الأحلام من داخل السجن مريحة..


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الأحلام إبان الاعتقال بالنسبة للمناضل/ة آلية من آليات مقاومة شراسة السجن والسجان. وتعتبر أيضا ملاذا مفتوحا للشعور بالاطمئنان واستسهال تحقيق الأهداف المنشودة. فيكفي المعتقل، وأقصد المعتقل السياسي، أن يصمد وأن يفكر وأن يبدع وأن يقيم/ينتقد/يقترح وأن "يطلب" (حتى)..
بدون شك، ليس معنيا مباشرة بالتنفيذ؛ فوضعه لا يسمح له بذلك..
حتّى هنا، الأمر واضحٌ ومفهوم. لكن، ماذا بعد مغادرة السجن؟
إنه التّحدي الكبير؛ لأن الأحلام المريحة تصير مزعجةً، والالتزام والصدق يُطرحان على المحك.
كم عجِبتُ لمن عاهد رفيقِ/شهيدِ وارتمى أخيراً في أحضان عدوّ/أعداء الرفيق/الشهيد!!
ببساطة، الحلم يقترن بالممارسة. فلا يكفي أن تحلم، لأن الواجب النضالي يفرض العمل على تحقيق الحلم، أي المُبتغى النضالي، وبكل التضحيات المطلوبة..
وهنا المفارقة/المرآة!!
أين الصدق/الإخلاص؟!!
أين الالتزام؟!!
اين التضحية؟!!
أين الأعداد الهائلة من المعتقلين السياسيين السابقين الحالمين؟!!
وحتى لا نذهب بعيداً، أين الأعداد الهائلة من "المناضلين" الذين لم تطأ أقدامُهم الأقبية السّرية والسُّجون...؟!!
أين "السحرة" والدّجّالون؟!!
أين "الثرثارون"؟!!
أين "الرفاق" ذوي الأحلام المريحة/الجميلة قبل وبعد معانقة "الحرية" (وأي حرية؟!!)؟!!
هل المشكل في "الحرية" أم في ذوي الأحلام "الجميلة"؟
طبعاً، لا حرية خارج السجن كما لا حرية داخله.
ولماذا الأحلام إذن، مريحة كانت أم مزعجة؟!!
قال أحدُ الحكماء:
"ليس عيباً أن تحلم؛ لكن، يجب أن تعمل من أجل تحقيق حلمك"..
صحيح، الحلمُ مشروعٌ دائما؛ أقصد الحلم الصادق. يجب أن نعمل من أجل تحقيق حلمنا المشترك على الأرض..
لأن "السماء" لا تمطر "نضالا" أو "ثورةً أو حتى ذهبا..
قد تمطر السماءُ بعضَ الحبّ، لكن الأرضَ تمطر كل الحقدَ /الصراع الطبقي"..
إنها بالضرورة العلمية والطبقية ثورة الأرض حتى النهاية..
إنه الصراع/الانتصار الطبقي..
إنها الحقيقة العلمية..