في الذكرى 35 للشهيد عبد الحق شبادة (19 غشت)..


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 21:16
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     

كل ذكرى ونحن أوفياء..
إننا لا ولن نترك محطات الشهداء تمر دون تسجيل موقفنا السياسي المعبر عن الوفاء لهم وعن الالتزام بخدمة قضيتهم/قضيتنا، قضية الجماهير الشعبية المضطهدة وفي طليعتها الطبقة العاملة..
ونعتبر تخليد محطات الاستشهاد وبالشكل الذي يليق بالشهداء وبتضحياتهم عنوانا لمواصلة المعركة ضد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي..
إننا بقدر ما نستلهم من بطولاتهم الدروس والعبر، بقدر ما نحمل أنفسنا مسؤولية صيانة رصيدهم وتطويره على أرض الواقع بهدف إنجاز المهام التي قدموا دماءهم من أجلها..
نعترف أننا لم نرق بعد الى المستوى النضالي المطلوب رغم عقود من الكفاح والسخاء النضالي، ونجدد العهد على بذل كل الجهود لنساهم في تحقيق حلم الشهداء، أي حلمنا المشترك. ويبقى الاشتغال على بناء الذات المناضلة أكبر تحد أمام المناضلين الثوريين حقا. ولن يكون مقبولا أي تبريرات ذاتية أو "موضوعية" أمام أو مقارنة بتضحيات الشهداء والمعتقلين السياسيين. إن النقاش الرفاقي قد يطول أو يقصُر في مواضيع شتى، وأبواب النقاش مفتوحة دائما للوضوح والتوضيح، لكن الأولوية الآن لنقاش بناء الذات المناضلة وتطويرها لتواكب تنظيما وتأطيرا معارك العاملات والعمال. إنها مسؤولية الماركسيين اللينينيين حقا، بل إنها الخط الفاصل بين الثوري حقا والثوري شكلا..
ومادام التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي لا يزداد إلا تفاقما واستفحالا، فمسؤولية النهوض بأعباء الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية تفرض نفسها بإلحاح. وأي مسار بعيد عن هذا السياق انزياح مكشوف عن طريق الشهيد عبد الحق شبادة والعديد من الشهداء. وإن الحديث عن الشهيد شبادة وباقي الشهداء يفقد عمقه ونضاليته إذا لم يستحضر خطورة المخططات الطبقية التي تعمق معاناة شعبنا ويستنكرها ويدين صناعها. ومعركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس ومعارك أخرى ضحية التعتيم تفضح الخطابات المنمقة والشعارات البراقة لمن يعلن أو يدعي الانتماء الى درب الشهداء..
إن الأمر هنا لا يعني كشف الوجوه، لأننا نعلم أن العديد من المناضلين مجندون ميدانيا لدعم المعارك البطولية للعاملات والعمال بمكناس وبمدن ومناطق أخرى. إن المقصود هو رفع التحدي والقيام بالواجب النضالي انسجاما ومرجعيتنا وأهدافنا، والتنسيق المنظم والمنتظم بين المناضلين مؤشر على خوض غمار بناء الذات المناضلة. علما أننا لن نبني ذاتا ولا حتى (...) إذا سرنا في أنفاق الذاتية المفرطة. فليبحث المناضل حقا عن رفيقه حقا. لأن الانتماء الى الشهداء، ونقولها بكل مسؤولية وبصوت مرتفع في ذكرى استشهاد رفيقنا شبادة وفي كل ذكرى لشهداء شعبنا، هو أولا وأخيرا انتماء الى الثورة، وغير ذلك إفراط في الاستهلاك والتيه والضجيج..
نحن رفاق الشهيد، نواجه النظام القائم بصدر عار ونواصل المعركة حتى النهاية..
نحن الشهداء والشهود..
المجد والخلود لشهيدنا عبد الحق شبادة في ذكرى استشهاده 35 (19 غشت 1989) ولكافة شهداء شعبنا...؛
الخزي للنظام القائم وعملائه المكشوفين (القوى الرجعية، الظلامية والشوفينية...)؛
الذل والهزيمة للرجعية والصهيونية والامبريالية؛