المرأةُ وحقوقُها … في -منتدى القيادات النسائية-
فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن
-
العدد: 8237 - 2025 / 1 / 29 - 04:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
Facebook: @NaootOfficial
تشرفتُ بالمشاركة والحديث في مؤتمر: "حقوق المرأة المصرية في ميزان الاستعراض الدوري الشامل ... من التوصيات إلى التنفيذ"، الذي عقده "منتدى القيادات النسائية بمجلس الشباب المصري"، في قاعة "هيكل" بمؤسسة الأهرام الصحفية العريقة، بحضور الدكتور "محمد ممدوح" رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتورة "أماني البدري" رئيس مجلس إدارة "منتدى القيادات النسائية"، بالمجلس. وجاء هذا المؤتمر الحاشد تزامنًا مع تقديم مصرَ استعراضَها الدوريّ الشامل في ملف حقوق الإنسان “UPR” أو Universal Periodic Review، هو آلية دورية يطلقها مجلس حقوق الإنسان، في الأمم المتحدة، تهدفُ إلى تقييم مكانة الإنسان وحقوقه لدى الدول الأعضاء.
وأجمعتِ القياداتُ النسائية في كلماتهن على المكتسبات التي حققتها المرأةُ في ظل القيادة السياسية الراهنة التي تُقدِّر مكانة المرأة الرفيعة في المجتمع، وتؤمن بقدراتها الفائقة إذا ما وُضعت في معترك المسؤولية. لهذا حصدتِ المرأةُ المصريةُ اليومَ مكاناتٍ مستحقة ومناصبَ سيادية رفيعة، فصارت رئيسَ محكمة، ومحافظًا، وحملت حقائبَ وزارية سيادية فاعلة، وغيرها من استحقاقات غابت عنها في عهود سابقة. لكن، ولأن الطمعَ في الجمال مشروعٌ، فإن الحضورَ من السيدات والسادة، قد أجمعن وأجمعوا على أن المأمولَ في ملف المرأة مازال حاشدًا بالتطلعات والتحديات من جانب المرأة المصرية للوصول إلى المُبتغى الطيب الذي تستحقه، والذي استحقّته منذ آلاف السنين حين كانت تقفُ جنبًا إلى جنب جوار الجدّ المصري القديم حتى شيّدا معًا أرقى وأعرق حضارات الأرض، وقدّما للعالم “مصرَ”: دُرّةَ تاج العالم، التي كتبت السطرَ الأول في كتاب التاريخ.
لا يستطيعُ أحدٌ أن يُنكر ما تبذله الدولةُ المصرية في عهد "الرئيس السيسي" من جهود جادّة وصادقة في ملف "تمكين المرأة" ونيل حقوقها، وتعزيز دورها في القضايا الوطنية؛ شريكًا فاعلا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك تقدير مكانتها كأمٍّ ومُربّية للأجيال القادمة. لكن، ما ينقصنا لبلوغ الُمبتغى في ملف المرأة، وهذا ما تناولته ورقتي البحثية التي قدمتُها للمؤتمر، هو أن تؤمن "المرأةُ" ذاتُها بمكانتها وقدراتها واستحقاقها أن تكون قيادية في المجتمع، مثلما هي قائدةٌ لا مثيل لها في بيتها. "فهي في بيتها: وزيرة صحة، ووزيرة مالية، ووزيرة داخلية، ووزيرة علاقات خارجية، ووزيرة ثقافة، ووزيرة تعليم، ووزيرة تموين، وغيرها من الوزارات السيادية...” وفق ما قال اللواءُ الدكتور "أحمد الجيزاوي" مساعد وزير الداخلية السابق، والمحلل السياسي المرموق، وأستاذ العلوم السياسية، في كلمته الجميلة بالمؤتمر. ثم مازحنا وقال، ينقصها فقط أن تكون "وزيرة دفاع"! فهتفتِ الحاضرات في صوتٍ واحد بأن المرأةَ المصرية "وزيرة دفاع بيتها"، فهي التي تدافعُ عن حق أطفالها في الحياة والصحة والتعليم حتى يشبّوا ويصيروا أبناء صالحين لهذا الوطن العظيم. والحقُّ أننا استمتعنا بكلمته المثقفة الداعمة للمرأة، وتشرفتُ شخصيًّا بمشاركته في الجلسة الختامية لهذا المؤتمر الثري، والجادّ، حيثُ كانت جميع الأوراق المقدّمة والمداخلات كذلك، في غاية الأهمية، وراءها شعورٌ حقيقي وعميق بالمسؤولية من قِبَل البرلمانيات والقيادات النسائية والشخصيات العامة المشاركات بأفكارهن ورؤاهن القيمة، وكذلك أحلامهن المشرقة لوطن جميل اسمه "مصر"، تستحق المكانة المرموقة التي تليقُ باسمها العريق.
دُرّة عقد هذا المؤتمر كان "وثيقة القاهرة لتمكين المرأة”، التي أطلقها "مجلسُ الشباب المصري" عبرَ "منتدى القيادات النسائية"، ووقّعنا عليها جميعًا دعمًا وتثمينًا؛ تمهيدًا لإطلاقها محليًّا وعالميًّا في مقبل الأيام بإذن الله. تلك الوثيقةُ الوازنة التي تقدّم بين سطورها بانوراما إنجازات الدولة المصرية في ملف تمكين المرأة منذ عشر سنوات، والتزامها بتنفيذ التوصيات الصادرة عن الاستعراض الدوري الشامل لعام ٢٠١٩. أشادت الوثيقةُ بالإصلاحات التشريعية والقوانين التي صكّتها مصرُ لمناهضة العنف والتمييز ضد المرأة، وبزيادة تمثيل النساء في الحياة السياسية، ودور مبادرات قومية جادة مثل “حياة كريمة” الطامحة لتحسين جودة حياة النساء في المناطق الأكثر احتياجًا. كما تضمنت الوثيقة توصياتٍ بتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار، وإصدار قانون شامل لمكافحة تعنيف المرأة، ودعم ريادة الأعمال النسائية، وإطلاق حملات توعوية تنادي بتوقير مكانة المرأة في المجتمع. كما ركزت الوثيقة على وضع آليات تنفيذ واضحة تشمل تشكيل لجان لمتابعة التوصيات، وإعداد خطط زمنية ومؤشرات قياس أداء لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
شكرًا للدكتور المثقف "محمد ممدوح" الذي اختتم استعراضه للوثيقة القيّمة بقوله إنها تخصُّ كل امرأة مصرية، وليس المجلس والمنتدى وحسب. وعلى كل مصري اعتبار نفسه مُطلق الوثيقة وكاتبها والمروّج لها والساعي لتحقيق توصياتها. فهي في النهاية لؤلؤةٌٌ في عقدٍ يُزيّن جِيْدِ المرأة المصرية الجميلة. شكرًا لكل عقل كريم وقلب نظيف يدعم حقوق المرأة، وشكرًا لصُنّاع هذا المؤتمر الجميل، صنّاع الأمل في غدٍ أجمل وأكثر إشراقًا.
***