الحصار افضل حافز للنجاح!


بكر محي طه
الحوار المتمدن - العدد: 7034 - 2021 / 9 / 30 - 21:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

قد نسلك طرقاً وعرة في معترك الحياة طرقا لم تطأها قدم من قبل ليس باب المغامرة وحب الاستطلاع لتكون قصة مشوقة نرويها لاحفادنا -لو كنا محظوظين بتكون اسرة طبعا- بل هو من اجل ما هو اعظم واسمى (إثبات الذات البشرية) والتي تعبر عن جوهر الانسان ومعدنه، فكما يقال عند الشدائد تظهر معادن الناس.
فالقسوة والظلم وغبن الحقوق ادوات مهمة ذات تاثير مباشر تدفع من هم احراراً بداخلهم وتواقون لنيل مايستحقون مهما كلف الامر تجاه امرٍ ايجابي يسعون لتحقيقه مستغلين الظروف القهرية والبيئة السلبية للوصول الى القمة، قمة المجد وقمة السمو بالعقل والروح البشرية.
لطالما كان الكفاح من اجل قضية او حدث محاطاً بالمخاطر والفشل بل وحتى الموت اذا ما تم بشكل مدروس و ذو نفس طويل فالمسألة ليست مجرد شعارات وكلام ينقل وهتافات فالامر يحتاج الى تعمق اكبر بالقضية وسبر اغوارها حتى لا يتم تشتيت الجهود او اتخاذها منحنيات لاصلة لها بالقضية الام من قريب او من بعيد.
أحيانا المطاوعة بالتعامل لنيل الحقوق امر لابد منه لكنه ليس محل ترحاب دائم، فالثبات على اسس قوية واصيلة يضمن نجاح القضية مهما كانت الظروف ومهما كانت قصة القضية والتي تختلف من شخص او من مجموعة الى اخرى وهكذا اذ اننا بشر مختلفون بالتفكير و الاحساس والعمق المعرفي لكننا نبقى بشر نتنفس الهواء عينه مهما كنا اعداء او اصدقاء او حتى حلفاء، لاننا نحن من يصنع الحرب ونحن من يصنع السلام، نحن من يعيش ويموت وتبقى القضية مستمرة وتسلم من جيل الى اخر او تنتهي ويذهب كل شيء مهب الريح وهكذا.
ان استغلال الظروف المحيطة مهما كانت هي بداية النجاح، فقبل ايام شاهت مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يقال انه من باكستان مضمونه اعادة تدوير الملف (الملف النحاسي للماطور)، وقبله فيديو اخر من شرق أسيا عن بناء حوض سباحة ومنزل تحت الارض من خلال ادوات جدا بسيطة وصديقة للبيئة، فما هي الا بدايات بسيطة سرعان ما تحولت الى ابداعٍ يأسر الملايين حول العالم ممن يعيشون حياة الرفاهية والتكنلوجيا الحديثة المُعدة للاستهلاك فقط، كذلك ممن يجهلون مقدار مايتم انتاجه مقارنة بما يتم اتلافه او طمره بالارض دون اعادة تدويرة.
وقد لايكون الحصار متمثلاً بشخص او مجموعة وانما ذات الانسان وباطنه او جوهره هو اهم جدار في الوجود اما ان يستخدمه كوسيلة من اجل ان يتسلق ليصل لمبتغاه وينل ماستحق او يقف امامه مكتوف الايدي وكلما نظر الى ارتفاعه (الجدار) يراه بارتفاع مستمر نتيجة التردد والخوف من المغامرة، الخوف من الفشل وما يلحقه من ملامة الناس وهو الاكثر دماراً للنفس البشرية.
لذلك اما ان نتغلب على مخاوفنا والتي سرعان ما سنتخطاها سنرى بانها كانت مجرد اوهام وسيناريوهات معدة مسبقاً للفشل ليس الا وليست واقعا ملموساً، او نبقى حبيسين نغشى التغيير، ونتحجج بالحصار الوهمي لعدم قدرتنا على النجاح في حين الحصار افضل حافز للنجاح..