|
رد الى: ليندا كبرييل - ضياء الشكرجي
- رد الى: ليندا كبرييل
|
العدد: 237027
|
ضياء الشكرجي
|
2011 / 5 / 6 - 09:37 التحكم: الكاتب-ة
|
سيدتي العزيزة ليندا كبرييل، لكِ تحياتي واحترامي. أولا أعتذر لكِ ولكل العزيزات والأعزاء الذين لم أجب على تعليقاتهم على مقالات سابقة لي. فوقتي صدقيني مزدحم، لكني هذه المرة ملتزم بالإجابة، والفضل لـ(الحوار المتمدن) في إطلاق هذا الحوار المفتوح، والذي التزمت به لأسبوع كامل، فكانت سعادة اللقاء معكم، ففي الحوار متعة وفائدة وجميل تواصل. حول تعليقكِ على مقالة (مصانع الإرهاب: الجهل الفقر الدين)، وقولكِ أنكِ ستختلفين معي بقولي: الدين المُتسيِّس والمُخرِّف والمُنغلِـق والمُنغلـَق عليه، لكونكِ تعتبرين جميع المدارس الإسلامية تلتقي في تقسيم العالم إلى فسطاطين - الكفر والإيمان -، والدين الإسلامي يحمل بذور السياسة منذ نشأته، وليس مُسيَّسا، إلى آخر ما ذهبتِ إليه؛ هنا اسمحي لي أن أبين لكِ رأيي في هذا الموضوع، الذي لا أختلف معكِ فيه من زاوية، ولكن أختلف من زاوية أخرى. إني أميّز بين الدين فيما هو كما هو، وبين صور الفهم الديني، وصور الممارسة الدينية، المتعدد والمتنوع كل منهما. وهنا دعيني أنطلق من فرضيتين، بقطع النظر عما أتبناه من قناعة. الفرضية الأولى إن الدين إلهي المصدر، وعندما يكون إلهيا، يستحيل أن يكون منغلقا وخرافيا وباعثا للكراهة والعداوة بين الناس، ومقسما الواقع إلى ثنائية (أسود/أبيض) أو (أبيض/أسود)، ولكن الناس أي حملة الدين أو لنقل بعضهم - والبعض قد يكون الأكثرية، أو قد يكون الأقلية، أو قد يكون النصف - قد فهموه ومارسوه على نحو خرافي وكراهوي وعدائي ومنغلق ومتطرف، وهناك بعض آخر فهمه على نحو آخر. الفرضية الثانية، الدين هو الذي يحمل كل بذور الخرافة والعداوة والتكفير والإرهاب، وبالتالي يستحيل أن يكون هذا الدين إلهي المصدر، لكن الناس، ومنهم طيبون وصادقون صدّقوا لأي سبب - والأسباب كثيرة - بأنه دين الله، والذي تكون لديه منهم نزعة إنسانية وميل للاعتدال ويتحلى بالعقلانية، فسيفهم ويمارس الدين وفقا لنزعته الإنسانية والعقلانية، وعندما يصطدم بما لا يتفق مع إنسانيته وعقلانيته، إما سيحاول تأويله إلى ما يتفق مع ذلك، خاصة إذا وجد نصوصا أخرى تسمح له بهذا التأويل، أو يعيش الاستغراق في النهج التبريري، أو يعطل عقله في تلك القضية بالذات، أو يعيش أزمات وتجاذبات داخلية طوال حياته، أو لحين حسمه للموقف الذي يتحقق فيه انسجامه مع نفسه، وكثير منهم غير مطلعين تفصيليا على دينهم. صحيح إن الإسلام (مُتسيِّس)، من أجل ألا قول مُسيَّس، لكن الانغلاق والخرافة والتعصب، موجود كل ذلك بدرجة أو بأخرى في كل الأديان، ومن هنا اعتمدت عقيدة التنزيه، تنزيها لله تألقت آيات جماله عن جُلّ ما نسبت إليه كل الأديان. أقول (جُلّ)، لأن بعض ما نسبت إليه الأديان صحيح وجميل، وأقول (كُلّ)، لأن ليس من دين إلا ونسب إلى الله ما لا يليق بجماله وجلاله وكماله وحكمته وعدله ورحمته. ثم فقهاء الإسلام مختلفون