حرب التجويع لأهل غزة
ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 15:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلنا شهود على ما يحصل لشعب فلسطين في غزة، فمجرم الحرب نتنياهو وبدعم غير مشروط من زعيم العالم المعتوه ترامپ، يشن حرب تجويع مروعة ضد مليوني إنسان فلسطيني في غزة، من أطفال ونساء ورجال، وليس من رد فعل من العالم الحر، سوى بيانات وتصريحات الإدانة، وكثير منها لا يرتفع حتى إلى مستوى الإدانة، بل يكتفي بالنقد الخجول، لأن من هذه الدول ما ترى نفسها محرجة أمام الضمير الإنساني في وقوفها اللامشروط مع إسرائيل. فلا الإدانات ولا التبرعات أصبحت كافية، ونحن نشهد موت الأطفال الفلسطينين جوعا، بعدما لم يبق منهم إلا الجلد اللصيق بالهيكل العظمي، وعينان محدقتان تصرخ في الضمير الإنساني، ولا مجيب.
لست من دعاة إبادة إسرائيل، ولست مع الحرب بأي حال من الأحوال، لكني أقول، لو كان العالم الحر يملك ضميرا إنسانيا، ويتحمل مسؤوليته التاريخية حقا في هذه اللحظة الاختبارية التاريخية، لوقف كل العالم الغربي، ومعه كل الدول العربية، مع عدم السماح للنظام الإيراني المجرم بالمشاركة في الإجراءات الأممية الرادعة ضد إسرائيل. وهذا ما يجب أن يكون وفق الخطوات الآتية:
1. وقف تسليح إسرائيل بشكل تام، ومن قبل جميع دول التسليح لإسرائيل.
2. تجريم الدول التي تستمر بتسليح إسرائيل وعزلها وفرض العقوبات عليها.
3. اتخاذ قرار أممي بتجريم إسرائيل، والحيلولة دون استخدام أمريكا لحق النقض في هذا القرار.
4. اتخاذ قرار بالعقوبات الاقتصادية الموجعة ضد إسرائيل.
5. القيام بحملة عسكرية عالمية من قبل كل الدول الحرة، حتى وضع حد للجيش الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها ضد شعب غزة، في حرب خاطفة، يجنب فيها المدنيون بأقصى الممكن أن يكونوا ضحاياها.
6. إسقاط حكومة نتنياهو بقرار دولي عبر الوسائل الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.
7. فرض الوصاية الأممية على إسرائيل وتنصيب حكومة من الإسرائليليين (اليهود) العلمانيين والمؤمنين بتعايش بسلام مع الفلسطينيين، ومع المسلمين والمسيحيين.
8. إجبار إسرائيل على الرجوع إلى حدود 1967، ولا نقول إلى حدود 1948.
9. القضاء كليا على منظمة حماس الإرهابية، وسد كل الطرق أمامها لإعادة تنظيم نفسها.
10. القضاء المبرم على ما تبقى من حزب الله اللبناني.
11. القضاء على الحوثيين في اليمن وتنصيب حكومة طوارئ يمنية من القوى الديمقراطية في اليمن.
12. الضرب بيد فولاذية ضربة قاضية قضاءً مبرحا على الميليشيات الولائية في العراق.
13. الاعتراف بدولة فلسطين وفرض الوصاية الأممية عليها بتشكيل حكومة طوارئ فلسطينية ديمقراطية علمانية.
14. العمل على جعل الدولتين الإسرئيلية والفلسطينية دولتين ديمقراطيتين علمانيتين، يكون فيها تأسيس حزب ديني، إسلاميا كان، أو يهوديا، محظورا حظرا تاما، كما تشرع فيهما قوانين صارمة بتجريم كل من يروج لقافة الكراهة، إن ضد اليهود، أو ضد الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين.
15. إلزام الدولتين أن تكون بينهما معاهدة سلام بل معاهدة صداقة وتعاون، يسري مفعولها إلى نهاية القرن الحادي والعشرين، وبإشراف أممي.
16. إشراف الأمم المتحدة بشكل مستدام على أداء الدولتين، والتزام كل منهما ببنود معاهدة الصداقة والسلام.
17. في مرحلة لاحقة يصار إلى توحيدهما في إطار دولة كونفيدرالية، تتحول عبر خطة مرحلية إلى دولة فيدرالية، تقوم أقاليمها الاتحادية على أساس الجغرافيا، وليس على أساس الدين أو القومية.
18. لا تسمى هذه الدولة الاتحادية لا باسم إسرائيل، ولا باسم فلسطين، بل ربما يكون اسمها (جمهورية الشرق الأاوسط الاتحادية)، لكن من حق بعض أقاليمها أن تحمل اسم فلسطين، أو اسم إسرائيل، مثلا إقليم إسرائيل الشمالي، أو إقليم فلسطين الجنوبي، أو أي شيء من هذا القبيل.
لكن العاجل من كل ما طرحته، ولو يبدو غير واقعي، بل هو أقرب إلى الخيال حاليا؛ العاجل من كل ذلك هو وجوب العمل الجاد والعاجل، ذلك بكل الوسائل المتاحة، من أجل وضع حد لحرب التجويع، بوصفها حرب إبادة بطيئة موجعة لشعب غزة. فهذا لا يقبل التأجيل بأي حال من الأحوال، حتى لو كان التأجيل ليوم أو بضعة أيام.
نحن – وأعني أنا ومن يفكر مثلي – لسنا ضد اليهود كأتباع دين بأي حال من الأحوال، لكننا ضد اليهود الراديكاليين العنصريين الذين يفرحون بإبادة كل فلسطيني، وكل عربي، وكل مسلم. كما إننا لسنا ضد المسلمين، لكننا ضد الإسلاميين، وضد المسلمين المتشددين الكارهين لليهود، والمتمنين إبادتهم جميعا.
أصبحنا نحن مواطني كوكب الأرض، وقد أنهينا الربع الأول من قرننا الحادي والعشرين، أحوج ما نكون إلى عالم ديمقراطي علماني إنساني عقلاني، لا يقوم على أساس التمييز بسبب الدين أو القومية أو الجذر التاريخي، ليكون الإنسان هو الذي يمثل القيمة العليا، حريته تعلو كل شيء، وكذلك كرامته وعيشه الكريم، والمساوة بين أفراده ومجموعاته. أم أسنستقبل القرن الثاني والعشرين، ونحن بني الإنسان، لمّا نبلغ بعد سن الرشد؛ رشد العقل، ورشد الإنسانية؟