الانسان المُعاصر


بكر محي طه
الحوار المتمدن - العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 18:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر     

كل انسان يحمل احلاماً داخله يسعى لتحقيقها بكل جهد وعزيمة لتحقيق تطلعاته الحياتية والتي من شأنها تعزز الثقة بالنفس وتمنح الراحة النفسية ولو لفترة قصيرة كون تحقيق النجاحات يدفع الانسان الى البحث والتقصي والتمحيص في امور ورغبات اخرى لانه كائن حي عاقل يسعى دوماً الى الكمال في كل شيء فمسألة التحديات والعقبات وكيفية التغلب عليها تصبح امر روتيني بالنسبة له من منطلق التناقس والافضلية مع اقرانه من البشر كونها تدخل ضمن المكانة الحياتية للانسان في المجتمع (المالية والاجتماعية والوجاهة..الخ).
حيث يعتقد الانسان المعاصر بأنه متمكن من تحقيق كافة احلامه لانه ببساطة يثق في قدرته على النجاح وهذا الايمان هو عنصر اساسي في بناء ثقته بنفسه مما يسهل عليه عملية الوصول الى الاهداف المرجوة.
حيث سيسعى الانسان الى ان يثبت قدرته على التكيف مع المواقف المختلفة لغرض مواجهة التحديات التي تقف عائقاً حقيقياً في طريق تحقيق احلامه من خلال استخدام ادوات الابداع والابتكار لاجتياز الصعاب.
فهو سيعمل بجدية على تحسين أدائه وتطوير مواهبه من خلال تطوير مهاراته الحياتية وغير الحياتية وقدراته لانه يمتلك رؤية واضحة لمستقبله على اعتبار انه يعمل بإنتظام واجتهاد لبناء مستقبله المثالي!.
وهذا ما يلوح بالافق له كون المحافظة على الاستمرارية والثبات امور حاسمة على النجاح في تحقيق الاحلام.
وان هذه النجاحات تؤدي الى تحسين ظروف حياة الانسان وفي عدة مجالات، اذ يعتبر حلم الانسان المعاصر محركاً للتقدم والتطور في مختلف الجوانب الانسانية، فهنا تبرز اهمية الاحلام في حياة البشر لانها:
1- تمنح الانسان دافع للعمل بتفاني واجتهاد لتحقيق اهدافه.
2- عامل المنافسة الذي سيؤدي بدوره الى الابتكارات المتعددة بعيداً عن الرتابة والتكرار.
3- الشعور الايجابي الذي يمنحه تحقيق الاحلام على ارض الواقع وتحقيق الذات.
4- الاهداف الكبيرة تتحقق من خلال الخطوات الصغيرة المنظمة الموضوعة بخطة عمل مدروسة جيداً.
ثم اخيراً وبعد سلسلة المنجزات والنجاحات التي يحققها الانسان والتي يرى قيمته في نظر الناس والمجتمع من خلالها يجد بأن اعظم حلم لو حققه سيكون مسروراً جداً وممتن لذاته، اذ يعبر عنه وعن واقع الحياة بلا رتوش او زخارف الا وهو (حلم العيش بإطمئنان).