استمراراً لنجاحاته الانتخابية / حزب العمل البلجيكي يضاعف مقاعده في مجالس البلديات


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 23:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

قدم السكرتير العام لحزب العمل البلجيكي بيتر مارتينز تقييما لأداء الحزب والنجاحات التي حققها في الانتخابات المحلية التي شهدتها بلجيكا في 13 تشرين الأول الجاري. واكد مارتينز أن الحزب قد حقق نجاحات في مناطق البلاد الثلاث. وان العديد من ممثلي الحزب ينتخبون للمرة الأولى، وبينهم الكثير من العمال والشباب، معتبرا ذلك مؤشرا للأمل وأفقا للمستقبل.
لقد استطاع الحزب مضاعفة مقاعده في المجالس البلدية، من 169 مقعدا في انتخابات 2018 إلى 258 مقعدا في الانتخابات الحالية. وكان ثلثهم من العمال، وواحد من كل ستة ممثلين تحت سن الثلاثين عاما. وشمل مناطق البلاد الثلاث. (فلاندرز، بروكسل، والونيا). وكانت أفضل نتائجه في مناطق البلاد الصناعية، محققا في إحداها أكثر من 18 في المائة.

أكبر النجاحات
كان نجاح الحزب الأكبر في ثاني مدن البلاد " أنتويرب"، حيث حصل الحزب على 20 في المائة من أصوات الناخبين، وقال مارتيز: " من كان يجرؤ على التنبؤ بذلك قبل بضع سنوات؟". ودخل مرشح الحزب جوس دي هيسي البالغ من العمر 32 عاما في منافسة شرسة مع عمدة المدينة من الحزب القومي الفلمنكي، والذي قيل أن لا منافس له. وتعليقا على ما جرى يقول مارتينز: "لقد كانت معركة بين الماضي والمستقبل". لقد حققت قوى اليسار في المدينة، التي خاضت حوارا بشأن تحالف محتمل، مجتمعة 43,8 في المائة، وهي نتيجة لم تتحقق منذ 50 عاما، ويعتبرها مارتينز: "أساسا متينا جدا للمستقبل".

منطقة فلاندرز
في بلدية زيلزات الفلمنكية حصل الحزب على 21,7 وحصل الائتلاف التقدمي الذي شارك فيه الحزب 63 في المائة. وفي بورغرهوت، أصبح الحزب القوة الأولى، وسيدعم التحالف التقدمي (الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر). ومن الممكن استمرار التحالفات التقدمية في كل من زلزات وبورغيرهوت.
وفي فيلفورد وميكلين، ضاعف الحزب عدد مقاعده ثلاث مرات، وضاعف الحزب مقاعده في جينك. وحصل الحزب على مقعد لأول مرة في العديد من بلديات المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن إلغاء نظام التصويت الإجباري في بلديات المنطقة أدى إلى حالة من العزوف الكبير، الذي يعتبره مارتينز "اضعاف للديمقراطية".
منطقة بروكسل
حقق الحزب نتائج رائعة في بلديات منطقة العاصمة. في مولينبيك حصل على 22 في المائة، وفي فورست 21 في المائة، وسيساعد ذلك على تشكيل تحالفات تقدمية في هذه البلديات. وفي سان جيل، أصبح الحزب ثاني أقوى قوة سياسية (24 في المائة) وأصبح ممثلا في بلديتين لأول مرة، بعد حصوله على أكثر من 10 في المائة. وأكد مارتينز أن نجاحات الحزب تساعد على ضمان حصول اليسار على الأغلبية في معظم البلديات الكبرى في منطقة بروكسل، وأن الحزب يعمل على تحقيق ذلك حيث ما أمكن.

منطقة والونيا
وفي الجزء الناطق بالفرنسية من البلاد، توقع البعض فوز الحزب الليبرالي الفرنسي بأغلبية ساحقة، لكنه لم يفز في مونس أو في أي مكان آخر في مدن المنطقة الكبرى، أو في بروكسل. لقد أصبح حزب العمل أقوى في هذه المدن، وتحول إلى عامل لا يمكن تجاهله. وفي أغلب البلديات تقدم حزب العمل على الحزب الليبرالي الفرنسي. وفي لييج وشارلروا والعديد من مدن بروكسل، خاض حزب العمل معه تنافسا شرسا.
وفي هيرستال حقق الحزب أفضل نتائجه أكثر من 31 في المائة، وفي سيراينج 26 في المائة. وفي كل من لييج وشارليروا، أكبر مدينتين في والونيا، حصل الحزب على 18 في المائة. وفي لا لوفيير على 19,4 في المائة. وشارك الحزب، لأول مرة، في موسكرون، وشغل الموقع الثاني بحصوله على 20 في المائة.

ثمار العمل مع القواعد
كان من بين مرشحي الحزب الفائزين عامل نظافة، وعدد من أبناء المهاجرين بينهم الفلسطينية نورس جبارة. ويرى سكرتير الحزب العام أن الأمر مرتبط بالعمل مع القواعد، وبطبيعة الحزب الوطنية التي أكدها أساتذة العلوم السياسية.
ويضيف مارتينز: "شارك 14 ألف ناشط في حملتنا: من الباب إلى الباب في أحياء المدينة، وحوارات لا حصر لها، وعشرات الآلاف من الساعات في مراكز الاتصال، وتقديم الطعام للمتطوعين. وبدون هذا الشغف والالتزام، يصبح وجود الحزب صعبا. وخلال الحملة، انضم إلينا 500 عضو جديد وبابنا مفتوح على مصراعيه لكل من يريد ذلك".
و"نحن نبني على قوة محلية لتبقى. وأعتقد اعتقادا راسخا أن القوة الجماعية هي السبيل الوحيد للمضي قدما والبناء على المدى الطويل.
الجميع يعمل من أجل الجميع، في تضامن، كما فعلنا خلال الفيضانات، وحملة "تضامن الشتاء"، وحملة "طب من أجل الشعب"". واختتم مارتينز تقيمه بالقول: " إذا نظرت إلى الأسفل فسوف لن ترى الشمس أبداً. نحن نتطلع إلى الأعلى، ونتطلع إلى الأمام، ونبني بديلاً اجتماعيًا محليًا، خطوة بخطوة، معكم، معكم".