الرميد أم الرماد..؟!!


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

إنكم الرماد القاتل، من قبل ومن بعد واليوم، وبدون شك غدا..
لستم رماد العنقاء؛ أنتم السم، والسم أنتم..
أنتم الحرباء في الماضي والحاضر والمستقبل..
وقّعتم على التطبيع مع الكيان الصهيوني بالأمس القريب، وتدّعون اليوم بدون خجل وبوجه مكشوف مناهضة التطبيع..!!
إنكم جبناء، ورسالة "كبيركم" بنكيران الى ادريس البصري، وزير الداخلية، أم الوزارات، تشهد على جبنكم وعلى خساستكم وعلى انبطاحكم..
لقد "مَرْمَدَكُم" النظام، أي مرّغ أنفكم في التراب، كما الذين من قبلكم وكشف شعاراتكم الزائفة ومشروعكم الطبقي الرجعي..
أن تقدّم الولاء أيها "لا شيء"، ذلك يهمُّك؛ وقبل ذلك، متى كنت غير المريد الخنوع، عضوا أو محاميا أو وزيرا..؟!!
أخالك تهاب مصير "زميلك" زيان المأساوي (وزير حقوق الإنسان، سابقا)، أنت وزير "العدل"، وأي حقوق الإنسان وأي عدل في ظل النظام القائم..!!
لا نقبل دروسك المسمومة، الأمر يهمّ الشرفاء من بنات وأبناء شعبنا..
نحن أكبر من تفاهتك ومن مسكنتك المفضوحة..
إنك آخر من يتكلم بعد "إخوانك" الأشدّ عدوانية وخساسة بعد من علمكم الولاء والخضوع المُذِلّ..
ألستم قتلة رفاقنا، عمر وبوملي وبنعيسى؟!!
ألستم عبدة النظام القائم وعبيده؟!!
إن الدم لم يجف بعد على أياديكم الغادرة والقذرة؟!
إنكم اليد الباطشة للنظام..
نعم، جالستم "الفضلاء" من "المناضلين" (لايت)، لكننا لسنا منهم وليسوا منا..
أنتم حزبكم، وحزبكم أنتم..
أنتم خدام النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي..
نذكُر "تنطّعكم" قبل 2011، ونذكر تنطع "وجهكم" الظلامي الآخر المنسحب من دينامية 20 فبراير 2011، عندما علم بواسطة النظام وقنواته المشبوهة بمجيئكم "المظفر"..
ألم تُنزِّلوا كما التطبيع مع الكيان الصهيوني المخططات الطبقية للنظام القائم المُملاة من طرف الامبريالية ومؤسساتها المالية، وخاصة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي...؟!!
ما قولكم في جريمة "التعاقد"؟!!
ما قولكم في جريمة "التقاعد"؟!!
ما قولكم في جريمة إعدام "صندوق المقاصة"؟!!
ما قولكم في تجريم الإضراب باسم "العمل مقابل الأجر"؟!!
صحيح، لا قول لكم غير التنفيذ والطاعة..
وقولكم الأخير، نعتبره تشويشا على المناضلين الأشاوس، وليس غير التضليل والتعبير عن الولاء (غير المطلوب منكم)..
لقد صرتم (حزب العدالة والتنمية) من الماضي الأليم لشعبنا، كما قوى سياسية أخرى (الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية...) كانت محسوبة على اليسار..
إن ذاكرة شعبنا أقوى من هلوساتكم..
إن النظام القائم يبحث دائما عن الجديد والمتجدد في أركان القوى الظلامية (جماعة العدل والإحسان)، أي الوجه الآخر للعملة (القوى الحية)، وفي صفوف القوى "الحداثية والوطنية والديمقراطية" المحسوبة على "القوى الإصلاحية". إنه سيناريو يتكرّر ببشاعة، وضدا على المصالح الطبقية لبنات وأبناء شعبنا..
إن التواطؤ الحالي ضد معارك العاملات والعمال بمكناس وبمدن ومناطق أخرى ليس عجزا أو ضعفا (محليا أو وطنيا)، إنه التربص المفروض في طقوس الطاعة من أجل ركوب قطار "المسؤولية"، إن في الحكومة أو في هياكل وأجهزة أخرى، أي المناصب العليا..
لقد صارت الحكاية مكشوفة، كما الانتخابات الجماعية والتشريعية والمهنية. والمطلوب فقط تنشيط اللعبة السياسية بهدف تأبيد معاناة شعبنا، وخاصة محنة الطبقة العاملة، خدمة للرجعية والصهيونية والامبريالية..
وإن "خرجتكم" (كلمتكم المسمومة أسفله) المحكومة بواجب تقديم الولاء تدخل بالضبط في هذه الخانة..
إنكم تغيّبون معاناة شعبنا وتدّعون التضامن مع شعوب أخرى، من بينها الشعب الفلسطيني. إن الشعب الفلسطيني بريء منكم ومن وجهي العملة الظلامية (العدالة والتنمية والعدل والإحسان)..
إن المغرب فلسطين، وفلسطين المغرب..
نريد فلسطين ديمقراطية على أنقاض الكيان الصهيوني المعبر أو الممثل بالحديد والنار للصهيونية كحركة سياسية عنصرية وتوسعية واستعمارية، وكما نريد مغربا ديمقراطيا حقيقة، نناضل ضد الرجعية والصهيونية والامبريالية..
نريد فلسطين، فلسطين المغرب..
نريد المغرب، المغرب فلسطين...
نحن المغرب وفلسطين معا، نحن دائما وأبدا ذاكرة قضايا شعبنا العادلة...

