الضيف .. وانما يكون الغاءه بوساوس شيطانية تلغيه عما اتاحه الله من السعة والمعرفة الى نطاق ضيق في المعرفة لمجرد التمتع بلذة الحياة دون قيد يردع النفس أو يحررها من ظلالها ذلك ما يسمي بحرية العبادات والقصد منه الخروج بحرية من الفكر الرباني الى الفكر الشيطاني او الوساوس التي استقاها العقل من الشيطان بمنهج من خارج التشريع الرباني , والا فأن الانسان لا يستطيع ان يبتكر شيئا الا من خلال الرؤية والتلمس للاشياء كيما يطرح فكرا او رايا كانسان يعقل , ولكن عندما يشطح بفكره كأفلاطون وارسطو ويرسمون لنا السموات والآلهات فهذه ليست من حرية التفكير بمكان , مات فولتير وهو لا يزال مؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , وقد اعترف بهذا بعد ان اساء له .. عموما .. العلمانية هي مدعاة لتحرر الانسان من النظم الربانية التي يدعون بانها توقف تنامي الفكر الانساني .. فاذا آمن الناس بأن الله حد من افكارهم وتحررهم الانساني انتقصوا من فكر الله منهم واعتقدوا بانهم يصححون على الله بقولهم) فلا يملك المؤمن بإلهية النص إلا أن يلغي عقله
70
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 12
|
العدد: 236545 - رد الى: نبيل نور
|
2011 / 5 / 4 - 10:42 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للمحترمين السيد نبيل نور، والسيدة زليخة خربوش [تعليقها يلي]، واللذين أحب أن أعرف نفسي لهما. أقول الظاهر إنهما يتصوران أني من أولئك العلمانيين البعيدين عن الفكر الديني وعن أجواء المتدينين. إني أتكلم ليس فقط من منطلقات فكرية وفلسفية ومعرفية، بل من موقع التجربة الذاتية، فإني كنت لثلاثين سنة داعية إلى الإسلام، أقدم المحاضرات الدينية طوال تلك العقود الثلاثة، ولمدة ربع قرن كنت عضوا بارزا في حزب إسلامي، وهو حزب الدعوة الإسلامية العراقي المنشأ والمتأثر بحركة الإخوان المسلمين بشكل كبير، لذا أسميته بنسخة (الإخوان) الشيعية، أي المستنسخة، ثم الجاري عليها ترتيش شيعي. ودرست الدراسات الإسلامية أو ما يسمى بالعلوم الإسلامية، بل ودرّستها، لاسيما العقائد، التي درّستها بالعربية في حوزة علمية في دمشق تابعة للمرجع الراحل محمد حسين فضل الله، والمشرف عليها آنذاك على الأعم الأغلب أساتذة عراقيون، إما من حزب الدعوة أو قريبون منه. كما ودرّست العقائد بالألمانية لأكثر من خمس سنوات في هامبورڠ، إلى جانب تدريسي لأصول الفقه والمنطق وعلوم القرآن، علاوة على تفقهي بالقرآن، وتعمقي فيه بشكل خاص. وكنت لعقد كامل وكيلا للمرجع فضل الله في ألمانيا، أنهيت توكلي عنه بنفسي عام 2006. وبالتالي إن أجواء المتدينين والإسلاميين وأجواء العلوم الدينية والمؤسسة الدينية، كل ذلك ليس شيئا غريبا علي. عرفتها، وعشتها، وخبرتها، وحصلت لدي تحوّلات سياسية وفلسفية، البعض يحسبها لي والآخر عليّ. المشكلة مع احترامي إن الشخصين المحترمين لا يميزان بين الله والدين، فيعتبران ما يريده الدين هو ذاته ما يريده الله. نعم بالنسبة لهما، ولكن كلٌّ يُلزَم بما ألزم به نفسه، وحجية القطع كقاعدة من قواعد علم أصول الفقه تجعل الإنسان معذورا عندما يصل إلى قناعة قطعية إلى عقيدة ما إيجابا أو سلبا. وسأبين ذلك بشيء قليل من التفصيل أكثر. مع هذا أنا أحترم قناعاتهما، فهما صادقان، ولكن هناك فرق بين أن يكون الإنسان صادقا، وبين أن يصيب الصواب، أو الفكرة الصادقة. وهذا ينطبق عليّ أيضا، لأني أؤمن بنسبية الحقائق عند الإنسان، بما في ذلك الحقائق التي أؤمن أنا بصدقها وصوابها. أما قول السيد نبيل نور «العلم يكتشف كل يوم بأن النظام التشريعي في القرآن والحديث النبوي هو النظام الأمثل لحياة الإنسان»، فلا أدري أي علم اكتشف هذا الاكتشاف، فإننا نسمع دائما مثل هذه المقولات دونما أي دليل. لكني قد أتفق معه إلى حد كبير في قول «إن من خلق العقل لينتج الأفكار هو نفسه الله الذي نظم الكون»، فالله حسب عقيدتي هو خالق الإنسان، ومبدع الوجود، ومتقن الخلق، وواهب الإنسان، هذا الشيء العظيم الذي اسمه العقل، ولكنه - أي العقل - يبقى محدودا ونسبيا، ولذا فالذي خلقه محدودا ونسبيا لا مشكلة له معه عندما يخطئ، بل يهمه أن يوظفه ولا يعطله. وقوله «إنما يكون إلغاء العقل بوساوس شيطانية»، فهنا أقول الشيطان بالنسبة لي شيء رمزي يرمز إلى نوازع السوء والشر داخل الإنسان، ولكن مع تسليمنا بمصطلح الوساوس الشيطانية، فهذه الوساوس والهلوسات الشيطانية مصاب بها الكثير من الدينيين الذين ينسبون إلى الله ما ليس منه، جل وعلا وتسامى. أما قوله «إنما يكون إلغاء العقل بوساوس شيطانية تلغيه عما أتاحه الله من السعة والمعرفة إلى نطاق ضيق في المعرفة لمجرد التمتع بلذة الحياة دون قيد يردع النفس أو يحررها من ظلالها»، فهذا ما يقع فيه الديني واللاديني، الإلهي واللاإلهي، والإلهي الديني والإلهي اللاديني. فكثير من المتدينين والإسلاميين سرقوا المال العام، واستغرقوا في ملذات الدنيا بغطاء شرعي، بينما نجد الكثير من اللادينيين، أو حتى الملحدين، أو حتى المتدينين العلمانيين، وهم موجودون بكثرة، يكونون أكثر تضحية بوقتهم ومالهم وراحتهم من أجل القضايا الكبيرة، من أجل رفاه الناس وخيرهم، ومن أجل العدالة والحرية، كما إن منهم كما هو الحال مع الدينيين من هو مستغرق في الملذات، دون رادع ودون اهتمام بالشأن العام. أما هذا التقسيم في جعل المتدينين ربانيين، وغيرهم شيطانيين، فأترك التعليق والحكم عليه للقراء. شخصيا أدعي أن إيماني بالله أكثر نقاءً وأشد ربانية من إيمان معظم الدينيين، إذن قد - وأقول (قد) - أكون أنا - أنا النوع لا أنا الشخص - الرباني والكثير من الدينيين والمتدينين شيطانيين، بعضهم من حيث لا يشعر، فلا يؤاخذ من الله تألقت آيات جماله، والبعض من حيث يشعر، فيجزى بعدل الله بما هو أهله.
74
أعجبنى
|
التسلسل: 13
|
العدد: 236320 - zoulikha bensmain k
|
2011 / 5 / 3 - 08:55 التحكم: الكاتب-ة
|
bensmain zoulikha kherbouche
|
يا سيدى ضياء المسلم المتدين الحقيقى لا يمكن ان يقف ضد الفكر مهما كان نوعه لان النبي الكريم اعطاه دروسا في هذا الباب فهو الذي كون اول دولة من المسلمين الصادقين والمسلمين المنافقين واليهود وغيرهم من الذين رفضوا الاسلام ورحب بمن دخل الاسلام كما رحب بمن رفضه ولكن امر الكافرين بالا يدخلوا في صفوف الجيوش الاسلامية بحجة انه لا يثق بهم لان الذي لا يؤمن فلا يمكن ان نثق به فطلب منهم الجزية تعويض عن حمايتهم. كما ان الدين علمنا ان نقول للناس (حسنا) ونجادلهم بالتى هي احسن اما من تسميهم مسلمين او متدينين فى الواقع ليسوا الا متفقهين بالدين المسلم لا يخاف الافكار لانه ملقح ضد الباطل ...ا) zoulikha
77
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 14
|
العدد: 236546 - رد الى: bensmain zoulikha kherbouche
|
2011 / 5 / 4 - 10:42 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
وتحياتي للسيدة المحترمة زليخة خربوش، أقول إذا كانت هذه قناعتكِ فهي محترمة، لكني وصلت عبر مسيرة ثلاثين سنة إلى غير هذه القناعة التي تفضلتِ بها. إني لا أقول كل ذلك جزافا، فلي دراستي المعمقة ومراحل طويلة، من متدين روحاني، إلى محاضر محاضرات دينية على نحو النقل، إلى منتج للأفكار غير مستنسخ، إلى معتمد لقاعدة تأصيل مرجعية العقل، إلى معتمد للمذهب الظني، أي الإيمان الظني بالدين الذي رتبت عليه الآثار الفقهية التي استنبطتها، إلى مُنزِّه لله، حيث أقول متمما لما قاله علي «وكمال توحيده تنزيهه، وكمال تنزيه نفي الدين عنه». وهذه بالنسبة لي أعلى مراتب تنزيه الله. ومن يتصور أن الذين لا يلتزمون بمقولات الأديان غير ملتزمين، فهذا هراء، فالإنسان الإنساني، بما فيهم الملحد الإنساني، يوقف نفسه في تعامله مع الناس أمام محكمة ضميره الحي المتوقد والمحاسِب، وهو مُتّقٍ عبر اتقائه الظلم والإساءة من خلال نزعته الإنسانية، وإذا اجتمع الضمير الحي والنزعة الإنسانية مع الإيمان بالله فسيكون هذا الإنسان موحدا لله غاية التوحيد، لأنه لا يجعل من أحكام الدين فيما لم يشرعه الله شريكا وندا لله، وبالتالي مصداقا للطاغوت الذي لا يكتمل إيمان الإنسان المؤمن وبحسب إقرار القرآن إلا بالكفر به، فعندما يكتمل رشد الإنسان، عندها يكون «قد تبين الرشد من الغيّ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى».
69
أعجبنى
|
التسلسل: 15
|
العدد: 236426 - سؤال
|
2011 / 5 / 3 - 21:16 التحكم: الكاتب-ة
|
علي الشمري
|
الفاضل ضياء الشكرجي المحترم ماذا تتوقع للمجتمع العراقي مستقبلا,هل يتجه للعلمانية ام للاستبداد الديني؟في ظل قيام أحزاب الاسلام السياسي المختلفة فيما بينها بفتح مدارس من مرحلة رياض الاطفال والابتدائية والمتوسطة وقسم منهم أقدم على فتح مراكز لايواء الايتام والمشردين,,فهل تتوقع منهم ان يدرسونهم العلمانية ,أم مفاهيم التعاليم السماوية ,أم بمظلومية الطائفة وأحقيتها بالحكم ,وعبودية ولاية الفقيه,أم أنهم يغذونهم بأفكارهم المتطلعة الى اقامة ديكتاتوريات أستبدادية تحت غطاء أسلامي؟ تقبل تحياتي
71
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 16
|
العدد: 236547 - رد الى: علي الشمري
|
2011 / 5 / 4 - 10:43 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
جوابي على سؤال العزيز المحترم السيد علي الشمري، هو أن كل الاحتمالات التي ذكرتها قائمة. لكني أعتقد إن الصراع سيبقى محتدما بين التيارين الإسلاموي والديمقراطي العلماني لفترة غير قصيرة، وأملي أن يكون صراعا سلميا حضاريا ديمقراطيا. وأعتقد أن النتيجة تكون لصالح العلمانية والليبرالية، ولكن بعد مخاضات عسيرة وطويلة وموجعة جدا جدا. نعم كما تفضلت سيعملون «في رياض أطفالهم ومدارسهم الابتدائية فالمتوسطة» فالإعدادية «وفي مراكزهم لإيواء الأيتام والمشردين» على تسميم عقول أطفالنا «بمفاهيم وتعاليم» يدعون كاذبين، أو يعتقدون صادقين، ولكن واهمين، أنها «سماوية» وإلهية، والله بريء منها، كما سيستمرون في تحشية عقول أطفالنا بوهم «مظلومية الطائفة وأحقيتها بالحكم»، وسيعملون على «تعبيديهم» للمؤسسة الدينية بدلا من تعبيدهم لله، وآخرون سيحشون عقول أطفالنا في أوساط الطائفة الأخرى بوهم المقاومة، ووجوب مواجهة مؤامرة تهميش الطائفة الأخرى، وربما الحنين إلى الماضي المظلم. لكن سنة الله في الأرض، والحتمية التاريخية، ستجعل الزبد يذهب جفاء، ولا يمكث في الأرض في نهاية المطاف إلا ما ينفع الناس، وما ينفع الناس ما هو إلا النهج الديمقراطي العلماني والليبرالي، والعدالة الاجتماعية، وقيم الإنسانية، وقواعد العقلانية، فنعيش دينيين عقلانيين، وإلهيين لادينيين، وملحدين إنسانيين، مسلمين ظنيين عقلاء، ومسيحيين، وإيزيديين، وصابئة، وبهائيين، ويهودا، وحنفاء جددا، بسلام ومحبة. قد نحتاج إلى عشر سنوات، أو ربما عشرين سنة، حتى ترسو سفينة العراق على مرفأ الديمقراطية العلمانية والحداثة. هذا على مستوى السياسة، وعلى مستوى فلسفة الحياة، فالمستقبل الإنساني في تصوري للتعددية، والنسبية، والتي سيكون أحد أركانها الإيمان الإلهي العقلي اللاديني، المتعايش مع الإلحاد الإنساني، والدينية الظنية النسبية البعيدة عن الحقائق النهائية والمطلقة.
