سطحية التفكير وباء يفتك بالمجتمع!


بكر محي طه
الحوار المتمدن - العدد: 7196 - 2022 / 3 / 20 - 22:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر     

أصعب ما يصاب به الإنسان هو أن يظل ثابتا على فكر معين بشكل نمطي غير قابل للتعديل او حتى التطوير ففي الحياة كل شيء يحدث بسرعة لهذا يجب التعامل معه بدقة ومرونة والتي تأتي من التفكير المنطقي المبني على التعمق الفكري بالأمور.فبرغم التطورات الحديثة وتوفر الكثير من الوسائل وسهولة الوصول إلى المعلومات والمواضيع مازال البعض يحيط نفسه بدوائر مغلقة ويرفض تغيير أفكاره للخروج منها.
ان عدم إعطاء فرصة للعقول لتأخذ دورها في التفكير والاهتمام بقشور الأمور دون النظر الى جوهرها وفق رؤية سطحية بحتة في التفكير  للاسف بات نظاما فكريا تأثرت به شرائح كبيرة من المجتمع من مبدأ الاختصار في كل الامور كوننا في عصر السرعة ولا ينكر بأن الاختزال والاختصار مطلوب في حياتنا ولكن ليس لكل المواضيع فبعضها مصيري يحتاج إلى تمعن ودراسة وتخطيط مستفيض.فعلى الانسان توسيع ثقافته واداركه ليصل إلى العمق الفكري و المعرفي المناسب في تحليل الأمور بشكل منطقي.
فالسطحية الفكرية هي مرض مجتمعي يراد به تهميش دور العقل الانساني والانسياق خلف افكار وثوابت لا يمكن لأحد تغييرها او حتى التعديل عليها، وهي مؤشر خطر على حياة الانسان كونها تجعله متجرد من الاحساس والشعور من خلال خلق فراغ وصمت قاتل داخله تجاه الأشياء والحيوات المحيطة به ما يجعله فاقدا للقدرة على التعمق في التحليل بسبب الكسل الذهني او ضعف في ملكة التفكير.
لذلك لابد من تفعيل دور التثقيف المجتمعي بالأمور والمواضيع المختلفة ذات الفائدة الكبيرة للانسان من خلال الافراد المؤثرين او حتى المؤسسات ذات العلاقة بأدوات وبرامج تعتمد على تشغيل وتنشيط العقل والفكر البشري المبني على اساس التحليل المنطقي للأحداث والتعمق بها بدل الاهتمام بظاهرها الخارجي فقط. لان السطحية وباء يدمر العقل البشري ولابد من التصدي لها.