الغرانيقُ السياسية ببلادنا، -خيرُها لا يُرتجى-..


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

"معذرة"، فسُخْط/حقدُ الغرانيقِ قاتلٌ؛ وإنّي "هالكٌ" لا محالة...

لن أعود الى التاريخ وحكاية "الغرانيق" التي اختلف "قومٌ" في أمر "خيرِها"، هل يُرتجى أم لا يُرتجى؟!
يهمُّني بالدرجة الأولى "خيرَ"، بل شرَّ الغرانيق السياسية ببلادنا.
أولاً، ورفْعاً للُّبْس، غرانيق بلادي لا خير لها غير "خِيرْنا ما يْدّيه غِيرْنا"، بأحد المعاني "المغرب لنا ولا لغيرنا" (أحد شعارات حزب الاستقلال في زمن مضى)؛
ثانيا، غرانيق بلادي تبحث، بل تستجدي خيرَ النظام القائم من خلال الامتثال واحترام "الخطوط الصفراء"، وليس فقط الخطوط الحمراء..
وما يفضح غرانيق بلادي أيضا هو خضوعها الحرفي والمُذِّل للقوانين الطبقية للنظام..
وما يفضحها وبإصرارٍ و"عن سبْق ترصُّد" هو ابتعادها المكشوف عن القضايا الحارقة، ومن بينها معارك العمال والفلاحين الفقراء والمعتقلين السياسيين والمُعطّلين والطلبة...
وما يزيد من فضح غرانيق بلادي هو ركوبها على "الواجهة" حيث الكاميرا "شاعْلة"، أي تهافتها على كلّ ما يلمع بهدف تسويق صورتها وتجميلها أمام المحافل الدولية المُخادعة ذات الجوائز والمُكافآت المالية السخية، ومن بينها العلامات الصهيونية؛ وليس خدمةً لما تدّعي خدمته. ولرفع التّحدي، لماذا سكوتها عن صهيونية وتصُهين أسماء ومنظمات معروفة ووازنة، وكمثال فقط المنظمة الأمريكية المُتصهينة هيومن رايتس ووتش. وللأسف والحسرة، القضايا الكبيرة والعادلة لا "تلمع" في أعين غرانيق بلادي ولا ترِنُّ في آذانها؛ ومن بينها معركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس التي فاق صمودها توقعات النظام والبيروقراطية النقابية وكافة الجوقة الانتهازية من أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية بيروقراطية..
ودائما، ومن باب المصداقية، ما قولُ الغرانيق السياسية ببلادنا؟
المرجو نسيان أو تناسي "المُزعج" حسن أحراث و"خُزعبلاته"، هل من دعم حقيقي وفعلي لمعركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس ولغيرها من المعارك النضالية بمختلف مناطق بلادنا (سلا، قرية بّا محمد...)؟
إننا لا نبحث عن خدمة أنفسنا، نحن على استعداد للتضحية بحياتنا من أجل انتصار الثورة المغربية ومن ضمنها قضايا العمال، لأنها قضايا الإنسان..
ومن يبحث عن الغرانيق السياسية ببلادنا، فضحا وإدانة أو حتى معانقة، أدُلُّه وببساطة وبالمجّان على رابط أو روابط الوقفات والمسيرات، خاصة أمام البرلمان بالرباط؛ فسيجدها في الصفوف الأمامية وراء اللاّفتات التي تُعبِّر عن هويتها السياسية وعن انشغالاتها وعن سقفها؛ علماً أن الصفوف الأماميّة تكون محجوزةً دائماً ومُسبقاً (صفوف خمسة نجوم) لفائدة الغرانيق السياسية والنقابية والجمعوية..
ولتثبيت والتأكد من صورة وعنوان هذه الغرانيق المُحترفة، المرجو مراجعة وقفات واعتصامات العمال والفلاحين الفقراء...، حيث غيابُها المستمرّ وتنكُّرها البشِع والماكر...
إنها حقّا الغرانيق العُلا، وخيرها ببلادنا لا يُرتجى؛ قد "يُرتجى" من طرف "البعض" (الحواري)، لست أدري..!!
"معذرة"، فسُخْط/حقدُ الغرانيق قاتلٌ؛ وإني هالكٌ لا محالة...