عندما يحتج العمال على النقابة..!!
حسن أحراث
الحوار المتمدن
-
العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 04:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأمر هنا لا يعني أي نقابة، فالحديث يهم بالضبط المركزية النقابية الكنفدرالية الديمقراطية للشغلCDT. والحدث يتعلق باحتجاج عاملات وعمال سيكوميك بمكناس اليوم 15 دجنبر 2024 على الاتحاد المحلي وأمام مقره. والمناسبة هي دعوة النقابة الى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقراتها؛ لكن المناسبة الحقيقية بالنسبة لعاملات وعمال سيكوميك هي الى جانب إثارة معاناتهم والتنديد بجريمة الباطرونا المحمية من طرف النظام القائم وتحميل هذا الأخير كامل المسؤولية، الاحتجاج على هذه النقابة، فرعا ومركزا، وفضح البيروقراطية في صفوفها/قيادتها..
فكيف يُعقل أن يُطردوا بعد أكثر من ثلاثين (30) سنة في صفوفها؟!
والأخطر من ذلك، كيف يتواطأ مسؤول النقابة، جهويا ووطنيا، مع الباطرونا ضد مصالح العاملات والعمال؟!!
وغير المفهوم، بل المفهوم "جدا" هو سكوت قيادة النقابة مركزيا عن هذه المجزرة!!
وتزداد الخطورة عندما نعلم أن النقابة، أيCDT، محسوبة سياسيا عن الحزب المعارض فيدرالية اليسار الديمقراطي (إرث حزب المؤتمر الوطني الاتحادي)!!
نفهم معنى الاحتجاج على مخططات النظام الطبقية ومنها الآن بالخصوص ما يسمى بقانون الإضراب، سواء من طرف العمال أو من طرف النقابة. ونفهم أيضا تماطل النظام وتجاهله، بل وقمعه كعدو طبقي للعمال وباقي الجماهير الشعبية المضطهدة؛ لأن منطق الصراع ودائما "أن تكون أو لا تكون". فلسنا حالمين حتى ننتظر من النظام إنصافنا..
لكن من غير المقبول نضاليا وحتى أخلاقيا من طرف المناضلين والمناضلات في صفوف النقابة وبمختلف القطاعات والحزب/الأحزاب أيضا هذا الصمت المريب، بل القاتل أمام وضعية مزرية يموت في ظلها عاملات وعمال وأسرهم وأطفالهم من شدة القهر والظلم، وضعية قاسية، حيث البرد القارس والإهانة، بل الاعتداء من طرف زبانية الباطرونا وأمام أعين أجهزة القمع الساهرة على أمن وسلامة المعتدي في واضحة النهار (بالصورة والصوت)!!
نعرف مناضلات شريفات ومناضلين شرفاء بالنقابة وبالحزب/الأحزاب، ونعرف غيرتهم وحرقتهم وكذلك رفضهم لهذه الوضعية الشاذة وتنديدهم بها. لكن العاملات والعمال في حاجة الى صوتنا مرتفعا والى دعمنا ميدانيا والى الترجمة الفعلية لتضامننا وصدقنا. إن معركتهم في حاجة الى "سيوفنا" وليس الى "قلوبنا" فقط، على غرار "قلوبنا مع علي وسيوفنا مع معاوية"!!
وبالنظر الى سنوات الاستغلال والاضطهاد (أكثر من ثلاثين سنة)، فمعركة هؤلاء العاملات والعمال هي معركة كل المناضلات والمناضلين وبكل النقابات (UMT وCDT) والأحزاب المرتبطة بهاتين النقابتين (حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي وحزب النهج الديمقراطي العمالي وحزب الاشتراكي الموحد)، وطبعا كافة المناضلين منظمين (تيارات مثلا) او غير منظمين..
إن معركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس مرآة فاضحة، وكذلك معركة العاملات الزراعيات والعمال الزراعيين بأيت باها؛ وبدون شك معارك عمالية أخرى وكافة معارك بنات وأبناء شعبنا داخل المغرب وخارجه.
إن الأمر ليس حسابات أو حسابات مضادة، وليس تصفية حسابات، وليس تحاملا أو تهرُّبا من المسؤولية، كلنا أمام معارك نضالية في حاجة نضالية (وليس صدقة او شفقة كما يقوم بذلك بعض القلوب "الرحيمة") الى موقفنا السياسي المبدئي أولا والى دعمنا العملي/الميداني ثانيا. ولن نكون من بين أصحاب "الجملة الثورية" أو "الأيادي المكسورة" كما نُتّهم بذلك، إنه امتحان لنا جميعا، إنه تحدي نضالي أمام الجميع بغض النظر عن تواطؤ هذا أو مزايدة ذاك. وسنكون رهن الإشارة النضالية لتقديم ما باستطاعتنا على كافة المستويات المادية والمعنوية.
وإذا استدعى الأمر نضاليا خوض اعتصام موسع ومفتوح الى جانب هؤلاء العاملات والعمال وحتى إضراب مفتوح عن الطعام، سنكون أول المتطوعين، لأن مصلحتهم فوق كل اعتبار. ومن غير المسموح نضاليا المتاجرة بها من طرف المتورطين في خدمة النظام بمختلف الأشكال، ومن بين ذلك الانخراط فيما يسمى بلجن الدعم (حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية...).
وإذ أقدم هذا المقترح، أي الاعتصام المفتوح والإضراب عن الطعام إذا اقتضى الأمر ذلك، الى جانب هذه المعركة النضالية المتواصلة بمكناس، فالواجب النضالي يهم أيضا مناضلات مسؤولات ومناضلين مسؤولين مركزيا وقطاعيا بالنقابتين، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل CDT والاتحاد المغربي للشغل UMT، ووطنيا بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان والأحزاب السياسية النهج الديمقراطي العمالي وفيدرالية اليسار الديمقراطي والاشتراكي الموحد، وطبعا كل المناضلات المعنيات والمناضلين المعنيين بقضايا العمال والفلاحين الفقراء وعموم الجماهير الشعبية الكادحة في إطار الصراع الطبقي ببلادنا..
لنرفع التحدي خدمة لقضية عادلة..
فإما أن نكون الى جانب العمال حقا أو نكون ضدهم..
وإذا لم نستطع مجتمعون بكامل ترسانتنا (العمال والطلبة والمعطّلون والإعلام...) نصر أو صُنع نصر/انتصار هذه المعركة البطولية، فالأجدى/أحرى استبدال "القادة" (القيادات) السياسية والنقابية، إعمالا للنقد والنقد الذاتي والمحاسبة...
وإنها معركة حتى النصر...