فيما يلي الكلمة المسمومة للمدعو مصطفى الرميد:

"المصطفى الرميد El Mostapha Ramid
السلام عليكم
بعد كل عفو ملكي كريم، يثور نقاش، وتدبج تعليقات ، وتلقى خطب ،حول العفو من حيث دوافعه واسبابه ،وغير ذلك مما يتصل به.
وبناء عليه، يطيب لي ان ادلي برايي كالتالي:
اولا، ان الأحكام القضائية حينما تصبح نهائية على اثر استيفاء من يهمه أمرها كافة درجات التقاضي، فإنها تعتبر عنوان الحقيقة الدنيوية ، بما فيها الحقيقة المؤسساتية، وتبقى الحقيقة المطلقة عند الله تعالى، ولهذا قال النبي ( ص) : انكم تختصمون الي، ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض، فاقضي له على نحو مما اسمع ، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا، فانما اقطع له قطعة من النار، فلياخدها او يذرها.
لذلك لافائدة في المجادلة في مانطقت به الاحكام حسب ظاهر الامر، ولاخير في اجترار احداث صدر بشانها العفو.
ثانيا، ان جلالة الملك حينما يقرر العفو لاحد، فإنما يقرره رافة ورحمة، وتكرما واحسانا، وبهذا المعنى تنطق عادة البلاغات التي تصدر بالمناسبة، ولذلك لا يعقل، كما لايقبل، ان يفسر العفو الملكي في اي مناسبة الا بما تم الإعلان عنه، دون تأويل فج ، او تفسير سيئ.
ثالتا، ان الله تعالى أمرنا بقوله ( واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها اوردوها)، ولذلك فالخيرون يقابلون الخير بالخير، ولربما بما هو اكثر، وليس لهم الا ذاك، وقد صدق الشاعر اذ قال:
اذا انت اكرمت الكريم ملكته
واذا انت اكرمت اللئيم تمردا..
ان الواجب على كل من حظي بالعفو الكريم ،ان يقابله بالشكر والامتنان، لان من لايشكر الناس لايشكر الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يستقيم في هذا السياق التبجح بعدم طلب العفو أو ماشابه،وكان العفو عمن طلبه رذيلة، وعكس ذلك فضيلة،و الثابت ان هناك من لم يطلبه شخصيا، ولكن قريبا أو لربما اكثر، قد طلبوه رافة به وعطفا عليه، وحتى إذا لم يكن شيء من ذلك، فان من لم يطلب العفو وناله، أولى به ان يكون أكثر شكرا وعرفانا ممن طلبه، هذا من صميم سمو الاخلاق وحسن التصرف.
رابعا، ان العفو الملكي حينما يشمل بعض الأشخاص الذين لهم حيثيات سياسية أو اعلامية وغيرها ، فيقابلون هذه الالتفاتة الملكية الكريمة بالقول الحسن والثناء الواجب، فإنهم يشجعون الدولة على مزيد من الالتفات إلى غيرهم ممن تكون لهم حيثيات مشابهة أو قريبة، اما حينما يكون رد الفعل على خلاف ذلك، فإنهم يؤخرون ذلك وربما يعرقلونه، وتكون انانيتهم سببا في تاجيل نيل غيرهم ما نالوه ونعموا به من عفو، فيكونون كمن تفتح له ابواب السجون ، فيغلقها وراءه على من سواه .
هذه مساهمة متواضعة اردتها ان تكون تعقيبا عاما على ماسمعت وقرات، خاصة في سياق العفو الملكي عن بعض النشطاء والصحافيين، والله المستعان".