العالم قاب قوسين أو أدنى من الحرب العالمية الثالثة


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8168 - 2024 / 11 / 21 - 02:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

يعيش العالم حاليا ظرفية عصيبة تفاقمت مباشرة بعد إعلان بايدن، الرئيس الامريكي المنتهية ولايته، عن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي. وهذا ما ارتضاه زيلينسكي ورحب به سيما، وأنه ما فتئ يطالب به حلفاءه في الاتحاد الاوربي وحلف الناتو.
ولم تمض سوى ساعات على هذا الارتياح، حتى سارعت أوكرانيا إلى توجيه ستة صواريخ من نوع أتاكمز نحو مقاطعة بريانسك الروسية، تم اعتراض خمسة منها وتمكن صاروخ واحد فقط من بلوغ هدفه، بحسب الإعلام الروسي. بالفعل، أججت هذه الضربة غضب الدب الروسي، وجعلت سيد الكرملين يذكر العالم بعزمه على تغيير العقيدة النووية الروسية. وهكذا أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من خلال توقيعه مرسوماً جديداً، العقيدة النووية المحدثة للبلاد. وتفيد الوثيقة بأن أي هجوم تقليدي تقوم به أي دولة على روسيا بدعم من قوة نووية سيعتبر هجوما مشتركا، كما أن أي اعتداء على روسيا من قبل دولة عضو في تحالف يعتبرعدواناً من قبل التحالف بأكمله.
ويتوقع العالم حاليا ردا روسيا مزلزلا سوف يستهدف إما أوكرانيا أو فرنسا وإنجلترا وأمريكا مجتمعة لأن هذه الدول الثلاثة لا تتورع في الإعلان جهرا بحرصها على االاستمرار في دعم أوكرانيا حتى النهاية. غير أن أمريكا برئاسة ترامب لن تستمر في تزويد أوكرانيا بالسلاح انسجاما مع ما وعد به في حملته الانتخابية وتجاوبا مع رغبته المعلنة في وضع حد لهذه الحرب في وقت وجيز. لكن بايدن اختار، كما ترون، التصعيد آملا في خلق مزيد من التوترات حتى يصعب على خصمه الفائز في الانتخابات تحقيق وعوده.
وفي ظل هذا الأجواء المشحونة والمتوترة، ظهر شبح الحرب النووية بكامل هيأته، وزرع الرعب في نفوس سكان العالم بدون استثناء. وحتى روسيا نالت حصتها من الرعب النووي وانخرطت في إحداث ملاجئ متنقلة مضادة للإشعاعات النووية. وقامت جارتها السويد بتوزيع خمسة مليون نسخة من دليل يحوي تعليمات تهدف إلى إرشاد السكان إلى ما يجب القيام به في حالة وقوع هجوم نووي.
ولعل النقطة التي أفاضت الكأس وأججت غضب الناتو وزعيمته أمريكا التحاق عشرات الآلاف من جنود كوريا الشمالية بجبهة القتال إلى جانب الجيش الروسي. والكل شاهد زعيمي كوريا الشمالية وروسيا يوقعان في آخر لقاء جمعهما على اتفاقية تحالف عسكري مشترك.
مباشرة بعد الهجوم على بريانسك الروسية، دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مجددا إلى تعزيز الردع الحربي لبلاده، بما في ذلك تعزيز قدراتها النووية، لمواجهة التهديدات النووية المتزايدة من قِبل الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام رسمية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية اليوم الأربعاء إن كيم جونغ أون زار قواعد صواريخ إستراتيجية، ووقف على استعدادات جيشه "للردع الإستراتيجي". ونقلت عنه قوله إن الأسلحة النووية الأميركية تشكل تهديدا مستمرا لأمن كوريا الشمالية، وإن التهديدات الطويلة الأمد تتطلب موقفا مضادا "شاملاوصارما" من بلاده.
ولكن، لماذا لاذ ترامب بالصمت بعد تعرض روسيا لهجوم بصواريخ أتاكمز؟ فسر الخبراء هذا الصمت بذكاء الرئيس المنتخب وعدم تهوره؛ لأنه لو صدر عنه تصريح ضد قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي فسوف يبدو في موقف معاد لبلاده يجلب له سخط الأمريكيين.