حول تجربتي في لجنة التضامن التونسية من أجل إطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اللقاء الأول من أجل تأسيس لجنة التضامن التونسية لإطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله كان سنة 2012 أو 2013 على ما أذكر في الشارع أمام واجهة بلورية لأحد المحلات في شارع بورقيبة وصورة الواقعة:
كنت واقفا أتأمل بعض الأحذية الرياضية التي لا أقدر على شرائها ولكني أحب أن أرتديها فماركتها مشهورة وهي مختلفة جدا عن الصناعة التونسية التي لا تدوم أبدا (عاهدك بيها وتتلف بعض الأسابيع كافية لجعلها تضحك بملء شدقيها).
كنت أمام تلك الواجهة البلورية الفخمة و إذا بامرأة لا أعرفها وقتها تناديني بإسمي وتسلّم، اعتقدت في البداية أن الأمر عادي فلا شك أنها من بعض معارفي وقتها...
لم أكتف بمشاهدة هامتها المنعكسة على البلور بل التفت إليها ورددت التحية (كما يقولون في اللغة بأحسن منها) وقلت لها: معذرة سيدتي لم أعرفك!!! فمن تكونين؟ ردت أنا نجوى الحامي... نجوى كانت وقتها تحمل أوزار كثيرة ولعل اضخمها هو أن تجد من تعول عليه وتكون معه لتؤسس وفي تونس لجنة للمطالبة بإطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله.
ثم أضاقت أنت سي بشير الحامدي معروف وجورج عبد الله يعرفك فهو يتابع كتابتك على النات وأنا أيضا أعرفك عن طريق كتاباتك واستمرت في الحديث حتى وصلت لغايتها التي جاءت من باريس لأجلها وهي دعوتي لإيجاد "مناضلين" يكونون لجنة تطالب بإطلاق سراح سجين القرن في فرنسا جورج عبد الله (وبالمناسبة فنجوى محامية ولكنها لا تشتغل بالمحمات بل تشتغل شغلا آخر يكفيها ما تحصل منه من نقود للعيش في فرنسا والتنقل مرات لتونس أو الجزائر أو.... ).
على كل حال اتفقنا على أن أسعى لإيجاد لفيف من الأصدقاء ونكوّن تلك اللجنة. وقتها كنت في عصيان وأقرب واحد لي هو صلاح الداودي طرحت عليه الأمر فرحب به كثيرا لتلتحق بنا مجموعة أخرى من الأصدقاء فيما بعد نسيت أسماءهم وبدأنا الترتيب لأول وقفة ستكون لنا أمام سفارة فرنسا قبل أن يسيجوها بالأسلاك الشائكة وبعض الحجارة الإسمنتية كما هي الآن.
وكانت الوقفة الأولى التي جلبت كثيرا من الناس.
الناس وقتها ليسوا مثل اليوم!!! كانوا يتساءلون من يكون هذا جورج عبد الله وفيهم حتى من هو رافض للفكرة أصلا هو يعتقد أن الأمر لا يهمنا...
الوقفة الأولى جلبت للجنة شخصيات سياسية وازانة... رفعنا لافتة كبيرة مكتوب عليها اسم اللجنة مباشرة على باب السفارة وتداولنا على أخذ الكلمة ووثقنا كل شيء واستمرت الوقفة الأولى ساعة أو أكثر رفعت فيها شعارات كثيرة منددة بفرنسا مدعية الديموقراطية وعرفنا الحضور بمن يكون جورج إبراهيم عبد الله ووزعنا صورا ومنشورات ثم كتبنا برقية للسيد سفير فرنسا نطالب فيها بإطلاق المسجون وانسحبنا في انتظار التحضير للوقفة الثانية.
وتتالت الوقفات حتى عام 2019 وأصبحت اللجنة معروفة ووقع التعريف بجورج لدى التونسيين المهتمين وكوّنا صفحة على النات باسم اللجنة كنت أديرها نضع فيها أخبار اللجنة واللجان الأخرى في العالم ونحرص على أن تكون الصفحة نظيفة بلا علل ولا تسقط في ركاب أحد...
ونظرا لتعدد مشاغلي فقد تركت إدارة الصفحة لبنت اسمها على النات ليزا تونسية من الجريصة تعمل معلمة... ليزا هذه لم يكن يظهر عليها في البداية أنها هي نفسها كانت تسعى لإدارة الصفحة فهي هي تعرف أنه سيحين الوقت لذلك... لقد كانت تكتم رغبها هذه و لا تصرح بها لأحد والحقيقة أنها كثيرا ما كانت تتبنى مواقفي تحديدا في محاولة منها لكسب ثقتي.
قلت تركت لها أمر إدارة الصفحة وخطئي أني لم أعلم بقية من معنا بذلك .
الآنسة ليزا ما أن صارت مديرة الصفحة حتى رفع في وقفاتنا العلم الأصفر ههههههههههههه علم حزب الله.
اللجنة لجنة سياسية ومبادؤها معروفة هي راديكالية ليست لا مع حزب الله ولا مع الجبهة الشعبية ولا مع حزب العمال مثلا ولكنها تنسق مع البعض منهم في التحركات التي نقوم بها سواء في شارع بورقيبة أو أمام سفارة فرنسا بإستثناء حزب الله طبعا الذي نعتبره حزبا طائفيا رجعيا مرتبطا.
الآنسة ليزا و لأنها متنّت علاقاتها مع لجان أخرى صارت تتكلم كلاما للاستهلاك مع بعض وسائل الإعلام اللبنانية تحديدا وتصرح بما ينافي الحقيقة وصارت تعقد اجتماعات لتحظير الوقفات مع الجميع(الجبهة الشعبية التونسية أنصار حزب الله في تونس ووو) تحدثنا في الأمر فلم أجد منها سوى التعنّت و أنه يجب علينا الإنفتاح على الجميع (لغة تجمع) وقتها تركت الجمعية و انحسبت منها كان ذلك على ما أذكر سنة 2019 . لما انسحبت وقع حذف أغلب المنشورات التي وضعتها لما كنت أدير الصفحة وتحديدا أغلب الفيديهوات التي فيها خطابات لي وهكذا وبالنسبة لي انتهت الجمعية و انتهى صمودها فقذ صارت مثلها مثل غيرها من الجمعيات اليمينية الرثة.
هذا هو النص الذي وعدتكم أن أكتبه عن تجربتي في لجنة التضامن من أجل إطلاق سراح جورج إبراهيم عبد و لا أدري هل وصلت تلك الكتب التي أرسلتها بعد أن قيل لي أن جورج طلبها.
وخرافتنا خشت الغابة و العام الجاي تجينا صابة هههههههههههه
ــــــــــــ
تونس. الحمامات
08 جانفي 2025