أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلاميين والدينيين، نجحوا في إشاعة أن العلمانية تعني مناوءة الدين / ضياء الشكرجي - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الرحمان بن ملجم - ضياء الشكرجي










رد الى: عبد الرحمان بن ملجم - ضياء الشكرجي

- رد الى: عبد الرحمان بن ملجم
العدد: 236856
ضياء الشكرجي 2011 / 5 / 5 - 16:12
التحكم: الكاتب-ة

تحياتي للسيد عبد الرحمان.
يؤسفني أن أقول مع كل احترامي أني لا أتفق معك أن أورپا تدعي العلمانية، لكنها في الحقيقة مسيحية يهودية. ربما يكون للدين تأثير عند الأمريكان، لكن الأورپيين تجاوزوا هذه المسألة بشكل كبير. أثناء الفترة التي عشتها في ألمانيا، حصل عندما انتخب ڠيرهارد شرويدر (Gerhard Schröder) مستشارا لألمانيا أسقط من القسم عبارة «ما أعانني الله على ذلك»، وتبعه في ذلك الكثير من الوزراء، مثل تريتين من حزب الخضر وغيره، ولم يستنكر ذلك منه وممن سار على منواله أحد. هناك كم هائل من قوانين تتعارض مع توجهات الكنيسة؛ على سبيل المثال، وفي ألمانيا أيضا، عندما نوقش - على ما أتذكر في التسعينيات - قانون الإجهاض، ثم أقر، كانت هناك وزيرة شابة من الحزب الديمقراطي المسيحي، لعلها كانت أصغر وزيرة في تاريخ ألمانيا، وكانت حينها وزيرة الأسرة، لم تصوت هذه الوزيرة للقانون، لأنه يتعارض مع عقيدتها كمسيحية متدينة، ولكن كانت هذه حالة مفردة، ولا تمثل ظاهرة. المستشار الألماني مثلا، ومن أجل أن يكون مقبولا شعبيا ثم ينتخب، لا يجب أن يكون معروفا عنه ارتياده للكنيسة كما هو الحال مع أمريكا. نعم هناك ازدواجية في التعاطي مع اليهود واليهودية، وهذا لا علاقة له بلاعلمانية ألمانيا أو عموم أورپا، بل بسبب إسرائيل، وبسبب الوزر التاريخي الذي تتحمله ألمانيا على وجه الخصوص، بسبب مجازر هتلر، وما يسمى بالعداء للسامية. هذه ازدواجية أدينها شخصيا، لأني كعلماني، وليس كمسلم أو كعربي لا أنسجم مع قيام دولة على أساس ديني، خاصة وإن إسرائيل تطالب الفلسطينيين وبوقاحة أن يعترفوا بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. أما كون كتاب الأورپيين وفلاسفتهم مسيحيين ويهودا، فهذا غير دقيق، فإنك اليوم، ولا أتحدث عن عصور مضت، تجد الكتابات اللادينية، بل والإلحادية أكثر بكثير مما تجده من كتب دينية، أقول هذا مع إني ناقد للإلحاد وناقد للدينية، لكني مؤمن بحرية الدين وحرية الإلحاد على حد سواء. أما قضية منع فرنسا للحجاب، فهذا قرار فرنسي، ولا يعمم على كل أورپا. ثم هم لم يمنعوا الحجاب إلا في المدارس، إلا إنهم - صحيح - منعوا النقاب - وليس الحجاب - بشكل تام. ألمانيا منعت أيضا استخدام الصليب في صفوف المدارس، بعدما كان استخدام الصليب منتشرا في المناطق الكاثوليكية في جنوب ألمانيا. واعذرني إذ لا أتفق معك في كون الحجاب مظهرا للزينة؛ نعم أصبحت الكثير من الفتيات اللاتي يتحجبن إما نزولا عند رغبة أهاليهن، أو بسبب الضغوطات الاجتماعية، أو لأنهن يعتقدن أن المطلوب منهن شرعا - كمتدينات تدينا محدودا - هو تغطية الرأس، فيلبسن ملابس لا تنسجم مع الجوهر الديني للحجاب وفلسفته الدينية، فيحولن الحجاب إلى عنصر زينة، بل أحيانا إلى عنصر إثارة. أما القرع أو القشرة، فلا أظن إن ذلك مبرر لتغطية الرأس بالحجاب الإسلامي، بل يمكن استخدام أي غطاء رأس آخر. ثم على فرض وجود مفارقات في تعاطي أورپا مع العلمانية، فإني أدعو إلى العلمانية، ولم أقل العلمانية الأورپية. فإني أجد مثلا وجود أحزاب باسم (الحزب المسيحي الديمقراطي)، رغم إنها أحزاب علمانية، لا معنى له، كما أتمنى أن يأتي زمان تزال الرموز الدينية من أعلام الدول، كالصليب (في ما لا يقل عن أعلام سبعة دول أورپية) والهلال (في الكثير من الدول ذات الأكثرية المسلمة) والشهادتين (العلم السعودي)، ونجمة داوود (علم إسرائيل)، وأتمنى أن