٧ شمعات … يا -كاريزما-

٧ شمعات … يا "كاريزما"
Facebook: @NaootOfficial
حينما يتركُ الإنسانُ وطنَه ويهاجر إلى بلد بعيد، غالبًا ما تموت داخله قطعةٌ نابضةٌ من قلبه. لا تموت فورًا، بل تأخذُ في الخفوت بهدوء ودون جلبة، رويدًا رويدًا، مع مرور الأيام وتعاقب السنوات، حتى تموتَ تمامًا، فلا يعودُ المرءُ يذكرُ وطنَه، ولا يذكره الوطنُ. وحدَهم الأذكياء والوطنيين يقاتلون دون السماح لتلك الفِلذة الحية بالموات. أولئك الشرفاءُ تراهم يعيشون بأجسادهم في المهجر، لكن قلوبهم في أرض الوطن. أو بالأحرى يأخذون الوطنَ معهم، فهو يعيشُ في قلوبهم. فتراهم يتابعون أخباره ويقرأون صحفه، ويشاهدون أفلامه ويسمعون أغانيه، ويشجعون مبارياته، وتجرحهم كلمة صغيرة تُقال عنه سلبًا، ولو مزاحًا. فالوطنُ الذي أعني هنا، هو "مصر"، وما أعظمها من كلمة! وبعضهم يتجاوزون ما سبق خطوةً فيرسلون الأموال إلى الجمعيات الخيرية في بلادهم، أو يشيدون مدارسَ لتعليم أبناء قُراهم. وبعضهم من أصحاب المواهب، يصنعون منابرَ إعلامية محترمة تخاطبُ أبناء وطنهم في المهجر، لكيلا يخفُتُ لسانُ الوطن في أرض الغربة، ولكي ينشأ الجيلُ الثاني والثالثُ في المهجر غيرَ منبتِّ الصلة بالوطن الأم.
من أولئك تأتي هذه العروسُ الجميلة، الصحيفة المصرية الأمريكية: "كاريزما"، التي نُشعلُ شمعتَها السابعة في الأول من نوفمبر ٢٠٢٤، وأقول لها على نغمات "محمود الشريف": “٧ شمعات يا كاريزما، ٧ شمعات"، استعارةً من خالدة "محمد قنديل": “٣ سلامات.”
هذه الصحيفة الراقية، تصدر ورقيةً وإلكترونية أولَ كل شهر في كاليفورنيا وعدة ولايات أخرى، وتُوزّع بالمجان على الجاليات المصرية والعربية والسفارات ودور العبادة والمكتبات. أصدرها ويترأس تحريرها إعلامي مصري أمريكي من أولئك الذين يحملون مصر في قلوبهم مهما سافروا واغتربوا. هو الصحفي والإعلامي "وائل لطف الله"، الذي تخرج في كلية الإعلام قسم الصحافة جامعة القاهرة، وأعدّ دبلومات عديدة في إعداد وتقديم البرامج الإذاعية والتليفزيونية وفنون الجرافيك والمونتاج والإخراج الصحفي وال Voice Over وغيرها من فنون الإعلام. وبعدما امتدت خبرته الصحفية عشرين عامًا في مصر ومختلف الدول العربية، قرّر إصدار هذه الصحيفة الأنيقة التي لا يتوقف جمالُها عند الاسم الأخاذ "كاريزما"، بكل ما تحمل من دلالات السحر، بل امتدت الأناقة إلى الإخراج الفني الرفيع، ثم تجاوزته إلى ثِقَل المحتوى معرفيًّا وإعلاميا. يكفي أن نعرف أن رئيس التحرير قد حاور بنفسه على صفحات الجريدة قامات شواهق مثل: “السير مجدي يعقوب" أمير القلوب، لواء أ.ح. المهندس "باقي زكي يوسف" مبتكر فكرة هدم خط برليف، قداسة "البابا تواضروس"، "أديب جودة الحسيني" حامل مفتاح كنيسة القيامة بالقدس الشريف، البروفيسور "فؤاد غالي" أستاذ طب الخلايا الجذعية بأمريكا، الجميلة الراحلة "أنيسة حسونة" النائبة والناشطة المعروفة، د. "سها جندي" وزيرة الهجرة المصرية، الموسيقار "هاني شنودة"، القنصل المصري "لمياء مخيمر"، الفنان "سمير الإسكندراني" ثعلب المخابرات المصرية، الشيخ "نبيل نعيم" مؤسس جماعة الجهاد السلفية، وغيرهم الكثير من مشاهير مصر والعالم في مختلف المجالات، وكان لي كذلك حظُّ محاورتي على صفحات “كاريزما”. كما أثارت "كاريزما" ما لا يُحصى من موضوعات وتحقيقات واستكتابات صحفية ثقيلة، تتجول بين هموم الوطن مصر، وهموم المهجر والعالم، من بينها "كيف تربي طفلك في الغربة؟ استكتبت فيها كبار الأطباء المتخصصين. ومن بين كُتّاب صحيفة "كاريزما" أقلامٌ وازنة مثل: “محمد خير"، "أحمد الخميسي"، “روبير الفارس”، "لينا خوري" لبنان، "يوسف متى"، "طلعت رضوان"، "عادل عطية"، "مجدي عزيز"، بالإضافة إلى قلم رئيس التحرير "وائل لطف الله".
عدد شهر سبتمبر الحالي، وهو العدد رقم ٨٠، حمل غلافُه صورةً شديدة التعبير تُمثّل علم لبنان النازف والصامد في وجه النيران تتوشحه فتاةٌ ملثّمة تنظر إلى السماء وفي عينيها صلابةُ الحقّ وقوةُ الإيمان به. تحية احترام لمصمم الغلاف.
لعلَّ أجمل ما قدّم قداسة "البابا شنودة" للوطن، أن شيّد في مختلف بلدان العالم "كنائسَ مصرية"، تربط أبناء المهجر بوطنهم العزيز. فالكنيسة القبطية في المهجر، ليست وحسب حيزًا مكانيًّا تُمارس فيه الشعائر الدينية، بل هي قطعة من مصر داخل جدران الكنيسة. فإن كنت مسافرًا واشتقت لمصر، ابحث عن الكنيسة القبطية. وما أن تدخل بابها تسمع اللهجة المصرية، وترى الابتسامة المصرية، وتتسلل إلى رئتيك روائحُ الأكلات المصرية قادمة من مطبخ الكنيسة. فكأنما زرع البابا الوطني "مصر" في أرجاء العالم. وهكذا يفعل من يشيدون منابر إعلامية محترمة تحمل اسم مصر ولسان مصر في أرض المهجر.
تحية احترام لصديقي الإعلامي "وائل لطف الله" على هذا المنبر الإعلامي المحترم، الذي شيّده بمجهوده الخاص وعلى نفقته الخاصة، من أجل الحفاظ على القطعة النابضة داخله وداخل كل مغترب، لكي تظل نابضة صادحة باسم مصر. كل سنة وأنت أجمل يا "كاريزما"، وسبع شمعات وقبلة على جبينك الوضاء.
***