التصالح النفسي يعزز ثقة الإنسان بذاته

غالباً مانواجه مشاكل واحداث ليست بالحسبان سواء في العمل او البيت او حتى الشارع، الامر الذي يعكر صفوة المزاج ويخلق حالة سلبية تجاه ذلك اليوم وقد يذهب البعض الى انه طالع شؤم قد يكون بداية كارثة ستحصل بالقريب العاجل وحسب المثيلوجية او البيئة الاسرية بعاداتها وتقاليدها التي تربى عليها وان معظم البشر يؤمنون بهذا الشيء ويتوجسون منه خيفة.
فالإنسان كثيراً ما يختلف مع نفسه فكرياً و في مواضيع شتى فهل يعني ذلك أن يظل أسيراً لمشاعره السلبية؟؟ تلك المشاعر التي تزداد يوماً بعد يوم لتُتعبه وتتحول إلى هاجس مقلق لا تفارقه.
ولكي يُحسن نفسيته ويمنحها الاستقرار والراحة عليه ان يتخلص من عقده المتعبة والتفكير الغير ضروري او ما يعرف بتهويل الامور، ويبدل ذلك بالتصالح مع ذاته اي هو التعامل بتلقائية مع النفس دون تكلف وتصنع، وهذا لا يعني ان يتخلى عن احلامه وطموحه وانما يركز على مزاياه ويطورها ويعمل على تحسين عيوبه دون ملل وكسل.
ففي الحياة لا يوجد شخص سيئ مطلقاً أو جيد مطلقاً، وانما مزيجاً بين هذا وذاك، فعلى الانسان ان يكون متصالح مع نفسه و واثق من قدراته وبصمته في إنجازات الحياة المختلفة لأنها تحرره من الماضي وتطلق سراحه نحو الحاضر والمستقبل. وكذلك فإن تصالح الانسان مع ذاته يعني تصالحه مع الاخرين من خلال تقبله الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته.
والتصالح مع الذات يتطلب امور عديدة اهمها:
1- التفاؤل: الشخص المتصالح مع نفسه يتوقع الأفضل والخير دائما، والابتعاد عن التوقعات السلبية ويقدم التبريرات التي تؤكد أن القادم أفضل، فهو حريص على جعل الآخرين في حالة من الأمل.
2- الإنصات: ليفهم الفرد أكثر، ينصت للأفكار التي يبثها الناس من حوله، ويوفر الوقت والجهد لتلقين الفرد المعلومة بسرعة نتيجة الإنصات والتركيز.
3- عدم التعميم: التعميم يلغي خصائص الأشياء ويهمش صفات الناس، ليضعهم جميعاً في قالب واحد، تماماً مثلما يلغي الظلام كل الألوان.
4- التقبُل: تقبل الآخرين بعيوبهم وميزاتهم والتعاون معهم على هذا الأساس، ليفهم الانسان بأنه لا يوجد شخص بلا عيوب.
5- عدم التعصب: الانسان المتعصب لرأيه هو شخص يحاول إثبات وجوده وفرض رأيه بالقوة، أما الشخص الذي يطرح رأيه ويجعل الجميع يناقشونه ويسمح بإبداء الآراء الأخرى ومناقشتها، هو شخص متفهم ومتصالح مع نفسه.
5- الابتسامة: الابتسامة العريضة ووجودها على وجهك طيلة الوقت علامة أنك متصالح مع نفسك ولا تود إبراز أي هموم أو مشكلات للآخرين.
واخيراً اقول (تأمل الافضل لكن خطط للاسوء).