تونس: ديموقراطية طرد الخوانجية من الحكم والجلوس مكانهم


بشير الحامدي
الحوار المتمدن - العدد: 8017 - 2024 / 6 / 23 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

عندما نفهم أن أهمية "الديمقراطية" الي طردت الخوانجية من الحكم تكمن فيما تمنعه أكثر مما تسمح به سنفهم لماذا هناك 54 والذي هو في الحقيقة مسمى آخر للتشريع لقمع الدولة البوليسية التي لها وجه آخر يمثله السياسيون الخردة المشكلة منهم والذي كتب شهادة ميلادهم السياسية الحقيقية ما يسمى بمسار "الانتقال الديمقراطي" وسنفهم أيضا لماذا التفّ حول هؤلاء السياسيين الأميين "جمهروش" وتبعهم الناس متصورين أن لهم سياسات يمكن تحقيقها.
الضبط هذا هو الضبط السياسي للمافيات التي تركها 17 ديسمبر طليقة فأطلقت فيما بعد لسانها ومالها وصارت تتكلم عن الثورة وعن الديمقراطية وعن الشرعية وتلك هي بالضبط ديمقراطية الأقلية الفاسدة التي لا تستمد نفوذها إلا من المنع منع كل حقوق الأغلبية (شغل أسعار- كرامة) للمحافظة على مصالحها
تونس اليوم في قلب هذا الوضع وهذا الطور من الانقلاب ليس له أفق سوى هذه السياسات بما أن أفق حركة اجتماعية جذرية مستقلة مقاومة غائب ويمكن أن يظل غائبا لسنوات.
هذا الوضع لم ينشأ أمس أو نشأ اليوم هذا الوضع بدا يتراكم منذ 2011 وأوضاع الانهيار التي عليها الأغلبية المسؤول عنها ليس من هم في الحكم فقط بل مجموع الخردة السياسية والنقابية التي وقفت سنة 2011 أمام كل تجذر ممكن للحركة وعلى راسها بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل ومعارضات قطع الطريق والدولة المدنية والانتخابات.
23 جوان 2024