جمعية اليسار الماركسي في ألمانيا.. حملة للتضامن مع نضال حزب الشعب الفلسطيني في غزة


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 00:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

منذ نهاية نيسان أطلقت لجنة مهرجان "فرخة" في فلسطين المحتلة، وجمعية اليسار الماركسي في ألمانيا حملة تبرعات لدعم نضال رفيقات ورفاق حزب الشعب الفلسطيني في غزة. وتم جمع 30 ألف يورو، شارك فيها المئات من جميع نواحي ألمانيا والحملة ما تزال الحملة مستمرة.

وبطبيعة الحال، وفي ضوء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، وحصار التجويع المفروض لإبادة الفلسطينيين، فإن ما تحقق ليس سوى قطرة على صفيح ساخن. لكنها تبقى علامة تضامن، إن النشاط التضامني لحزب الشعب الفلسطيني على محدوديته، يساهم في تعزيز إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقه في البقاء في وطنه.

في الأيام القليلة الفائتة، تمكن رفيقات ورفاق حزب الشعب من توزيع 100 سلة مواد تنظيف في دير البلح و80 سلة غذاء، تكفي الواحدة منها لخمسة مواطنين.

تقع دير البلح في مركز قطاع غزة، على بعد 19 كيلومترًا جنوب غرب مدينة غزة. وتقع مدينة خان يونس جنوباً، على بعد ثمانية كيلومترات شمال الحدود المصرية. ولا يمكن ممارسة العمل التضامني إلا في وسط وجنوب القطاع.

تهجير قسري وتطهير عرقي
منذ تشرين الأول الفائت، تمت محاصرة شمال القطاع بالكامل، لا طعام ولا ماء ولا دواء. وتستمر الإبادة بالطائرات المسيرة، والصواريخ، والدبابات. لقد بدأ جيش الاحتلال بتنفيذ خطة في الشمال، للقضاء على حياة الفلسطينيين، أطلق عليها "الخطة العامة" : تطويق شمال غزة عسكرياً واحتلاله بالكامل وتجويع ما تبقى من السكان وطردهم. ومن يرفض الرحيل يتم قتله باعتباره "إرهابيا". لقد اضطر الآن قرابة 90 في المائة من سكان شمال غزة إلى الرحيل إلى جنوبا.

وأجبرت سلطات الاحتلال المستشفيات الثلاث في شمال غزة على إيقاف عملها، باستثناء مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الذي يعمل بشكل متقطع بوجود 2 – 4 مسعفين فقط. بعد أن تم اعتقال أو تهجير معظم الطاقم الطبي قسرا. لقد أطلق قناص من جيش الاحتلال، في 12 كانون الأول الجاري، النار على آخر جراح عظام في شمال غزة المحاصر، فأرداه قتيلاً برصاصة في الرأس. وكان الدكتور سعيد جودة في طريقه للعمل في مستشفى كمال عدوان. وقبل ثلاثة أسابيع، نجا بالكاد من هجوم إسرائيلي.

حتى قائد جيش الاحتلال السابق ووزير الدفاع موشيه يعالون يتحدث عن "الغزو والضم والتطهير العرقي" في شمال غزة: "ماذا يحدث هناك؟ لم تعد هناك بيت لاهيا، ولا بيت حانون، والجيش يتدخل في جباليا، وفي الواقع يتم تطهير البلاد من العرب".

ويقول وزير المالية الإسرائيلي بيزالزل سموتريتش إن هدفه هو خفض عدد السكان الفلسطينيين في غزة، خلال عامين، إلى النصف. وأضاف: "لن نسمح بسيناريو وجود مليوني شخص هناك. عندما يبقى 100 - 200 ألف عربي فقط في غزة، فإن الخطاب برمته سيتغير".

ألمانيا تواصل شحن الأسلحة
كان ينبغي لتقرير منظمة العفو الدولية عن الإبادة الجماعية أن يكون بمثابة دعوة أخيرة للاستيقاظ، ولكن لا شيء هناك: يواصل المستشار الالماني شولتس شحن الأسلحة. رغم أوامر الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، ورغم تقرير الأمم المتحدة حول الإبادة الجماعية في القطاع، رغم رأي محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الاحتلال وقرارها الذي يصنف اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل بالإبادة الجماعية بـ "المعقول".

لن ننسى سكان غزة
تقول جمعية اليسار الماركسي: ومن خلال نشاطنا التضامني، نريد أن نوضح، على عكس مصالح الدولة الألمانية ودعم وسائل الإعلام والسياسة الألمانية لجرائم الحرب الإسرائيلية، لا يمكن تجاهل الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

نحن نعارض إخفاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل وجعل الفلسطينيين غير مرئيين، وفق رغبة إسرائيل وألمانيا والولايات المتحدة ومؤيديهم. إننا نرسل إشارة إلى أهل غزة بأنهم لن ينسوا.

شهيد حملة التضامن
في 24 حزيران استشهد الرفيق سليمان زياد الدربي "أبو عبير" برصاص إرهابيي جيش الاحتلال في تل السلطان/رفح وكان الرفيق الشهيد البالغ من العمر 36 عاما، وأب لطفلين يشارك في توزيع المواد الغذائية التي يمكن شراؤها بالتبرعات. ولهذا تلقى نشطاء الحملة نبأ استشهاده بحزن مضاعف. وجاء في النعي الصادر عن حزب الشعب الفلسطيني: الرفيق سليمان كان نموذجاً للتضحية والمبادرة والمساعدة. أحب الناس وأحبه الناس. ناضل بعناد من أجل احتياجات الفقراء والمحتاجين. وعندما انتقلت مئات الآلاف من الأسر النازحة إلى رفح، واصل إبداعه و"كان نموذجاً في الالتزام والطيبة والتواضع. سنظل نتذكرك بالحب والتقدير والوفاء".

من الجدير بالذكر ان جمعية اليسار الماركسي منظمة شريكة لحزب اليسار الأوربي، تضم في صفوفها ناشطين من الحزب الشيوعي الالماني وحزب اليسار الالماني وماركسيين مستقلين.