الترند مابين السلب والايجاب
بكر محي طه
الحوار المتمدن
-
العدد: 7781 - 2023 / 10 / 31 - 20:46
المحور:
الصحافة والاعلام
حالة توجيه الاضواء او إعادة تسليطها على موضوع او أمر معين بهدف تغيير السلوك او التعاطف او القصد منه التنبيه على امر ما لمحاولة التأثير على الناس بخصوصه، وهو ما يدعى بالـ(Trend) اليوم، اي الموضوع الرائج.
فيمكن ان يكون الترند يستهدف قضية معينة الهدف منها التوعية بالمخلفات البلاستيكية وتأثيرها على المياه والحيوانات المائية اذ انها قضية رأي عام وتستوجب توعية جدية لما لها من مخاطر ليست على الكائنات الحية فحسب بل على الانسان وطريقة حياته ايضاً.
وبالتالي فان تكثيف الجهود والدعوة الى تجمعات تطوعية الهدف منها القيام باعمال التنظيف او التوعية مستخدمين منصات التواصل الاجتماعي والهاشتاكات كون اغلب الناس منغمسة بعالم السوشيال ميديا.
وهذا ما شهدناه خلال فترة الحجر الصحي بسبب ازمة كوفيد-19 وما كان لمنصات التواصل الاجتماعي من تأثير على حث الناس على البقاء في منازلهم للحد من انتشار المرض، وهو ما انعكس ايجاباً على الحياة بشكل عام، اذ لعبت دوراً مهماً في التوجيه وتغيير السلوك نحو الانضباط والحذر من الاختلاط والتلامس والتعقيم .. الخ، وهنا يمكن القول بان الترند قد لعب دوراً مهماً في وقتها مثلاً (خليك بالبيت) وغيرها من الترندات التوعوية.
الترند لم يعد مجرد موضة او فساتين او فلل او مجوهرات او حتى سيارات فارهة بل صار اسلوب حياة لدى البعض، وهو امر مقلق كونه صار يعتمد الاختلاق في الاحداث وان كانت الاحداث كاذبة بغض النظر عن اثارها مستقبلاً ومدى تأثيرها بالمجتمع لان التواصل الاجتماعي منفذ مفتوح للجميع وليس محدد بفئة عمرية معينة ولا يخفى على احد بان اغلب المراهقين او ممن اصغر منهم لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يمثلون نسبة كبيرة من اي مجتمع اليوم وخاصة مع الزيادة السكانية حول العالم.
صعود الترند اصبح طموح البعض من الناس مهما كلف الامر ليروون عطشهم بالشهرة المؤقتة كالمدمن ممن يسعى للمخدرات لكي يعيش لحظات من النشوة، فالبعض صار يفبرك موته والاخر يعلن الانفصال وبعدها بفترة العودة- طبعاً فترة الانفصال لاتخلوا من الفضائح وكشف المستور والشجارات الكيبوردية للحفاظ على وتيرة ترندية متصاعدة!-.
وهناك نوع اّخر اخذ منحى مختلف وهو بتزايد حيث صار يروج فضائح جنسية لغيره او له شخصياً والحجة جاهزة (تلفوني ضاع!) او انسرق، والهدف واضح يشار له بالبنان (موج الترند) مع عدم الاكتراث لما له من اثار سلبية تعود على فئات كبيرة من المجتمع والذين اغلبهم من الشباب، وهو امر اصبح مقلق ويطرح الكثير من التساؤلات اهمها لماذا لايوجد رادع حقيقي لهم؟.
فبرغم ان الترند كان وسيلة ذات فائدة وعائد ايجابي في فترة ما الا انه اصبح يستخدم كوسيلة سهلة لركب موج الشهرة وان كانت على حساب الغير او السمعة او حتى التجريح بالمقابل فالمهم هو ان اكون حديث الساعة.
وعليه فان الترند اثبت انه سلاح ذو حدين كونه يأثر على المجتمع بالسلب و الايجاب وحسب الطريقة والهدف والنتيجة التي يستخدم لها.