واقعٌ، وأيُّ واقعٍ رفيقتي سميرة!!
حسن أحراث
الحوار المتمدن
-
العدد: 8137 - 2024 / 10 / 21 - 20:11
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
مِن موقع نفس المُعاناة، أتمثّل محنتك رفيقتي داخل الزنزانة أو العنبر رُفقة نساء أخريات ضحايا الاضطهاد والحرمان والإقصاء والتهميش...
أتمثل صمودك في ظل عتمة الزنزانة أو ضجيج العنبر. أتمثل حركاتك وسكناتك التي بدون شك ستستفزّ السجان/ة وتُكسّر هيبته/ها. أتمثل ابتسامتك المُعبرة عن الثقة في النفس. أتمثل خطواتك الثابتة...
أتمثل معنى ودلالة الاعتقال، خاصة بالنسبة للمرأة، لأني عِشت إبان اعتقالي أثر ذلك وتأثيره على العائلة بالخصوص...
إن المرأة الحُرّة، كما الرجل الحُرّ، لا يهابان سوط الجلاد أو التّهم "الغليظة" أو حتى الأحكام القاسية الجاهزة.
إننا لا نهوى الاعتقال، لكنه لا ولن يرهبنا...
إن الاعتقال السياسي قضية طبقية، وواهمٌ من يعتقد غير ذلك، بل مُضلّل ومُخادع. إن بنات وأبناء شعبنا يرفضون الخضوع والخنوع ويتشبثون بحقهم في إسماع صوتهم مهْما كان الثمن، وهُم بذلك يقدِّمون أجمل صور التضحية ونكران الذات، إنهم المثال والرّمز لباقي بنات وأبناء شعبنا الذين كبّلهم الخوف والترهيب والتغليط وأسقطهم الإجرام السائد والمنظَّم في مستنقعات الذُّل...
لقد تعلّمنا رفيقتي سميرة قاسيمي من الشهيدة سعيدة المنبهي والشهيد عبد اللطيف زروال وباقي الشهداء أن نظلّ واقفين داخل السجن وخارجه. لقد تعلمنا أن نحترق لنُساهم في إنارة درب الشهداء ولنصنع الجمال ضدا على القُبْح والبؤس...
إن تضحيتك ستنضاف الى السِّجل النضالي لشعبنا، وتضعنا جميعا أمام مرآة التاريخ التي تكشف مدى جودة معادننا وتختبر مدى حقيقة شعاراتنا وانفعالاتنا. فعندما استشهدت سعيدة، كانت متأكدة أن "سعيدات" ستولدن بعدها وكذلك "السعيدين". لنكُن تلك "السعيدات" و"السعيدين" النّابعات والنابعين من عُمق أرضنا الطاهرة، تحقيقاً لحُلم الشهيدة سعيدة ولحُلم شعبنا في التحرّر والانعتاق...
رفيقتي سميرة، إننا معك حاضرة أو مُغيّبة. إننا مع حقك المطلق في التعبير عن مواقفك وآرائك مهما كانت أو تكُن مسافة أو مساحة الاختلاف. فلن نقبل بالقمع أو الصمت أو تكميم الأفواه أو تكسير الأقلام أو قتل الإبداع...
إن قوّتنا في مبدئيتنا وفي صدقنا وجرأتنا وفي استعدادنا الدائم لمواصلة طريق الحقيقة وركوب متْن التّحدي...
لنُجسِّد على مثال الشهيدة سعيدة المرأة المناضلة الرّمز والنّموذج لباقي بنات وأيضا أبناء شعبنا.
لي كامل الثقة في قوّتك داخل السجن وخارجه. ولن يهزم السجن وأسوار السجن، ولن ينتصر على صُنّاع الظلام والقهر، غير السّواعد المُقتنعة بأفكارها ومبادئها ومواقفها...
لك الحرية ولكافة المعتقلين السياسيين...
تضامننا المطلق معك ومع عائلتك...
لنصنع الحقيقة بدل الوهم...
لننتصر للصدق والمبدأ...
لنخدم القضية بدل استخدامها...
إن واقعنا واحدٌ داخل السجن وخارجه، وكذلك مصيرنا.
إنه المصير الواحد والمشترك...
قاومي رفيقتي سميرة، ستنتصرين...
لنُقاوم، وسننتصر...
ليُقاوم شعبنا، وسينتصر...
إن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأمامنا أسطورة الشعب الفلسطيني...
كُلّنا فلسطينيات، كُلّنا فلسطينيون...
إضافة:
- تخوض الرفيقة سميرة إضرابا مفتوحا عن الطعام...
- الجلسة المقبلة في حالة اعتقال يوم الخميس 24 أكتوبر 2024.