بالعودة إلى خريطة «المكسيك الكبرى».. رئيسة جمهورية المكسيك ترد على أطماع ترامب الفاشية


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 01:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

رسميا لم يصبح ترامب رئيسًا للولايات المتحدة بعد، لكنه يطرح في مجال السياسة الخارجية، مشاريع الحاق فاشية، فإضافة إلى قناة بنما، يريد الآن السيطرة ثانية على جزر غرينلاند الدنماركية، وضم كندا إلى الولايات المتحدة باعتبارها الولاية 51، ويبدأ بـ "غزو ناعم" للمكسيك، مطالبا بتغيير تسمية خليج المكسيك الى خليج أمريكا، ويعلق: أن هذا "يبدو لطيفا".

في 7 كانون الثاني قال ترامب: "من أجل مصلحة الأمن القومي والحرية في العالم، تعتقد الولايات المتحدة أن حيازة غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة". وبشأن نواياه ضم كندا: "كندا والولايات المتحدة، سيكونان شيئاً مميزاً حقاً. سوف تتخلصان من هذا الخط المرسوم بشكل مصطنع. وسيكون ذلك أيضاً أفضل بكثير للأمن القومي". وبينما لم يستبعد استخدام القوة العسكرية ضد غرينلاند وبنما، فإنه عندما سئل عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية أيضًا لضم كندا، قال: "لا، العنف الاقتصادي".

وانتقد ترامب المكسيك ووصفها بأنها دولة خاضعة للعصابات: "لدينا عجز في الميزان التجاري مع المكسيك. ونحن نساعدهم كثيرا. وفي الأساس، وتتم إدارتهم من قبل العصابات. لا أستطيع أن أسمح بذلك. المكسيك في ورطة حقيقية، في مشكلة كبيرة. إنه مكان خطير للغاية". وأشار أيضًا إلى إجراءات لخفض العجز التجاري مع المكسيك، وقال إنه سيفرض رسومًا كمركية إذا لم توقف المكسيك الهجرة غير الشرعية إلى جارتها الشمالية.

الرد المكسيكي
رفضت الرئيسة المكسيكية اليسارية كلوديا شينباوم خطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتغيير تسمية خليج المكسيك، واقترحت تسمية الأراضي الأمريكية التي كانت في السابق جزءا من المكسيك بـ "أمريكا المكسيكية". وعلقت: "أمريكا المكسيكية تبدو جميلة ردا على تعليق ترامب.

وخلال حديثها عرضت شينباوم خريطة العالم في عام 1607 تعود لشركة الهند الشرقية، تشير الى الخليج باسم "الخليج المكسيكي".، والى أمريكا، لأول مرة بـ "أمريكا المكسيكية".

وأضافت، لماذا سميت بأمريكا المكسيكية؟ "حسنًا، من الواضح أن المكسيك كانت منطقة غنية جدًا بالثقافات وفي الكثير من الموارد المعدنية وما إلى ذلك." وأن "أمريكا المكسيكية تم الاعتراف بها كتسمية للجزء الشمالي بأكمله من القارة منذ بداية القرن السابع عشر". كانت أمريكا المكسيكية موجودة قبل وقت طويل من تأسيس الولايات المتحدة.

ورفضت رئيسة الجمهورية مقترح، ترامب، ليس لأنه "يبدو لطيفا" كما قال، ولكن أيضا لأن ادعاءات ترامب تغطي مساحة كبيرة من المكسيك. حتى أن ترامب أعلن أن إدارته ستدفع مشاريع التنقيب عن النفط الجديدة في المنطقة إلى الأمام.

وأشارت إلى أن معظم الأراضي الأمريكية الحالية، بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا ولويزيانا، كانت جزءًا من الإمبراطورية الإسبانية، وأصبحت جزء المكسيك المستقلة لاحقًا حتى "خسرت المكسيك " البلاد في القرن التاسع عشر. يجب عليك دائما أن تضع ذلك في الاعتبار.

وبالتفاتة تصالحية قالت: "أعتقد أن الرئيس ترامب قد تم تضليله بالأمس، ومع كل الاحترام الواجب للرئيس ترامب، لأنني أعتقد أنه تلقى المعلومات التي تفيد بأن فيليبي كالديرون وغارسيا لونا لا يزالان يحكمان المكسيك؛ ولكن لا، في المكسيك يحكم الشعب".

نقد مبكر لسلوك ترامب
وكانت اليسارية شينباوم، التي تولت مهام منصبها في تشرين الأول الفائت، أكثر جذرية في نقد ترامب مقارنة بزعماء العالم الآخرين.

بعد وقت قصير من توليها مهام منصبها، ألمحت في البداية إلى فرض رسوم كمركية ثأرية ضد الولايات المتحدة ردًا على تهديدات واشنطن. وان إدارتها تستعد لعمليات ترحيل جماعي لمكسيكيين وربما مواطني دول أخرى عبر الحدود الشمالية، وأنها ستضغط من أجل مشاركة أكبر للولايات المتحدة في مكافحة عصابات المخدرات الأمريكية وتهريب الأسلحة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حرب تجارية محتملة.

وفي بداية كانون الأول الحالي، كتبت شينباوم رسالة دبلوماسية شديدة اللهجة إلى دونالد ترامب.

وتضع رسالتها المؤثرة رؤية للعلاقات الأميركية المكسيكية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والمساءلة. وتشكل كلمات شينباوم دعوة لمرحلة جديدة من التعاون، مرحلة يتم فيه التعامل مع الهجرة، والاتجار بالمخدرات، والصراعات التجارية بالمنطق والحقائق والشعور المشترك بالمسؤولية، في عالم يتميز بسياسيين يعتمدون الاستعراض. بالمقابل تضع شينباوم معيارًا جديدًا للدبلوماسية الدولية من خلال استجابتها الحاسمة ولكن المدروسة جيدًا.