التحالف الأممي للطبقة العاملة
بكر محي طه
الحوار المتمدن
-
العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 17:13
المحور:
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة
منذ القدم والانسان يسعى للتعلم والتطور في عدة مجالات لاسيما العملية منها التي تصب نتائجها بمصلحته مباشرةً، فمنذ اختراعه للعجلة وهو يبحث عن سبل لتسهيل حياته وجعلها اكثر رفاهية وتقدم من خلال سلوك نمط حياة التطور والتعلم والانتاج بدل الاعتماد الكلي على نمط حياة الجمع اي شهدت حياة الانسان نقلة نوعية في التفكير وهنا برز العمل كونه اساس تطور الشعوب وتقدمها.
الامر الذي شجع الانسان على التجارب والدخول في مجالات عدة للانتاج بما يخدم مصلحة الناس وهذا بات يتطلب اعداد كبيرة من الموارد البشرية اذ لم يعد الامر حكراً على عدد معين من الناس او بلد معين يتميز بمنطقة جغرافية مهمة، الامر الذي سيتطلب تنظيم لهذه الاعداد ومتابعتهم والمطالبة بحقوقهم والتي عرفت فيما بعد بــ(النقابات العمالية).
اذ إن الطمع والجشع صفتان تلازمان الانسان منذ القدم، ولا تبرز للعلن إلا وقت الشدة والمِحن، الوقت الذي يُختبر فيه معدن الناس الداخلي لكتشف الزيف والاقنعة التي باتت تتكاثر من حولنا تحت مُسمياتٍ كثيرة ووفيرة تدعي إصلاح الاحوال ولكنها بالأساس تستغل أي فرصة للربح ولو على حساب الناس البسطاء والكادحين الذي يعملون لقوت يومهم لا أكثر.
حيث يبدو إن جائحة كورونا عندما جائت كشفت الكثير من الظلم والغبن العمالي حول العالم وما لحق بهم، حيث بين ليلةً وضحاها الملايين مشردين وبلا وظائف أو دعم وهنا نتحدث عن دول تتدعي بأنها متطورة في مجالات كثيرة من الحياة، الامر الذي اظهر مدى الضعف والاهمال لهذه الطبقة المهمة والتي فعلياً لها دور مهم في حياة البشرية فبمجرد تعطلها تعطلت سبل الحياة وتوقفت الامر الذي خلق حالة من التدهور الاقتصادي العالمي، وموظفين بالملايين بلا عمل أو مصدر مالي يسد رمق التزاماتهم الحياتية.
حيث برز للنقابات العمالية في تلك الدول دور مهم من خلال الضغط على الدولة لأجل قرارتٍ داعمة للحيلولة دون تعاظم المشكلة، من خلال تفعيل صندوق الدعم الحكومي أو مايعرف بالاعانات لمن فقد عمله بدون سبب إرادي بما يتناسب مع حجم الجائحة، وكذلك حزم الدعم الاقتصادي بملايين الدولارات للشركات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من طرق الدعم الاخرى، وهنا لابد من التطرق الى نقابات عمال دولاً اخرى حذت حذوهم بالتحرك -وإن كان بسيطاً- الا ان الالف ميل يبدأ بخطوة.
وفي المحصلة النهائية لابد من تظافر الجهود لانشاء برلمان اممي عمالي الهدف منه متابعة ملف العمال وحقوقهم حول العالم بعيداً عن العرق والدين واللون والانتماء، لأن هذا هو الوقت المناسب الذي يجب على النقابات والاتحادات العمالية المحلية أن تظهر معدنها الاصلي القائم على حماية وتقدير العمال والكادحين الذين وجدت من أجلهم لتشكيل (التحالف الأممي للطبقة العاملة).