65
أعجبنى
|
التسلسل: 17
|
العدد: 236429 - المحاور
|
2011 / 5 / 3 - 21:26 التحكم: الكاتب-ة
|
نبيل نور
|
لماذا لا يكون المحاور متمدنا وغير منحاز ؟
62
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 18
|
العدد: 236907 - رد الى: نبيل نور
|
2011 / 5 / 5 - 21:02 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
-
64
أعجبنى
|
التسلسل: 19
|
العدد: 236466 - اتقوا الله
|
2011 / 5 / 4 - 00:16 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد القادر بوعزيزي
|
اتقوا الله و عودوا الى رشدكم
69
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 20
|
العدد: 236548 - رد الى: عبد القادر بوعزيزي
|
2011 / 5 / 4 - 10:43 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
وللعزيز عبد القادر بوعزيزي تحياتي وشكري على نصيحته في الدعوة إلى تقوى الله والعودة إلى الرشد. فهذا عين ما أدعو إليه، والفرق بيننا يكمن في تطبيق هذا المبدأ الرائع على مصاديقه في الواقع، فأنا وجدت تطبيقه في عقيدة تنزيه الله تألقت آيات جماله وتنزهت صفات جلاله.
58
أعجبنى
|
التسلسل: 21
|
العدد: 236512 - مفهوم العلمانية
|
2011 / 5 / 4 - 08:13 التحكم: الكاتب-ة
|
عاصم الطالقاني
|
مفهوم العلمانية عند اغلب الشعوب العربية مفهوم تكفيري زرع هذا المفهوم ورعاه الحركات الدينية المتطرفة وكذلك تهور وعدم وضوح وجديةالحركات العلمانية وتارجحها عند الطرفين وضعها دائما في قفص الاتهام
121
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 22
|
العدد: 236590 - رد الى: عاصم الطالقاني
|
2011 / 5 / 4 - 14:58 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للسيد عاصم الطالقاني، الذي أتفق معه فيما يذهب إليه.
76
أعجبنى
|
التسلسل: 23
|
العدد: 236596 - لا لمصادرة العقول
|
2011 / 5 / 4 - 15:36 التحكم: الكاتب-ة
|
حسن الهاشمي
|
الأستاذ ضياء الشكرجي المحترم اضفاء المقدس فقط وفقط للقرآن الكريم وأحاديث المعصومين الصحيحة السند غير المدسوسة التي لا تتعارض مع الكتاب والعقل، وما غيره من اسقاطات من فهم وتفسير وتأويل إذا ما خالفت الأصول والثوابت في الاسلام نضرب بها عرض الجدار من أي جهة صدرت حتى لو صدرت من أعظم مراجع التقليد، فالاسلام الذي حرم علي التقليد في اصول الدين وضروريات الدين من أصل وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج وفلسفتها، وارجعني في الفروع الى المتخصص في فهم الدين الذي يتصف بالتقى والنهى والإعراض عن الدنيا، مثلما يرجعني العقل الى الطبيب في حالة المرض وغيره من الإختصاصات التي احتاجها في حياتي، لماذا هذا الاجحاف والتطاول عزيزي ضياء على الدين واتهامه بأنه يسلب العقل ويجعله في اجازة، هذه المصادرة مرفوضة من المنصفين امثالكم، فهي قناعة عند المكلف بأن عمله يكون مطابقا للشرع لابراء الذمة خوفا من عذاب القبر واهوال يوم القيامة، لنحترم هذه العقيدة مثلما نحترم عقيدة الملحد واللاديني والاباحي لماذا نتهم الأول بالجمود والثاني بالتحرر، ونحن ندعي الموضوعية في البحث وعدم التشويش على الأفكار لسوقها باتجاه معين، بل ان المعيار في الانتخاب هو القناعة وكل القناعات محترمة والمصائر يتلقاها كل منا بما كسب وهو رهين باعتقاده دونما وصاية من مرجع تقليد أو علماني يدعي التنوير وهو يصادر ويحجم ويسفه ولكنه في الوقت نفسه يعيب على الآخرين هذه الصفات الذميمة التي هي ذميمة من الكل وليس من جهة دون أخرى، أرجو من المحرر ايفاء منه من الايمان بالرأي والرأي الآخر أن لا يحجب هذا التعليق لأنه حافظ على اللياقة ولم يتعد على الأفراد أو المعتقدات بقدر ما يحاول المكاشفة والمحاورة بدون مجاملات من هذا الطرف أو ذاك، ولكم منا جزيل الشكر وإلى الأمام لتنضيج الأفكار وتفعيلها تنويرا للعقل وتأجيجا لبواعث الآمال...
71
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 24
|
العدد: 236661 - رد الى: حسن الهاشمي
|
2011 / 5 / 4 - 19:45 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي وشكري للسيد العزيز حسن الهاشمي. وأرجو منه أن يتريث قليلا لأوضح له مرادي. قلت إني أحترم كل العقائد، ولكن هناك فرق بين نقد فكرة ما، وبين عدم الاحترام. الاحترام لا يعني احترام أصل الفكرة، بمعنى إقرارها. فالمسيحي الذي يحترم عقيدة المسلم على سبيل المثال، لا يعني أنه موافق لها، وإلا لتحول إلى الإسلام، والمسلم عندما يحترم المسيحي أيضا لا يعني أنه مقتنع بعقيدته، والقرآن مملوء بنصوص التكفير تجاه أهل الكتاب، وتجاه من يشك بالدين، وتجاه كل مغاير، فكل مغاير ينطبق عليه مصطلح (الذين كفروا)، أي كفروا - بمعنى لم يؤمنوا - بالإسلام. ولو أردت أن أحصي أمثلة عدم احترام النصوص الدينية عموما ولكل الأديان لعقائد الآخرين لوسع ذلك كتابا كاملا، إذا لم أقل مجلدات. إني أنطلق يا أخي العزيز - وتحملني إن خالفتك - أنطلق في رؤيتي من إيمان عميق بالله، ومن مستوى عال من تنزيهه سبحانه. فلا ينبغي - حسب رؤيتي التي لا تدعي الإطلاق - أن يكون تنزيه الدين متقدما على تنزيه الله، فإذا فعلنا ذلك كنا مشركين من حيث لا نشعر، لأننا نكون قد عبدنا الدين من دون الله، وجعلنا الدين ندّا له سبحانه. قلت إني أحترم الديني العقلاني الإنساني، كما أحترم الملحد العقلاني الإنساني. إني من حيث المبدأ مخالف لفكرة الإلحاد بالله، وناقد لها بشدة، لكن لا مشكلة لي، بل أعتقد ألا مشكلة لله، مع الملحد، ما زال قد سعى لأن يكون عقلانيا وإنسانيا. وهكذا بالنسبة للدينيين العقلانيين الإنسانيين، لا بد من احترامهم لعقلانيتهم وإنسانيتهم. لكني أقول إن العقلانية بل العقلية وهي أعلى مرتبة من العقلانية، وهذه أعلى مرتبة من العقلائية، أقول العقلانية بل والعقلية تحتم الإيمان اليقيني بالله، لأنه واجب الوجود وجوبا عقليا، حسب الإلهيين العقليين، وأنا منهم، وبالمقابل تحتم الإيمان الظني بالدين، لأنه ممكن الصدور من الله إمكانا عقليا، والإمكان - وهذا ما درسناه في الحوزة العلمية - يتساوى فيه من الناحية العقلية الصدق والكذب على مستوى المفهوم، ولكن على مستوى المصداق يصل إنسان ما إلى الحكم بهذا الاتجاه، وآخر بالاتجاه المعاكس، وإذا ما وصل كل منهما بقناعته إلى القطع بصحة ما وصل إليه، يكون القطع - حسبما درسنا أيضا في الحوزة العلمية في درس علوم الأصول - حجة له، وحجة عليه، يسمي الأصوليون الأولى بالحجة المُعَذِّريّة، والثانية بالحجة المُنَجِّزيّة. أما عدم جواز التقليد في الأصول أي العقائد كما تفضلت، فهو يقال نظريا فقط، لكن عمليا تُقدَّم عادة حزمة كاملة من العقائد، إذا أخل المتلقي بواحدة من ضرورات هذه الحزمة، عُدَّ مُخِلا بضرورة من ضرورات المذهب، وهو في الواقع تكفير مخفف، باعتبار أن الإخلال بضرورة من ضرورات المذهب يعني الارتداد عن المذهب، وبما أن المؤمنين بالمذهب الذي يسمونه بالمذهب الحق يعدّونه بمثابة الإسلام الأصيل والصحيح، فهو ارتداد غير منطوق عن الإسلام، وهذه الطريقة في التفكير تنطبق على الفريق المقابل. أما ما تكلمت عنه فيما يتعلق بالتزام (المكلف) بما يراه من الضرورات، فالتزامه بها محترم، وهذا شأنه، لكن لا ينبغي عدّ تلك الضرورات النسبية، أي نسبة إلى من يؤمن بها، أنها من الضرورات الملزمة للآخرين. وبالنسبة للكلام عن التقليد في الفروع أي الأحكام، فهو أمر مُختلَف فيه حتى عند الشيعة، لأن هناك رأيا يقول إن المرجعية أمر مفتعل لتكون امتدادا مفتعلا للإمامة المعصومة، بل هناك دور إفتائي محض للفقيه، ولا يجب تقليد فقيه على وجه التحديد، كما هو الحال مع الطبيب الذي أوردته مثالا، لأن التبعيض في التقليد هو الأصل لموافقته لقاعدة اليسر، بل المكلف يستطيع أن يتبع الفتوى الجامعة للشرائط، حتى بدون معرفة المجتهد الذي أفتى بها، وليس اتباع الفقيه الجامع للشرائط كما يُعبَّر. ورأي معتبر آخر يقول بأن الأحكام الشرعية ذات البعد الاجتماعي، وليست ذات البعد الفردي، كلها متغيرة أساسا بتغير الزمان والمكان، والثابت الباقي هو جوهر الأحكام كمبدأ العدل، وليست الأحكام نفسها. أقول هذا بالرغم من أني أعتقد جازما بأن الفقه لا علاقة له بأحكام الله تنزه وتعالى، وأحترم من يلتزم بها اعتقادا منه أنها أحكام الله، فكل منا يطيع الله حسب فهمه، ولو بالمناسبة حتى أسامة بن لادن كان مطيعا لله حسب فهمه. أما ما وصفتني به من أوصاف، فلا أردّ عليه، وأترك الحكم له أو عليه للقراء، وأنت معذور عندي. للعلم إني شخصيا مع نشر كل التعليقات والقرار لي، وليس للحوار المتمدن، فالحوار المتمدن وحسب سياستها المتبعة تترك القرار لكتابها، وأنا مع نشر كل تعليق مهما كان.
106
أعجبنى
|
التسلسل: 25
|
العدد: 236623 - هكذا تكون رجاحة العقل و إلا فلا
|
2011 / 5 / 4 - 17:38 التحكم: الكاتب-ة
|
د . حسين علوان حسين
|
عزيزي الإستاذ الفاضل ضياء الشكرجي المحترم تحية من القلب كلما أقرأ لك أكثر كلما إزددث إعجاباً بك . جزيل الشكر لكم و أطال الله في عمركم. مع فائق التقدير و الإعتزاز! لي سؤال محير : ما رأيك بموقف رجال الدين في العراق من الإحتلال الأمريكي؟ شكراً مرة أخرى لكم.
102
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 26
|
العدد: 236669 - رد الى: د . حسين علوان حسين
|
2011 / 5 / 4 - 20:45 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي ومحبتي للدكتور حسين علوان وشكري له لكل الكلمات الرقيقة والصادقة. بالنسبة لسؤاله (المحير) - حسبما وصفه - عن رأيي بموقف رجال الدين في العراق من التواجد الأمريكي. ليس هناك موقف موحد لرجال الدين. فبعضهم ينسق مع الأمريكان، ومنسجم مع وجودهم، ولو إنه لا يعلن عن ذلك، وبعضهم معارض، وبعض ثالث معادٍ للأمريكان، ليس بسبب كونهم محتلين للعراق، بل لكونهم كفارا، وربما يراهم اعداءً للإسلام. الذي أتمناه ألا يكون لهم موقف لا سلبا ولا إيجابا ويتركون الأمر للشعب وللسياسيين. شخصيا قد لا أتخذ موقفا حادا تجاه التواجد الأمريكي، بل الموقف منهم بالنسبة لي متوقف على مدى كونهم مفيدين لمشروع التحول الديمقراطي، أو مضرين بالمشروع، أو بأي قضية وطنية عليا. فإذا ثبت لي أن تقدم مشروع التحول الديمقراطي في العراق، والتوقي من المخاطر التي تهدده، كالنفوذ الإيراني، وهيمنة قوى الإسلام السياسي المعادية للمشروع الديمقراطي، أو خطر انبعاث المشروع الطائفي من جديد، متوقف على وجودهم، فأنا أرحب بوجودهم، ولكن لو ثبت لي أننا قادرون على المضي بمشروع التحول الديمقراطي بدونهم، أو أن لوجودهم ضررا أو أضرارا بمصالح العراق، أو حتى لو ثبت لي أن وجودهم لا نفع ولا ضرر منه، فيكفي الضرر المعنوي، ببقاء السيادة الوطنية مخدوشة، فسأكون مطالبا بخروجهم أمس قبل اليوم. بالنسبة للمرجعية مرة ثانية، هناك كلام كثير حول تنسيق مُركَّز ومتواصل وخفي بين النجف وواشنطن. هذا بحد ذاته، إذا ثبتت صحته، قد لا يدين المرجعية، إذا شخصت أن فوائد الوجود الأمريكي أكبر بكثير من أضراره، ولكن الذي أشكل عليه، إذا ثبت صحة ما يقال، أن يجري ذلك بشكل سري، كما إن إشكالي أن يكون أصلا للمرجعية موقف من القضايا السياسية، حتى لو كانت مواقف صحيحة ومفيدة ووطنية، لأن ذلك يؤسس لمبدأ إقحام المرجعية في الشأن السياسي، الذي يشكل خرقا لمبادئ العلمانية، الشرط الضامن للديمقراطية.
