لنبدأ من جديد نحو الافضل


بكر محي طه
الحوار المتمدن - العدد: 7473 - 2022 / 12 / 25 - 16:39
المحور: المجتمع المدني     

اسبوع يفصل بيننا وبين العام الجديد، بكل مأسيه وحزنه وفرحه ونجاحه وخيبات الامل، ليكون مجرد رقم تجاوزناه في حياتنا الفانية. فهو عام مليء بالاحداث والخيارات على صعيدٍ شخصي وعملي، مليء بالتجارب و القرارات التي ستحدد ملامح العام القادم من تطوير الذات والتعمق اكثر بالعمل لخلق انجاز فريد ومميز وحتى الحياة الشخصية وما يتعلق بها من صداقات وعلاقات عاطفية ومدى الاستمرار بها من عدمه وهذا يتعمد بالدرجة الاساس على المواقف والسلوكيات المتنوعة التي شاهدناها من قبل المقربين لنا ومدى تفاعلهم بالاحداث والقرارات الناتجة عنا لانها ستحدد اطر التعامل مستقبلاً معهم او مع من يماثلهم!.
من المعروف ان اكثر البشر يخاف التغيير متمسكاً بالروتين برغم معرفته المُسبقة بان حياته تتجه نحو البؤس وذلك لخوفه من الخسارة ولخوفه الاكبر من كلام الناس وانتقادهم على الرغم من ان كلامهم لايقدم ولا يؤخر وهو يعلم ذلك لكن يتجاهله. اذ ان الخسارة الاكبر هي القبول بحياة تتزخرف بالاقنعة والاوجه المتعددة، حياة مبنية على الخداع واللئم والحقد لاتفرق بين صديق او حبيب او حتى اهل!.
الخوف شيء طبيعي و فطري لدى البشر لكن يجب ان لا ننسى بأننا سنعيش مرة واحدة الا نستحق عيش لحظات لا تنسى، لحظات حميمية وانسانية، الا نستحق كسر الروتين الممل والتكرار في الاحداث في الحياة الخاصة والعمل والاصدقاء .. الخ. جميعنا نستحق ذلك، نستحق التغيير، تغيير الواقع، تغيير الاحلام، سقف الطموح، و الاهم هو الاهتمام بأنفسنا وكذلك البشر الذين نعيش معهم، والاهتمام بكل ماهو جميل ويبعث السرور فينا مهما كان بسيطاً.
قد نخطئ احيانا في العمل او في الحكم على الناس ومدى تقبلنا لهم لكن ذلك لا يعني بان الفرص قد لاتأتي مرة اخرى لتصحيح المسار الشخصي والعملي، المهم ان نتعلم من اخطاء الماضي لنمضي الى المستقبل بأمان.
ان البدء من جديد قرار يتطلب شجاعة وهي صفة موجودة لدى كل البشر لكنها تنتظر ان يتم اطلاق العنان لها، لنبدأ من جديد ونحول ركام الامس وانقاضه الى واحة غناء تذكرنا بقوتنا وصلابتنا في مواجهة الصعاب وكيف تجعلنا نتغلب على مخاوفنا من التغيير نحو الافضل وانه لا يوجد امر او مشكلة او حتى وضع معين سلبي سيبقى الى الابد طالما نحن نسعى الى الايجابية والنجاح، نسعى الى السلام والطمأنينة والعيش بوئام بعيداً عن المناكفات والاحقاد والتفرقة والعنصرية، نعيش لاننا بشر وسنبقى بشر. لذلك لنبدأ من جديد بالتغيير والتحديث في العام الجديد حتى يكون مصدرا للالهام نحو الاحسن وافضل من الاعوام السابقة.