الدار البيضاء: مشاريع كبرى من شأنها تغيير وجه المدينة


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 08:18
المحور: الادارة و الاقتصاد     

بينما تستعد المملكة بأكملها لاستضافة كأس الأمم الإفريقية عام 2025 وكأس العالم عام 2030، تعمل الدار البيضاء، في هذه اللحظة بالذات، جاهدة على أن تكون في مستوى الموعدين الحاسمين لتعويض عقود من التأخير. ها قد جاءت الفرصة المناسبة، وها بعض المشاريع المكتملة بدأت بالفعل في تحديد الاتجاه.
إنه أمر مثير للإعجاب، خاصة وأنه ليس من قبيل البربكولاج. بل هناك مشاريع بنية تحتية ضخمة قيد التنفيذ في الدار البيضاء. نحن إذن أمام عمليات إعادة تهيئة ضخمة لا تهدف فقط إلى تخفيف الازدحام المروري الشديد، ولكن أيضا إلى تحديث المدينة.
في هذا الإطار، يندرج الطريق المزدوج الجديد الذي ساهم في انسيابية حركة المرور بشكل ملحوظ نحو مطار محمد الخامس، والطريق السيار A3 نحو مراكش، فضلا عن المناطق الصناعية الواقعة جنوب المدينة.
أما طريق أزمور (R320) ، وهو شريان يربط وسط المدينة بدار بوعزة، فيجري العمل على توسيعه إلى ثلاث مسارات. هذا الطريق، الضروري للركاب الذين يعيشون في هذه الضاحية الساحلية المزدهرة، من المفترض أن يكتمل بناؤه بحلول دجنبرر 2024 .
ومن المقرر إنشاء ثلاثة أنفاق عند التقاطعات الرئيسية، من أجل انسيابية حركة المرور بتكلفة ملياري درهم كاستثمار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن طريق مديونة، وهو محور إشكالي آخر بسبب حالته المتدهورة، هو أيضا في مرحلة إعادة التهيئة.
ومن المشاريع الرائدة المحج الملكي. انطلقت أشغال هذا الورش منذ أكثر من ثلاثين عاما، بهدف ربط مسجد الحسن الثاني الكبير بوسط مدينة الدار البيضاء، مما يرمز إلى التجديد الحضري للمدينة.
لكن هذا المشروع، الذي لم يكتمل بعد، يعوقه آلاف المباني الآيلة للسقوط في المدينة القديمة.
قبل الشروع في إنجاز عمليات الهدم الأخيرة، في بداية المشروع تحديدا، تمت إعادة إسكان 3000 أسرة فقط من أصل 11500 أسرة. والآن، تم بالفعل الانتهاء من أكثر من 80% من ملفات إعادة الإسكان، ولكن لا تزال هناك عدة مراحل من هذا المشروع يتعين تنفيذها.
كما تريد سلطات العاصمة الاقتصادية توسيع شبكة ترامواي، خاصة بعد النجاح الذي حظيت به الخطوط الأربعة. إلى هذه الشبكة، تنضاف حافلات الخدمة عالية المستوى المعروفة ب(باصواي)، والمنتمية إلى جيل من الحافلات التي تسير على مسارها الخاص بتنسيق مع نظام الترامواي .
إلى جانب ذلك، هناك خطان جديدان لحافلات النقل السريع، تم إطلاقهما في الأول من مارس 2024 بعد أربع سنوات من العمل، ويتميزان بالسرعة والانتظام والراحة.
كما تستعد الدار البيضاء أيضا لاستقبال شبكة قطارات جهوية، وهو مشروع تقدر كلفته بـ 11 مليار درهم، ومن شأنه بالتالي إعادة تعريف الروابط بين الدار البيضاء ومنطقتها، وتشكيل كيان واحد.
هذه الشبكة المكونة من خمسة خطوط ستكمل مشروع الخط فائق السرعة قيد التطوير حاليا، والذي سيربط في نهاية المطاف الدار البيضاء بمراكش، ثم بأكادير.