66
أعجبنى
|
التسلسل: 27
|
العدد: 236635 - كتعليق اولي
|
2011 / 5 / 4 - 18:06 التحكم: الكاتب-ة
|
حكمت الدليمي
|
كتعليق اولي فان العنوان بعيد تماما عن الموضوع الذي قامت اسئلة المحاور بصياغته... فالعنوان يعنى بمحاولات الاسلاميين المتعمدة لتشويه العلمانية وماهية هذه التشويهات...بينما الاسئلة دارت في موضوع اشكالية قداسة الديني وحرية التفكير
73
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 28
|
العدد: 236670 - رد الى: حكمت الدليمي
|
2011 / 5 / 4 - 20:45 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للصديق العزيز السيد حكمت الدليمي. ملاحظته حول العنوان، قد تكون صحيحة، لكن العنوان لم يكن من اختياري، فقد تفضلت الحوار المتمدن بتوجيه أسئلتها إلي، فأجبت عليها، وربما اختار المحرر عبارة من إحدى إجاباتي، ليجعله عنوانا للحوار.
75
أعجبنى
|
التسلسل: 29
|
العدد: 236636 - ألمهم هو قبول ألاخر
|
2011 / 5 / 4 - 18:07 التحكم: الكاتب-ة
|
Sabah Almarii
|
ألمهم هو قبول ألاخر , وليس عند ألله شيّ من هذا في جميع ألأديان. كيف لنا أن نعرف ألله عن طريق اّخر غير طريق ألأديان
73
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 30
|
العدد: 236671 - رد الى: Sabah Almarii
|
2011 / 5 / 4 - 20:46 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للصديق العزيز السيد صباح المرعي. أتفق معه في ألا وجود لمبدأ قبول الآخر عند الله، ولكن هذا الله الذي يرفض قبول الآخر، والذي أكفر به، هو الصورة الدينية لله. أما كيف لنا أن نعرف الله عن طريق آخر غير طريق الأديان، فقولي إن الفلسفة والمنهج العقلي، الذي قد لا تتفق معي عليه، هو الكفيل بمعرفة الله. الله بالنسبة لي لا يعرف بالدين، ولا ينفى بالعلم، بل يستدل عليه بالفلسفة، أو الأدلة العقلية. وهو عندي لا يثيب لمجرد إيمانه أحدا من المؤمنين به، ولا يعذب لكفره أحدا من الكافرين به، إنما يثيب المحسنين بإحسانه، سواء آمنوا به أو ألحدوا، ويجزي المسيئين بعدله أيضا، بقطع النظر عن عقيدتهم، والأدلة تشير عندي إلى أنه غير مهتم بمسألة الإيمان به، بقدر ما يريد من الإنسان أن يزداد تأنسُناً وتعقلُناً. وشيء آخر أؤمن به، هو أنه لو تساوى شخصان في إنسانيتهما وصلاحهما واستقامتهما، وكان أحدهما مؤمنا يتوقع ثوابا من الله، والآخر ملحدا يفعل الخير لذات الخير، ولا ينتظر مقابلا، فالثاني أكثر استحقاقا للثواب، ولكن قد يجبر نقص الثواب للمؤمن إيمانه وعلاقته الحميمة بالله، أقول (قد). أما لو تساوى اثنان في سيئاتهما ولاإنسانيتهما، وكان أحدهما مؤمنا بالله، والثاني ملحدا، فمن غير شك، إذا كان هناك عقاب، فالأول يستحق أكثر منه من الثاني، لأن الإيمان حجة عليه، ومع هذا لم يردعه. وصور الجزاء لا أعلمها، ولا يعلمها أحد، لكنه من لوازم العدل الإلهي، وهذا من لوازم كماله، وهذا من لوازم كونه واجب الوجود، وهو بحث طويل، قد لا يقنع الكثير من الملحدين. وهذه ليس بمشكلة فالإلهي العقلي اللاديني يلتقي من جهة مع الملحد بمقدار إنسانيته وعقلانيته، وبالديني، سيما العقلي الظني التأويلي، أيضا بمقدار إنسانيته وعقلانيته.
101
أعجبنى
|
التسلسل: 31
|
العدد: 236638 - الماركسية
|
2011 / 5 / 4 - 18:08 التحكم: الكاتب-ة
|
نادر حميد
|
مارأي الاستاذ بالماركسية ؟ وهل هناك امور يشترك معها بالاسلام؟
56
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 32
|
العدد: 236672 - رد الى: نادر حميد
|
2011 / 5 / 4 - 20:46 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
حول رأيي بالماركسية، فبصراحة لست ملما بها تفصيليا، لكني أحترم البعد الإنساني فيها، وأحترم حتى أمميتها، لأننا سائرون نحو المواطنة الكوكبية التي أؤمن بها، ولكني أتبنى الليبرالية المقترنة بالعدالة الاجتماعية، ولا أتفق مع الإيديولوجيات الشمولية، فأفترق مع الماركسية بمقدار شموليتها، إن كانت كذلك، وألتقي معها بمقدار إنسانيتها ونسبيتها وعقلانيتها، ولا أعتبر التجربة الديكتاتورية للمعسكر الاشتراكي بالضرورة تجسيدا للفلسفة الماركسية. أما إذا تبين أن تلك الديكتاتورية الشمولية هي الإفراز الطبيعي للماركسية، فستكون بلا شك مرفوضة عندي بمقدار ما تتحمل مسؤوليته في ذلك. أما حول الأمور التي يشترك فيها الإسلام والماركسية، فهناك دائما ثمة مشتركات بين أي فلسفة وفلسفة أخرى، حتى الفلسفات المتعادية تجد بينهما ثمة مشتركات.
117
أعجبنى
|
التسلسل: 33
|
العدد: 236787 - الخصوصية بين المجتمعات
|
2011 / 5 / 5 - 10:49 التحكم: الكاتب-ة
|
عبد الرحمان بن ملجم
|
الاستاذ المحترم تحية طيبة : قلتم ان العلمانية لا تعادي الدين . هذا شيئ مفروغ منه . لكن الا تتفق معي ان اروبة التي تدعي العلمانية وهي حقيقة اشباه علمانية هي مسيحية يهودية حيث تركز على ذلك في اعلامها المختلف ،ويؤكده ( فلاسفتها) وكتابها؟ ثم اذا كانت اروبة علمانة مع حرية الاعتقاد .لماذا منعت الحجاب في فرنسا ،رغم ان هذا ليس اشارة على التدين في شيئ. الحجاب هو مظهر للزينة وهناك نساء يلبسنه بسبب مرض الشعر اوقشرة الراس وهكذا. في تركيا المراة المتحجة تدخن ومنها من تشرب الخمر، فاي علاقة للحجاب مع الاسلام؟ سؤال اخر : الا تؤمن بالخصوصية التي تميز المجتمعات بين الاسلامية وغير الاسلامية؟ ماذا اذا ترك الحاكم الدين جانبا بعلمنة الدولة . الن يخلق هناك فراغا في الساحة تستغله الجماعات الاسلاموية لاقامة نظام الجمهورية الاسلامية او الخلافة التي تسيطر على معظم افكارهم ؟ حالة ايران مثلا زمان الشاه الذي حاول علمنة مجتمع تعشعش فيه الافكار الدينية بدرجة عالية ، وهو ما سهل قلب نظام الشاه وتعويضه بنظام فاشي يخضع لرغبة وسلطة الفقيه المتزمت وليس لسلطة الرئيس المنتخب شكلا؟
65
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 34
|
العدد: 236856 - رد الى: عبد الرحمان بن ملجم
|
2011 / 5 / 5 - 16:12 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي للسيد عبد الرحمان. يؤسفني أن أقول مع كل احترامي أني لا أتفق معك أن أورپا تدعي العلمانية، لكنها في الحقيقة مسيحية يهودية. ربما يكون للدين تأثير عند الأمريكان، لكن الأورپيين تجاوزوا هذه المسألة بشكل كبير. أثناء الفترة التي عشتها في ألمانيا، حصل عندما انتخب ڠيرهارد شرويدر (Gerhard Schröder) مستشارا لألمانيا أسقط من القسم عبارة «ما أعانني الله على ذلك»، وتبعه في ذلك الكثير من الوزراء، مثل تريتين من حزب الخضر وغيره، ولم يستنكر ذلك منه وممن سار على منواله أحد. هناك كم هائل من قوانين تتعارض مع توجهات الكنيسة؛ على سبيل المثال، وفي ألمانيا أيضا، عندما نوقش - على ما أتذكر في التسعينيات - قانون الإجهاض، ثم أقر، كانت هناك وزيرة شابة من الحزب الديمقراطي المسيحي، لعلها كانت أصغر وزيرة في تاريخ ألمانيا، وكانت حينها وزيرة الأسرة، لم تصوت هذه الوزيرة للقانون، لأنه يتعارض مع عقيدتها كمسيحية متدينة، ولكن كانت هذه حالة مفردة، ولا تمثل ظاهرة. المستشار الألماني مثلا، ومن أجل أن يكون مقبولا شعبيا ثم ينتخب، لا يجب أن يكون معروفا عنه ارتياده للكنيسة كما هو الحال مع أمريكا. نعم هناك ازدواجية في التعاطي مع اليهود واليهودية، وهذا لا علاقة له بلاعلمانية ألمانيا أو عموم أورپا، بل بسبب إسرائيل، وبسبب الوزر التاريخي الذي تتحمله ألمانيا على وجه الخصوص، بسبب مجازر هتلر، وما يسمى بالعداء للسامية. هذه ازدواجية أدينها شخصيا، لأني كعلماني، وليس كمسلم أو كعربي لا أنسجم مع قيام دولة على أساس ديني، خاصة وإن إسرائيل تطالب الفلسطينيين وبوقاحة أن يعترفوا بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. أما كون كتاب الأورپيين وفلاسفتهم مسيحيين ويهودا، فهذا غير دقيق، فإنك اليوم، ولا أتحدث عن عصور مضت، تجد الكتابات اللادينية، بل والإلحادية أكثر بكثير مما تجده من كتب دينية، أقول هذا مع إني ناقد للإلحاد وناقد للدينية، لكني مؤمن بحرية الدين وحرية الإلحاد على حد سواء. أما قضية منع فرنسا للحجاب، فهذا قرار فرنسي، ولا يعمم على كل أورپا. ثم هم لم يمنعوا الحجاب إلا في المدارس، إلا إنهم - صحيح - منعوا النقاب - وليس الحجاب - بشكل تام. ألمانيا منعت أيضا استخدام الصليب في صفوف المدارس، بعدما كان استخدام الصليب منتشرا في المناطق الكاثوليكية في جنوب ألمانيا. واعذرني إذ لا أتفق معك في كون الحجاب مظهرا للزينة؛ نعم أصبحت الكثير من الفتيات اللاتي يتحجبن إما نزولا عند رغبة أهاليهن، أو بسبب الضغوطات الاجتماعية، أو لأنهن يعتقدن أن المطلوب منهن شرعا - كمتدينات تدينا محدودا - هو تغطية الرأس، فيلبسن ملابس لا تنسجم مع الجوهر الديني للحجاب وفلسفته الدينية، فيحولن الحجاب إلى عنصر زينة، بل أحيانا إلى عنصر إثارة. أما القرع أو القشرة، فلا أظن إن ذلك مبرر لتغطية الرأس بالحجاب الإسلامي، بل يمكن استخدام أي غطاء رأس آخر. ثم على فرض وجود مفارقات في تعاطي أورپا مع العلمانية، فإني أدعو إلى العلمانية، ولم أقل العلمانية الأورپية. فإني أجد مثلا وجود أحزاب باسم (الحزب المسيحي الديمقراطي)، رغم إنها أحزاب علمانية، لا معنى له، كما أتمنى أن يأتي زمان تزال الرموز الدينية من أعلام الدول، كالصليب (في ما لا يقل عن أعلام سبعة دول أورپية) والهلال (في الكثير من الدول ذات الأكثرية المسلمة) والشهادتين (العلم السعودي)، ونجمة داوود (علم إسرائيل)، وأتمنى أن يستبدل الصليب الأحمر، وما يقابله من هلال أحمر، ونجمة داوود حمراء، بقلب أحمر مثلا، باعتبار أن القلب رمز الحياة ورمز المحبة. بل أجد إن تسمية الأطفال بأسماء دينية ومذهبية، سواء كانت أسماء شيعية أو سنية أو أسماء مسيحية أو يهودية هو لون من ألوان اعتداء الآباء والأمهات على حقوق أطفالهم، لأن الأبوين إنما يبصمان أطفالهما ببصمتهما هما، دون أخذ موافقتهم، والتي قد لا يختارونها بصمة لهم مستقبلا. أتمنى ألا أرى غطاء رأس دينيا، ولا ملابس دينية، لا إسلامية، ولا مسيحية، ولا يهودية، ولا بوذية، ولا هندوسية، ولا سيكية، ولا درزية، ولا غيرها. لماذا كل ذلك؛ لأني أرى أن العقيدة الدينية يجب أن تبقى شأنا شخصيا، ولا حاجة للإنسان أن يرفع لافتة في الشارع تعبر عن هويته الدينية. طبعا هذا لا يجوز أن يحصل بالمنع، لأنه خلاف مبدأ الحرية التي أؤمن بها كليبرالي، لكني أتمنى أن تنتشر تدريجيا ثقافة في العالم تؤدي إلى ما أتمناه، وهذا لا يعبر عن حساسية تجاه الدين والتدين، فإني ألتقي مع الدين في نقطة مهمة، هي الإيمان بالله، لكن لا على النحو الذي يؤمنون به ويعكسونه في واقعهم وواقع الناس. نعم بالنسبة للأسماء، يمكن أن أتصور أن نظاما ديمقراطيا علمانيا ليبراليا يمنع تسمية الأطفال بأسماء دينية، باعتبار أن ذلك ينقض مبدأ الحرية، لأنه يمثل اعتداءً مسبقا من قبل الأبوين على حق أطفالهما في اختيار العقيدة اختيارا حرا. أما عن الخصوصية التي تميز ما أسميته بالمجتمعات الإسلامية عن المجتمعات غير الاسلامية، فلي جواب. قبل كل شيء إني أدعو إلى تصحيح مصطلح المجتمعات، والدول، والشعوب الإسلامية. هي مجتمعات مسلمة وليست إسلامية، وحتى نعتها بمسلمة غير دقيق، بل أسميها بالمجتمعات ذات الأكثرية المسلمة، لوجود أتباع ديانات أخرى وملحدين وإلهيين لا دينيين فيها. علمنة الدولة لا يعني إقصاء الدين من الحياة، بل من السياسة، فإني كعلماني لست ضد ظاهرة التدين، بل أعارض تسييس الدين، أي اعتماده مرجعا لتحديد المواقف السياسية، ومصدرا للتشريع القانوني. النائب المتدين إذا انتخب بشكل ديمقراطي فهو حر في أن يرفض قانونا يراه متعارضا مع تدينه، ولكن لا يجوز له في النظام الديمقراطي العلماني أن يلزم الآخرين برفضه لتعارضه مع الدين. وهناك رؤية من الرؤى الدينية، واجتهاد من الاجتهادات الفقهية، تتفق مع هذه الرؤية العلمانية، إذن هي ليست بالضد من الدين بشكل مطلق، بل بالضد من أحد القراءات للدين، ألا هي قراءة الدين المسيس، فلدينا المتدينون العلمانيون، وهم ليسوا قلة. شاه إيران لم يكن علمانيا، لأنه لم يكن ديمقراطيا. ونظام الجمهورية الإسلامية كان لا بد من خوض تجربته، حتى يصل الشعب الإيراني اليوم بغالبيته الكبرى بأرجحية الدولة العلمانية. وربما يجب أن تمر الكثير من المجتمعات ذات الأكثرية المسلمة بمثل هذه التجربة حتى تكتمل مخاضات ولادة العصر العلماني كخيار حر لهذه الشعوب، وليس مفروضا عليها ديكتاتوريا. شكرا للإثارات المهمة.
