|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: ضياء الشكرجي |
الطاقة الذكية الأزلية بين العلم والفلسفة 2/4
أما أنا وتكملة لما مر، أتصور الله طاقة، ولكونه طاقة، وليس مادة، فهو لا يُؤيَّن ولا يُحيَّز، غني عن المكان والزمان، فوق المكان والزمان. ما هو الله هذا الذي أؤمن ومن مثلي به؟ كيف نستطيع أن نتصوره؟ حتى نتحدث عنه بلغة علمية؟ أو على الأقل بما لا يتقاطع مع العلم؟ أقول هو طاقة ذكية أزلية، طبعا هي واعية مريدة عليمة حكيمة، وهي مخططة، مصممة، والأهم عندي كما توصلت مؤخرا هي مبرمجة. ومن أجل توضيح الفكرة، أقول عندما حصل الانفجار الكبير قبل 17.3 مليارد سنة، كانت هناك قبل الانفجار ما يمكن تسميته بمادة أو بذرة الانفجار الأول، والي كانت أصغر من الذرة بمليون مرة، وكان الكون كله مكثفا فيها، وفجأة انفجرت وكان ما كان وتكوّن ما تكوّن وتطوّر ما تطوّر. لكن ماذا كان يا ترى قبل الانفجار الأول، هل لا شيء؟ وبالتالي كان الخالق عاطلا عن العمل؟ شخصيا أعتقد جازما أنه بالتأكيد هناك هناك قبل كوننا أكوان وأكوان، ولو إن هناك فرضية بأزلية الكون، وهذا لا يتعارض مع أزلية ووحدانية الله ، بل هو من ضروراته، لأن الله مذ كان، أي منذ الأزل هو خالق وقدير وفاعل غير عاطل، ولذا فإن القول بأزلية الكون لا يتعارض مع وحانية الله، التي فهمتها بعض مدارس الكلام، أنه وحده الأزلي لا أزلي سواه، وبالتالي فالقول بأزلية الكون ينقض مبدأ التوحيد، بجعله الكون شريكا لله في أزليته. هذه الشبهة حصلت عندهم بتقديري من خلال عدم التمييز بين الكون أو لنقل الكؤون أي أن يكون دائما ثمة ما كان ويكون، وبين أزلية كل مفردة من مفردات الكون، مما يجعل تلك المفردة بشكل خاص شريكا لله في أزليته وليس الكؤون كمصدر لفعل (كان يكون: كونا، كؤونا، كينونة، كيانا). نعود إلى كوننا هذا، فعندما انفجر، وكان ما كان، وتكوّن ما تكوَن، وضع المصمم الأول، أو الطاقة الذكية الأزلية بَرْمَجَةً لتطور الكون، ولتحولاته، حيث يمكن أن نتصور بذرة الكون تلك، كالكومپيوتر الذي يبرمج، ونحن اليوم نتكلم اليوم عن الذكاء الصناعي (atrifical intelligence)، الذي نتوقع في المستقبل غير البعيد أن يكون عليم بما يكاد يكون كل شيء، يفترض ألا تكون فكرة الذكاء الأزلي الأعلى صعبة التصور علينا. هذه الطاقة إذن أو الله هو خالق أولي، ومبرمج، دون أن يكون شبيها كليا بالذكاء الصناعي، لأنه قائم بذاته وكائن بذاته، هو المصمم والمبرمج، وهو الطاقة الأولى الأزلية واجبة الكؤون، الذي خلق تلك الكتلة، التي هي أصغر من حجم الذرة بمليون مرة، حيث كان الكون كله مكثفا فيها، فانفجرت انفجارا مبرمجا، حيث وضعت الطاقة الأزلية الخالقة لهذه الكتلة فيها برنامجا تفصيليا لكل التحولات، شبيها بكومبيرتر مبرمج برمجة دقيقة، ومزودا بكل ما يحتاجه من معلومات وقوانين. إذن الله هو الطاقة الأولى، أو الذكاء الأعلى حسب ميشيو كاكو.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |