هل الأطفال الفلسطينيون معنيون بيوم 20 نونبر؟!!


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 20:47
المحور: حقوق الانسان     

20 نونبر، كما هو معلوم بالخصوص لدى النخبة الحقوقية، اتُّخِذ من طرف الأمم المتحدة سنة 1954 كيوم عالمي للطفل. وفي سنة 1989 اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل، وابتداء من سنة 1990 يُخلّد 20 نونبر من كل سنة كيوم عالمي لحقوق الطفل.
وجرت العادة أن تُنظم الأنشطة و"الحفلات" وأن تُردّد الشعارات "احتفاءً" (وأيّ احتفاء) بالأطفال وحقوقهم، تماما كما يحصل إبان الأيام العالمية الأخرى، وعلى رأسها اليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 دجنبر).
ولا يقتصر أمرُ التخليد على الهيئات الحقوقية، بل تقوم بذلك أيضا الأنظمة الرجعية التي تنتهك حقوق الإنسان، ومنها حقوق الطفل وحقوق المرأة (08 مارس)... الخ؛ ولا تتوانى في تجنيد مؤسساتها/أدواتها وتغدق عليها من الأموال وتوفر لها من الإمكانيات ما يكفي من أجل البهرجة والتمويه والتشويش. وحتى الهيئات الحقوقية (جلُّها) صارت واجهات للاستهلاك واستقطاب التمويلات من الداخل والخارج ومن طرف منتهكي حقوق الطفل وحقوق الإنسان عموما (حاميها حراميها).
والمشين أن تكون الجهة التي اعتمدته وأقرت اتفاقية حقوق الطفل، أي الأمم المتحدة، متواطئة مع منتهكي حقوق الأطفال ومع قتلتهم؛ ليس فقط من خلال "الكيل بمكيالين"، بل بالواضح وكما دائما !!فلم تعد جهات عديدة تدّعي حماية حقوق الطفل والسهر على مستقبله تخفي صمتها ومساهمتها في تكريس الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي لا تخدم مصلحة الطفل والإنسان بشكل عام.
وما يجري بفلسطين من تقتيل يومي للأطفال ومن تجويع مستمرّ يفضح الأمم المتحدة وعرّابيها من رجعية وصهيونية وامبريالية وكذلك الشعارات والبرامج المُضلِّلة. بالفعل، الأمر لم يعُد بحاجة الى الفضح، لأنه بات يفقأ العيون ورائحته تزكم الأنوف، خاصة والانتشار السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف الواجهات الإعلامية للجرائم الفظيعة المرتكبة من طرف الكيان الصهيوني وحاميه الولايات المتحدة الأمريكية، مَصْدر ومُصدِّر كل الشرور، ومن طرف الأنظمة الرجعية بمختلف بقع العالم.
هل الأطفال الفلسطينيون معنيون بيوم 20 نونبر؟!!
إن تفسير الواضحات من المفضحات، و20 نونبر كما باقي أيام وشهور السنة صارت محطات لتعداد صور البؤس والموت لأطفال فلسطين وشباب فلسطين وشيوخ فلسطين، نساء ورجالا؛ ولكافة أطفال الشعوب المضطهدة وشبابها وشيوخها، نساء ورجالا.
وهل الأطفال المغاربة معنيون بيوم 20 نونبر؟!!
جوابنا من وراء الشاشات ومن فوق مكاتب القاعات المُكيّفة مُخجِل ومُبْتذَل، ويحمل في طياته إدانةً صارخةً لجُبننا وتخاذلنا..
لنترك الإجابة الصادقة والعميقة للأطفال من موقع المعاناة والمآسي الفعلية التي يوسع دائرتها النظام القائم وحواريه..
ليتحدّث أطفال الحوز والجبال وأطفال الشوارع وأطفال عاملات وعمال سيكوميك بمكناس وأطفال كافة العمال والفلاحين الفقراء...
لنستمع الى الحقيقة المُرّة، مَرّةً ومرّات..
وحينذاك نُجيب من حيث يجب وكما يجب...