69
أعجبنى
|
التسلسل: 35
|
العدد: 236796 - العلاقة بين السياسة والاقتصاد والعلمانية
|
2011 / 5 / 5 - 11:33 التحكم: الكاتب-ة
|
طلال عبدالله الخوري
|
تحية للكاتب والقراء
الهدف النهائي لتحرير السياسية من تحكم الدين وتسلط المستبدين الذين يستخدمون الدين لتقديس تسلطهم, هو تحرير الاقتصاد من التسلط الديني والاستبدادي, وبالتالي تحرير الانسان اقتصاديا , وضمان عدم سرقته احتكاريا من قبل زواج الدين والسياسة! الا تعتقدون بأن معظم كتاب الحوار المتدن الذين يناقشون مواضيع سياسية والعلمانية هم كتاب فاشلون ولا يعرفون ما يكتبون بسبب عدم معرفتهم بالاقتصاد لان دراستهم ستكون سطحية لعدم استيعاب العلاقة بين السياسة والاقتصاد؟؟؟ الاتعتقدون بان جميع الاديان تبنت العلمانية ما عدى الدين الاسلامي ؟ هل هناك نظام اقتصادي يمكن ان نتبعه يضمن لنا العلمانية وبالتالي الحرية والعدالة الاقتصادية للمواطن والتأكد من عدم سرقته؟؟
شكرا للكاتب وموقع الحوار المتمدن المتميز
68
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 36
|
العدد: 236883 - رد الى: طلال عبدالله الخوري
|
2011 / 5 / 5 - 18:38 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي وشكري للسيد طلال الخوري. وجهة النظر التي قدمتها محترمة وجديرة بالاهتمام. أما كون معظم كتاب الحوار المتمدن فاشلين، لعدم معرفتهم بالاقتصاد، فاعذرني أن أعبر عن عدم اتفاقي معك. الاقتصاد قضية مركزية من غير شك، لكن لا يجب أن يكون كل من يكتب في السياسة ملما بالشأن الاقتصادي. كثير من المعارف مهمة وأساسية للقضية السياسية، ولمعالجة الظواهر السلبية، ولتكريس مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية العلمانية. منها علم الاجتماع، ومنها علم النفس الاجتماعي، ومنها الثقافة الدينية نفسها، لأن الذي يعالج مشكلة تسييس الدين من موقع الإحاطة بثقافة دينية واسعة، سيكون بلا شك أقدر على معالجة هذه القضايا. الاختصاص بالتربية هو الآخر أمر في غاية الأهمية، لأننا لا نستطيع أن نبني مستقبلا ديمقراطيا ليبراليا حداثويا من غير معالجة جذرية وشاملة للمشكلة التربوية، وهذا يتطلب على سبيل المثال إلماما بمادتي الدين والتاريخ، من أجل معالجة كل ما فيهما من ألغام تهدد المشروع الديمقراطي الحداثوي. ولا يمكن لإنسان أن يلم بكل ذلك، بل لا بد من أن تتعاضد الجهود في مشروع إصلاحي شامل يتوزع إلى ورشات عمل اختصاصية، كل يعالج المشكلة من موقع اختصاصه. القول بكون جميع الأديان تبنت العلمانية ما عدى الدين الإسلامي، ربما لا يخلو من بعض الصحة، لكن كما نعلم إن الكنيسة هي الأخرى مارست دورا سيئا جدا في القرون الوسطى، وجمعت بين السلطة السياسية والسلطة الدينية، واليهودية أقامت دولة على أساس ديني مستندة إلى مقولة من كتابها المقدس على شرعية هذه الدولة. لكن صحيح، الإسلام يحتوي على كمّ هائل من أحكام شرعية، لاسيما الاجتماعية والسياسية والمالية، قد لا نجدها في دين آخر، إضافة إلى أن التاريخ مليء بتجارب تسييس الدين، من أول انطلاق مسيرة الإسلام حتى نهاية الدولة العثمانية، ثم جاءتنا جمهورية إيران الإسلامية ودولة الطالبان الأفغانية والأحزاب الإسلاموية لتضخ دما جديدا في جسد الإسلام السياسي ومشروع أسلمة المجتمع وإقامة الدولة الإسلامية، ثم لاحقا القبول بالديمقراطية عن مضض من أجل ضخ أكبر قدر ممكن من مضامين الدولة الثيوقراطية في جسد الدولة (الديمقراطية). بالنسبة لسؤالك حول النظام الاقتصادي الصالح اتباعه لضمان العلمانية، وبالتالي الحرية والعدالة الاقتصادية، فأعترف بافتقادي للثقافة الاقتصادية بدرجة كافية تسمح لي بالإجابة الدقيقة، لكني أقول، وهذا لا علاقة له بالعلمانية كعلمانية، بمعنى الفصل بين الدين والدولة، وبين الدين والسياسة، بل له علاقة بالنظام الصالح عموما، فإني مع نظام اقتصادي أو سياسة اقتصادية تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية المقترنة بالرفاه الاجتماعي من جهة، وتحقيق التنمية الاقتصادية على جميع الأصعدة من جهة أخرى. إني مع اقتصاد السوق الضامن للعدالة الاجتماعية، وربما مع الجمع بين القطاع الخاص والقطاع العام والقطاع المختلط، وأترك أصحاب الاختصاص ليدلوا هم كل بدلوه فيما لا دلو لي فيه. مع شكري واحترامي.
99
أعجبنى
|
التسلسل: 37
|
العدد: 236817 - الاستاذ الشكرجي
|
2011 / 5 / 5 - 13:46 التحكم: الكاتب-ة
|
سرمد الجراح
|
أهم مايرتكز عليه رجال الدين في الابقاء على ولاء اتباعهم, شيئين. الاول ترسيخ الجانب الغيبي في العقول, لتكون مدخلا للتجهيل وعدم احترام العلم, وبذلك يصبحون اكثر انقيادا, ومصدقين لما يدّعوه من خزعبلات. والثاني وهو الاخطر والاكثر تأثيرا هو, الخوف. انظر الى مداخلات الاخوه المؤمنين كمثال, لاتجد مؤمنا لايتحدث لك عن الخوف من عذاب القبر واهوال يوم القيامه وعذاب النار. إن تصوير الدين للخالق, بكونه الذي يعذب ويحرق لأتفه الاسباب, قد خلق حالة من العصاب داخل نفس المسلم الذي لايعرف كيف يرضي هكذا اله. بينما ادرك المعممين الحقيقه, بأن هكذا اله غير موجود, ولكنهم أستعملوا هذه الصفات لتحقيق اقصى الارباح ما أريد قوله سيدي العزيز, أن اقناع الناس بأن الاههم غفور رحيم على الدوام لعامة البشر, وإن العقاب حكر على الحاكم الجائر الفاسد, هو الطريق الذي نستطيع سلوكه ضد دعاة الظلام. والبديل المستساغ والاكثر قبولا لفك ارتباط الانسان عن كهنة المعابد وعبدة الاوثان. تحياتي
61
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 38
|
العدد: 236885 - رد الى: سرمد الجراح
|
2011 / 5 / 5 - 18:39 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي ثانية للعزيز السيد سرمد الجراح. أقول إني أحاول - ولا أدعي أفلح دائما - أن أكون موضوعيا ومنصفا حتى مع من أختلف معهم أشد الاختلاف. ولذلك ما تفضلت به عن رجال الدين، لا أعممه. صحيح هناك فريق منهم كما وصفتهم في تعليقك في أنهم يعملون على ترسيخ الجانب الغيبي في عقول أتباعهم، لتكون مدخلا للتجهيل، كما وصفت، وعدم احترام العلم، من أجل أن يجعلوهم أكثر انقيادا وتصديقا لما يقدمونه لهم. فأقول هذا واقع الكثير من رجال الدين، ولكن لا يمكن تعميم ذلك عليهم جميعا. فمنهم من هو صادق في اعتقاده، بأن ترسيخ الجانب الغيبي عند المؤمن أمر يريده الله، ويضمن للمؤمن ما يسمى بحسن العاقبة. أقصد هؤلاء حتى لو كانوا على خطأ، فليس جميعهم ينطلقون من نفس الدوافع والنوايا، ففيهم الطيبون والصادقون، وإن أخطأوا في معتقداتهم، فأنا وأنت أيضا لا نضمن لأنفسنا صحة عقائدنا كلها، وفي كل تفاصيلها، لكون الحقائق نسبية في عالم الإنسان، لاسيما في مثل هذه القضايا. وهناك من علماء الدين المعتدلين والعقلانيين الذين يرفضون مثلي ومثلك نهج المبالغة في الاستغراق في الغيبيات، وينفرون من هؤلاء الذين يمارسونه من رجال الدين، إما بسبب خرافية تفكيرهم، وإما لاستخدام الدين للدجل والتضليل، لتمرير مآربهم ومصالحهم الدنيوية. وأنا معك أيضا في تشخيص ضرر التدين الذي يركز على الخوف من الله، والتركيز على عذاب القبر وأهوال يوم القيامه وعذاب النار، فهو يخدش بشكل أساسي جمالية الصورة الإلهية، ويربك حياة الإنسان ويعقدها. ولو كان الأمر بيدهم لأضافوا إلى أسماء الله الحسنى (المرعب، المخيف، المعذب، المدمر، الحقود، القاتل، الإرهابي، شاوي لحوم البشر، الجزار)، تعالى الله عن كل ذلك، وجل وعلا بجماله وتألقه وروعته. ودعني أصف لك الإله الذي أؤمن به وفقا للنص الآتي: هو الله، إله الكون، مبدع الوجود، خالق كل شيء، متقن الخلق، رب العالمين. كائن وجوبا منذ الأزل، سواء آمن به المؤمنون أو لم يؤمن به غير المؤمنين. واحد غير متعدد، متوحد غير متجزئ، سواء وحده الموحدون أو لم يوحده آخرون. متحمد بالذات غني عن حمد الحامدين، لا يبلغ غاية حمده أحد من العالمين. متعال عن وصف المتكلفين، متسام عن وهم الواهمين، متنزه عن جل ما نسب إليه كل دين؛ لا يثيب لمجرد إيمانه أحدا من المؤمنين، ولا يعذب لكفره أحدا من الكافرين، إنما بإحسانه يثيب المحسنين، آمنوا به أو لم يكونوا مؤمنين، وبعدله يجزي المسيئين، كفروا به أو كانوا من المؤمنين، ومن استحق تعويضا عما فاته أو عما أصابه فلن يجد مثله من معوض؛ إنه أجزل المعوضين، ووفقا لجرم كل يعاقب المجرمين، وكذلك يفعل وفقا لظلم كل بعموم الظالمين، وهو في ذا وذا أعدل العادلين وأرحم الراحمين، تعالى عما تقول عليه المتقولون، وتنزه عما توهم معرفته الواهمون، إنما العقل رسوله، والضمير رقيبه، ولا يكلف أحدا فوق وسعه، وهو أرحم بخلقه مما يظن الظانون، وما رحمته إلا من عدله، فهو أرحم العادلين وأعدل الراحمين، وهو أعدل مما يتوهم جل أهل الدين، وأرحم وأحكم، وأجل وأجمل مما يظنون، تعالى الله فوق وصف الواصفين، وتحمد فوق حمد الحامدين، وتنزه الله ربي فوق كل تنزيهي وفوق كل تنزيه المنزهين أجمعين. هذا مقدار علمي ومبلغ فهمي وأشهد أني من القاصرين، وأشهد الله أني من الصادقين، فإنني به لمن المؤمنين، وله لمن المنزهين، وإياه على بلوغ ما هو أهدى وأقوم أستعين، وفي نيل أقصى رضاه وقربه وحبه أنا من الطامعين؛ إنه ربي الله، لا إله إلا هو رب الإنسان، رب الكون والكائنات أجمعين.