يستبدل الصليب الأحمر، وما يقابله من هلال أحمر، ونجمة داوود حمراء، بقلب أحمر مثلا، باعتبار أن القلب رمز الحياة ورمز المحبة. بل أجد إن تسمية الأطفال بأسماء دينية ومذهبية، سواء كانت أسماء شيعية أو سنية أو أسماء مسيحية أو يهودية هو لون من ألوان اعتداء الآباء والأمهات على حقوق أطفالهم، لأن الأبوين إنما يبصمان أطفالهما ببصمتهما هما، دون أخذ موافقتهم، والتي قد لا يختارونها بصمة لهم مستقبلا. أتمنى ألا أرى غطاء رأس دينيا، ولا ملابس دينية، لا إسلامية، ولا مسيحية، ولا يهودية، ولا بوذية، ولا هندوسية، ولا سيكية، ولا درزية، ولا غيرها. لماذا كل ذلك؛ لأني أرى أن العقيدة الدينية يجب أن تبقى شأنا شخصيا، ولا حاجة للإنسان أن يرفع لافتة في الشارع تعبر عن هويته الدينية. طبعا هذا لا يجوز أن يحصل بالمنع، لأنه خلاف مبدأ الحرية التي أؤمن بها كليبرالي، لكني أتمنى أن تنتشر تدريجيا ثقافة في العالم تؤدي إلى ما أتمناه، وهذا لا يعبر عن حساسية تجاه الدين والتدين، فإني ألتقي مع الدين في نقطة مهمة، هي الإيمان بالله، لكن لا على النحو الذي يؤمنون به ويعكسونه في واقعهم وواقع الناس. نعم بالنسبة للأسماء، يمكن أن أتصور أن نظاما ديمقراطيا علمانيا ليبراليا يمنع تسمية الأطفال بأسماء دينية، باعتبار أن ذلك ينقض مبدأ الحرية، لأنه يمثل اعتداءً مسبقا من قبل الأبوين على حق أطفالهما في اختيار العقيدة اختيارا حرا.
أما عن الخصوصية التي تميز ما أسميته بالمجتمعات الإسلامية عن المجتمعات غير الاسلامية، فلي جواب. قبل كل شيء إني أدعو إلى تصحيح مصطلح المجتمعات، والدول، والشعوب الإسلامية. هي مجتمعات مسلمة وليست إسلامية، وحتى نعتها بمسلمة غير دقيق، بل أسميها بالمجتمعات ذات الأكثرية المسلمة، لوجود أتباع ديانات أخرى وملحدين وإلهيين لا دينيين فيها. علمنة الدولة لا يعني إقصاء الدين من الحياة، بل من السياسة، فإني كعلماني لست ضد ظاهرة التدين، بل أعارض تسييس الدين، أي اعتماده مرجعا لتحديد المواقف السياسية، ومصدرا للتشريع القانوني. النائب المتدين إذا انتخب بشكل ديمقراطي فهو حر في أن يرفض قانونا يراه متعارضا مع تدينه، ولكن لا يجوز له في النظام الديمقراطي العلماني أن يلزم الآخرين برفضه لتعارضه مع الدين. وهناك رؤية من الرؤى الدينية، واجتهاد من الاجتهادات الفقهية، تتفق مع هذه الرؤية العلمانية، إذن هي ليست بالضد من الدين بشكل مطلق، بل بالضد من أحد القراءات للدين، ألا هي قراءة الدين المسيس، فلدينا المتدينون العلمانيون، وهم ليسوا قلة. شاه إيران لم يكن علمانيا، لأنه لم يكن ديمقراطيا. ونظام الجمهورية الإسلامية كان لا بد من خوض تجربته، حتى يصل الشعب الإيراني اليوم بغالبيته الكبرى بأرجحية الدولة العلمانية. وربما يجب أن تمر الكثير من المجتمعات ذات الأكثرية المسلمة بمثل هذه التجربة حتى تكتمل مخاضات ولادة العصر العلماني كخيار حر لهذه الشعوب، وليس مفروضا عليها ديكتاتوريا. شكرا للإثارات المهمة.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلاميين والدينيين، نجحوا في إشاعة أن العلمانية تعني مناوءة الدين / ضياء الشكرجي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - -قانون غزو لاهاي- بلطجة أمريكية بامتياز!! / سماك العبوشي
- الإوزة الذهبية / رامي الابراهيم
- توازن الثبات والإرادة المستديرة/ شعوب الجبوري - ت: من الألما ... / أكد الجبوري
- كما لو أنها / بلقيس خالد
- ترحب دولي بقرار الجنائية الدولية -باعتقال نتنياهو وغالانت- / سري القدوة
- بِطاقةٌ حمَّالةٌ للقَهَر / علي الجنابي


المزيد..... - كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلاميين والدينيين، نجحوا في إشاعة أن العلمانية تعني مناوءة الدين / ضياء الشكرجي - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الرحمان بن ملجم - ضياء الشكرجي