عندما لم تنجح خطة -فرِّق تسُد- يوم 20 يوليوز 1984..
حسن أحراث
الحوار المتمدن
-
العدد: 8045 - 2024 / 7 / 21 - 04:58
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
ماذا حصل يوم 20 يوليوز 1984 بسجن بولمهارز بمراكش؟
كان اليومُ جمعةً، وفي ذلك الفجر فوجئت مجموعة مراكش كاملة، المضربون وغير المضربين، بأبواب الزنازين تُفتح، وفي حالة استنفار غير مسبوقة، خاصة وعدد الحراس المتأهبين والمستعدّين لأي ردّ فعل من طرفنا. كان إضرابنا اللامحدود عن الطعام لحظتذاك في يومه 17 (انطلق الإضراب يوم الأربعاء 04 يوليوز 1984).
كان استغرابنا كبيرا، فلم نعش مثل ذلك الهجوم المباغت ونحن نيام منذ ليلة 25 ماي 1984 عندما نُقلنا الى محكمة الاستئناف لحضور "حفل" توزيع قرون من السجن النافذ..
طرحنا عدة أسئلة على بعضنا البعض وعلى بعض الحراس، لكن الأجوبة لم تكن كافية ولا شافية. وما كان صوتٌ يعلو على اللازمة "احزموا أمتعتكم". لم تُتح لنا فرصة التداول في الأمر، بل لم نفكر حتى في ذلك؛ وانهمكنا في "حزم أمتعتنا" كأننا أمام "قدر" محتوم..
قد يُطرح الآن سؤال: لماذا لم نقاوم حينذاك؟ إنه سؤال مشروع، قد تتعدد الإجابات عنه..
بعد حين وجيز، تمّت المناداة على أسماء المحكومين بسبع (07) سنوات الى خمسة عشر (15) سنة؛ وقيل لنا أن باقي الرفاق سيلتحقون بنا.
تأبطنا "أمتعتنا"، ودون حتى توديع الرفاق (كم أحزنني/يحزنني عدم توديع الرفيق الشهيد بوبكر الدريدي) تم توجيهنا نحو الحافلة الرابضة في ساحة السجن. ودون تأخير، مخرت الحافلة "عُباب" الظلام، ظلام فجر الجمعة 20 يوليوز 1984، محاطة بحراسة مشددة لعناصر الدرك؛ وكانت الوجهة السجن المحلي لمدينة اسفي.
من جانبنا لم تتوقف شعاراتنا طيلة مسافة الرحلة، كما حصل ليلة النطق بالأحكام في حق المجموعة، أي ليلة 25 ماي..
غابت عنا أخبار باقي الرفاق ومصيرهم حتى مساء نفس اليوم. وحين ذاك، تم إخبارنا من طرف الرفاق الذين استفادوا من الزيارة أن الرفاق المحكومين بثلاث (03) سنوات الى ست (06) سنوات قد نُقلوا الى السجن المحلي لمدينة الصويرة، وأن الرفاق المحكومين بسنة واحدة (01) يوجدون ببولمهارز بمراكش.
بالنسبة للزيارة، لقد علمت العائلات في نفس اليوم بتشتيتنا على سجون مراكش واسفي والصويرة؛ والتحق بعضها باسفي وبعضها بالصويرة. من جانبنا، نحن رفاق الشهيدين بوبكر ومصطفى (الشهيد مصطفى بلهواري والفقيد الحبيب لقدور ونور الدين جوهاري وعبد الرحيم سايف والطاهر الدريدي وحسن أحراث) قاطعنا الزيارة، لأن من بين مطالبنا الزيارة المباشرة...
الحديث يطول والتفاصيل كثيرة ومؤلمة، والتاريخ يشهد..
الخلاصة رقم 1: استمرت معركة الشهيدين بكل عنفوان وصمود رغم إجرام النظام القائم في حقنا وفي حق عائلاتنا ورغم مناوراته وأساليبه الترهيبية ومنها خطة "فرق تسد"، وانتصرت المعركة يوم 16 غشت 1991؛
الخلاصة رقم 2: كل المعارك النضالية ستنتصر آجلا أم عاجلا، شريطة الاقتناع بها من طرف أصحابها أولا، وثانيا الصمود في وجه القمع والتضييق والمؤازرة والدعم من طرف المناضلين المعنيين بقضية شعبنا وبكل القضايا العادلة...