73
أعجبنى
|
التسلسل: 39
|
العدد: 236857 - ماذا عن مساواة المرأة
|
2011 / 5 / 5 - 16:15 التحكم: الكاتب-ة
|
جميلة عبد
|
الشيخ الفاضل اعجبتنى ارائك واود سماع رايك في مساواة الكاملة للمرأة بالرجل ام مازلنا ناقصات عقل ودين؟؟؟؟؟؟ظ
67
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 40
|
العدد: 236884 - رد الى: جميلة عبد
|
2011 / 5 / 5 - 18:39 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي وشكري للسيدة جميلة عبد. مقولة «النساء ناقصات عقل، وناقصات دين، وناقصات حظ»، من أسوأ ما قيل بحق الإنسان، أقول (الإنسان)، لأنه إذا انتهكت كرامة (المرأة) فهو انتهاك لإنسانيتها قبل أن يكون انتهاكا لأنوثتها، وبالتالي فالرجل معني بهذه الإهانة كما المرأة على حد سواء، لأنها إهانة إلى المرأة كإنسان، أكثر مما هي إهانة للمرأة كمرأة. أما تأويلاتها فهي سخيفة حقا، ولا يمكن قبولها، فنقص عقلها لكون شهادتها نصف شهادة الرجل، ونقص دينها لكونها لا تصلي ولا تصوم أثناء الحيض والنفاس، ونقص حظها أي حصتها بسبب أن إرثها نصف إرث الرجل، مستمد من تشريعات هي ليست بتشريعات الله، لأنها مخالفة للعدل والعقلانية. فحتى مع فرض إلهية النصوص، فلا بد من أن تؤول بما يليق بالله تألقت آيات جماله وتنزهت صفات كماله. إذا كانت هذه المقولة منسوبة إلى علي بن أبي طالب، وكان علي بن أبي طالب كما عرفناه في حكمته وعدله وإنسانيته، فيستحيل أن يكون هذا القول صادرا عنه، بل هو مكذوب عليه حتما. أما إذا ثبت أن القول هو قول علي بن أبي طالب فلا يكون علي بن أبي طالب كما وصفناه. المساوة بين المرأة والرجل مساواة مطلقة، بدون أي استثناء، وفي جميع القضايا، وعلى جميع الأصعدة، إلا في قضية تكوينية واحدة لا نملك تغييرها، وهي كون الرجل لا يستطيع بيولوجيا مشاركة المرأة في مسؤولية الحمل والإنجاب. وإلا فالمساواة في كل شيء، في كل شيء، في كل شيء، بلا أدنى استثناء، هو المنسجم مع المثل الإنسانية، وبالتالي مع القيم الإلهية، وما دونه فيستحيل أن يكون صادرا عن الله، وما اتصاف الله بالذكورة، إلا من قبيل الذكورة اللغوية لا غير، وهو ناتج عن الثقافة الذكورية التي بقيت مهيمنة على المجتمع الإنساني لآلاف السنين - لست متيقنا من طول الفترة -، واليوم يعيش المجتمع الإنساني مخاضاة ولادة مجتمع المساواة، التي لم تكتمل بعد كل أشواطها حتى في المجتمعات الغربية، لكنها ستكتمل حتما، من خلال تكامل الرشد الإنساني من الناحيتين العقلانية والإنسانية.
70
أعجبنى
|
التسلسل: 41
|
العدد: 236867 - تحولات فكرية متسارعة وهائلة
|
2011 / 5 / 5 - 17:23 التحكم: الكاتب-ة
|
حسنين السراج
|
الاستاذ الفاضل ضياء الشكرجي تحية طيبة قبل سنوات كنت اشاهد برنامج تلفازي في قناة الحرة وكنت احد ضيوف البرنامج وسألك مقدم البرنامج هل تؤمن بالديمقراطية فقلت له ( أنا أتقرب الى الله بالديمقراطية) فقلت في نفسي حينها ان هذا السياسي الاسلامي يتاجر بالدين لغاية سياسية الا ان الايام اثبتت صدقك واثبتت وضوحك واثبتت انك من النوادر الذين يختارون الصدق مع الذات على التجارة بالمباديء . سؤالي لك كونك كنت اسلامي سابقا وتعرف جيدا طريقة تفكير نمط معين من الاسلاميين . هل تعتقد ان هؤلاء الذين يخوفون الناس بالله وينصبون انفسهم ناطقين رسميين باسمه بل احيانا ينصبون انفسهم مكتب سكرتارية خاص بالله . هل تعتقد ان هؤلاء في داخلهم يؤمنون ان الله موجود حقا ام انهم يعتقدون انه غير موجود ويتاجرون باسمه ام انهم يعتقدون ان سكوته عنهم دليل صحة افعالهم ام يعتقدون انه موجود لكنه ليس بالقوة الكافية ليدافع عن نفسه فجدير بهم ان يدافعوا عنه . اسف على الاطالة لكن يهمني جدا معرفة رايك بما يؤمن به هذا النوع من الناس الذي نصب نفسه مدافعا عن الله
54
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 42
|
العدد: 236995 - رد الى: حسنين السراج
|
2011 / 5 / 6 - 06:45 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي ومحبتي للسيد حسنين السراج، واعتذاري له لعجزي عن الرد بما يناسب على كلماته الجميلة التي غمرني بها. تذكيرك لي بعبارة (أنا أتقرب إلى الله بالديمقراطية)، ذكرتني كيف كنت أقضي ليالي شهر رمضان من عام 2002 عاكفا على مشروع متعلق بالديمقراطية سميته آنذاك بـ(المنتدى الإسلامي الديمقراطي العراقي)، بدلا من الانهماك بالدعاء والصلاة، باعتبار شهر رمضان بالنسبة للمتدين هو شهر التفرغ للعبادة، وكنت فعلا أعدّ عملي (الديمقراطي) ذاك انهماكا في العبادة، لأني على يقين من أن الله يحب الديمقراطية، بل اليوم أقول إن الله يحب العلمانيين والليبراليين، لعقلانية وإنسانية مشروعهم، وعقلانية وإنسانية طريقة تفكيرهم. ولي عبارة أخرى عن الديمقراطية هي (إني أعشق الديمقراطية ومغرم بها). أما بخصوص سؤالك عن كيفية تفكير الإسلاميين؛ فحسب تجربتي الذاتية، ومن خلال معايشتي للإسلاميين، ولكن أيضا حسب إيماننا - كعلمانيين أو كعقلاء - بالنسبية، وعدم صحة التعميم والإطلاق، فهم ليسوا كلهم سواء، ففيهم من هذا ومن ذاك. وهناك فرق بين الإسلاميين بالمعنى السياسي للإسلامية أو الإسلاموية، وبين خطباء المنابر، أو ما يسمون لدى الشيعة بحسب التسمية الشعبية بـ(الروزخونية) أو (المْوامنة). ولعلمك إن الكثير من الإسلاميين (الأفندية)، لاسيما في حزب الدعوة، على الأقل يوم كنت معهم، لا يحبون المعممين، الذين أسميتهم بالروزخونية أو المْوامنة، ومفردها (مومن). لكن بشكل عام كثير منهم صادقون في إيمانهم، ولكن كونهم صادقين، لا يعني أنهم محقون، من حيث إصابتهم للصواب. فمنهم من أسميهم بـ(القوالبيين) أو (التوقيفيين)، وهؤلاء هم الجامدون على النصوص بشكل كارثي، والتي - أي لنصوص - لا مرونة لديهم في فهمها، بل يتعاملون معها كقوالب جامدة، تتوقف - ومن هنا مصطلح التوقيفية - صحة المفهوم أو صحة الحكم الشرعي أو صحة العبادة على الالتزام بذلك النص التزاما حرفيا. بينما هناك من يتعامل مع النص بشكل ديناميكي، ويأخذ منه جوهره المتحرك لا شكله الجامد، وأنا شخصيا كنت من هذا النوع، ولكن هؤلاء قلة، والصادقون منهم والعقلانيون ينتهون إلى ما انتهيت إليه، إلم يكن عاجلا فآجلا. لكني لا أثق اليوم بمن بقي بالمعنى السياسي إسلاميا، بعد خوض الإسلاميين للتجربة السياسية، وممارسة الكثير منهم للفساد المالي، والباطنية السياسية، والطائفية السياسية، والعنف. بعضهم يمارس سرقة المال العام وهو متدين حقا، ويخاف الله، لكنه لا يعدّ ممارسته من قبيل السرقة، بل من قبيل ما يصطلح عليه بالاستنقاذ، أي إنقاذ المال من مالكه (الخطأ) إلى مالكه (الصح)، لأن الدولة الديمقراطية اللادينية ليست دولة شرعية، بل هو الذي يمثل الامتداد الحق للشرعية الدينية، ولذا فهو أولى من الدولة بهذا المال. لكن هناك من يفهم الدين على أن الدولة الديمقراطية تملك شرعية التعاقد الاجتماعي، ولذا يجب الالتزام بلوازمها. أما بالنسبة لخطباء منبر الوعظ الديني، أو ما يسمى عند الشيعة بالمنبر الحسيني، ويسمى الذين يعتلونه بـ(خدام الحسين)، أو (خدام المنبر الحسيني)، فكثير منهم - ولا أقول كلهم - يقولون بما لا يؤمنون به، بل ويمارسون الدجل عن علم، وهذا ما يعرفه حتى المتدينون العقلاء والمعتدلون، ويمقتون لذلك هذا الوسط، أو لا أقل يمقتون من يشخّصون لديه هذه الممارسة. وقسم آخر منهم يعيش الشك، أو الإيمان المتزعزع، لكنه إما يهرب من الشك خوفا مما يسمونه بـ(سوء العاقبة)، أو يخاف أن يفقد رأس مال تجارته المربحة، إن كان الربح بالمعنى المالي، أو المعنى السياسي، أو المعنى الاجتماعي، أي خوفا من ضياعه للوجاهة الاجتماعية التي يتمتع بها. في كل الأحوال هم ليسوا على نمط واحد من التفكير، ولا يمكن أن ننفي أن فيهم الصادق، لكن المضلَّل، أو لنقل الملتبسة عليه حقائق الأمور، وكثير منهم من هو واقع في الازدواجية في إيمانه وتدينه. ولكن من أجل أن نكون موضوعيين ومنصفين، لدينا الكثير الكثير من الديمقراطيين الذين هم ضحايا مرض الازدواجية، والكثير من الليبراليين الواقعين في الازدواجية. وإلا فكم ليبرالي على المستوى النظري والادعاء من ليبراليي مجتمعاتنا الشرقية مستعد أن يتعامل مع ابنته على حد سواء مئة بالمئة كما يتعامل مع ابنه، خاصة فيما يتعلق الأمر بعلاقات الحب، أو ممارسات الجنس. فالازدواجية مرض مستحكم ومستفحل ومتفش بشكل مخجل في مجتمعاتنا.
76
أعجبنى
|
التسلسل: 43
|
العدد: 236887 - رد ما قبل القراءة
|
2011 / 5 / 5 - 19:01 التحكم: الكاتب-ة
|
هلال طه
|
ماذا تُسمّي مهاجمة القرآن وادعائكم أنه من تأليف محمد في بعض المقالات التي قرأتها لأعضاء ملتكم؟ أليس هذا كافيا يا حضرة -المحامي-؟
64
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 44
|
العدد: 236996 - رد الى: هلال طه
|
2011 / 5 / 6 - 06:45 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
للأسف لم أفهم السؤال، ولست متأكدا أنه موجه لي، أم لأحد المعلقين. فشخصيا لست محاميا، ثم إني لا أنتمي لملة لها أعضاء، وما يكتب غيري لا يجب أن يكون من متبنياتي، فنحن (الذين ربما يعنهيم السؤال) لسنا دينا، ولذا ليس لدينا رؤية واحدة لهذه الأمور، فكل يصوغ فهمه وفلسفته الخاصة حولها، ونختلف في أشياء، ونلتقي في أخرى، ولا مشكلة لدينا في ذلك. ومن يدعي كما تقول إن القرآن من تأليف محمد لا يمثل ادعاءه كفرا، لأن وجود الله ووحدانيته وتوحده وكماله وتنزهه هو - حسب رؤيتي الفلسفية ومن يلتقي معي فيها - من الواجبات العقلية، أما الدين، الوحي، النبوة، وكل ما يتعلق به، فهو كمفهوم عام ومن الناحية النظرية الافتراضية من الممكنات العقلية، والممكن العقلي تتساوى فيه قبل الفحص كفتا الصدق والكذب، ثم ينتهي المنزه لله إلى عدم التصديق، بسبب خدش الدين بعقيدة التنزيه، أي بجمال، وجلال، وكمال، ورحمة، وعدل، وحكمة الله. فهل هذا كفر، أم هو ذروة الإيمان؟ ولكن حتى مع فرض الكفر، فالله لا يمقت الكافرين، ناهيك عن ان يعذبهم، إذا كان كفرهم يمثل قصورا لديهم في بلوغ الحقيقة أو الحقيقة المفترضة، بل يثيبهم بمقدار صدقهم وبمقدار إنسانيتهم. أرجو تقبل الأفكار بأريحية وسعة صدر، وبروح التسامح مع من تعتقد أنه أخطأ الحق من غير قصد، وهو صادق، فالله يحب هذه الخصال، شكرا.
