أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلاميين والدينيين، نجحوا في إشاعة أن العلمانية تعني مناوءة الدين / ضياء الشكرجي - أرشيف التعليقات - رد الى: سرمد الجراح - ضياء الشكرجي










رد الى: سرمد الجراح - ضياء الشكرجي

- رد الى: سرمد الجراح
العدد: 237065
ضياء الشكرجي 2011 / 5 / 6 - 12:10
التحكم: الكاتب-ة

أكرر تحياتي للسيد سرمد الجراح، وأحب أن أشكره جدا، لأنه أثار موضوعا مهما، رغم اختلافي مع وجهة نظره كما سأبين، ولكن لكون ما أثاره يمثل طريقة تفكير ليست نادرة الوجود، ومن هنا تكتسب أهميتها، ولذا لا بد من توضيح موقفي من هذا الموضوع.
أبدأ بالطريقين اللذين طرحهما للإصلاح السياسي:
الأول يسميه الإصلاح من الداخل، ويعني كمثال، «استمراري في العمل السياسي ضمن حزب الدعوة - أعاذني الله -، لاستغلال موارده وشعبيته، وتكوين حلفاء من داخله، إلى أن تحين الفرصة المناسبة للتغيير والتجديد»، ويعتبر هذا الأسلوب هو العمل السياسي. هذا يكون ربما - و(ربما) كبيرة ومشروطة - صحيحا من زاوية فهم للسياسة، لكن فهمي للسياسة يختلف، وسأبين ذلك.
قبل أن أفصّل، أذكر أن بعض الأشخاص سبق وعاتبوني على خروجي من حزب الدعوة عام 2006، وطرحوا شيئا مشابها لما ذكره العزيز السيد سرمد الجراح. جوابي كان إن اختلافي مع حزب الدعوة لم يكن اختلافا تنظيميا، بل بدأ سياسيا، وانتهى فكريا، فوجودي داخل حزب إسلامي، كالمطالبة من السمكة أن تعيش في الهواء الطلق خارج الماء، أو من العصفور أن يعيش غائصا في الماء، أو محبوسا في قفص، حتى لو كان من ذهب وزمرد. بالعكس إني أشعر بالحرج الكبير والخجل والندم ولوم الذات، لكوني لم أتخذ هذه الخطوة قبل هذا الوقت. ولم يتوقف الأمر عند الاختلاف الفكري مع الدعوة، بل إني أعتبر حزب الدعوة مسؤولا عن الكثير من الكوارث التي حلت بالعراق، مسؤولية مباشرة، أو مشاركةً، أو انجرافاً، أو سكوتاً، أو تستراً، وأعني هنا تسييس الدين، تسييس المرجعية، الطائفية السياسية، المحاصصة، وضع غير اللائق وغير الكفوء وغير النزيه في المواقع الخطيرة للمسؤولية، التضييق على الحريات، الفساد المالي والإداري، إهمال هموم المواطن، إهمال الخدمات، إلى آخر القائمة التي تطول. كان بإمكاني أن أبقى في حزب الدعوة، لو كان بمقدوري أن أتخلى عن احترام نفسي.
صحيح تماما ما تقوله عزيزي، «الليبراليون في العراق كواقع لا يشكلون نسبة مؤثرة، وغير منظمين ...»، أما كون «غالبية الشعب منقادين وراء التوجه الديني»، فربما صحيح، لكن هناك مؤشرات تحول، ومخاضات ولادة وعي جديد، وإن طال أمدها. ثم حتى لو كانت الغالبية مع الإسلام السياسي، والقوى العلمانية عموما، والليبرالية خصوصا، تمثل الأقلية، وهي كذلك، فسأبقى ضمن تيار الأقلية، لأكون منسجما مع نفسي، وصادقا مع الناس، ووفيا لمبادئي. وهذا لا يعني مجانبة الواقع والواقعية، بل هو طموح وتطلع إلى المستقبل، نعم أنا أنتمي إلى أولئك السياسيين الذين يشتغلون على مشروع سياسي للمستقبل، ويتطلعون إلى أن يقود هذا المشروع الشباب، وليس جيلنا الذي أصبح معظم أفراده expire، مهما حملوا من أفكار جميلة وحديثة. لا تتصور إني مثالي غير واقعي، دون أن أنفي كليا إصابتي بداء المثالية، لكنه داء أحبه، وهو صورة المستقبل التي لن تبقى في فضاء المثال، بل ستتحول واقعا، وتحتاج اليوم إلى من يبذر بذورها، فأدعو الله أن يوفقني لكي أكون واحدا من أولئك الزرّاع لحقل المستقبل.
