|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: فاطمة ناعوت |
طيارة ورق … اتركها لفوضاها
كأنها طائرة. طائرةٌ ورقية طبعًا، يعني “طيارة ورق” كما نقولُها بالدارجة. هذه وصفةٌ مجرَّبة: حينما يتملّك منك الحَزَنُ، أو القنوطُ، أو حين تشعرُ أن طاقتَك على وشك النفاد، اهربْ إلى "العبث”. أقصدُ: الجأ إلى مكتبتك واختر إحدى مسرحيات "صمويل بيكيت" أو "هارولد بنتر”. وسوف ترى النتيجة بعد صفحات قليلة. الحواراتُ في المسرحيات العادية؛ الكلاسيك منها والحديث، العربيّ منها والغربيّ؛ تشبه قطارًا يمشي فوق قضيبين. القطارُ يحكمه منطقُ الوظيفية وينتظمه قانونُ المرور. القطارُ يسير من نقطة إلى نقطة في تصاعد دراميّ مع الزمن من محطّة إلى محطة حتى يصلَ إلى نقطة النهاية حيث "فصل القول”. لكن، في مسرح هذين الصديقين، الأيرلندي (بيكيت) والإنجليزي (بنتر)، يتحوّر القطارُ ليغدو طائرةً. ليس طائرةً معدنية لها خطُّ سيْر محدّد ورحلةٌ مُبرجمة بالدقيقة والثانية، بل طيارة ورقية في يد طفل يلعب. لا قانونَ لها ولا أفقَ لتحليقها. لا نقطةَ بدءٍ أو نهايةَ، ولا هدفَ منشودًا إلا التحليقُ الحرُّ "اللا معقول". واللا-هدف هو في ذاته "هدفٌ”. هو أجملُ الأهداف حال الكلام عن الفن (مع الاعتذار لسارتر والتزامه)، وطبعًا حالَ الكلام عن طائرات الورق. الطيارة الورقية أثناء طيرانها تمارسُ فوضى إبداعية تتحكم فيها مُحصلةُ عدّة قوى تتجاذبُ وتتصارع. قوى الرياح وضغطُ عمود الهواء وجاذبيةُ الأرض ومناوشاتُ ذيل الطيارة المصنوع من قصاصات ورق ملون مزركش.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |