العمل الريادي الحر أم القطاع الخاص؟
بكر محي طه
الحوار المتمدن
-
العدد: 7162 - 2022 / 2 / 14 - 21:25
المحور:
الادارة و الاقتصاد
مُصطلح الريادة في الاعمال بات يتردد كثيراً على ألسن الناس وخاصة في السنوات الاخيرة وهو ما يدفع الكثيرين الى تخصيص وقت كبير من حياتهم او اغلبها للبحث والتطوير في هذا المجال وخاصة بعد التطورات التي شهدتها البشرية من تكنلوجيا وعلوم وغيرها. والريادة باختصار هي الانطلاق من نقطة الصفر الى مراحل متقدمة في مجال او تخصص معين، والهدف منه هو الاعتماد كلياً على الذات بدل بذل الجهود في اعمال اخرى لصالح الغير في محاولة لتحقيق رغباتهم واحلامهم.
خاصة وبعد ما صار القطاع العام مملوء بالكوادر ويعاني مسبقاً من بطالة مقنعة في مقابل ازدياد غير مسبوق باعداد الخريجيين والباحثين عن العمل يقابله نظام غير واقعي وقديم تتبعه السياسات الحالية والتي صارت جزءاً من المشكلة الاساس (البطالة) مع غياب التخطيط والتوسع العملي والتطور بالانتاج بما يواكب التطورات والابتكارات وكذلك المتغيرات البيئية والجغرافية العالمية، الامر الذي دفع بالكثيرين من الطبقة الشابة العاملة والمنتجة الى الهجرة بالدرجة الاساس، ودفع البعض الاخر -وهم نسبة ليست قليلة-بالتوجه الى القطاع الخاص والبحث عن موطئ قدم لهم الا انهم تصادموا مع الواقع المرير الذي فرض عليهم كون القطاع الخاص يبحث عن الكفاءة والانتاجية العالية مع اجور قليلة لا تتناسب مع الواقع المعيشي الذي نعيشه اليوم وكذلك الخبرة الاكاديمية بعيدة كل البعد عن واقع سوق العمل مع الاصرار على ترك الامور على ما هو عليه وكانه من المُسلمات مما سبب فجوة كبيرة ساهمت بتفاقم ازمة البطالة وقلة الخبرات ناهيك عن احتكار العمل لصالح اشخاص معينين او أُسر و افراد.
كما وان العمل في القطاع الخاص يقيد الموظف بشروط و لوائح تختلف من مؤسسة الى اخرى وحسب النشاط الذي تمارسه، وايضاً قد لا تتوفر فرصة لتطوير الذات باعمال اخرى ليس لافتقار العمل في القطاع الخاص الى مقومات او غيرها بالعكس فهو يسعى دائما للتطور ولكن يحدث احياناً اختزال عمل معين على شخص دونما غيره كونه الوحيد الذي تعمق بأدق تفاصيله الامر الذي سيحرمه التطور بمجالات اخرى والذي سيظهر اثره بعد تركه للعمل كونه يملك خبرة واحدة لا اكثر.
ومن هنا جاء الاهتمام بالريادة اي العمل الحر المبني على التجربة الشخصية لمنتج او خدمة ما والبحث عن افضل الطرق لتسويقها وتعريف الجمهور بها لاقتناءها او التمتع بها. واهم ما يميز العمل الريادي هو كونه مبني على اساس حب الشخص لعمل او صناعة معينة او تقديم خدمة ما ويسعى دائما لتمييز نفسه عن غيره وفق ما يقدمه من عروض تختلف عن المنافسين في سوق العمل.
مميزات العمل الحر:
1- انت من يحدد نجاح مشروعك او فشله وفقاً لما قمت بالتخطيط له مسبقاً.
2- الحرية في توسعة العمل وتوجيهه نحو اتجاه معين وفق الرؤية الشخصية.
3- القرار سيكون وفق متغيرات سوق العمل لديمومة المشروع وضمان عدم تفككه او خسارته.
4- التطور المستمر في العروض والخدمات في سوق العمل.
5- الصبر و النفس الطويل هو ما يميز الشخص الريادي كونه يعمل ليصنع اسم لنفسه قبل ان يفكر بالربح فقط.
6- بالامكان البدء براس مال قليل نسبياً وحسب طبيعة المشروع.
وفي المحصلة النهائية فان العمل سواءً في القطاع الخاص او العمل الريادي الحر فهو قرار الشخص وفق ظروفه الحياتية والاجتماعية ولاضير من تعلم بعض الامور من القطاع الخاص من خلال العمل فيه قبل الانطلاق بالعمل الريادي الامر الذي سيسهل البداية ويجعل الانطلاقة اكثر سلاسة.