دين لاديني ناف للأديان ومتصالح معها 5
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن
-
العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 18:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في هذه الحلقة الإضافية أنشر عددا من التقييمات التي وردتني للمحاضرة:
د. سعد محمد عثمان: محاضرة قيمة تحياتى للأستاذ ضياء، ذكرني بجان پول سارتر وسيمون دى بوڤار، كنت أحضر محاضراتهما فى پاريس عن الوجود والعدم، قريب مما طرحه الشكرجى.
الصحفي صباح اللامي: قد يشعر المصغي لمحاضرة الأستاذ ضياء الشكرچي، أنها من جنس الكلام الذي انشغل به الفلاسفة على مدى تاريخ الحضارات العالمية، وأنها لا جدوى لها في واقعنا العراقي الحالي، إلا أنني أجد أنها (ضرورة) لإحداث صدمة في نطاق مناقشة مسار الدين كصانع لأخلاقيات مجتمعية لا كمدمّر لها، وبالتالي فإن أية مناقشة في هذا السياق، إنما تنطوي على جزء من فعالية الحاجة إلى هزّ شجرة الحياة الدينية في مجتمعاتنا العربية بأسرها، لا في العراق وحده. لذا أجدّد احترامي للمجلس الثقافي العراقي، وأسجل إعجابي بشجاعة الأستاذ الشكرجي.
مناضل كاظم: أنا حضرت المحاضره كلها، كانت موسوعية حرة وشفافة، بحيث تتناول كل الرؤى التي تناولها التنويريون في القرن السابع عشر، إضافه إلى الحجج الواقعية لنقد النص القرآني، التي تثبت بشرية الدين بالكامل. أما موضوع تأثيرها من عدمه، فلم يحن الوقت لكي تكون أفكارا شائعة، لعزوف العرب تقريبا عن المطالعة والقراءة.
وفاء الزيادي: محاضرة رائعة بينت بصورة واضحة وجلية ماذا يعني إيمانك بالله بدون دين أو أديان، مع احترامك لهذه الأديان ودعوتك للعلمانية. هناك ملاحظة طرحها الدكتور جعفر المظفر قال قد يكون الدين ضرورة لكبح جماح العوام وفرض القيم والأخلاق عليهم، ومن وجهة نظري لم أجد للدين ذلك التأثير على التزام العوام بالأخلاق، بدليل هنا في العراق معظم عامة الشيعة يؤمنون بالدين والتشيع والأئمة المعصومين ويسمعون محاضرات رجال الدين والروزخونية عن الأخلاق والصدق والأمانة والنظافة، ولكنك على أرض الواقع تجد الفساد والسرقة والقتل والإجرام ترتكب من قبل كبار رجال الأحزاب الدينية ورجال الدين، فهل قتل 795 متظاهر من الشباب وجرح 32 ألف آخرين يدل على الرحمة والإنسانية، دع عنك العامة من الشيعة الذين يسيرون بعدة ملايين في زيارة الأربعين، كيف انتشرت بينهم الجرائم والسرقة والغش والتزوير ونقض العهود والدجل، ولم يردعهم الدين والمذهب عن كل هذه الموبقات.
أحمد إبراهيم علي: للأسف وبسبب التزامي بموعد مسبق لم أشارك في متابعة المحاضرة، وها أنا قد انتهيت من سماعها، وسأسمعها مرة أخرى، ففيها الكثير من الأفكار التي تستحق التمعن والمجادلة العقلية. بعض الحوارات التي جرت ابتعدت بدرجة ما عن مضمون المحاضرة، وزحفت إلى ذلك المستوى من الحوارات الدائمة في الشأن اليومي لحياتنا. الكلمة الأخيرة للصحفي صباح اللامي كانت هي الخاتمه الجميلة، حيث التقط بعناية جوهر ما أرادته المحاضرة من أفكار فلسفية، كما لو إنها استمرار لفلسفة التنوير التي أعقبت الثورة الصناعية، دمت بخير.
تحسين الشيخلي (المقطع الأول من مقالته بعنوان "مؤمنون بلا دين"): استمعت مساء الثلاثاء إلى محاضرة للأستاذ ضياء الشكرجي على منصة المجلس الثقافي العراقي بعنوان (دين لاديني). عرض فيها الأستاذ الشكرجي مفهومه لدين اللادين والذي يعني الإيمان بدون هوية دينية، أي إن صاحبه يؤمن بالله، ولكن أي (الله)؟ هو ليس الله الذي تعرضه الأديان السماوية وتنسب له كتبها. إنه الله الذي يسوّغه له عقله بعيدا عن كل الصور النمطية التي تصورها لنا الأديان المعروفة. وبما أنه من صنع عقل الفرد، فهو بيس مشاعا أو مشتركا مع الآخرين، فلكل فرد يؤمن بهذا الدين (إلهه) الذي يصوغه عقله، يرسم ويحدد صلته به بالطريقة التي تناسبه. هو ليس ملحدا بشكل كامل، لأنه يؤمن بوجود الله، في حين الإلحاد هو كفر بالإله، وليس لاأدريا، لأن اللاأدري هو الشخص الذي لا يؤمن ولا يكفر بالذات الإلهية. هو (مؤمن) بدون هوية دينية معروفة. أثارت المحاضرة الكثير من النقاش الموضوعي بين من هو مخالف في الرأي وآخر متفق معه، وغيرهم ممن ناقش الموضوع بجوانبه الفلسفية والدينية والتاريخية.
الناصر دريد: مما سمعته من الثلث الأول كان طرحا رائعا وجميلا، وفعلا تجاوزت بكثير كل ما يطرح في وقتنا، وذكرتنا بفترة مزدهرة، عندما كنا نسمع طروحات جدية وعميقة عربيا في الخمسينات والستينات، وحتى السبعينات، واختفت هذه الطروحات للأسف مع الثمانينات، وأصبحنا ننظر للأمور بواقعية أكثر من اللازم إذا صح التعبير.