حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، تخرج عن سيطرة النظام بحسب منظمة غير حكومية


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 01:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

أعلنت منظمة غير حكومية، اليوم الأحد، أن حلب، ثاني أكبر المدن السورية، لم تعد تحت سيطرة النظام للمرة الأولى منذ عام 2011، وذلك بعد هجوم مبهر شنه تحالف من الجماعات المتمردة بقيادة إسلاميين.
شن مقاتلو المعارضة هجوما يوم الأربعاء ضد قوات نظام بشار الأسد، المدعوم من روسيا وإيران، في شمال غرب سوريا وسيطروا على عشرات البلدات قبل أن يصلوا إلى حلب، القطب الاقتصادي للبلاد والشهير بقلعته التاريخية.
تزامن هذا الهجوم مع دخول الهدنة بين إسرائيل وحزب الله، حليف سوريا وإيران. قتل أكثر من 330 شخصا في المجمل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منظمة غير حكومية يوجد مقرها في المملكة المتحدة، وتعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا.
يعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه منذ 2020 في سوريا، حيث بدأت الحرب الأهلية سنة 2011، وشارك فيها محاربون مدعومون من قوى إقليمية ودولية مختلفة وجماعات جهادية، مما أدى إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ متباينة.
بدعم عسكري حاسم من روسيا وإيران، شن النظام السوري هجوما مضادا عام 2015، مما ساعده على أن يستعيد تدريجيا السيطرة على جزء كبير من البلاد، من بينه مدينة حلب التي استرجعها بأكملها عام 2016.
حاليا، تسيطر هيىة تحرير الشام الجهادية وحلفاؤها على مدينة حلب، باستثناء الاحياء التي تسيطر عليها القوات الكردية. ولأول مرة منذ بدء الصراع سنة 2011، تخرج حلب عن سيطرة قوات النظام السوري، كما قال، في وقت سابق من يوم الأحد، مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس بريس.
شنت هيئة تحرير الشام، التي يهيمن عليها الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة، وفصائل المعارضة السورية، بعضها مدعوم من تركيا، هجوما يوم الأربعاء انطلاقا من منطقة إدلب المجاورة لمنطقة حلب، آخر معقل للهاربين من النظام.
دخلوا حلب يوم الجمعة، واستولوا على معظمها يوم السبت، "دون مواجهة مقاومة كبيرة"، بحسب المرصد. ووصلوا إلى القلعة وسيطروا على المباني الحكومية والسجون والمطار الدولي. كما رصدت المنظمة الحقوقية غارات جوية روسية على حلب يوم السبت، وهي الأولى من نوعها منذ 2016.
مشى المتمردون في الشوارع، رافعين أعلامهم وممزقين صورة بشار الأسد أمام مركز الشرطة، وفق صور نشرتها وكالة فرانس بريس. ومع ذلك، أكد الأسد أن بلاده قادرة على "هزيمة الإرهابيين".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تقدم المتمردون أيضا يوم السبتىفي محافظتي إدلب وحماة وسيطروا على عشرات المواقع الاستراتيجية دون أي مقاومة تذكر
وأعلنت نفس المنظمة غير الحكومية، يوم الاحد، أن الجيش السوري عزز انتشاره في محيط مدينة حماة وسط البلاد. وأكد الجيش وجود مقاتلين مناهضين للنظام في "أجزاء واسعة" من حلب، وأعرب عن أسفه لسقوط "عشرات" القتلى والجرحى في الهجوم.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، قبل مغادرته إلى دمشق، إن إيران "تدعم بقوة جيش وحكومة" هذا البلد. كما دعت طهران، يوم السبت، إلى "التنسيق" مع موسكو للتصدي لهذا الهجوم.
ورأى البيت الأبيض أن النظام السوري يعاني من عواقب "رفضه" الدخول في حوار سياسي و"اعتماده على روسيا وإيران".
وشهد شمال غرب سوريا هدوء غير مستقر خلال السنوات الأخيرة بموجب وقف اطلاق النار الذي رعته موسكو وأنقرة، والذي تم التوصل إليه بعد هجوم النظام سنة 2020.
فرض المتمردون حظر التجول على مدار 24 ساعة في حلب حتى الساعة الخامسة مساء من يوم الأحد (الثانية ظهرا بتوقيت غرينتش) "لضمان سلامة السكان".
وقالت دارين خليفة، الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية، إن "خطوط النظام انهارت بوتيرة مذهلة؛ الأمر الذي فاجأ الجميع".
وتسيطر هيئة الشام والمتمردون على مساحات كاملة من محافظة إدلب، بالإضافة إلى أجزاء من محافظة حلب وحماة واللاذقية.
من جانبهم، أنشأ الأكراد السوريون إدارة ذاتية تتمتع بسلطة عسكرية في مناطق واسعة شمال شرق البلاد.
يوم الجمعة، دعا الجيش التركي، الذي يسيطر على عدة مناطق في شمال سوريا بعد طرد القوات الكردية، إلى "وقف الهجمات" على إدلب بعد الغارات الروسية والسورية.
للتذكير، فقد بدأت الحرب في سوريا عام 2011 بعد القمع الوحشي للمظاهرات المؤيدة للديمقراطية، وخلفت نصف مليون قتيل