اختر أعدائك بعناية!


بكر محي طه
الحوار المتمدن - العدد: 7061 - 2021 / 10 / 29 - 14:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر     

قد تبدو جملة غريبة ومستفزة او حتى غامضة، لكن واقع الحال بات يفرض نفسه بان نختار عدو جيدير بالاحترام بدل صديق مزيف سينقلب الى الد الاعداء بمجرد انتهاء انتفاعه منا، فهي ليست سوء اختيار او حظ سيء وانما هي مسألة تربية مثالية اتجاه مجتمع منافق يدعي الفضيلة ويظهر خلاف ما يضمر.
لطالما كان البشر سابقاً يتعاضدون لاجل مصلحة ما لكن مايفرق عن الان هو في السابق كانوا يتحدون لاجل حاجة انسانية بحتة، اما اليوم فالحاجة اصبحت شخصية الى ابعد الحدود تتجسد فيها الانانية بابهى صورها.
هنالك من سيقول بان الزمن تغير او حاجات الناس تغيرت او قد يذهب البعض الى ابعد من ذلك ويقول بان افكار الناس اصبحت اكثر انفتاح وتطور من السابق والاشطر من يظفر بالجائزة الكبرى من الحياة (اموال كثيرة - سيارة فارهة - زوجة جميلة شقراء - مدير والناس تتمنى رضاه عليهم..) الخ
فالزمن لم و لن يتغير وانما اهداف البشر ذات البعد الشخصي اكثر من الجماعي وكذلك نمط تفكيرهم هو من تغير، لذا لا عجب فيما نشاهده اليوم من خيانات الصديق لصديقه -ذكر او انثى- لاجل مصلحة او حتى لمجرد الغيرة من نجاحه وهو صديق!
فمن الطبيعي جدا صار مشاهدة زميل العمل / الدراسة او صديق يتغير 180 درجة لمجرد تصالحه مع غريمة والذي كان دائما ما ينتقده /ها بسبب تعامله او كلامة او حتى عدم توافقهم في الافكار لتبدأ رحلة الالف وجه لتتساقط جميها كما تتساقط اوراق الاشجار في فصل الخريف.
قد يجده البعض موضوعا بسيطا وحلوله كثيرة واهمها الابتعاد عن مثل هكذا بشر وانتهت القصة لكن الموضوع لن يتوقف عند هذا الحد سرعان ما تجد نفسك محاط ببيئة رثة حبلى بهكذا بشر للاسف نطلق عليهم بشر وما هم الا بحجر متحرك خالي من المشاعر و الاحساس وعقدة الدونية ملازمة له.
لذلك اعود واقول بانه في زمننا هذا اختر غريمك الشريف فهو لم ينمق تعامله او كلامه معك بدل ان تختار صديق مزيف.