هل يقود كوربين حزباً يسارياً جديداً في بريطانيا؟


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 00:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

منذ فوز جيرمي كوربين بزعامة حزب العمال في 12 ايلول 2015، شن اليمين داخل حزب العمال مدعوما من قوى اليمين خارج الحزب حربا شعواء ضد كوربين والجناح اليساري لحزب العمال، حتى تحول كوربين من زعيم لحزب العمال إلى عضو مستقل في البرلمان البريطاني، بعد ان أصر على الترشيح في دائرته، وهزم بجدارة منافسيه. لقد مرت تسع سنوات من نضال صعب ضد اليمين من أجل العدالة الاجتماعية والتضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني وشعوب عالمنا المضطهدة.

حزب جديد
وعلى الرغم من عدم صدور أي شيء من كوربين، إلّا أن تقارير إعلامية بريطانية تتحدث عن إمكانية تأسيس حزب يساري جديد في كانون الثاني المقبل. تقول التقارير إن زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين سيقدم رسميا الوثائق الخاصة بتأسيس الحزب إلى السلطات المختصة. ويبدو أن كوربين يعتمد على مجموعة من الداعمين الرئيسيين من بينهم: النواب الأربعة المؤيدون للفلسطينيين الذين أسسوا كتلة نيابية مستقلة مع كوربين في أيلول الفائت. ويمكن أن ينضم المزيد من النواب. والهدف هو المشاركة في الانتخابات البرلمانية العامة عام 2029.

في تموز الفائت، اُنتخب أربعة مرشحين مستقلين للبرلمان البريطاني، كان التضامن مع الشعب الفلسطيني محوريا في برنامجهم الانتخابي: شوكت آدم في ليستر ساوث، وأيوب خان، الذي فاز ببيري بار في برمنغهام، وعدنان حسين، الذي فاز في بلاكبيرن، وإقبال محمد، الذي فاز في ديوسبري. ومنذ ذلك الحين، شكلوا مع كوربين، الذي تمكن من الاحتفاظ بمقعده في إسلينغتون نورث في لندن، "تحالفا مستقلا". وأصبحت الكتلة تعرف لدى البعض بـ "خمسة غزة"، خامس كتلة في البرلمان، على قدم المساواة مع الوحدويين الإيرلنديين الشماليين وحزب الإصلاح اليميني في المملكة المتحدة.

وركزت الكتلة على معارضة تخفيضات الرعاية الاجتماعية التي تتبناها حكومة حزب العمال ومبيعات الأسلحة لإسرائيل. وجاء في بيانها التأسيسي: "لقد ألغت هذه الحكومة بالفعل مخصصات الشتاء لنحو عشرة ملايين متقاعد، وتجاهلت الدعوات المطالبة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل". وتريد الكتلة أن تقدم لملايين من الناس بديلاً حقيقياً لسياسة التقشف وعدم المساواة والحرب. وعلى الرغم من انتخاب نوابها كل على حدة، إلا أن عملها الجماعي قابل للاستمرار، ويؤدي إلى تأثير أكبر. وقال البيان: "كلما زاد عدد النواب المستعدين للدفاع عن هذه المبادئ، كلما كان ذلك أفضل".

ولم يكن مستغربا تحركهم السريع على نواب حزب العمال السبعة الذين تم طردهم من كتلة الحزب لمدة ستة أشهر بعد أن صوتوا لإلغاء الحدود القصوى لاستحقاقات الأطفال في الصيف. والنواب السبعة كانوا من المقربين إلى كوربين، بما في ذلك نائبه السابق في قيادة الحزب جون ماكدونيل.

اجتماع تداولي
وفي منتصف أيلول الفائت، عُقد اجتماع تمت فيه مناقشة تشكيل حزب حول الكتلة البرلمانية وفق ما ذكرت حينها وسائل إعلام مثل صحيفة الغارديان. وذكرت الصحيفة أن اسم الحزب الجديد سيكون "الجماعي". وشارك في الاجتماع لين مكلوسكي، أحد المقربين من كوربين والأمين العام السابق لنقابة "يونايتد" المعروفة. وكذلك شارك عمدة نيوكاسل السابق، جيمي دريسكول، والعضو السابق في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أندرو فاينشتاين - الذي حصل على قرابة 20 في المائة في دائرة زعيم حزب العمال الحالي كير ستارمر. وكان من بين المشاركين المخرج السينمائي اليساري المعروف كين لوتش. وكما كتبت صحيفة الغارديان، نقلاً عن أحد المشاركين في الاجتماع، فضل عدم ذكر اسمه، فإن الحزب اليساري الجديد يهدف إلى أن يكون ثقلًا موازنًا واضحًا لحزب الإصلاح اليميني في المملكة المتحدة وحزب العمال، الذي يتجه بشكل متزايد نحو اليمين. وبينما ذكرت الصحيفة في أيلول الفائت أن اسم الحزب اليساري الجديد سيكون "كولكتيف" (الجماعي)، ذكرت مجلة "ذا سبكتاتور" البريطانية، التي علمت لأول مرة بالجدول الزمني لتأسيس الحزب الجديد الأسبوع الفائت، أنه لم يتحدد تحديد اسم الحزب بعد.

فرص النجاح
ما مدى نجاح المشروع السياسي الجديد هو موضوع تحليلات مختلفة. لكن حتى صحيفة التايمز اللندنية المحافظة تعتقد أن جزءًا كبيرًا من يسار حزب العمال في مجلس العموم يمكن أن ينضم إلى الحزب الجديد: "مكلوسكي هو أحد أولئك الذين يبدو أنهم يدعمون الكتلة، وهي مجموعة مناقشة قد تصبح شبكة منظمة من مستقلين يساريين." ووفقا للمعلومات الواردة في الصحيفة يوم الخميس الفائت، يقال إن قرابة 20 برلمانيا يرغبون في الانضمام إليها. ويشمل البرنامج السياسي، ضمن نقاط اخرى، رفض السياسة الخارجية وسياسة التقشف التي ينتهجها حزب العمال.