أما حَلـُّك الذي طرحته في إنشاء حزب ديمقراطي إسلامي علماني، فهذا كان توجهي، وكنت مؤمنا به، فبعد أن خلعت آخر قميص لي من لباس الإسلام السياسي، وأعلنت بفخر واعتزاز استقالتي من حزب الدعوة، أسست ما أسميته عام 2006 بـ(تجمع الديمقراطيين الإسلاميين)، لكن سرعان ما انتبهت إلى أن ذلك يمثل لوثة من لوثات ملابس الإسلام السياسي علقت بلباسي العلماني الجديد، فسارعت إلى إزالة تلك البقعة. أما الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أورپا فهي مسيحية بالاسم، وأنا لا أوافقها على الإبقاء على هذه التسمية، بل آن الأوان لتعلن وفاءها للعلمانية وتغير اسمها؛ إذن كيف أقلد من أختلف معه في هذه المفردة الأساسية، وليست الهامشية.
أما دعم المرجعيات الدينية المؤمنة بهذا التوجه (الديمقراطي الإسلامي العلماني)، ومباركتها لمشروع سياسي أنا أتبناه أو أكون فيه، فهذا يناقض مبدأ كنت أتبناه حتى عندما كنت إسلامي الانتماء وديمُقراطِسلامي الفكر السياسي، ولي مبرراتي ومخاوفي، فكيف أزاول ذلك الآن؟ إني أريد أن تبتعد المرجعيات الدينية، حتى المؤمنة بالدولة المدنية الديمقراطية، كليا عن إقحام نفسها في السياسة، لأن هذا يكرس مبدأ الدمج بين السياسة والدين، وعقيدتي السياسية هي الفصل التام والحاسم والنهائي بينهما. نعم أتمنى من واحد من هؤلاء أن يخرج إلى الناس، ويقول السياسة ليست شأني، بل شأن أهل الاختصاص، أو يقول إن لي اهتمامي بالسياسة، لا من موقع كوني مرجعا، بل كإنسان وكمواطن، وآرائي السياسية ليست واجبة الطاعة من الناحية الدينية.
دعني أعترف لك بنقطة ضعف أساسية عندي، هي نفسها نقطة قوتي الأساسية:
الـــــــــصـِّــــــــدق.
نعم، الصدق. لا يعني هذا أن يكون الصادق غير مستحضر للحكمة، كما ولا أعني بالحكمة، تلك التي تبرر وتجمل لـ(الحكيم) الكذب، الذي هو قبح محض، بل الحكمة التي تستلزم فهم الواقع ومراعاته دون الاستسلام له والانبطاح أمامه عند تشخيص فساده، وتستلزم السكوت عن بعض ما لا ينبغي قوله، فليس كل ما يُعرف يقال، وليس كل ما يُعتقد به يقال. ولو إني تجاوزت بعض الخطوط الحمراء في هذا الحوار المفتوح، لكني من النوع الذي يرمي ببصره إلى الأفق ليستشرف الغد، ولا يستغرق في ظلام اليوم، لكن دون أن يحلق طوبائيا في أحلام الغد، دون أن يعيش واقعية اليوم.
منذ سنوات طويلة قلتها، وما زلت أقولها، صدقني، وسنثبت صحة هذه المقولة، (الصدق) هو رأس مال السياسة والسياسي، وهو سر النجاح، والسياسة هنا تشبه التجارة إلى حد كبير، مع الفارق، كونها رسالة إنسانية ورسالة وطنية وليست مهنة تمتهن للارتزاق، هي من جهة مثل التجارة، من حيث أن التاجر النزيه والصادق سيربح المستقبل، بينما التاجر الغشاش والمحتال والمراوغ يربح الحاضر وبسرعة، لكنه سرعان ما سيعلن إفلاسه.
نحن مجموعة نعمل اليوم على مثل هذا المشروع، لا يريد أحد منا قيادة أو زعامة أو شهرة، نريد مشروعا للمستقبل، وقد حققنا خطوات لا بأس بها، ونحن مستمرون بتأن وعدم استعجال، لكن دون المبالغة بالتباطؤ. صحيح نفتقد إلى الإمكانات، لكننا نؤمن بمشروعنا، ونؤمن أننا سنحقق شيئا مهما، سنعطي درسا كيف نعمل كفريق؛ ليس لدينا قائد مدى الحياة، كما هو الحال حتى مع أحزاب يفترض بها أنها ديمقراطية وعلمانية، ويفترض ببعضها أنها ليبرالية. تقبل تحياتي وشكري.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلاميين والدينيين، نجحوا في إشاعة أن العلمانية تعني مناوءة الدين / ضياء الشكرجي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - -قانون غزو لاهاي- بلطجة أمريكية بامتياز!! / سماك العبوشي
- الإوزة الذهبية / رامي الابراهيم
- توازن الثبات والإرادة المستديرة/ شعوب الجبوري - ت: من الألما ... / أكد الجبوري
- كما لو أنها / بلقيس خالد
- ترحب دولي بقرار الجنائية الدولية -باعتقال نتنياهو وغالانت- / سري القدوة
- بِطاقةٌ حمَّالةٌ للقَهَر / علي الجنابي


المزيد..... - كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلاميين والدينيين، نجحوا في إشاعة أن العلمانية تعني مناوءة الدين / ضياء الشكرجي - أرشيف التعليقات - رد الى: سرمد الجراح - ضياء الشكرجي