67
أعجبنى
|
التسلسل: 45
|
العدد: 236927 - الأستاذ ضياء الشكرجي المحترم
|
2011 / 5 / 5 - 21:48 التحكم: الكاتب-ة
|
ليندا كبرييل
|
أستاذ ، تفضل بقبول تعليقي . التعليق أدناه سجلته في مقالك الأخير ( مصانع الإرهاب : الجهل الفقر الدين ) . ولم أتلق رداً عليه ، هل تتكرم فتجيبني هنا لو سمحت ؟ وشكراً ألتقي مع حضرتك في الطوباويات التي وردت في الفقرة الأخيرة من المقال . لكن سأختلف معك بقولك: الدين المُتسيِّس والمُخرِّف والمُنغلِـق والمُنغلـَق عليه . أستاذ ، جميع المدارس الإسلامية تلتقي في تقسيم العالم إلى فسطاطين _ الكفر والإيمان _ والدين الإسلامي يحمل بذور السياسة منذ نشأته وليس مسيسا كقولك، ويحمل من التخريفات والإنغلاق ماتحدثنا به كتب التراث وما زالوا يتداولونه دون خجل ، نحن الذين نقول تسييسات وتخريفات وإنغلاقات، لكن الحقيقة أنهم يرون _ بعيد عنك _ أننا المخرفون المنغلقون .أما قول حضرتك ثلاثي الفقر الجهل الأمية تفسر الإرهاب فيكفي أن أسألك :وماذا عن الفقر والأمية والجوع والأمراض والاستبداد والطغيان في الدول الإفريقية الفقيرة أضعاف ما نحن عليه وأجهل من الجهل نفسه ؟ هذه الأعراض تهيئ البيئة وتخلق المناخ الممتاز ليستغله أصحاب المشاريع السياسية.هناك إيديولوجية متشددة متطرفة عنيفة إرهابية في تعاليم الدين فلماذا نغض الأبصار عنها ؟هذه الإيديولوجية الفكريةهي التي تتحول إلى إرهاب سلوكي وإلى عنف ضد الفئة المخالفة عندما تدخل عليها السياسة وتدعي العمل على التغيير تحت يافطة الاسلام هو الحل وشكراً
63
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 46
|
العدد: 237027 - رد الى: ليندا كبرييل
|
2011 / 5 / 6 - 09:37 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
سيدتي العزيزة ليندا كبرييل، لكِ تحياتي واحترامي. أولا أعتذر لكِ ولكل العزيزات والأعزاء الذين لم أجب على تعليقاتهم على مقالات سابقة لي. فوقتي صدقيني مزدحم، لكني هذه المرة ملتزم بالإجابة، والفضل لـ(الحوار المتمدن) في إطلاق هذا الحوار المفتوح، والذي التزمت به لأسبوع كامل، فكانت سعادة اللقاء معكم، ففي الحوار متعة وفائدة وجميل تواصل. حول تعليقكِ على مقالة (مصانع الإرهاب: الجهل الفقر الدين)، وقولكِ أنكِ ستختلفين معي بقولي: الدين المُتسيِّس والمُخرِّف والمُنغلِـق والمُنغلـَق عليه، لكونكِ تعتبرين جميع المدارس الإسلامية تلتقي في تقسيم العالم إلى فسطاطين - الكفر والإيمان -، والدين الإسلامي يحمل بذور السياسة منذ نشأته، وليس مُسيَّسا، إلى آخر ما ذهبتِ إليه؛ هنا اسمحي لي أن أبين لكِ رأيي في هذا الموضوع، الذي لا أختلف معكِ فيه من زاوية، ولكن أختلف من زاوية أخرى. إني أميّز بين الدين فيما هو كما هو، وبين صور الفهم الديني، وصور الممارسة الدينية، المتعدد والمتنوع كل منهما. وهنا دعيني أنطلق من فرضيتين، بقطع النظر عما أتبناه من قناعة. الفرضية الأولى إن الدين إلهي المصدر، وعندما يكون إلهيا، يستحيل أن يكون منغلقا وخرافيا وباعثا للكراهة والعداوة بين الناس، ومقسما الواقع إلى ثنائية (أسود/أبيض) أو (أبيض/أسود)، ولكن الناس أي حملة الدين أو لنقل بعضهم - والبعض قد يكون الأكثرية، أو قد يكون الأقلية، أو قد يكون النصف - قد فهموه ومارسوه على نحو خرافي وكراهوي وعدائي ومنغلق ومتطرف، وهناك بعض آخر فهمه على نحو آخر. الفرضية الثانية، الدين هو الذي يحمل كل بذور الخرافة والعداوة والتكفير والإرهاب، وبالتالي يستحيل أن يكون هذا الدين إلهي المصدر، لكن الناس، ومنهم طيبون وصادقون صدّقوا لأي سبب - والأسباب كثيرة - بأنه دين الله، والذي تكون لديه منهم نزعة إنسانية وميل للاعتدال ويتحلى بالعقلانية، فسيفهم ويمارس الدين وفقا لنزعته الإنسانية والعقلانية، وعندما يصطدم بما لا يتفق مع إنسانيته وعقلانيته، إما سيحاول تأويله إلى ما يتفق مع ذلك، خاصة إذا وجد نصوصا أخرى تسمح له بهذا التأويل، أو يعيش الاستغراق في النهج التبريري، أو يعطل عقله في تلك القضية بالذات، أو يعيش أزمات وتجاذبات داخلية طوال حياته، أو لحين حسمه للموقف الذي يتحقق فيه انسجامه مع نفسه، وكثير منهم غير مطلعين تفصيليا على دينهم. صحيح إن الإسلام (مُتسيِّس)، من أجل ألا قول مُسيَّس، لكن الانغلاق والخرافة والتعصب، موجود كل ذلك بدرجة أو بأخرى في كل الأديان، ومن هنا اعتمدت عقيدة التنزيه، تنزيها لله تألقت آيات جماله عن جُلّ ما نسبت إليه كل الأديان. أقول (جُلّ)، لأن بعض ما نسبت إليه الأديان صحيح وجميل، وأقول (كُلّ)، لأن ليس من دين إلا ونسب إلى الله ما لا يليق بجماله وجلاله وكماله وحكمته وعدله ورحمته. ثم فقهاء الإسلام مختلفون حتى في قضية ان الإسلام سياسي بالضرورة. فمنهم من قال بالدولة المدنية أو الدولة الإنسانية أو حتى الدولة العلمانية، وترك التدين خيارا حرا يدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، دون إكراه، ولا إحراج للآخر، ولا انغلاق تجاهه، ومنهم علماء دين معروفون. بل منهم، وهؤلاء موجودون في الإسلام الشيعي، من يحرم السياسة والعمل السياسي الإسلامي، لانه يعتقد بأنه شأن المعصوم حصرا، وحيث إن المعصوم غير موجود، فلا أحد يحق له إقامة دولة إسلامية أو الدعوة لها، حتى قدوم المهدي المنتظر. وهذه الفكرة موجودة في عقائد فرقة من اليهود الأرثذوكس الذي يقولون بعدم شرعية دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، لأن هذا يمثل مهمة المخلِّص المنتظر حصرا. بقطع النظر عن صحة أو خرافية هذه العقيدة، أقول ليس هناك موقف موحد. لكن الإسلام بشكل خاص هو أكثر الأديان تسيُّسا، أي إنه متسيِّس ذاتا، وليس مسيَّسا من الخارج. فيما يتعلق بثلاثي (الفقر، الجهل، الدين) في مقالتي التي أشرتِ إليها، فهذه عوامل (يمكن) ولا (يجب) أن تكون مصنعا للإرهاب، ولا أقل للتطرف، الذي هو مقدمة الإرهاب، أو لا أقل للتشدد، الذي هو مقدمة التطرف. نعم الاحتمال لإنتاج الإرهاب يكون أكبر إذا تضافر عاملان من الثلاثة، ويكبر الاحتمال عندما تتضافر الثلاثة سوية. وهذا لا يعني أنه أينما وجد الفقر، وجد الإرهاب، وأينما وجد الجهل، وجد الإرهاب، لا أبدا، بل هما عاملان مساعدان على نحو الإمكان. كما يجب القول تحليا بالموضوعية التي تتطلب إنصاف الآخر المغاير، أنه لا يعني هذا أنه أينما وجد الدين، أو أينما وجد التدين، لاسيما التدين بدين الإسلام على وجه الخصوص، وجد الإرهاب. صحيح ما تذهبين إليه، فالإيديولوجية الحاضنة لبذور الإرهاب هي العامل الأول والأساسي. فكثير من المتدينين يمقتون الإرهاب والعنف والتطرف، ويعتقدون جازمين أن دينهم يرفض كل ذلك، بل هو دين إنساني وعقلاني وسمح ومسالم. لا يصح أن نستعدي هؤلاء، بقول إنكم أيها المتدينون كلكم بلا استثناء سيئون، وكلكم شياطين، فنكون قد وقعنا فيما يقع فيه الكثير من المتدينين مما لا نقبله، باعتبار كل العلمانيين، أو كل اللادينيين، سيئين، شريرين، شيطانيين، كفارا، فسقة، فجرة، يستحقون القتل في الدنيا، والخلود في نار جهنم في الآخرة.
61
أعجبنى
|
التسلسل: 47
|
العدد: 237014 - العمل السياسي
|
2011 / 5 / 6 - 08:32 التحكم: الكاتب-ة
|
سرمد الجراح
|
لنرجع قليلا سيدي العزيز الى العمل السياسي في العراق, في خضم امواج بحر السياسه المتلاطم يفقد الانسان البوصله والاتجاه, النوايا الحسنه وحدها لاتكفي هناك طريقان مجربان في الغرب نتيجة دراسه وفهم, للأصلاح الأول يتمثل في الاصلاح من الداخل, ويعني كمثال, أستمراركم في العمل السياسي ضمن حزب الدعوه, وإن خالف معتقدكم, لاستغلال موارده وشعبيته وتكوين حلفاء من داخله الى أن تحين الفرصه المناسبه للتغيير والتجديد وهذا هو العمل السياسي, فلا توجد فيه طبخه جاهزه والطريق الثاني, أن تختار ما اخترت, أي العمل خارج الاحزاب المؤدلجه والقديمه بتوجه ليبرالي علماني. وهنا علينا أن نفهم طبيعة الارضيه التي نتحرك عليها. فاللبراليون في العراق كواقع لايشكلون نسبه مؤثره وغير منظمين ومتناقضين في اهوائهم, وغالبية الشعب منقادين وراء التوجه الديني, وهذا مالمسته حضرتك في الانتخابات السابقه الحل في رأيي هو ليس الليبراليه في هذه المرحله وإنما حزب ديمقراطي إسلامي علماني على طريقة الاحزاب الديمقراطيه المسيحيه في الغرب. يحتاج هكذا حزب الى دعم من مرجعيات دينيه تؤمن بهذا التوجه, واعتقد انها موجوده وتستطيعون الحصول على مباركتها ودعمها. ربما يكون هذا ضد مبادئكم و مبادئي ولكن هذا هو الممكن في الوقت الراهن, وعلينا أن نكون واقعيين. فالسياسه شئ والمبادئ شئ آخر تماما. بالنتيجه يبقى الحلم مهم ولكن أختيار الطريق للوصول أليه أهم. ولايجب أن نقع في الخطأ الذي وقعت فيه الشيوعيه, بظنها أن الحلم بالعداله وحده يكفي, فضلت الطريق لتحقيقها. تحياتي
72
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 48
|
العدد: 237065 - رد الى: سرمد الجراح
|
2011 / 5 / 6 - 12:10 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
