عايز أعيش في زمن أخر
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن
-
العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 09:19
المحور:
سيرة ذاتية
ما أود أن أقوله ..و أناقشه مع قوم عقلاء (اصبح من النادر وجودهم )..متعة لا يسمح الشخص المتخلف داخلي أن تصل إلي حدود الوعي ..حرصا علي ألا ينشع جزء منها للخارج .. فأصبح .. في موقف لا أحسد عليه .
الشخص المتخلف المسيطر علي عقلي و سلوكي .. تربي في هذا المكان .. تعلم قيمه و حدوده و تابوهاته ..و سجن نفسه في تقاليدة و أفكاره حرصا علي ألا ينبذه الأخرون .. كما فعلوا مع طه حسين و خالد محمد خالد و سلامة موسي ونصر حامد أبو زيد وسيد القمني و العشرات من الذين حاولوا كسر الطوق المفروض علي فكرهم ..فجرى تجنيبهم ومحاربتهم و في بعض الأحيان محاولة إغتيالهم أو تصفيتهم .
نحن نعيش في مجتمع مظلم ..نسير بين جدارين لا حدود لإرتفاعهما يحجبان الشمس و الرؤية .. أحدهما فكر ديني مستمر في هذا المكان من عصور ما قبل التاريخ ..إختلفت خطاباته و أربابه ..منذ أوزيريس و رع و أمون حتي ما يعتنقه المصريون اليوم من المسيحية القبطية و الإسلام السني ..و لكنها حرصت كلها علي أن يكون حديثها مريحا .. مهدئا .. ناعما ..يرد علي كل الاسئلة .. بانها إرادة السماء و ربها العادل ..باريء نفسه خالق الكون و ما فية المسيطر علي جميع الكائنات يرزقها حتي تلك التي تعيش في صحراء قالحة أو شقوق الجبال . فلا تحمل هما .. رزقك سيأتيك مهما ساءت الأحوال
رجال الدين يدعون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة .. و يريدونك أن تصدق هذا ..يتدخلون بحكم سلطاتهم في كل شئون حياتك و مماتك ..و لا يتركون لك أى فرصة .. للتفكير أو التحرك خارج ما يفرضونه عليك .بعض منهم أتفزز منه لا أطيق رؤية صوره أو سماع أحاديثه و لكنني لا اصرح بذلك .
الجدار الأخر .. متعدد الطبقات .. تقيمة جهات سيادية متغيرة الخطاب ولكنها لا تطيق أن تسمع نغمة نشاز خارج كورالها ..
أى مواطن مهما تقدم فكره أو قدراته الذهنية هو شخص في نظرها قاصر .. لا يفهم صالحه ..و غير مسموح له بالنطق ..أو الإحتجاج أو التظاهر .
نحن نعرف مصلحتك أفضل منك ..و من يتصور نفسة خارج النظام نعرف كيف نهذبة و نربيه و نعيد توجيهه .. حتي يصبح مواطنا صالحا .. إنسانا ذو بعد واحد .. إسطوانة معلبة تنطق بما هو مطابقا لمواصفات الفابريكة .
الدين الذى ينفي إرادة الناس لصالح إرادة السماء ..و الدولة التي لا ترى المواطن إلا رقم في كشف المواليد تنقله بعد فترة إلي كشف الوفيات .. يلجمونني .. يمنعونني من التفكير .. أو الخروج خارج الوصايا المذكورة في كتالوج .الصناعة و التشغيل .. حتي يتيبس عقلي ..و يصبح متوافقا معهم
المشكله تزداد سوءا و قسوة أن الجموع التي نتحرك معها بين الجدارين تشوهت .. و هجرت فطرتها ..وجعلت من نفسها جواسيس بدون أجر..حراس للهوية .. ترقب سلوكك ..و تنتظر أن تنحرف عن قياساتها ولو قليلا .. لتعيدك للصف .. سواء بإسم الدين و الشرف و الأخلاق و التقاليد و الأعراف .. أو بإسم الوطنية و الولاء ..و الإلتزام القومي ..ووحدة الصف الضرورية من أجل إستمرارية الدولة و عدم وقوعها في الفوضي .
بصراحة لا تغادر فكرى أحداث مسرحية سارتر الجحيم هو الأخرون .. أنظر للناس كما لو كنت اراهم لاول مرة أندهش من سلوكياتهم و حياتهم .. و اكاد أن أتكلم .. فيزجرني المتخلف الذى داخلي .. مانعا .
