اهمية نشر ثقافة التشجير


بكر محي طه
الحوار المتمدن - العدد: 8122 - 2024 / 10 / 6 - 14:01
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر     

تعتبر ثقافة التشجير من أهم القيم البيئية التي يجب تعزيزها في المجتمعات، كونها لا تساهم فقط في تحسين البيئة، بل تعزز أيضًا الوعي البيئي لدى الأفراد. وخاصة في مجتمعاتنا التي باتت تعود صحراوية لقلة الاشجار والمزروعات ناهيك عن القطع الجائر لللاشجار واستبداله بالصب او المقرنص (الرصف).
حيث تشير التقارير البيئية الى ان بعد بضعة سنوات ستعاني بعض مناطق العالم وخاصة مناطق الشرق الاوسط من كوارث بيئية وديموغرافية بسبب قلة التشجير مما ينعكس سلباً على حياة الكائنات الحية الاخرى من حيوانات ونباتات وليس حياة الانسان فحسب، ما يستدعي وقفة جادة لحظر القطع الجائر للاشجار المعمرة والتشديد على ذلك بفرض عقوبات وغرامات وايضاً التركيز على التوعية من اجل زراعة الاشجار وخاصة المعمرة منها حول المدن وداخلها للحيلولة من الوقوع بالتصحر الكامل وخاصة ان اغلب المدن اليوم مكتظة بالسكان بسبب هجرة سكان الريف الى المدن والبناء الصم الخالي تماماً من الاشجار الا من بعض الشجيرات التي تصارع لتبقى.
كما ولابد من الاشارة الى للتشجير فوائد بيئية واجتماعية وكذلك اقتصادية، حيث تعمل الاشجار على تحسين جودة الهواء لانها تمتص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين بالاضافة الى ان الأشجار توفر الظل مما يقلل من حرارة المدن وتقلل استهلاك الطاقة. كما ان قضاء الوقت في الطبيعة يحسن المزاج ويقلل من مستويات التوتر، بالاضافة الى ان جذور الأشجار تمنع تآكل التربة وتعزز من خصوبة التربة وحمايتها.
اما الجانب الاقتصادي فيتمثل بان المناطق المزروعة بالأشجار تجذب المشترين وتسجل زيادة في قيمة العقارات والاراضي، بالاضافة الى ان مشاريع التشجير تحتاج إلى عمالة للاهتمام بها مما يساهم بخلق فرص عمل متنوعة في مجال الزراعة ومكافحة الافات.
ولذلك فان نشر ثقافة التشجير يحتاج الى تكاتف الجهود المجتمعية كافة من خلال تنظيم ورش العمل حول اهمية التشجير وتوزيع منشورات توعوية بالاضافة الى تنظيم حملات موسمية للتشجير بمشاركة المدارس والجامعات وتشجيع المبادرات الفردية ودعم الأفراد في زراعة الأشجار في منازلهم والاهم تقديم حوافز وتسهيلات للمزارعين والفلاحين.