أكرر تحياتي للسيد سرمد الجراح، وأحب أن أشكره جدا، لأنه أثار موضوعا مهما، رغم اختلافي مع وجهة نظره كما سأبين، ولكن لكون ما أثاره يمثل طريقة تفكير ليست نادرة الوجود، ومن هنا تكتسب أهميتها، ولذا لا بد من توضيح موقفي من هذا الموضوع. أبدأ بالطريقين اللذين طرحهما للإصلاح السياسي: الأول يسميه الإصلاح من الداخل، ويعني كمثال، «استمراري في العمل السياسي ضمن حزب الدعوة - أعاذني الله -، لاستغلال موارده وشعبيته، وتكوين حلفاء من داخله، إلى أن تحين الفرصة المناسبة للتغيير والتجديد»، ويعتبر هذا الأسلوب هو العمل السياسي. هذا يكون ربما - و(ربما) كبيرة ومشروطة - صحيحا من زاوية فهم للسياسة، لكن فهمي للسياسة يختلف، وسأبين ذلك. قبل أن أفصّل، أذكر أن بعض الأشخاص سبق وعاتبوني على خروجي من حزب الدعوة عام 2006، وطرحوا شيئا مشابها لما ذكره العزيز السيد سرمد الجراح. جوابي كان إن اختلافي مع حزب الدعوة لم يكن اختلافا تنظيميا، بل بدأ سياسيا، وانتهى فكريا، فوجودي داخل حزب إسلامي، كالمطالبة من السمكة أن تعيش في الهواء الطلق خارج الماء، أو من العصفور أن يعيش غائصا في الماء، أو محبوسا في قفص، حتى لو كان من ذهب وزمرد. بالعكس إني أشعر بالحرج الكبير والخجل والندم ولوم الذات، لكوني لم أتخذ هذه الخطوة قبل هذا الوقت. ولم يتوقف الأمر عند الاختلاف الفكري مع الدعوة، بل إني أعتبر حزب الدعوة مسؤولا عن الكثير من الكوارث التي حلت بالعراق، مسؤولية مباشرة، أو مشاركةً، أو انجرافاً، أو سكوتاً، أو تستراً، وأعني هنا تسييس الدين، تسييس المرجعية، الطائفية السياسية، المحاصصة، وضع غير اللائق وغير الكفوء وغير النزيه في المواقع الخطيرة للمسؤولية، التضييق على الحريات، الفساد المالي والإداري، إهمال هموم المواطن، إهمال الخدمات، إلى آخر القائمة التي تطول. كان بإمكاني أن أبقى في حزب الدعوة، لو كان بمقدوري أن أتخلى عن احترام نفسي. صحيح تماما ما تقوله عزيزي، «الليبراليون في العراق كواقع لا يشكلون نسبة مؤثرة، وغير منظمين ...»، أما كون «غالبية الشعب منقادين وراء التوجه الديني»، فربما صحيح، لكن هناك مؤشرات تحول، ومخاضات ولادة وعي جديد، وإن طال أمدها. ثم حتى لو كانت الغالبية مع الإسلام السياسي، والقوى العلمانية عموما، والليبرالية خصوصا، تمثل الأقلية، وهي كذلك، فسأبقى ضمن تيار الأقلية، لأكون منسجما مع نفسي، وصادقا مع الناس، ووفيا لمبادئي. وهذا لا يعني مجانبة الواقع والواقعية، بل هو طموح وتطلع إلى المستقبل، نعم أنا أنتمي إلى أولئك السياسيين الذين يشتغلون على مشروع سياسي للمستقبل، ويتطلعون إلى أن يقود هذا المشروع الشباب، وليس جيلنا الذي أصبح معظم أفراده expire، مهما حملوا من أفكار جميلة وحديثة. لا تتصور إني مثالي غير واقعي، دون أن أنفي كليا إصابتي بداء المثالية، لكنه داء أحبه، وهو صورة المستقبل التي لن تبقى في فضاء المثال، بل ستتحول واقعا، وتحتاج اليوم إلى من يبذر بذورها، فأدعو الله أن يوفقني لكي أكون واحدا من أولئك الزرّاع لحقل المستقبل. أما حَلـُّك الذي طرحته في إنشاء حزب ديمقراطي إسلامي علماني، فهذا كان توجهي، وكنت مؤمنا به، فبعد أن خلعت آخر قميص لي من لباس الإسلام السياسي، وأعلنت بفخر واعتزاز استقالتي من حزب الدعوة، أسست ما أسميته عام 2006 بـ(تجمع الديمقراطيين الإسلاميين)، لكن سرعان ما انتبهت إلى أن ذلك يمثل لوثة من لوثات ملابس الإسلام السياسي علقت بلباسي العلماني الجديد، فسارعت إلى إزالة تلك البقعة. أما الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أورپا فهي مسيحية بالاسم، وأنا لا أوافقها على الإبقاء على هذه التسمية، بل آن الأوان لتعلن وفاءها للعلمانية وتغير اسمها؛ إذن كيف أقلد من أختلف معه في هذه المفردة الأساسية، وليست الهامشية. أما دعم المرجعيات الدينية المؤمنة بهذا التوجه (الديمقراطي الإسلامي العلماني)، ومباركتها لمشروع سياسي أنا أتبناه أو أكون فيه، فهذا يناقض مبدأ كنت أتبناه حتى عندما كنت إسلامي الانتماء وديمُقراطِسلامي الفكر السياسي، ولي مبرراتي ومخاوفي، فكيف أزاول ذلك الآن؟ إني أريد أن تبتعد المرجعيات الدينية، حتى المؤمنة بالدولة المدنية الديمقراطية، كليا عن إقحام نفسها في السياسة، لأن هذا يكرس مبدأ الدمج بين السياسة والدين، وعقيدتي السياسية هي الفصل التام والحاسم والنهائي بينهما. نعم أتمنى من واحد من هؤلاء أن يخرج إلى الناس، ويقول السياسة ليست شأني، بل شأن أهل الاختصاص، أو يقول إن لي اهتمامي بالسياسة، لا من موقع كوني مرجعا، بل كإنسان وكمواطن، وآرائي السياسية ليست واجبة الطاعة من الناحية الدينية. دعني أعترف لك بنقطة ضعف أساسية عندي، هي نفسها نقطة قوتي الأساسية: الـــــــــصـِّــــــــدق. نعم، الصدق. لا يعني هذا أن يكون الصادق غير مستحضر للحكمة، كما ولا أعني بالحكمة، تلك التي تبرر وتجمل لـ(الحكيم) الكذب، الذي هو قبح محض، بل الحكمة التي تستلزم فهم الواقع ومراعاته دون الاستسلام له والانبطاح أمامه عند تشخيص فساده، وتستلزم السكوت عن بعض ما لا ينبغي قوله، فليس كل ما يُعرف يقال، وليس كل ما يُعتقد به يقال. ولو إني تجاوزت بعض الخطوط الحمراء في هذا الحوار المفتوح، لكني من النوع الذي يرمي ببصره إلى الأفق ليستشرف الغد، ولا يستغرق في ظلام اليوم، لكن دون أن يحلق طوبائيا في أحلام الغد، دون أن يعيش واقعية اليوم. منذ سنوات طويلة قلتها، وما زلت أقولها، صدقني، وسنثبت صحة هذه المقولة، (الصدق) هو رأس مال السياسة والسياسي، وهو سر النجاح، والسياسة هنا تشبه التجارة إلى حد كبير، مع الفارق، كونها رسالة إنسانية ورسالة وطنية وليست مهنة تمتهن للارتزاق، هي من جهة مثل التجارة، من حيث أن التاجر النزيه والصادق سيربح المستقبل، بينما التاجر الغشاش والمحتال والمراوغ يربح الحاضر وبسرعة، لكنه سرعان ما سيعلن إفلاسه. نحن مجموعة نعمل اليوم على مثل هذا المشروع، لا يريد أحد منا قيادة أو زعامة أو شهرة، نريد مشروعا للمستقبل، وقد حققنا خطوات لا بأس بها، ونحن مستمرون بتأن وعدم استعجال، لكن دون المبالغة بالتباطؤ. صحيح نفتقد إلى الإمكانات، لكننا نؤمن بمشروعنا، ونؤمن أننا سنحقق شيئا مهما، سنعطي درسا كيف نعمل كفريق؛ ليس لدينا قائد مدى الحياة، كما هو الحال حتى مع أحزاب يفترض بها أنها ديمقراطية وعلمانية، ويفترض ببعضها أنها ليبرالية. تقبل تحياتي وشكري.
72
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 49
|
العدد: 237028 - ملاحظات عامة للقارئات العزيزات والقراء الأعزا
|
2011 / 5 / 6 - 09:38 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
ملاحظات عامة للقارئات العزيزات والقراء الأعزاء أرجو أن تأخذوا بنظر الاعتبار الأمور الآتية: - إني أكتب من داخل العراق. - إني شخصية معروفة في العراق. - إني أزاول السياسة. - إني أفصل بين رؤيتي في قضايا الدين والإيمان والمشروع السياسي الديمقراطي العلماني الليبرالي الذي أعمل عليه مع نخبة من العراق. - لم أفصِّل لأن الحليم تكفيه الإشارة. - المهم عندي أن أكون صادقا: معكم، مع نفسي، مع الله، ومهم عندي أن أتحرى الصواب أو ما هو أصوب، وليس مهما أن أكون مصيبا في كل الأحوال، فهذا ليس بمقدوري، ولا بمقدور أي إنسان، ما دام هو (إنسان) وليس (مافوقئنسان)، (ما/فوق/إنسان).
57
أعجبنى
|
التسلسل: 50
|
العدد: 237103 - الاستاذ الشكرجي
|
2011 / 5 / 6 - 14:20 التحكم: الكاتب-ة
|
سرمد الجراح
|
بداية احييك على مبدأيتك واشكرك على صراحتك وصدقك مع نفسك ومع الاخرين. تبقى لي وجهة نظري بأن المبادئ والاخلاق والعلم لاتعني شيئا إذا كانت لاتمس حياة الناس وتطورها نحو الافضل ما أعنيه أنكم وبموقعكم هذا قد تؤثرون على عدة عشرات من الاشخاص بنسبة ستين بالمائه, ولكن عندما تكون في موقع المسؤوليه وتستطيع التأثير في حياة الالاف ولو بنسبة خمسه بالمائه لكان افضل في رأيي. وفي اعتقادي إنك عندما تقوم بعمل نافع لهؤلاء الالاف وإن كان صغيرا, سيعطيك من الرضى وراحة الضمير واحترام النفس الشئ الكثير. ولا اكتمك اني لو كنت مكانك لأخترت الطريق الاخر, طمعا في التقرب الى الله كما تفضلت. فقول الحق والصدق بين الفاسقين اكثر جهادا من قوله بين التقاة. والصلاة في ماخور اثوب من الصلاة في جامع تقبل فائق تقديري واحترامي
98
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 51
|
العدد: 237371 - رد الى: سرمد الجراح
|
2011 / 5 / 7 - 18:47 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
أشكر السيد سرمد الجراح على تعليقه الأخير، وليس لي جواب إضافي سوى الذي ذكرته سابقا. لكن وباختصار، كمؤمن بالنسبية، أقول حتى المثالية والواقعية نسبيتان، فوفقا لتقديري وحساباتي، أرى أني كشخص صاحب مشروع، ونحن - أنا ومن يشاركنا - كأصحاب توجه وأصحاب مشروع كذلك، نعمل أيضا، وبطريقة غير التي ارتآها السيد سرمد الجراح، أن نجعل مبادئنا تمس حياة الناس وتنزل إلى الواقع. وقد اخترت كما عبر السيد العزيز سرمد أن «أؤثر على عدة عشرات من الأشخاص بنسبة ستين بالمئة»، بدلا من «التأثير في حياة الآلاف ولو بنسبة خمسة بالمئة»، لأن الخيار الأول هو «الأفضل في رأيي»، لأنه أنفع لمشروع المستقبل، لا مشروع التغيير الآني العاجل. ولكن العزيز السيد الجراح يؤيد بالنتيجة خياري، أو خيارنا، عندما يقول: «ولا أكتمك إني لو كنت مكانك لاخترت الطريق الآخر، طمعا في التقرب إلى الله كما تفضلت». شكرا له ولجميع الأعزاء.
105
أعجبنى
|
التسلسل: 52
|
العدد: 237273 - بالرغم من البعد عن العنوان
|
2011 / 5 / 7 - 08:04 التحكم: الكاتب-ة
|
طارق المحمدي
|
ناول الحوار مواضيع تمس الجرح العربي بالفعل مع أنه لا يكاد يمت للعنوان بصلة. أستطيع القول أن العديد من المتطرفين الدينين حاولوا جاهدين تشويه صورة العلمانية في الفترة الأخيرة مستغلين أحداث الثورات التي تجتاح العالم العربي وربطوا بينها وبين حكامها على أنهم أنظمة علمانية أو يدّعون العلمانية متناسين أن العلمانية لا تعتمد أنظمة ديكتاتورية.
على سبيل المثال ومع سياق العنوان قام البعض بالاستشهاد بمقالات على هذا الموقع لدس معلومات عن علمانية الحكام العرب الذين تم إقصاؤهم عبر الثورات وذلك على مقالات: علمانية، ليبرالية،إلحاد، لادينية وغيرها من المقالات على ويكيبيديا العربية بحكم أنها موسوعة حرة. أدّى هذا إلى جدل واسع بين أعضاء ويكيبيديا وانشقوا بين مؤيد ومعارض للمعلومات المضافة. في نهاية المطاف اتفق إداريوا ويكيبيديا على الأقل بأن الهدف الذي تم استغلاله لوضع المعلومات كان التشهير بحق العلمانية عبر ربطها بتلك الشخصيات العربية دون غيرها من الشخصيات العربية الأخرى وحتى العالمية وتم رفض المعلومات المضافة بناء على ذلك. للاطلاع على الحوار الذي تم على ويكيبيديا يمكنكم زيارة نقاش مقال علمانية على الرابط التالي:: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86 %D9%82%D8%A7%D8%B4:%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9#.D8.A3.D9.84.D8.A7_.D9.8A.D8.B 9.D8.AF_.D9.87.D8.B0.D8.A7_.D8.B9.D9 .85.D9.84.D8.A7.D9.8B_. D8.AA.D8.AE.D8.B1.D9.8A.D8.A8.D 9.8A.D8.A7.D9.8B_.D9.85.D8.AE.D 8.A7.D9.84.D9.81.D8.A7.D9.8B_.D9.84.D8.A3.D9.86.D8.B8.D9.85. D8.A9_.D9.88.D9.8A.D9.83.D9.8A.D8.A8.D9.8A.D8.AF.D9.8A.D8.A7.D8.9F.21
100
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 53
|
العدد: 237372 - رد الى: طارق المحمدي
|
2011 / 5 / 7 - 18:47 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
تحياتي وشكري للسيد طارق المحمدي، وإني متفق معه فيما جاء في تعليقه، وهذا لطالما أشرت إليه في مقالاتي وظهوري الإعلامي على الفضائيات. ولك أكرر شكري وتقديري.