حتى في قضية ان الإسلام سياسي بالضرورة. فمنهم من قال بالدولة المدنية أو الدولة الإنسانية أو حتى الدولة العلمانية، وترك التدين خيارا حرا يدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، دون إكراه، ولا إحراج للآخر، ولا انغلاق تجاهه، ومنهم علماء دين معروفون. بل منهم، وهؤلاء موجودون في الإسلام الشيعي، من يحرم السياسة والعمل السياسي الإسلامي، لانه يعتقد بأنه شأن المعصوم حصرا، وحيث إن المعصوم غير موجود، فلا أحد يحق له إقامة دولة إسلامية أو الدعوة لها، حتى قدوم المهدي المنتظر. وهذه الفكرة موجودة في عقائد فرقة من اليهود الأرثذوكس الذي يقولون بعدم شرعية دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، لأن هذا يمثل مهمة المخلِّص المنتظر حصرا. بقطع النظر عن صحة أو خرافية هذه العقيدة، أقول ليس هناك موقف موحد. لكن الإسلام بشكل خاص هو أكثر الأديان تسيُّسا، أي إنه متسيِّس ذاتا، وليس مسيَّسا من الخارج. فيما يتعلق بثلاثي (الفقر، الجهل، الدين) في مقالتي التي أشرتِ إليها، فهذه عوامل (يمكن) ولا (يجب) أن تكون مصنعا للإرهاب، ولا أقل للتطرف، الذي هو مقدمة الإرهاب، أو لا أقل للتشدد، الذي هو مقدمة التطرف. نعم الاحتمال لإنتاج الإرهاب يكون أكبر إذا تضافر عاملان من الثلاثة، ويكبر الاحتمال عندما تتضافر الثلاثة سوية. وهذا لا يعني أنه أينما وجد الفقر، وجد الإرهاب، وأينما وجد الجهل، وجد الإرهاب، لا أبدا، بل هما عاملان مساعدان على نحو الإمكان. كما يجب القول تحليا بالموضوعية التي تتطلب إنصاف الآخر المغاير، أنه لا يعني هذا أنه أينما وجد الدين، أو أينما وجد التدين، لاسيما التدين بدين الإسلام على وجه الخصوص، وجد الإرهاب. صحيح ما تذهبين إليه، فالإيديولوجية الحاضنة لبذور الإرهاب هي العامل الأول والأساسي. فكثير من المتدينين يمقتون الإرهاب والعنف والتطرف، ويعتقدون جازمين أن دينهم يرفض كل ذلك، بل هو دين إنساني وعقلاني وسمح ومسالم. لا يصح أن نستعدي هؤلاء، بقول إنكم أيها المتدينون كلكم بلا استثناء سيئون، وكلكم شياطين، فنكون قد وقعنا فيما يقع فيه الكثير من المتدينين مما لا نقبله، باعتبار كل العلمانيين، أو كل اللادينيين، سيئين، شريرين، شيطانيين، كفارا، فسقة، فجرة، يستحقون القتل في الدنيا، والخلود في نار جهنم في الآخرة.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلاميين والدينيين، نجحوا في إشاعة أن العلمانية تعني مناوءة الدين / ضياء الشكرجي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
-قانون غزو لاهاي- بلطجة أمريكية بامتياز!!
/ سماك العبوشي
-
الإوزة الذهبية
/ رامي الابراهيم
-
توازن الثبات والإرادة المستديرة/ شعوب الجبوري - ت: من الألما
...
/ أكد الجبوري
-
كما لو أنها
/ بلقيس خالد
-
ترحب دولي بقرار الجنائية الدولية -باعتقال نتنياهو وغالانت-
/ سري القدوة
-
بِطاقةٌ حمَّالةٌ للقَهَر
/ علي الجنابي
المزيد.....
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
المزيد.....
|