ساموت ..و لم أصرح لكم بما أفكر فيه .. أرائي السياسية بدون مواربة كتمتها عبر نصف قرن وسيستمر هذا ..رؤيتي لحكم ضباط 1952 و ضباط 2011 الذى دمر المكاسب و القياسات الإنسانية المعاصرة .. نفورى من الفقر الذى وصل حتي عتبة منزلي و يطرق الباب بشدة ..
إنزعاجي من السياسة الإقتصادية و إسلوب الجباية وعدم رضاى عن مافعله عاطف صدقي و عاطف عبيد و بطرس بطرس غالي و معيط نطاط الحيط..
سأموت ولم اذكر من أكره من الشخصبات العامة و الخاصة .. و أدير وجهي عندما أرى صورهم أو خبر عنهم ..
و من أحتقر و أعبر كل لحظة عن رغبتي الداخلية في أن تحل البلاوى و المصائب يهم (السيد علي عبد العال مايسترو تقنين نهبنا ..و أشباه الرجال الذين إستخدموا ممثلاتنا في أعمال الكونترول الحقيرة ..أو عذبوا الناس بقسوة المجانين )..
أخفي راى في المهندسين و الإداريين الذين تعاملت معهم.. و الكتاب العجزة والكاتبات المتسلقات و الفنانين و المثقفين الوصوليون الذىن كان لي صلة بهم ...
لدى حكايات كثيرة أكتمها ..و يحرص الرقيب الداخلي علي فلترتها ..و عندما أحوم حولها يردعني بشدة . .إسكت بلاش مشاكل
أنزل ستارا غامقا .. لا يظهر حياتي اليومية و علاقاتي بالناس المقربين و المفروضين علينا .. يخفي صراعاتي .. شهواتي و رغباتي .. سخافتي ..تمنياتي الشريرة وحسدى للبعض .. التجارب الحميمة المتعددة مع الجنس الاخر....والرغبة المحمومة في التحقق .. ثم نفورى من المال والسلطة و تأثير كل هذا علي سلوكي ..
أتجنب ذكر.. الرغبة الداخلية في سب بعض الناس باقذر الفاظ أبناء الحوارى كذلك ايام السقوط ... و النفي . و. ما أخجل منه أو أحرص علي إخفائه ...و باقي الأمورالتي ستظل حوارات داخلية .. يمنعها الرقيب من الخروج لدائرة الشعور .. حتي اصبحت بطول الزمن و عدم المواجهه غمامات .. تبعث علي عدم الرضي و لا تحدد المشكلة ..
و ددت لو أنني كنت أنقي من هذا الشخص الذى أحمله .. و لو أنني هاجرت بعيدا .. حيث لا وجود لجدران و لا موانع و لا تابوهات ( الدين و السلطة و الجنس ) ..و لا دولة ..و لا كهان ..و لا رقباء متخلفين .
و لكنني كلما ..تصورت أن هناك مكانا جميلا علي الأرض .. أعيش فيه حرا و أستطيع أن أقول ما يدور بداخلك سواء كان صحيحا أو مخطأ أو منحرفا .. لا أجد .. كل من هاجر قبلي يشكومن الناس الذين يعاشرهم ..و الدولة ..و القوانين و إختلاف الرؤية ..
حتي اليوتبيا .. التي فكر فيها القدماء ..و تصوروا لها أشكالا مختلفة .. منها حقول الأليسيان التي يحكمها أوزيرس ..حيث يعيش المطهرون حياة هنية بسيطة .. أتساءل ترى هل تستطيع هناك أن تنتقد النظام الذى وضعه تحوت .. أو تقترح تعديلات فيه.. أوتكون لك حياتك الخاصة بعيداعن باقي المطهرون .. فاجد أن النيترات المسيطرة والتي تحرص علي منع الفوضي أكثر حدة ..و تمسكا من سجاني معتقلات هتلر و موسيليني
أعيش منفصلا صامتا وحيدا معظم ساعات اليوم ..لا أعبر عن نفسي ..و لا افكارى المجنونه المتعارضه مع أنظمتكم و قيمكم ..
أتعامل مع الناس علي أساس أنهم الغام خطرة قد تنفجر في أى لحظة .. لا أصدق أحاديثهم التي يصفيها و يفلترها قبل أن يصرح بها صاحبها ..رقيب مجتمعي و نفسي يحملونه دوما
أود أن الغي جميع الصداقات علي صفحتي .. لا يقرأها أحد .. فاتحرر أقول ما افكر فيه بعد مغالبة المتخلف الداخلي الذى يسكت صوتي..
أطفح كل ما يحتوية عقلي الباطن ..كما هو ببدائيته و فجوره و قسوته ..و غرابته ..و عدم رضاه و شكة .. و عنده .. دون أمل في ثواب ..أو عقاب