117
أعجبنى
|
التسلسل: 54
|
العدد: 237310 - اسئلة عامة
|
2011 / 5 / 7 - 12:35 التحكم: الكاتب-ة
|
عمر علي
|
تحية للصديق المفكر والكاتب الاستاذ ضياء الشكرجي كنت اتطلع لو كان الحوار يتطرق ايضا عن دور القوى الديمقراطية العلمانية ومنها بالذات التيار اللبرالي والذي يعتبر الاستاذ الشكرجي احد مفكريه وقادته في العراق الجديد. لدي اسئلة كثيرة بهذا الخصوص منها التيار اللبرالي واسع ولكنه مشتت فاين جهد الشكرجي وجهود قادة هذا التيار من اجل لملمته وتوحيده في جبهة سياسية موحدة من اجل العمل السياسي وخوض الانتخابات القادمة ولاسيما اليوم ارى هناك فراغ سياسي في العراق بعد فشل القوائم والاحزاب السياسية الطائفية والقومية المتمثلة بحكومة المحاصصة والبرلمان الطائفي والقومي؟ واراه التيار الوحيد الذي يستطيع ان يلعب دورا بارزا وقياديا في الحياة السياسية في العراق الجديد لانه تيار واسع واذا توحد فانه سيقلب موازين العمل السياسي في العراق اما التيار اليساري التقليدي فوجوده بالعراق صفر لا اثر له ولكن يمكن كسب من تبقى منه ضمن تحالف ديمقراطي علماني واسع وبالذات من الذي يؤمن بالعملية السياسية الجارية في بلدنا العراق؟؟؟ تسائل آخر اليوم ليس هناك ثقافة في العالم المعاصر تواجه الحداثة بعنف واصرار وراديكالية اكثر من الثقافة الاسلامية؟ماذا تفسر لي ذلك؟؟علما ان كل الثقافات والاديان بالعالم اقرت بالحداثة وقيمها واداتها الاساسية العلمانية ماعدى الدول الاسلامية؟؟ ثم تسائل آخر وانت اقمت في المانيا عدة عقود لماذا الجاليات المسلمة الوحيدة من جاليات العالم التي تقيم في الغرب ترفض التفاعل مع الثقافة الغربية والاندماج في مجتمعاتها ، لا والاكثر من ذلك تريد فرض ثقافتها المتخلفة على الغرب من خلال فرض واقع تجاوزته هذه الشعوب منذ مئات السنين بعد ان فصلت الدين عن الدولة مثل الحجاب والنقاب وعزلت هذه الجاليات نفسها في كيتوات وعزلت اطفالهم من خلال اقامة دور للحضانة ورياض الاطفال ومدارس اسلامية ومحلات غذائية اسلامية والتحايل على القوانين من خلال تعدد الزوجات عن طريق محاكم شرعية اسلامية يقودها رجال دين وتتعارض مع القيم والقوانين السائدة بالبلد وزواج المتعة والمسيار وكانهم دول في باطن هذه البلدان؟؟ماذا تعلل ذلك علما انهم يقيمون في دول عريقة بالديمقراطية وحقوق الانسان؟؟ ياتي المسيحي والبوذي واليزيدي والصابئي والشبكي والبهائي والمسلم من العراق في الغرب كلهم يندمجون ماعدى المسلم؟؟؟؟
75
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 55
|
العدد: 237419 - رد الى: عمر علي
|
2011 / 5 / 7 - 21:29 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
أجمل تحية للسيد الفاضل الصديق العزيز عمر علي. سأحاول أن أتناول ما أثرته مشكورا في تعليقك من قضايا. أبدأ بسؤالك عن دور القوى الديمقراطية العلمانية، وبالذات الليبرالية منها. التيار الليبرالي الذي تقول عنه إنه واسع، وقد يكون كذلك، ليس مشتتا فقط كما ذكرت، بل هو غير مؤطر ككيان سياسي. وإني شخصيا ومنذ سنوات أحمل همَّين، همّ ملء هذا الفراغ، بإيجاد إطار تنظيمي ذي توجه ديمقراطي علماني ليبرالي، وهمّ المشاركة - ولا أقول المبادرة - في جمع قوى وشخصيات التيار الديمقراطي العلماني، بما هو أعمّ من الليبرالي. بالنسبة للهمّ الأول فإننا مجموعة مؤمنة بهذه الرؤى جادّون في العمل كتجمع علماني عراقي الهوية يتبنى الدولة المدنية الضامنة للحريات العامة، ويسعى إلى تأسيس حركة سياسية ذات اتجاه علماني ديمقراطي ليبرالي، تؤكد على تحقيق العدالة الاجتماعية. وقد وضعنا لأنفسنا لائحة داخلية لثوابتنا، وأقررنا كثيرا من مقدمات توفير الأرضية لإيجاد هذه الحركة، وإن كنا نفتقد للإمكانات المالية. اخترنا لأنفسنا اسما، لكننا قررنا ألا نعلن عنه بشكل رسمي إعلاميا، ما لم نوفر الحد الأدنى من المقدمات. ربما أخيب ظنك بقول إننا لا نضع في مقدمة سلم أولوياتنا خوض الانتخابات، ولكننا قد نقرر خوضها إذا شخصنا توفر الأرضية والإمكانات، بل نعتبر أنفسنا مشروعا مستقبليا، نؤسس، ونحاول أن نستقطب الشباب، ولا نطمح أن نكون قادة، بل سنعطي نموذجا هو الأول من نوعه في العراق، في ألا يكون هناك من يتبوأ الموقع الأول مدى الحياة، بل سنطبق التداول والروح الجماعية المؤسساتية ونكون غاية في الدقة في استخدام الآليات الديمقراطية في عملنا. هذا جهد سيعطي ثمرته إن شاء الله، وهناك الجهد الثاني، وهو عملي شخصيا ضمن تنسيق قوى وشخصيات (التيار الديمقراطي)، وفيه الحزب الشيوعي والوطني الديمقراطي بشقيه، وفيه شخصيات ديمقراطية علمانية مستقلة. طبعا كان هناك عام 2009 مسعى آخر بذلنا تلك السنة كلها بشكل مركز من أجله، وهو (الائتلاف الديمقراطي) بمبادرة مني حينها، لكن هناك أسباب أعتذر عن ذكرها أدت إلى انفراط عقد الائتلاف. نحن نشتغل على هذين الهمَّين بجدية، وآمل أن نصل إلى ما نبتغيه. أما حول تساؤلك الثاني، حول انفراد المسلمين في عدم القدرة على الاندماج في مشروع الحداثة والتحول الديمقراطي والليبرالية وحقوق الإنسان والحريات، حيث تواجه هذه الثقافة تماما كما عبرت بـ(عنف وإصرار وراديكالية). جوابي أن المسلمين ما زالو غير متعافين من مرضِ وهـْم المقدسات والحقائق النهائية المُملاة عليهم من السماء، ووهـْم أنهم خير أمة أخرجت للناس. هذا الوهم، وهذا المرض، الذي لم يحصل إلا عبر تراكمات الموروث المنغلق، سيبقى عائقا أمام التقدم والديمقراطية والحداثة، لعله في بعض دول الأكثرية المسلمة إلى آخر القرن الحادي والعشرين. لكن هذا لا يجعلنا نيأس، ولن نتوقف عن بذل أقصى الجهد من أجل التغيير. منا من سيُكفَّر، ومنا ربما من سيُقتل، ومنا من سيُضطر إلى الهجرة، كما حصل مع المرحوم نصر حامد أبو زيد وغيره، ولكننا سنواصل، من أجل أن ننجز مشروع التحرير، تحرير الإنسان، تحرير العقل، تحرير الله، من سجن هلوسة المقدس الديني. نعم كما تفضلت الكل يندمجون في المجتمعات المتحضرة عندما يهاجرون إليها، إلا المسلمون، طبعا باستثناء من استطاع أن يملك إرادة وشجاعة أن يحرر عقله، ويهشم أوثان الدين، التي جُعِلت أندادا لله، ولو مغلفة بأصباغ عقيدة التوحيد، دون أن تعي جوهر فلسفة التوحيد، التي لا تكون إلا بتنزيه الله، والتنزيه لا يبلغ كماله إلا بنفي هلوسات الدين عنه، تألقت آيات جماله، وتنزهت صفات كماله، وأشرقت أنوار قدسه، وتسامت تجليات جلاله. الدين هو الوثن الأكبر والصنم الأعلى، والند والمنافس والمنازع لله، والعائق أمام الإنسان للسير في طريق الكدح التكاملي لتكتمل إنسانيته ويبلغ غاية رشده، ليكون بإنسانيته إلهيا، حتى لو كان ملحدا. المسلمون ما زالو يعتقدون أن الله لا شغل له سوى تحريم هذا المأكل والأمر بذلك الملبس وهدر عمر الإنسان خليفته في الأرض في طقوس وشعائر وهلوسات، دين لا يعرف أن ينتفس ويحيى من غير فريضة الجهاد، وتلوين الأرض بدماء (مجاهِدين مؤمنين)، و(مجاهـَدين كفار). دين يقتل طفولة الطفلة التي لم تشبع بعد لعبا ومرحا بتحجيبها. دين جعلنا عبر قرون نتعارك حول علي وعمر، وفاطمة وعائشة. أقول: الله أرقى وأجمل، ولكنهم نحتوا إلها مشوها، تعالى وتسامى وتنزه عن تلك التشويهات. عذرا، إذ انتقلت إلى التحليق في فضاءات عرفانياتي اللادينية، دون أن أشعر، ولكن دع شقشقاتي تهدر، لعلها وغيرها تتحول إلى تيار تغيير وتحرير، ولو بعد قرن من الزمان.
65
أعجبنى
|
التسلسل: 56
|
العدد: 237430 - سوال من قرآني
|
2011 / 5 / 7 - 22:04 التحكم: الكاتب-ة
|
موسى الدهوكي
|
سيدي العزيز:الا تعتقد ان الاحاديث النبوية التي يتداولها السنة و احاديث(المعصومين) عند الشيعة والبلوى عندكم اكبر كانت سبب البلاء الذي حل بملة الاسلام واننا لو اقتصرنا على القران وحده لتغير وجه التاريخ والحضارة؟فهما للقران هنا ليس له اي تعلق بالفهم التاريخي
72
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 57
|
العدد: 237630 - رد الى: موسى الدهوكي
|
2011 / 5 / 8 - 15:25 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
يبدو أن السيد موسى الدهوكي لم يقرأ الحوار، ولم يطلع على أي مما طرحت، فيتكلم عن (سنة) وعن (شيعة)، ثم يقول (والبلوى عندكم)، ولا أعلم ما الذي يعنيه بهذه الـ(كم) من (عندكم)، فيبدو إنه ينسبني إلى إحدى الطائفتين، ولا يعرف إني لا أنتسب، لا من قريب ولا من أبعد البعيد، لا إلى السنة ولا إلى الشيعة، فهو إذا كان يرفض - وأنا أرفض معه - التعويل على الأحاديث النبوية عن طريق السنة أو طريق الشيعة، كما يرفض - وأرفض معه - التعويل على روايات الأئمة عن طريق الشيعة، فإنني لا أعول أصلا على نص (مقدس)، بل الكتابان اللذان أعتمدهما في فهم الحياة وفهم الأشياء والحكم عليها، هما كتاب العقل، وكتاب الضمير، اللذان أودعهما الله فيّ وجعلهما نسبيين، ولكن قابلين للنمو والتكامل عبر تنمية الرشد العقلي، وتزكية النفس وتطويرها إنسانيا. مشكلتنا مع ما يسمى بالنصوص المقدسة، ومع التاريخ المقدس، والفهم المقدس، والتأويل المقدس، والتفسير المقدس، والاستنباط المقدس، والاجتهاد المقدس، والسلف المقدس، والصحابة المقدسين، والأئمة المقدسين، والمراجع المقدسة.
76
أعجبنى
|
التسلسل: 58
|
العدد: 237515 - المقاومة العراقية
|
2011 / 5 / 8 - 06:37 التحكم: الكاتب-ة
|
احمد الجبوري
|
الاسلام يقاوم الظلم الا تعتقد ان المقاومة العراقية الاسلامية انتصرت في العراق؟
71
أعجبنى
|
رد الكاتب-ة
|
التسلسل: 59
|
العدد: 237538 - كلمة أخيرة
|
2011 / 5 / 8 - 09:25 التحكم: الكاتب-ة
|
ضياء الشكرجي
|
كلمة أخيرة: لا يسعني إلا أن أكرر شكري للحوار المتمدن، كما أشكر العزيزات والأعزاء الذين شاركوا في تعليقاتهم وأسئلتهم في هذا الحوار المفتوح، الذي انطلق الأحد الماضي لينتهي صباح هذا اليوم، بعد مضي أسبوع كامل. مَثّل ربما هذا الحوار واحدة من محاولات وجهود بذلت وتبذل لحل إشكاليات تتعلق بـ: الإسلام السياسي، العلمانية، الدين، الإيمان، السياسة، الدولة المدنية، المقدس، وهْم المقدس المصادر للعقل، التفكيك بين الإيمان العقلي والدين، الحرية، الموروث، العقبات أمام التحول الديمقراطي في جزء العالم ذي الأكثرية المسلمة، التكفير المعلن والتكفير الخفي، سجون النص، الاستغراق الطقوسي، الغيبوبة في الغيب، دور التيار الديمقراطي العلماني عموما، والتيار الليبرالي خصوصا في العراق مثالا، وغيرها مما أثاره المشاركون الأعزاء في الحوار، وما حاولت إعطاء إجابات عليه. من خلال هذا الحوار قدمت رؤيتي وزبدة تجربتي في بعض جوانبهما، وهما رؤية من رؤى، وتجربة من تجارب، لهما ما لهما، وعليهما ما عليهما، ويبقى كل شيء سيما في مثل هذه الأمور يتحرك في عالم الإنسان في إطار النسبية، ونبقى نحتاج في مجتمعاتنا إلى حركة تحريرية واسعة، تهدف إلى تحرير الداخل، تحرير العقل الشرقِسلامي، إذ لا يكون التحرر ممكنا من الديكتاتوريات، سواء المباشرة، أو الديكتاتوريات المُتـَـدَمْقـْرِطة، ما لم نحرر دواخلنا وعقولنا، ونعتمد نسبية المعارف وتعددية الحقائق. أكرر تحياتي ومحبتي واحترامي. ..
55
أعجبنى
|