توأم الروح.. حقيقة ام مجرد خيال؟


بكر محي طه
الحوار المتمدن - العدد: 7217 - 2022 / 4 / 13 - 14:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

ما الذي يأنس قلوبنا اكثر من انسان يشاركنا نفس الاطباع والميول والافكار ويكون مكملاً لنهايات الجمل التي نروم نطقها وكأنه يتربع في اعماق عقلنا الباطن. نحس وكأن الوقت يمر غمضة عين اثناء تواجده بقربنا، انسان لا يمكنك ان تخفي ابتسامتك امامه ولا حماسك وكأنك تحادث نفسك امام المرآة.
لاتنمر ولا استهزاء، والاهم انه لايوجد انتقاص من الافكار والاحاديث المطروحة وان كانت مجنونة او حتى سطحية نوعاً ما فالمهم هو ابداء الرأي والتحدث بدون خوف او وضع حواجز وتنميقات للحوار، للحظة ستشعر وكانه عقل واحد يتشارك جسدين مختلفين، فتوأم الروح لايسعى الى التملق او التجريح كونه شفاف للغاية في التعامل والكلام.
فبرغم ان البعض يعده امراً اسطورياً او حتى ضرب من الخيال الا انه واقع لا يمكن نكرانه، فهو حالة انسانية بحتة نعيشها ونلتمسها عندما نكون مع شخص يشبهنا بكل شيء تقريباً فكرياً وسلوكياً. لتحلق ارواحنا الى سفوح الجبال متحررة من قيود الجسد وحواجز الحياة الروتينية.
هو الشخص الوحيد الذي سينير لك عتمة حياتك بدون مقابل كونه لا يسعى سوى لزرع البسمة على وجهك لذلك فهو حقيقة لايمكن نكرانها، هذه الحقيقة تأتي مرة واحدة في العمر ولاتتكر ابداً فقط تحتاج الى البحث العميق الصادق عن توأم روحك فقد يكون قريباً جدا منك لكن لم تسعفه الظروف بعد ليظهر ذلك.
مهما اختلفنا او اتفقنا حول الموضوع بسبب تطورات العصر الحالي التكنلوجية والتواصل الاجتماعي وغيره.. الخ، لكنه امر محتوم فلا يمكن مصادقة من لا يشبهك ولا يمكن الارتباط بمن يتضاد معك ففي كلتا الحالتين ستبقى تشعر بوحدة قاتلة تنهش ما بداخلك -تعيش جسداً بلا روح- والتي ستحول حياتك الى جحيم مطبق.
فهو الحظن الدافئ الذي نلجأ اليه عندما تجتاحنا عواصف الحياة القاسية والعقل المتزن عندما نكون في حالة تشويش تام اتجاه موقف معين ويصعب علينا اتخاذ قرار، لا يكتفي بتمني الخير لنا فقط بل يساهم بصناعته ولا ينتظر سقوطنا ليواسينا بل يبقى داعماً حتى نصمد ونتجاوز العقبات المختلفة.
فتوأم الروح ليس مجرد حالة ايجابية وقتية او مجرد شخص نستند عليه، فهو ترابط ارواح وافكار لانجد له تفسير سوى اننا نكمل بعضا البعض فلا يقع الاهتمام والسند على طرف دونما الاخر. فتوأم الروح هو انت لكن في جسد اخر مماثل.
وعليه فان العيش وحيدين اهون بكثير من العيش مع اناس سطحيين ونفعيين في التعامل معنا وفي ذات الوقت نكثف الجهود للبحث عمن يشبهنا في طريقة تفكيرنا واسلوب حياتنا التي نرغب.
ليبقى السؤال "هل توأم الروح حقيقة سنلامها في عالمنا هذا ام نتوقف عن حدود كلمة ضرب من الخيال؟".