الواقف في الحلق كشوكة
بشير الحامدي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 00:16
المحور:
الادب والفن
يقولون إنك واقف في الحلق
كما السم في الدسم
إن ابتلع قتل
وإن بقي قتل
تسألني من يقول ذلك!!
لا أدري ولكني سمعت الخبر
في الإذاعات
على الشاشات
يرددونه بلا كلل
ويقولون أيضا
أنك ابن القمر
تتوضأ في الفجر
لتطهّر نجاسة الليل
وتبقى على نجاسة النهار
تبقى على العار
فالناس لا يلتفتون
وحتى في قبورهم هم منشغلون
لأن هناك من حذرهم منك
وقال: ابن زنا لا خير يرجى منه
أرجموه بالحجر
تنجون من شرّه
فلا شيء يمكن أن يوقفه
فهو كالنجاسة بالضبط
لا يطهره مطهر
ولا تعنيه حدود
قالوا عنك شيوعي أو لا أدري
ونسوا أنك ابن زنا لا مذهب لك
أنت فقط واقف في الحلق كشوكة
كسكين
وهناك من قال أيضا
أن بدلتك واتك
حين تلبسها في الأعياد الوطنية
لا يهم أن تكون زرقاء أو حمراء وحتى خضراء أو قزوردية
المهم أن تقف فيها كالعمود
يقولون أيضا أن الجند الذين يحرسونك
أولئك...
من تقول إنهم جندك
هم ليسوا لك
وسيأتي اليوم الذي يقبضون فيه روحك
كالله بالضبط
وأنك ستعاني كثيرا في القبر
هكذا يقولون
هل سمعت يوما بقصة ذلك الرجل
كيف كانت نهايته...
لا... لا أقصد فرسان الطوائف
بل أقصد ذك الفتي الأشقر
هو أيضا له من ملامح ابن القمر الكثير
ذلك الذي جاء الأندلس على حمار
ذلك الذي يدعونه بابن عامر
ذلك الذي تسلق كل المراتب ثم وقع من سلم الحكم
فلم يجد من يبكيه
يقولون إنك مثله
لكن أنا لا اصدقهم
أنا أرى شيئا آخر يليق بك
وهو أن تظل تجري وتجري والأرض تدور
وأنت تجري وتجري
حتى يقع حتفك
فيتساءل الناس يا لموتتك الشنيعة
وسرعان ما ينسوك
هذا هو القصاص الذي تحدث عنه "مكيافيلي"
قبل قرون
هكذا كانوا يقولون
04 ديسمبر 2024